أكد توفيق الشرجبي، وزير المياه والبيئة في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أن سفينة الشحن روبيمار المملوكة لشركة بريطانية غرقت بحمولتها بشكل كامل فجر الأحد، على بعد 16 ميلاً من ميناء المخا اليمني، بعد أسبوعين من المناشدات المتكررة من الحكومة لإنقاذ البلاد من هذه الكارثة البيئية.

وكانت السفينة روبيمار في خليج عدن بالقرب من مضيق باب المندب، عندما أصيبت بصاروخين أطلقهما الحوثيون المتحالفون مع إيران في 18 فبراير (شباط) الماضي، ما تسبب في أضرار جسيمة للسفينة، وتسريب بقعة نفط بطول 29 كيلومتراً.

وقال الشرجبي لرويترز إن السفينة بدأت في الغرق في وقت سابق، ثم مالت على مؤخرتها لتنزل بشكل عمودي، وتصل للقاع على عمق 150 متراً في البحر.

وأضاف “رغم أن السفينة تحمل شحنة من مادة فوسفات الأمونيا، وهي ليست عالية السمية، فإن خطورتها تكمن في كونها مادة سماد غير عضوي يمكن ذوبانها في الماء، وبالتالي يصعب إزالتها مستقبلاً، إذا اختلطت مع مياه البحر، وستكون تأثيراتها خطيرة على الأحياء البحرية والبيئة البحرية في منطقة البحر الأحمر بشكل عام “.
وأكد أن الأضرار ستكون كبيرة على الأسماك والشعب المرجانية والبيئة البحرية وغابات أشجار المانجروف، التي تنتشر في المنطقة مما سيؤثر على التنوع البيولوجي، ويؤدي إلى فقدان الأكسجين، والتأثير على الأحياء المائية.
ويمتاز النظام البيئي لجنوب البحر الأحمر بالشعاب المرجانية وأشجار المانجروف الساحلية والحياة البحرية المتنوعة.
وقال إن هذه التهديدات تشمل الثروة السمكية التي يعتمد عليها الصيادون بشريحتهم الكبرى في المجتمع، ما يعني ارتفاع نسبة الفقر والبطالة.
ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم إلى جانب الأضرار الاقتصادية العديدة جراء ارتفاع تكاليف النقل والتأمين، وتجنب السفن الإبحار في البحر الأحمر، نتيجة مثل هذه الهجمات.
وأكد الشرجبي، وهو رئيس خلية الأزمة الحكومية للتعامل مع كارثة السفينة الغارقة، أن التعامل مع كارثة بحجم غرق السفينة روبيمار أكبر من قدرات الحكومة اليمنية، ومن أن تتحملها وحدها، فاليمن يعيش حرباً منذ 9 سنوات وقدراته لا تؤهله للقيام بذلك بمفرده.

وأضاف أنه يفترض على المجتمع الإقليمي والدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه ما يحدث في البحر الأحمر من صراعات وكوارث، وذلك لحماية الممرات الملاحية الدولية، كونها لا تخدم اليمن فقط، بل تخدم الإقليم والعالم أجمع في منطقة حيوية هامة للتجارة الدولية.
وأوضح أن خبراء دوليين سيصلون إلى عدن لتقديم خبراتهم، ومساعدة الحكومة في معالجة هذه الأزمة غير مسبوقة لليمن، على المستوى التقني والفني.
وفي رده على سؤال بشأن إمكانية مقاضاة الشركة المالكة للسفينة، قال وزير المياه والبيئة اليمني إن الجهات الحكومية المختصة بصدد التعاقد مع محام دولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة وفقاً للمسؤوليات المحددة قانوناً للملاك وشركة التأمين ومختلف الأطراف ذات الصلة وخصوصاً النتائج المترتبة على أي تلوث قد يلحق بالبيئة البحريه اليمنية نتيجة ما حدث.
ويوفر قطاع الصيد في اليمن فرص عمل في أنشطة الصيد والأنشطة ذات الصلة لنحو 500 ألف شخص يعيلون قرابة 1.7 مليون نسمة.
وقد أثر الصراع المستمر في اليمن على ما يقرب من 70 بالمئة من صغار الصيادين الذين هم عمود القطاع السمكي، وفقاُ لبيانات الأمم المتحدة.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

فنزويلا تتهم أمريكا بارتكاب “سرقة سافرة” بعد احتجاز ناقلة نفط في البحر الكاريبي

الثورة نت/وكالات اتهمت الحكومة الفنزويلية الولايات المتحدة بارتكاب “سرقة سافرة” بعد أن احتجزت ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة سواحل فنزويلا. وقالت الحكومة في بيان مساء الأربعاء إنها “ستدافع عن سيادتها ومواردها الطبيعية وكرامتها الوطنية بتصميم مطلق”، وإنها ستندد باحتجاز الناقلة أمام الهيئات الدولية. وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب احتجاز السفينة أمس الأربعاء، وهي خطوة أدت إلى ارتفاع أسعار النفط وتصعيد حاد في التوتر بين واشنطن وكراكاس.

مقالات مشابهة

  • السفينة جالاكسي .. اولى صفحات البطولة اليمنية .. الحلقة (1)
  • مسؤول بارز في حكومة صنعاء يكشف عن مؤامرة هي الأخطر في اليمن “تفاصيل”
  • تطوير ميناء المخا.. رهان اقتصادي يعيد إحياء بوابة تجارة هامة في اليمن
  • غزة على أبواب “كارثة إنسانية” بسبب نقص الخيام والطقس القاسي
  • مهرجان البحر الأحمر يعلن الفائزين بجوائز “اليُسر” في ختام دورته الخامسة 2025
  • “حماس”: قطاع غزة يعيش كارثة حقيقية بفعل المنخفض الجوي ومنع الإعمار
  • قائد القوات البحرية يشرف على مراسم تفتيش الغراب قاذف الصواريخ “رايس حسان بربيار”
  • مركز حقوقي يحذر من كارثة وشيكة للنازحين بغزة نتيجة القيود “الإسرائيلية”
  • “السينما.. تأثير في كل المنصات”.. عروض إثرائية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي ضمن “حديث إمباك”
  • فنزويلا تتهم أمريكا بارتكاب “سرقة سافرة” بعد احتجاز ناقلة نفط في البحر الكاريبي