حياته مهددة.. شقيق مثلي معتقل بقطر يكشف تطورات قضيته ووضعه الصحي
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
"لديه جرعات قليلة من الدواء، وانتهاؤها يهدد حياته"، بهذه العبارة يؤكد الشاب المكسيكي، إنريكي غيريرو على ضرورة إطلاق سراح شقيقه المصاب بفيروس نقص المناعة أو ترحيله من قبل السلطات القطرية، بعد توقيفه بتهمة "المثلية الجنسية".
غيريرو يقول لموقع "الحرة"، إن شقيقه إنريكي "تلقى بعد 24 يوما من الاحتجاز مضادات الفيروسات القهقرية لكن قطر لم توفرها، فهي نفس الأدوية التي كانت بمنزله"، مشيرا إلى أنه "هناك جرعات قليلة لأيام معدودة، وإذا طال أمد التوقيف فسيكون الأمر بغاية الخطور على صحة الشاب وحياته".
وأضاف: "نحن لا نعلم وضعه الصحي، لكن انقطاعه عن الدواء سيؤدي إلى نتائج غير محمودة خصوصا أن الحمل الفيروسي قد يزيد ويمتد".
وكانت تقارير إعلامية قد كشفت، أن السلطات القطرية تحتجز مواطنا مكسيكيا، بـ"سبب ميوله الجنسية المثلية وإصابته بفيروس نقص المناعة البشرية"، فيما تحدث ناشطون عن تعرضه "لإساءات نفسية وجسدية"، داعين إلى إطلاق سراحه.
وأوضحت صحيفة "إل يونيفرسال" المكسيكية، في 28 فبراير، أن مانويل (44 عاما)، الذي يحمل أيضا الجنسية البريطانية، والمقيم في قطر، معتقلٌ منذ 4 فبراير، وكان ضحية "سوء المعاملة والتعذيب وأيضا الحرمان من الحصول على الأدوية التي يحتاجها بالنظر لحالته الصحية".
وأوردت أن الشرطة القطرية عملت على "استدراج غيريرو الذي يصرح بمثليته بشكل علني، من خلال إحدى تطبيقات المواعدة، قبل أن تقوم باعتقاله وتلفق له تهمة حيازة المخدرات"، مشيرة إلى أن "احتجازه يتواصل في ظروف إنسانية صعبة".
وأكدت وزارة الخارجية المكسيكية، في بيان، اعتقال غيريرو في قطر، غير أنها لم تكشف أسباب وحيثيات اعتقاله.
وحاول موقع "الحرة" التواصل مع مكتب التواصل الحكومي بقطر للتعليق على المزاعم التي أوردتها وسائل إعلام ونشطاء بالمكسيك، إلا أنه بعد مكالمة هاتفية تضمنت الإشارة إلى القضية، طُلب إرسال بريد إلكتروني لمكتب التواصل الحكومي ومركز الاتصال الدولي التابع للحكومة القطرية، ولم يتوصل بأي رد على البريد.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية المكسيكية، الأحد، أن مانويل قد حصل على الأدوية المضادة للفيروسات الرجعية التي يحتاجها بانتظام كحامل لفيروس نقص المناعة البشرية.
وكشفت، في بيان رسمي نشرته وسائل إعلام محلية، أن الجهات المعنية في كل من المكسيك وقطر أكدت أن مانويل يتلقى أدويته بانتظام، مما يضمن له الرعاية الطبية الكافية.
كما تم التأكيد على أن وزارة الخارجية المكسيكية تظل على تواصل مستمر مع شقيق مانويل، بهدف البقاء على اطلاع بتطور وضعه.
وأعربت عن امتنانها لسفارتي المكسيك والمملكة المتحدة في قطر لعملهما واهتمامهما في هذه القضية، نظرًا لأن مانويل مواطن من كلا البلدين. وتم التأكيد على أن السفارتين ستواصلان التعاون الوثيق لضمان سلامة مانويل والرعاية الكافية لحالته الصحية.
