أكد الكاتب الصحفى مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، أن «الذكاء الاصطناعى» فى العصر الحالى يلعب دوراً قوياً ومهماً، إلا أنه رغم هذه التطورات الكبيرة، فإنه لا يمكن أن يحل محل الصحفى، إنما هو عامل مساعد لا بد من الاستعانة به للخروج بعمل صحفى يتمتع بجودة ودقة عالية.

جاء ذلك خلال مشاركته، أمس ، فى ورشة عمل «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»، التى حملت عنوان «الصحافة المصرية فى ظل تحديات التحولات الرقمية»، حيث ‎ناقشت الورشة عدة محاور، أبرزها التحديات والفرص أمام تحول الإعلام التقليدى إلى رقمى، والقدرة على التعامل مع الأدوات التكنولوجية فى غرف الأخبار، ومدى استعداد الصحفى والمؤسسات لتلك الأدوات، وكيفية تعبير النخبة الصحفية عن شواغل المهنة.

و‎أدار الجلسة النائبة مارثا محروس، عضو مجلس النواب عن التنسيقية، والنائب رامى جلال عامر، عضو مجلس الشيوخ عن التنسيقية، وشارك بالجلسة علا الشافعى، رئيس تحرير «اليوم السابع»، ومحمود بسيونى، رئيس تحرير موقع «مبتدا»، والنائبة دينا عبدالكريم، عضو مجلس النواب، ود. شيماء عبدالإله، عضو الهيئة الوطنية للصحافة وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ‎كما شارك كل من النواب: مارسيل سمير، ونادر مصطفى، وعماد خليل، وأعضاء مجلس النواب عن التنسيقية، وعدد من أعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

مصطفى عمار في ورشة عمل «تنسيقية شباب الأحزاب»: أطلقنا برامج بودكاست لمخاطبة الشباب والفئات الأكبر سنا

وأضاف «عمار» أن «الذكاء الاصطناعى يمكنه التدقيق فى الخبر الذى يكتبه الصحفى لمعرفة إن كانت هذه المعلومات حقيقية أم لا، وهو ما أكده الكاتب الراحل أحمد شوقى العطار فى تقريره، الذى تضمن أهمية وجود الذكاء الاصطناعى والاعتراف به والتعامل معه ومواكبته»، مشيراً إلى أن جريدة «الوطن» لديها تجربة ثرية فى مواكبة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى، وعكفت على تطوير محتواها الإلكترونى ومنصات التواصل الاجتماعى، متابعاً: «ندرك تماماً أهمية منصات التواصل التى تجذب قطاعات كبيرة من الشباب، لذلك عملنا على تطوير محتوانا المقدم عليها بهدف الوصول لهذا الجمهور وتزويده بخدمة صحفية تلائم صفاته وصفات المنصة التى يستعملها».

«عمار»: من المهم الوصول إلى جمهور «السوشيال ميديا» والاستفادة من أعدادهم بمادة إعلامية تجذبهم وتحافظ على المهنية

ولفت رئيس تحرير جريدة «الوطن» إلى أن الصحيفة أطلقت برامج «بودكاست» تهدف إلى مخاطبة الشباب فى الأساس إلى جانب الفئات الأكبر سناً، وذلك من خلال تقديم برامج ذات محتوى متنوع بين الفن والرياضة والسياسة وبرامج الأطفال وغيرها، والتى من شأنها أن تخاطب كافة الأذواق، ويأتى ذلك فى إطار حرص الجريدة على مخاطبة الجمهور ومواكبة التطورات، منوهاً بأنه من المهم فى ظل عمل المؤسسات الإعلامية على الوصول إلى جمهور «السوشيال ميديا» والاستفادة من أعدادهم الضخمة على هذه المنصات، من خلال تقديم مادة إعلامية تجذبهم، أن يكون هناك حرص من هذه المؤسسات على الحفاظ على المهنية، وجودة المحتوى المقدم، بحيث يكون المحتوى يرتقى للمعايير الصحفية، وفى الوقت ذاته يكون جاذباً بالنسبة للشباب ويسهل فهمه ووصوله لهم.

