(قتيبة الشهابي عاشق دمشق) في محاضرة بثقافي الميدان
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
دمشق-سانا
في رحلة مزجت بين العلم والعاطفة اصطحب الدكتور نزار بني المرجة من حضر محاضرته بثقافي الميدان في جولة داخل دمشق وتاريخها مستحضراً فيها شخصية الراحل الدكتور قتيبة الشهابي.
وأضاء بني المرجة على جوانب غير معروفة عن شخصية الراحل قتيبة الشهابي مستعرضاً إرثه الكبير ومشيراً إلى أنه تتلمذ على يد الراحل الشهابي في كلية طب الأسنان وكان يحيطه بكثير من الرعاية بسبب موهبته الشعرية.
وتحدث بني المرجة للحضور عن مسيرة حياة الشهابي الذي ولد في دمشق عام 1934 ووالده الأمير أحمد الشهابي كان أحد دعائم الثورة السورية الكبرى في غوطة دمشق، ورئيساً لمحكمة الاستقلال في قرية «الحتيتة» في الغوطة، وعانى طويلاً مرارة النفي واللجوء إلى شرق الأردن حتى صدور العفو عن الثوار من قبل سلطات الانتداب الفرنسي، بعد عودته سكن الأمير أحمد والد
قتيبة مدينة الحسكة حيث كان قاضياً (نائب عام) ثم عمل محامياً.
وتحدث بني المرجة عن المراحل الدراسية للشهابي حيث درس المرحلة الابتدائية في مدرسة دوحة الأدب أثناء الاحتلال الفرنسي لسورية حيث كان مدرسوه عرباً في تلك المدرسة التي أسست خصيصاً للرد على المدارس الفرنسية آنذاك وأحب التصوير الفوتوغرافي منذ طفولته، فاقتنى أول كاميرا وكان ثمنها آنذاك ليرة سورية واحدة، فبدأ بممارسة الهواية حتى أصبح محترفاً.
أما في الإعدادية فأضاف إلى هواياته هواية المطالعة وكتابة القصة، وفاز بمسابقة القصة التي أجرتها مجلة عصا الجنة لصاحبها الأديب نشأت التغلبي.
وتابع بني المرجة في مسيرة الراحل الشهابي مبيناً أنه اختار دراسة طب الأسنان وتشارك مقاعد الدراسة مع الموسيقي الكبير صلحي الوادي وبتصميمه وقوة إرادته خاض سنين الدراسة الجامعية والدراسات العليا وأصبح من المميزين بعمله بشهادة زملائه ومرضاه.
وتطرق بني المرجة كذلك إلى رحلة الشهابي مع البحث التاريخي والتوثيق بالصور لمدينة دمشق مشيراً إلى مواجهته للكثير من الصعوبات في البحث بسبب قلة المصادر والتوثيق الخاص بالأحداث التاريخية التي مرت على مدينة دمشق مبيناً أنه كان يضطر أحياناً لاستخدام المجهر على صور قديمة لكي يأخذ منها عناوين وأسماء متاجر مستعيناً بها بعملية التوثيق.
وفي تصريح لمراسل سانا قال بني المرجة: تأتي أهمية المحاضرة من كونها تناولت قامة فكرية أعطت ورفدت المكتبة العربية بعشرات الكتب التي توثق لدمشق وتاريخها مشيراً إلى وجود 17 كتاباً محفوظاً له في مكتبة الكونغرس الأميركية نظراً لأهميتها البالغة والتي توثق تاريخ دمشق بالصورة والكلمة وهذه مأثرة اختص بها الراحل قتيبة الشهابي من بين المؤرخين الآخرين.
ولفت إلى أهمية توجيه الجيل الشاب لحضور مثل هذه المحاضرات التاريخية المهمة للتعرف على تاريخ دمشق ومبدعيها وتطوير أدوات التواصل لجذب الشباب إلى هذه المحاضرات.
مجد عبود
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
محاضرة في منتدى شومان تدعو لإعادة كتابة التاريخ العالمي
صراحة نيوز- قال خبير الآثار والحضارات واللغات السامية الدكتور سعيد السعيد، إن كتب التاريخ العالمية غالبا ما كتبت من منظور أوروبي غربي، وتعتبر أن أوروبا مركزا للحضارة، متجاهلة الحضارات الأخرى.
وبين السعيد خلال محاضرة نظمها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي بالتعاون مع جائزة الملك فيصل العالمية، وألقاها مساء أمس الاثنين في مقره بعمان، بعنوان: “حضارة العرب في منظور التاريخ العالمي”، وأدارها الدكتور زيدان كفافي، أن كتب التاريخ العالمية حينما تتناول نشأت وتطور الحضارة الأوروبية منذ العصور القديمة حتى العصر الحديث، نجدها تركز
على حضارة اليونان والرومان، بينما تعرض الحضارات الأخرى كحضارات هامشية ولا دور يذكر لها في نهضة الغرب الأوروبي تحديدا.
ولفت إلى أن هذا ما دفع العديد من المفكرين والكتاب المعاصرين لتبني الدعوة إلى نزع المركزية الأوروبية، وإعادة التاريخ العالمي بمنظور متعدد المشارب، يعترف بدور الحضارة العربية والحضارات الأخرى وأثرها في تشكيل مسار التاريخ الإنساني.
وأوضح أن علم الآثار الحديث والكشوفات العلمية في مناطق متفرقة من بلاد العرب ببعدها الجغرافي الواسع أثبتت أن نهضة أوروبا الحديثة إنما تأسست على ابتكارات حضارات الشرق العربي القديم، مشيرا إلى أن من يتتبع تطور رموز الحضارة الأوروبية من علوم وفنون وعمارة وفكر ديني وثقافي سيجد جذوره نشأت وتطورت في بلاد العرب، وما هو إلا نتاج لحلقات ممتدة وطويلة من التراكمات والتجارب الحضارية الإنسانية التي ولدت وتطورت في جزيرة العرب ببعدها الواسع.
ولفت إلى أن من أبرز عيوب السرد للتاريخ العالمي، أنه يتمحور حول أوروبا وجعلها مركز الأحداث ومقياس الحضارات، كما يعتمد كتاب التاريخ العالمي في معالجتهم للمادة التاريخية على آلية الانتقاء، وهي عملية ذهنية غير محايدة يمارسها المؤرخ حين يختار أحداثا محددة ويقصي غيرها ليعطي لبعضها صفة المركزية والأخرى إلى الهامش.
وتطرق السعيد خلال المحاضرة، بحضور جمع من الأكاديميين والمختصين والمهتمين، إلى دور العرب في التطور البشري بمختلف المجالات.
يشار إلى أن السعيد أحد أبرز الباحثين في الجزيرة العربية القديمة، وهو عالم سعودي متخصص في الآثار والحضارات واللغات السامية.