وعن الإجراءات القضائية السارية بحق شقيقه، يقول إنريكي: "في 13 مارس، سيعقد جلسة استماع، وخلالها يمكنهم أن يقرروا ترحيله أو أن يقرروا تقديمه للمحاكمة" التي يقول إنها، "ستستمر لأشهر، ولن يتمكن من البقاء على قيد الحياة بدون أدويته، ولهذا السبب نطالب حكومة المملكة المتحدة والحكومة المكسيكية بطلب ترحيله كعمل إنساني".
وأضاف: "لا يوجد حتى الآن أي اتهامات ضد مانويل، لأن الهيكل القانوني في قطر ينتهك حقوق الإنسان بشكل كامل، أخي موجود في السجن بشكل احتياطي لمدة شهر تقريبا وفي الوقت الحالي لا تزال القضية قيد التحقيق، وهو انتهاك لحقوق الإنسان لأنه ولا ينبغي لأي شخص أن يقضي الكثير من الوقت في الحبس الاحتياطي".
لكن المادة 33 من قانون الإجراءات الجنائية تنص على أن "الأمر الصادر بالحبس الاحتياطي من النيابة العامة يكون، بعد استجواب المتهم، لمدة أربعة أيام يجوز مدها لمدة أخرى مماثلة".
وتضيف: "وإذا استلزمت مصلحة التحقيق استمرار حبس المتهم احتياطيا بعد انقضاء المدة المشار إليها في الفقرة السابقة وجب على النيابة العامة أن تعرض الأمر على أحد قضاة المحكمة الجنائية المختصة ليصدر أمره، بعد الاطلاع على الأوراق وسماع أقوال النيابة العامة والمتهم، بمد الحبس لمدة لا تجاوز ثلاثين يوماً قابلة للتجديد لمدة أو لمدد أخرى مماثلة أو الإفراج عنه بكفالة أو بغير كفالة".
وتشير المادة 33 بفقرتها الثانية إلى أنه "في جميع الأحوال، لا يجوز أن تزيد مدة الحبس الاحتياطي على ستة أشهر، ما لم يكن المتهم قد أعلن بإحالته إلى المحكمة الجنائية المختصة قبل انتهاء هذه المدة".
وتابع إنريكي: "من الواضح أننا نواجه قضية غير عادلة وسخيفة، حيث تم القبض عليه بسبب ميوله الجنسية، وقاموا بزرع ربع غرام من الميثامفيتامين، إنها كمية سخيفة، ضئيلة، شبه معدومة"، مكررا بأن شقيقه "تعرض للتعذيب من خلال حرمانه من الدواء، مما أثر على صحته ويعرض حياته للخطر".
وحاول موقع "الحرة" التواصل مجددا مع السلطات القطرية عبر إرسال بريد إلكتروني لمكتب التواصل الحكومي ومركز الاتصال الدولي التابع للحكومة القطرية، ولم يتوصل بأي رد حتى تاريخ نشر هذه المادة.
وأطلق نشطاء حملة على منصة "إكس" لمطالبة السلطات المكسيكية بالضغط على نظيرتها القطرية، من أجل إطلاق سراح غيريرو.
وسيتم تنظيم تظاهرة الاثنين للمطالبة بالإفراج عنه أمام السفارة البريطانية في المكسيك، وأخرى في الولايات المتحدة بتاريخ يحدد لاحقا، بحسب شقيق الموقوف.
وأشار إنريكي إلى أنه "تم توكيل محامٍ خاص، لأن دولة قطر لا توفر محامين عامين للأشخاص خلال الفترة التي تزيد عن شهر من الحبس الاحتياطي، وهو انتهاك خطير آخر لحقوقه الإنسانية".
وقالت الخارجية المكسيكية، في 28 فبراير، إنها عقدت اجتماعا مع أحد أفراد أسرته والمجموعات الحقوقية المتابعة لقضيته بشأن الوضع الراهن لملفه.
وأكدت خارجية المكسيك، في بيان على منصة "إكس"، أن مصالحها إلى جانب السفارة المكسيكية في قطر "تبذلان كل ما في وسع الدولة المكسيكية لحماية حقوق مانويل وكرامته وحصوله على العلاج اللازم".
وأوردت أنه، سيتم اللجوء إلى التعاون الدولي بهدف ضمان سلامته ونزاهته، ولم شمله مع عائلته في أقرب وقت ممكن.