‎وأوصى المشاركون بضرورة عمل برامج تدريبية شاملة لمواكبة التطور التكنولوجى فيما يخص كل مجالات العمل الصحفى، وأشاروا إلى ضرورة إجراء تعديل تشريعى لقانون نقابة الصحفيين لوجود مواد لا تتناسب مع المرحلة الحالية، فضلاً عن ضرورة ‎إصدار قانون لحرية تداول المعلومات لتوفير المعلومة للصحفى بشكل يمكّنه من تطوير المحتوى للنهوض بالوعى الجمعى، مضيفين أنه لا بد من أن تؤخذ فى الاعتبار أزمة الأجور والتعيينات المتوقفة.

‎كما أكدوا أن التحول الرقمى لا يعنى تجاهل الصحف المطبوعة، ولكن أن يكون هناك تكامل بين الصحافة المطبوعة والإلكترونية، وأوصوا بضرورة إعادة تأهيل الصحفيين وتدريبهم للعمل على تطوير أدواتهم، والاعتماد على الصحافة التحليلية فى الصحف الورقية بدلاً من الصحافة الإخبارية، لافتين إلى ضرورة البحث عن حلول للتمويل والاستغلال الأمثل لموارد الصحف، والبحث عن مورد ثابت داخل كل جريدة لبناء بنية رقمية حقيقية، والاستفادة من الأرشيف ومراكز الدراسات داخل المؤسسات القومية.

رئيس تحرير «اليوم السابع»: لا بد أن تتعامل الصحافة المصرية مع التطورات التكنولوجية.. وهذا لا يعني بالضرورة انتهاء الصحافة الورقية

ومن جانبها، قالت علا الشافعى، رئيس تحرير جريدة «اليوم السابع»، إن الصحافة المصرية لا بد أن تتعامل مع التطورات التكنولوجية الجديدة، وخلق التوازن بين الصحافة الإلكترونية والورقية، ومن أهم الخطوات فى هذا الإطار هى تطوير الصحافة الورقية بما يواكب العصر الحالى، فضلاً عن المحتوى وطريقة الكتابة، مشيرة إلى أنه من المهم أثناء الكتابة مراعاة صفات كل من قارئ الجريدة الورقية وقارئ الخبر الإلكترونى، فلكل منهما صفات معينة يجب مراعاتها أثناء الكتابة وهو ما يجعل المادة المقدمة أكثر جاذبية.

ولفتت «الشافعى» إلى أهمية استطلاعات الرأى، لا سيما فى ظل التطورات التكنولوجية الحالية، فمن خلالها سيعرف الصحفى ما يرغب فيه القارئ ويبدأ فى العمل على تقديمه بشكل يرتقى لمواصفات المهنة، وفى الوقت نفسه لا يبتعد عن رغبة القارئ، مؤكدة أن التطور التكنولوجى لا يعنى بالضرورة انتهاء الصحافة الورقية، فالشعب المصرى فيه جميع الأذواق.

رئيس تحرير موقع «مبتدا»: لا بد من تطوير البيئة التشريعية للعمل الصحفى لمواكبة العصر الحالي.. وتقديم مادة صحفية ترتقي لاهتمامات الشباب

وفى الإطار ذاته، قال محمود بسيونى، رئيس تحرير موقع «مبتدا»، إن البيئة التشريعية للعمل الصحفى تحتاج إلى التطوير والتجديد حتى تتلاءم مع العصر الحالى والثورة التكنولوجية التى تشهدها المجتمعات، مضيفاً: «يمكن أن نستفيد من الحالة السياسية الإيجابية التى تشهدها البلاد، وننظم ما يشبه حواراً وطنياً إعلامياً لمناقشة البيئة الإعلامية وما تواجهه من تحديات ومشاكل وفرص وآليات للتطوير».

وأوضح «بسيونى» أن مواكبة العصر الحالى تحتاج إلى وجود بنية معلوماتية قوية تستوعب كل أنواع الاستخدام المختلفة، إلى جانب التمويل المالى المناسب للمؤسسات الإعلامية حتى تتمكن من تطوير آلياتها التكنولوجية، وأهم الخطوات فى هذا الإطار هى مخاطبة الشباب المصرى الذى يمثل النسبة الأكبر من الشعب والفئة الأكثر نشاطاً، وذلك سيتم من خلال تقديم مادة صحفية ترتقى لاهتمامات الشباب.

