معرض الكتاب.. أكبر بكثير من مجرد نجاح تنظيمي
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
أسدل الستار مساء اليوم على الدورة الثامنة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب بعد 10 أيام احتفت بالكتاب الورقي وأكدت مكانته الكبيرة لدى القرّاء رغم بروز منازعين جدد أوجدتهم الثورة التكنولوجية ومنطق التحولات التي تشهدها حياتنا المتغيرة باستمرار.. كما احتفت أيام المعرض بالثقافة والفكر والفنون وبالحوار الذي يأخذنا نحو حياة أكثر سلاما وهدوءا واستقرارا.
وإذا كانت الحالة التي يصنعها المعرض خلال أيامه العشرة تصنع تفاعلا مثريا بين القارئ والكتاب فإن السؤال الذي يعاد طرحه في كل عام هو: ماذا بعد المعرض؟ ماذا بعد هذه التفاعلات التي تزرع في نفوس الجميع الفرحة والنشوة بالأعداد الكبيرة التي ترتاد المعرض من مختلف فئات المجتمع، وبالأعداد الأكبر من الكتب التي تُقتنى كل عام بشكل شخصي أو عبر مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة. هل تغير هذه الكتب وما تحويه من علوم ومعارف حياتنا نحو الأفضل؟ وهل تعيد بناء وعينا بذواتنا وبالعالم من حولنا؟ هل نعيد صياغة أسئلتنا التقليدية بنظرة أكثر حداثة ومواكبة للمرحلة؟ أو أن النزعة الاستهلاكية تغلب علينا حتى في اقتناء الكتب دون أن يكون لذلك أدنى أثر؟
ورغم أن هذه الأسئلة لا يمكن رصد إجابات دقيقة وقطعية عنها في المدى القصير إلا أن أجيالا من العمانيين الشباب الذين خرجوا بعشرات الكتب في كل معرض قبل عقد أو عقدين يساعدون في محاولة بناء إجابة عن بعض هذه الأسئلة التي تجتمع حول نقطة واحدة هي: هل نقرأ؟
إن تلك الأجيال التي سمعناها تتحدث في الكثير من الفعاليات الثقافية والفكرية والفنية التي أقيمت في المعرض تخرّجت من الدورات الأولى لمعرض مسقط للكتاب، وهي أجيال تبشر بكثير من الخير وتؤكد أن معرض مسقط للكتاب كما أسهم سابقا في بناء وعي بين أجيال تسعينيات القرن الماضي والعقدين الأولين من القرن الجديد فإنه ما زال يقوم بدوره على أكمل وجه في تشكيل وعي جديد في مختلف الأجيال التي كانت تلتقي يوميا في أجنحة المعرض بحوارها حول الشأن السياسي والثقافي والفكري والاجتماعي بشكل عام، وحول الكتب المعروضة في أجنحة المعرض بشكل خاص وهذا في حد ذاته أكبر نجاح يمكن التمسك به بعيدا عن أي نقاشات جانبية قد يفرزها المعرض والتي لا تعدو أن تكون مقترحات في طريقها للتنفيذ كما نفذت عشرات المقترحات التي طرحت في أعقاب دورات مضت.
ورغم هذه الصورة التي تبدو مشرقة جدا فإننا بحاجة ماسة جدا لأن نكرس حضور الكتاب في حياتنا اليومية وحياة أبنائنا، بغض النظر إن كان كتابا ورقيا أو إلكترونيا، وهذا دور جميع مؤسسات المجتمع بدءا من مؤسسة الأسرة وليس انتهاء بالمؤسسات الحكومية التي عليها دور كبير في رعاية العقول المبدعة وفي بناء الوعي المجتمعي سواء كانت أيضا مؤسسات تعليمية كما هو الحال في وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومختلف المؤسسات الجامعية أو عبر مؤسسات الإعلام التي تتحمل دورا كبيرا وأساسيا في بناء الوعي المعرفي. وفي الحقيقة كل مؤسسة تعرف دورها والصورة أمامها واضحة جدا ولكن عليها أن تعمل بجد واجتهاد في القيام بدورها على أكمل وجه من أجل أن يكون الغد الذي نأمله لنا ولوطننا ولأمتنا وللإنسانية جمعاء في أفضل حال.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
افتتاح "معرض عُمان للعطور" الخميس المقبل بمشاركة 100 دار محلية وعالمية
مسقط- الرؤية
يستضيف مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض معرض عُمان للعطور، في الفترة من 29 مايو وحتى 2 يونيو المقبل، إذ يجمع الحدث أكثر من 100 دار عطور إقليمية وعالمية مرموقة، من بينها الماجد للعود، دخون، جنيد، لوتاه، سفر، أحمد المغربي، عبدالصمد القرشي، والشيخ سعيد، بالإضافة إلى مشاركات لأول مرة من سنديرو للعطور من (الإمارات) وإميورتال عود من (تايلاند).
وشهدت نسخة العام الماضي أكثر من 20 ألف زائر استكشفوا أحدث العطور، كما أنه من المتوقع أن يكون عدد زوار هذا العام أكبر من العام الماضي، نتيجة للطلب المحلي المتزايد على العطور الأصلية والمبتكرة.
وتزامنًا مع قرب عيد الأضحى، يوفر المعرض للزوار رحلة حسية عبر روائح عُمان الشهيرة، من اللبان إلى الورد الدمشقي، إلى جانب فرصة مثالية لاقتناء عطور، وبخور، وزيوت حصرية.
وقال المهندس سعيد الشنفري الرئيس التنفيذي لمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض: "لطالما شكلت المكونات الطبيعية العُمانية جزءًا أساسيًا من عالم العطور، ويحتفي معرض عُمان للعطور بهذه الرحلة من الأرض إلى الزجاجة، مقدّمًا لعشاق العطور منصة مثالية للتسوق من أبرز دور العطور الإقليمية."
ويفتح المعرض أبوابه يوميًا من 29 مايو حتى 2 يونيو من الساعة 12 مساءً حتى 10 مساءً، في القاعة رقم 1 بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.