وتعود تفاصيل إلقاء القبض على غيريرو، حسبما نقلته الصحيفة المذكورة، عن لجنة تشكلت للمطالبة بإطلاق سراحه، "بعد أن عمدت الشرطة القطرية على استدراجه من خلال حساب مزيف على تطبيق مواعدة خاص بمثليي الجنس حيث قامت بالتواصل معه ودعوته للمشاركة في لقاء مع أشخاص آخرين من مجتمع الميم عين".
وتكشف اللجنة، أن مانويل غيريرو، كان ذاهبا يوم 4 فبراير للقاء الشخص المزعوم الذي وافق على مقابلته من خلال تطبيق المواعدة، غير أنه "وجد ضباط شرطة بانتظاره لاعتقاله بشكل تعسفي".
وأوضحت اللجنة، أن "الضباط قاموا أثناء الاعتقال بدس مادة الميثامفيتامين بين أغراضه لإدانته بجريمة حيازة المخدرات".
وتحدثت عضو لجنة التضامن مع المحتجز، باميلا باولا راموس، لقناة تلفزيونية محلية، عن الوضع المقلق للمكسيكي المحتجز في قطر، مشيرة إلى أن السلطات القطرية "تستخدم أسلوب الخداع من خلال تطبيقات لاحتجاز أشخاص مثليي الجنس".
وتورد المتحدثة، أنه بعد إلقاء القبض عليه، "تعرض غيريرو للترهيب والإهانة وأجبر على دخول شقة حيث تم اتهامه زورا فيما بعد بحيازة المخدرات"، مشيرة إلى أنه محتجز حاليا لدى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في قطر.
ورغم جهود لجنة المساندة والضغوط على شبكات التواصل الاجتماعي، لم تبد وزارة الخارجية المكسيكية تفاعلا كافيا، بحسب المتحدثة، التي أشارت إلى أن غيريرو يحمل أيضا الجنسية البريطانية، وأن من مسؤولية القنصلية البريطانية في قطر التدخل في قضيته.
وحاول موقع "الحرة" التواصل مع السفارة البريطانية والمكسيكي في الدوحة عبر الهاتف والبريد الإلكتروني، إلا أنه لم يحصل على تعليق حتى تاريخ نشر هذه المادة.
وسبق أن أثارت أوضاع المثليين في قطر، جدلا حقوقيا واسعا قبل المونديال الذي احتضنته الدوحة عام 2022، في ظل الانتقادات التي تصاعدت آنذاك، بشأن سجل البلاد الحقوقي، والتضييقات على الحريات الجنسية.
وتعاقب المادة 285 من قانون العقوبات القطري ممارسة الجنس خارج الزواج، بما في ذلك العلاقات المثلية، بالسجن حتى سبع سنوات.
وبحسب هيومن رايتس ووتش، فإن اعتقال مثليي الجنس في البلاد، يستند إلى القانون رقم 17 لسنة 2002 بشأن حماية المجتمع، الذي يسمح بالاحتجاز المؤقت من دون تهمة أو محاكمة لمدة تصل إلى ستة أشهر، إذا "ثبت أن هناك مبررات قوية تقتضي ذلك"، بما في ذلك الحالات "المخلة بالحياء أو الآداب العامة".
وفي أكتوبر الماضي وعلى هامش مباريات كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها الدوحة، طمأنت قطر أفراد مجتمع الميم الذين سيحضرون إلى الدوحة لمتابعة مجريات كأس العالم، ردا على انتقادات طالهتا آنذاك حول حقوق الإنسان، واعتزام قادة منتخبات أوروبية ارتداء شارات بخطوط ملوّنة في رسالة ضد التمييز.
وفي مقابلة مع سكاي نيوز سبورتس، أجاب المدير التنفيذي لكأس العالم في قطر، ناصر الخاطر، بـ"نعم" على سؤال بشأن ما إن كانت بلاده تُرحّب بالمثليين، وشدد على أن "أحدا لن يتعرّض لأي كان".
لكن صحفيا أميركيا قام بتغطية مباريات كأس العالم، قال في نوفمبر 2022، إنه تم احتجازه لفترة وجيزة أثناء توجهه لحضور مباراة الولايات المتحدة وويلز،بسبب ارتدائه قميصا مطبوعا عليه علم المثليين.