دينا عبدالكريم: التحول الرقمي فرض على العالم السرعة.. ونطالب بإعادة صياغة آليات الصحافة والقائمين على صناعة الخبر

فى حين قالت النائبة دينا عبدالكريم، عضو مجلس النواب، إن التحول الرقمى هو عبارة عن حلول فُرضت على العالم فى الوقت الحالى من أجل السرعة، لا سيما أنه عبارة عن تحدٍّ يواجه كل الجهات المختلفة، ولا بد من التعامل معها ومواكبتها، كما أن هذه الثورة التكنولوجية تولّد تقديراً لقيمة الوقت.

وأوصت «دينا» بإعادة صياغة آليات الصحافة والقائمين على صناعة الخبر، إلى جانب أن يتم تغيير حجم الصحيفة الورقية والاستعانة بالخصومات وغيرها، مشيرة إلى أهمية توفير دورات تدريبية وتثقيفية للصحفيين، لا سيما الشباب، وتعريفهم بأخلاقيات المهنة، واختتمت بأهمية التوغل إلى الطبقات البسيطة من المجتمع المصرى وتعريفهم بأهمية التطوير والمواكبة.

مارسيل سمير: لا بد من العمل على إصدار لوائح تتلاءم مع الآليات الإلكترونية الحالية

من ناحيتها، قالت النائبة مارسيل سمير، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن البنية التشريعية تحتاج إلى أن تتبنى التطور التكنولوجى اللحظى، ولا بد من العمل على إصدار لوائح تتلاءم مع الآليات الإلكترونية الحالية، مشيرة إلى أهمية تدريب الكوادر الصحفية، ولكن لا بد أن يكون مبنياً على تطورات وشكل العصر الحالى، وألا يكون مبنياً على التاريخ، حتى يتمكن الجيل الجديد من مواكبة القادم فى التطور التكنولوجى، مضيفة أن التطور التكنولوجى يمكن الاستفادة منه فى تنظيم الصحافة.

عماد خليل: هناك فجوة بين عدد الخريجين والمؤسسات الإعلامية

من جانبه، قال النائب عماد خليل، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن هناك إفراطاً فى أعداد خريجى الإعلام، وهو ما يخلق أهمية التدريبات الصحفية التى تقدمها المؤسسات للشباب وطلاب الإعلام، لافتاً إلى أن الزيادة العددية لا يساويها زيادة فى الجودة، بل إن هناك فجوة بين عدد الخريجين والمؤسسات الإعلامية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تنسيقية شباب الأحزاب الصحافة الإلكترونية الصحافة الورقية الذكاء الاصطناعى تنسیقیة شباب الأحزاب والسیاسیین عضو مجلس النواب مجلس النواب عن رئیس تحریر لا بد من من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

تصاعد التنمر الإلكتروني بين الأطفال في كل الدول الأوروبية: أيها الأشد معاناة؟

يورونيوز نكست تتناول تصاعد التنمر الإلكتروني بين المراهقين في أوروبا. يوضح خبراء اختلاف المعدلات بين الدول، وزيادة الحالات أثناء الجائحة، ودور بنية الأسرة.

التنمر الإلكتروني بين الأطفال والمراهقين مشكلة متنامية في أنحاء أوروبا وتطال كل دولة في التكتل، بحسب تقرير جديد صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). وما يبعث على القلق بشكل خاص أن معدلات التنمر الإلكتروني ارتفعت في جميع الدول والمناطق الأوروبية الـ29 المشمولة في البحث. وتختلف المستويات على نطاق واسع، إذ تُعد دول البلطيق والمملكة المتحدة وإيرلندا من بين الأكثر تضرراً. فأي البلدان تتلقى الضربة الأقسى بين الشباب؟ وكيف تختلف معدلات التنمر الإلكتروني بين الفتيات والفتيان؟ وهل ثمة صلة بين بنية الأسرة، مثل العيش مع والد واحد أو والدين، واحتمال التعرض للتنمر الإلكتروني؟

