السنة الأولى من الزواج.. حجر أساس لبناء مشروع يستمر طول العمر
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
تعتبر الخطبة هي بداية الاختيار السليم والتي يجب ألا تكون قصيرة للغاية بشكل لا يمكن الزوجين من معرفة بعضهما البعض جيدًا، لكن وضع حجر الأساس لبناء مشروع يستمر طول العمر، سنة تفتح أمام الزوجين جوانب أكبر ليعرف كل منهما الآخر ويكتشف أمور لم تكن في الحسبان وتستلزم بعض الحكمة في التعامل معها وتنازلات من الطرفين معًا، وحتى يكون البناء صلبا ومرصوصا على الزوجين تجنب ما يلي:
*1/ العيش على أرض الواقع بعيدا عن الأحلام الوردية، والتصورات غير الواقعية، فالرومانسية التي نشاهدها في الأفلام هي الطريقة للتعبير عن الحب، بينما الحب يمكن التعبير بالاهتمام، وتحمل مسؤولية هذا الزواج، والتنازل عن بعض الطباع للتأقلم مع الكرف الآخر، ما يعني أن الحياة بينهما يجب أن تكون تكاملية، وليس تشابه مطلق.
*2/ لا تُكثروا الشكوى، وإياكم وإفشاء الأسرار، حتى لو كان ذلك للأهل، لأن من يستمع ينظر من وجهة نظر الراوي، والنصيحة بالتالي لن تكون عادلة، فضلا عن وجود أصحاب النوايا السيئة الذين يتقمصون أدوار المحبين.
*3/ الأحكام المسبقة التي يصدرها الزوجين عن أهل الطرف الآخر، كأن نجد فتاة تبتعد عن أهل زوجها وترى أن أهل الزوج لن يحبونها مهما فعلت، أو نفور الزوج من أهل زوجته لاعتقاده أنهم سوف يستغلونه أن يفسدون حياته.
*4/ تراكم الخلافات ووجهات النظر قد تتحول إلى جبل كبير يقف حاجزا أمام سعادتكم، لهذا السبب يفضل إجراء مراجعة لكل خلاف مهما كان بسيطا بأسلوب لين وهادئ وبصراحة لحل الخلاف بدلا من السكوت عنه وتراكم الضغينة.
مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق والسعادة بحول الله.
**
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
تفاصيل..
هل تهمنا التفاصيل؟ نعم، تهمنا التفاصيل، هل جميعنا يسعى لمزيد من التفاصيل، سواء يعنيه الأمر، أو لا يعنيه؟ نعم، الجميع يسعى إلى ذلك، كنوع من «الحشرية» أليست التفاصيل مزعجة؟ بلى، في كثير منها مزعجة إلى درجة القلق، وقد نعاتب أنفسنا، على أننا ذهبنا بعيدا للحصول على تفاصيل لموضوع ما، ما كان ينبغي أن نسعى إلى معرفتها أكثر، وفي كل ما ورد أعلاه لا أذهب إلى المعرفة العلمية التي تتطلب الكثير من التفاصيل، بل الحرص على البحث عن التفاصيل لتحقيق المنهج المعلمي في البحث.
يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم..) ــ 101 المائدة ــ وهذا ما يؤكد أن الذهاب في البحث عن التفاصيل، قد يجر إلى كثير من المتاعب، والهموم، وليس فقط في جانبه الآخر، وهو الحصول على معرفة أكثر وضوحا، أو تيقنا، وسواء ذلك يحصل لرغبة الشخص عن التحقق عن موضوع عام «يهم المجموع» أو موضوع خاص، فكلا الأمرين يذهبان إلى جلب المتاعب النفسية، أكثر من الاطمئنان على الحقيقة، لأن الدائرة المتاحة للفرد أن يهتم في حدود دائرته المغلقة فقط، وليس متاحا له الولوج إلى دوائر الآخرين.
ولذلك فالتعامل مع العموميات، ربما، أكثر راحة للبال، والخروج من مأزق الوقوع في المتاعب النفسية، والفكرة ذاتها تذهب إلى النهي عن البحث عن تفاصيل الآخرين من خلال التجسس عليهم، وتكوين صورا نمطية تختزنها الذاكرة، لتستجلبها في مواقف معينة، فتبني عليها قرارات وقناعات، يكون في أغلبها خاطئة، أو الحصول على معلومات، ربما تجاوزت فترتها الزمنية،
ومع ذلك يسعى الفرد الذي حصل عليها على استخدامها كورقة ضغط «لي ذراع» لما يسعى إلى تحقيقه من الطرف الآخر، فهذه كلها أساليب ملتوية تجر الكثير من المتاعب « في نهاية الأمر» على الطرفين، وهذا ليس من الحكمة في شيء، وليس من أسس العلاقات بين الأفراد، التي يجب أن تبنى على الصدق، وعلى الاطمئنان، وقد جاء في النهج النبوي على صاحبه أفضل صلاة وسلام: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه» فالتربص بالآخر، لا يحدث إلا عندما يكون أحد الطرفين يملك أوراقا، يرى فيها ورقة ضغط على الآخر، فينزل نفسه منزلة المبتز لكي يحقق ما يريد.
يلعب كثير من الناس لعبة اصطياد التفاصيل، وقد تكون حالة نفسية متأصلة في نفوسهم، ليس فقط للإساءة إلى الآخر، وهي إحدى الوظائف لهذا الاصطياد، ولكن كنوع من المباهاة أمام الآخرين، وخاصة في المجالس العامة حيث يمسك أحدهم بزمام المجلس ليبدأ في نثر المعلومات، والأقاويل، عن فلان من الناس خاصة إذا كان هذا الفلان من الناس بينه وبين المتحدث المصطاد لتفاصيله عداوة ما أو موقف أخل بطرفي العلاقة لظرف ما، أو عدم تحقيق خدمة، أو رغبة جامحة لأمر ما،
هنا تعرض التفاصيل المهمة وغير المهمة على «الحضرة» فتنتشر من خلالها الأقاويل والإشاعات عن الناس، وفي مثل هذه المواقف، هناك من يمعن الإساءة أكثر، ولربما يراكم مع المعلومات المتداولة، معلومات أكثر، وقد تكون غير واقعية، ولعل وسائل التواصل الاجتماعي اليوم بيئة خصبة لذلك، والناس متماهون فيها بقصد وبغير قصد، مع أن محصلة ذلك خطيرة جدا، ليس فقط، في اللحظة الراهنة للأشخاص، ولكن لأننا مسائلون عن ذلك حيث سنحاسب على مثقال ذرة، إن كان خيرا فخير، وإن كان شرا فشر، فهل هناك من عاقل لا يعي مسؤولية عواقب التفاصيل؟