وكتب غرانت وال، الذي يعمل مع شبكة "سي بي أس" الأميركية في تغريدة أنه أثناء دخوله استاد أحمد بن علي لتغطية مباراة الولايات المتحدة ضد ويلز، منعه حراس الأمن وقالوا له: "عليك أن تغير قميصك. هذا غير مسموح به".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السلطات القطریة الحبس الاحتیاطی نقص المناعة من خلال إلى أنه فی قطر على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
25 مدينة أمريكية مهددة بالغرق.. خطر الاختفاء قادم| ما القصة؟
تحذيرات متزايدة من خطر غرق 25 مدينة أمريكية خلال السنوات المقبلة، وفقاً لدراسة حديثة كشفت عن تهديد يطال مناطق حضرية بارزة، من بينها مدينة هيوستن التي قد تواجه اختفاءً محتملاً.
هبوط الأرض مشكلة تتفاقمالدراسة التي نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية ، تؤكد أن التغير المناخي والنمو السكاني يسهمان في تفاقم مشكلة هبوط الأرض، التي لا تقتصر تداعياتها على المناطق الساحلية وحسب، بل تمتد أيضاً إلى المدن الداخلية حيث يؤدي استخراج المياه الجوفية والتوسع الحضري إلى انزلاق بطيء للأرض.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا الانزلاق الأرضي يشكل تهديداً للبنية التحتية، بما في ذلك المباني والجسور وشبكات الصرف الصحي، كما يقلل من قدرة الطبقات الأرضية على الاحتفاظ بالمياه ويزيد من مخاطر الفيضانات ويؤدي إلى تشكل حفر عميقة.
تقنيات الرادار لقياس مستوى الأرضوتوصي الدراسة بضرورة التعامل بجدية مع هذه الظاهرة المتفاقمة، لاسيما في ظل استخدام تقنيات الرادار لقياس مستوى الأرض، والتي تعتمد على إرسال نبضات ميكروويف وقياس الزمن المستغرق لارتداد الصدى، مما يساعد على رصد الانخفاضات الأرضية.
وفي إطار التحليل، تعاون ليونارد أوهنين من مرصد "لامونت دوهيرتي للأرض" بجامعة كولومبيا مع فريق من باحثي جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، حيث حللوا بيانات الأقمار الصناعية "سنتينل-1" خلال الفترة من 2015 إلى 2021، ووجدوا أن 25 مدينة أمريكية من بين 28 مدينة رئيسية أظهرت هبوطاً ملحوظاً في الأرض بدلاً من الارتفاع.
هبوطاً يزيد عن 4 ملم سنوياًوكانت مدن تكساس، هيوستن، فورت وورث، ودالاس من بين الأكثر تضرراً، حيث سجلت هبوطاً يزيد عن 4 ملم سنوياً، فيما انخفضت بعض أجزاء هيوستن بأكثر من 10 ملم سنوياً، مما ينذر بمخاطر جسيمة على مستقبلها.
وألقت الدراسة الضوء أيضاً على مدن عالمية أخرى تواجه نفس الأزمة، مثل جاكرتا التي تنخفض بمعدل 15 سم سنوياً، ما دفع الحكومة الإندونيسية لنقل العاصمة إلى نوسانتارا.
وفي طهران، يتسبب الجفاف وسوء إدارة المياه في هبوط يصل إلى 31 سم سنوياً، مما دفع الرئيس الإيراني لطرح فكرة نقل العاصمة.
وبحسب التقرير، تواجه الصين أيضاً أزمة مشابهة، حيث يتعرض ما يقرب من نصف مدنها للهبوط الأرضي، بما فيها بكين. أما مدينة مكسيكو فقد صنفت ضمن المناطق الأكثر عرضة للانزلاق.
تزايد الجفاف وذوبان التربة الصقيعيةوتحذر الدراسة من أن الاحترار العالمي سيؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة، مع تزايد الجفاف وذوبان التربة الصقيعية وارتفاع منسوب البحار، ما يجعل أزمة الغرق العالمية تهديداً قائماً لملياري شخص حول العالم.