ما هو التنمر الإلكتروني؟

يشير التنمر الإلكتروني، وفق تقرير OECD المعنون "How’s Life for Children in the Digital Age?" والصادر في عام 2025، إلى المضايقات أو التهديدات أو التعليقات السلبية عبر الإنترنت التي تستهدف طفلاً من أقرانه أو من غرباء. وهو يتضمن عادة سلوكاً عدائياً متعمداً ومتكرراً، واختلالاً في ميزان القوة، واستخدام وسائل الإعلام الرقمية. وفي الاستبيان، قُدم وصف للتنمر الإلكتروني بأمثلة من قبيل: "أن يرسل لك شخص ما رسائل فورية أو بريداً إلكترونياً أو رسائل نصية مسيئة؛ أو منشورات على الجدران؛ أو أن ينشئ موقعاً يسخر منك؛ أو أن ينشر صوراً غير لائقة أو غير مُرضية لك عبر الإنترنت من دون إذن أو يشاركها مع آخرين". وتشمل بيانات المنظمة تلاميذ مدارس في أعمار 11 و13 و15 عاماً. وخلال الفترة 2021-22 تراوحت نسبة الأطفال الذين تعرضوا للتنمر عبر الإنترنت بين 7.5 في المئة في إسبانيا و27.1 في المئة في ليتوانيا. أما متوسط OECD، الذي يعكس إلى حد كبير أوروبا، فبلغ 15.5 في المئة. وإلى جانب ليتوانيا، تسجل لاتفيا وبولندا وإنجلترا وهنغاريا وإستونيا وإيرلندا واسكتلندا وسلوفينيا والسويد وويلز وفنلندا والدنمارك معدلات أعلى من هذا المتوسط. وفي المقابل، تأتي البرتغال واليونان وفرنسا ضمن الأدنى، كما أن المعدلات في ألمانيا وإيطاليا دون المتوسط الأوروبي.

لماذا تختلف معدلات التنمر الإلكتروني بين البلدان؟

قال جيمس أوهيغينز نورمان، أستاذ في جامعة مدينة دبلن ورئيس كرسي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتنمر والتنمر الإلكتروني، لـEuronews Next: "إن الفروق العابرة للحدود في انتشار (التنمر) و(التنمر الإلكتروني) عبر أوروبا تُفهم على أفضل وجه من خلال تفاعل العوامل التكنولوجية والثقافية والمؤسساتية". وأوضح أن اختلافات النفاذ إلى الإنترنت وانتشار الهواتف الذكية والمنصات السائدة تؤثر في وتيرة وطبيعة تفاعلات الشباب عبر الشبكة. ثقافياً، تختلف الأعراف الاجتماعية المرتبطة بالصراع والتواصل والعدوان اختلافاً كبيراً؛ فالمجتمعات التي تتسامح أكثر مع العداء اللفظي أو العدوان غير المباشر تميل إلى الإبلاغ عن مستويات أعلى من التنمر عبر الإنترنت. وعلى الصعيد المؤسسي، تسهم فجوات التعليم في محو الأمية الرقمية، وبرامج الوقاية المدرسية، والوساطة الأبوية في إنتاج نتائج وطنية مختلفة. ويؤكد خبراء "الشبكة الأوروبية لمكافحة التنمر" (EAN) أن الفوارق بين أنظمة التعليم الوطنية لها دور أيضاً، قائلين: "حيث تُدرَّس محو الأمية الرقمية والسلامة على الإنترنت بصورة نشطة، يميل الشباب إلى أن يكونوا أفضل استعداداً للوقاية من التنمر الإلكتروني والتعامل معه". وشددوا كذلك على أن أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن مستويات الدعم الأسري والمجتمعي، تحدد بدورها مدى هشاشة الشباب ومدى فعالية تدخل المدارس والمؤسسات.

ارتفاع التنمر الإلكتروني في جميع أنحاء أوروبا

بين 2017-18 و2021-22، ازداد التنمر الإلكتروني في جميع الدول والمناطق الأوروبية الـ29 التي شملها التقرير، وكان الارتفاع بأكثر من خمس نقاط مئوية في الدنمارك وليتوانيا والنرويج وسلوفينيا وآيسلندا وهولندا. وقد ارتفع متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من 12.1 إلى 15.5 في المئة. وأشارت الدكتورة ألينا كوسما من "كلية ترينيتي" في دبلن إلى أن هذا ارتفاع طفيف ويمكن عزوه إلى أن جيل المراهقين هذا بات يتمتع بنفاذ أكبر إلى الأجهزة الرقمية ويقضي وقتاً أطول على الإنترنت. ولفت خبراء EAN إلى أن جائحة كوفيد-19 لعبت دوراً مهماً: فمع إغلاق المدارس وانتقال الحياة الاجتماعية إلى الفضاء الرقمي، قضى الشباب وقتاً أطول على المنصات الرقمية، حيث يسهل أن تنشب النزاعات وأن يحدث التنمر. وقال أوهيغينز نورمان: "تتزامن هذه الفترة مع توسع سريع في استخدام الهواتف الذكية والانخراط في وسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب، ما زاد فرص التواصل الاجتماعي وكذلك التفاعلات المؤذية عبر الإنترنت". وأضاف أن بيئات التواصل الرقمي تمنح غالباً قدراً من الإخفاء والآنية واتساع الجمهور، ما يقلل من المساءلة الاجتماعية والتعاطف، ويمكن بالتالي أن يطبع سلوكيات عدائية أو إقصائية عبر الإنترنت. وتابع: "لكن من المهم التأكيد أن هذه الفترة لا ينبغي تفسيرها على أنها مسار تصاعدي طويل الأمد في انتشار التنمر الإلكتروني؛ فبيانات وطنية حديثة تشير إلى أن المستويات ربما استقرت بعد الجائحة".

الفتيات أكثر عرضة... والأسر ذات الوالد الواحد في مرمى الخطر

في بلدان كثيرة، تكون الفتيات أكثر عرضة للتنمر الإلكتروني، إلا أن ليتوانيا تُعد استثناءً لافتاً؛

فعلى متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تبلغ النسبة 14.3 في المئة لدى الفتيان و16.4 في المئة لدى الفتيات، وتزيد الفجوة على خمس نقاط مئوية في عدة بلدان، منها السويد وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا. ويفسر نورمان ذلك بأنماط سلوكية وأعراف اجتماعية مرتبطة بالنوع الاجتماعي، إذ تميل الفتيات إلى انخراط أكبر في التواصل عبر الشبكات الاجتماعية وأنشطة تقديم الذات، وهي مرتبطة بأشكال علاقية وعاطفية من التنمر الإلكتروني مثل الإقصاء الاجتماعي ونشر الشائعات والمضايقات القائمة على الصور. كما تُظهر البيانات أن معدلات التنمر الإلكتروني أعلى في الأسر ذات الوالد الواحد مقارنة بالأسر ذات الوالدين، وهذا هو الحال في جميع البلدان. والفجوة هنا أوسع من الفارق بين الجنسين، إذ تبلغ 19.8 في المئة مقابل 14.1 في المئة، وتتجاوز خمس نقاط مئوية في أكثر من 20 بلداً.

وقال أوهيغينز نورمان: "إن ارتفاع انتشار التنمر الإلكتروني بين الشباب من الأسر أحادية الوالد قد يشير إلى هشاشات بنيوية ونفسية اجتماعية مرتبطة بسياق الأسرة". ويعني ذلك أن الوالد المنفرد غالباً ما يواجه ضغوطاً زمنية ومالية وعاطفية أكبر، ما قد يحد من الإشراف على الأنشطة الرقمية للأبناء ويقلل فرص إرشادهم إلى سلوك آمن على الإنترنت. وقد يقضي الأطفال في هذه الأسر وقتاً أطول على الإنترنت لبناء صلات اجتماعية، ما يزيد تعرّضهم للمخاطر.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • الحمصاني: تطوير منطقة الأهرامات يستهدف تقديم تجربة سياحية متكاملة مع الحفاظ على الطابع التاريخي
  • رئيس جامعة الأزهر: الشباب هم سواعد الوطن وينبغي أن تكون عيوننا عليهم وأن نقدم لهم القدوة
  • رئيس جامعة الأزهر: الشباب سواعد الوطن وينبغي علينا تقديم القدوة لهم
  • "تنظيم الاتصالات" تناقش ظاهرة الاحتيال الإلكتروني.. الأحد
  • برلمانيون: توجيهات الرئيس بالتوسع في مدارس التكنولوجيا التطبيقية تمثل منعطفا حقيقيا في مسار تطوير التعليم
  • تصاعد التنمر الإلكتروني بين الأطفال في كل الدول الأوروبية: أيها الأشد معاناة؟
  • ما المحتوى الإخباري الرابح والخاسر أمام الذكاء الاصطناعي؟
  • رئيس الوزراء: لن نتهاون مع مختلقي الأخبار الكاذبة واستهداف الاقتصاد الوطني
  • الداخلية: القبض على رئيس مجلس إدارة موقع إخباري تنفيذا لقرار النيابة العامة
  • البزري التقى رئيس بلدية البرامية