انطلاقة قوية للاقتصاد الصيني في 2024.. هل يستعيد تألقه؟
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
أعلن صناع السياسات الاقتصادية في الصين عن بداية قوية لهذا العام، معربين عن ثقتهم في تحقيق هدف النمو السنوي المحدد بنحو 5%.
وسلط كبير المخططين الاقتصاديين، تشنغ شانغي، الضوء على المؤشرات الرئيسية، مشيرا إلى أن صادرات الصين ارتفعت بنحو 10% في الشهرين الأولين من العام، وارتفعت القروض المصرفية المتوسطة والطويلة الأجل بنسبة تزيد على 30%.
وذلك خلال الجلسة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب، وهو الهيئة التشريعية للبلاد التي يحكمها الحزب الشيوعي بزعامة الرئيس شي جين بينغ ويستمر أسبوعا تم تقديم الخطوط العريضة لسياسات الصين الاجتماعية والاقتصادية لعام 2024.
وأكد تشنغ على التركيز على الابتكار العلمي والتكنولوجي، والتكامل بين المناطق الحضرية والريفية، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، وأقر بالتحديات المقبلة ولكنه أكد على الإمكانات الهائلة في الطلب على البناء في هذه المجالات الحيوية.
ولدعم الأهداف الطموحة، يستكشف قادة الاقتصاد الصيني العديد من الأدوات السياسية. وأوضح رئيس البنك المركزي الصيني بان قونغ شنغ، الاستخدام المحتمل لإجراءات مثل خفض متطلبات نسبة الاحتياطي لضخ السيولة في السوق. بالإضافة إلى ذلك، سلط المسؤولون الضوء على خطة لنشر تريليون يوان (140 مليار دولار) في سندات خاصة طويلة الأجل لتعزيز الصناعات والتكنولوجيات، وخاصة في مجال الطاقة النظيفة.
وأشار تشنغ إلى السوق الكبيرة لتحديث معدات المصانع، وقدرها بنحو 5 تريليونات يوان (694 مليار دولار)، مما يشير إلى التزام الصين بتحديث قدراتها التصنيعية.
وعلى الرغم من النمو القوي للصادرات، أقر وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو بالتحديات العالمية الناجمة عن التدابير الحمائية. وأعلنت منظمة التجارة العالمية عن زيادة بنسبة 0.2% فقط في التجارة العالمية في السلع والخدمات في عام 2023، مع توقعات بالتعافي التدريجي في عام 2024.
ومن أجل تعزيز الصادرات، تهدف الصين إلى الترويج للمنتجات ذات القيمة الأعلى ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في العالم، والاستفادة من الأسواق العالمية أكثر. ولتحفيز الإنفاق الاستهلاكي، سيتم التخطيط لسياسات وحوافز ضريبية لتشجيع الأسر على استبدال المركبات القديمة، وتحديث الأجهزة، وإعادة تصميم منازلهم، ما سيعكس التحول نحو نموذج النمو القائم على الاستهلاك.
وتحدث وزير التجارة وانغ وينتاو عن التحديات، مشيرا إلى استمرار "الضغط الهبوطي" على النمو العالمي والشكوك في البيئة التجارية.
ويعكس هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بمعدل 5% للعام الجاري نهجا مدروسا للتنمية الاقتصادية، مع الاعتراف بالحاجة إلى النمو المستدام. وأشار المحللون إلى أن تحقيق هذا الهدف قد يتطلب تدابير تحفيزية إضافية.
وأكد رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ ضرورة تحويل نموذج التنمية القائم ليعالج قضايا مثل أزمة العقارات، وديون الحكومات المحلية، وضعف الطلب الاستهلاكي، وهو ما سيضيف المزيد من التعقيد إلى إستراتيجية النمو وفقا لمحللين.
وفي حين أن الهدف يتماشى مع الخطة الخمسية الـ14، يرى المنتقدون أن الانحدار الهيكلي في قطاع العقارات يمكن أن يشكل عقبات ليست بسيطة، مما يؤثر على متوسط معدل النمو الاقتصادي في الصين على مدى العقد المقبل.
وفي المؤتمر، حدد المسؤولون الاقتصاديون الرئيسيون، بما في ذلك وزير المالية ووزير التجارة ورئيس البنك المركزي ورئيس هيئة تنظيم الأوراق المالية، خططًا لتعديلات السياسة الاقتصادية لتعزيز التعافي.
وعلى الرغم من التحديات، رشح تفاؤل بشأن الربع الأول من العام، حيث أشار تشنغ إلى مؤشرات إيجابية في قطاعي التصنيع والخدمات لشهر فبراير/شباط الماضي. كما تناول المسؤولون استقرار العملة وإجراءات مثل التخفيضات المحتملة في متطلبات نسبة الاحتياطي لتحفيز النشاط الاقتصادي.
أدوات السياسة والآفاق المستقبليةوناقش القادة الاقتصاديون في الصين أدوات سياسية مختلفة لتحقيق هدف النمو. وأكد رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح شنغ شان جيه، أهمية السندات الخاصة لتطوير الصناعات والتكنولوجيا.
فيما أشار محافظ بنك الشعب الصيني بان قونغ شنغ، إلى الالتزام بالحفاظ على استقرار اليوان وسلط الضوء على توافر "أدوات السياسة النقدية الغنية". وتشير احتمالية إجراء المزيد من التخفيضات على متطلبات نسبة الاحتياطي إلى اتخاذ موقف استباقي لضمان السيولة في السوق، وفقا لمراقبين.
واعترافا بالتحديات في سوق الأوراق المالية، كشف رئيس هيئة مراقبة الأوراق المالية، وو تشينغ، عن تدخلات عرضية في الأسواق المالية عند الضرورة.
وبينما تواجه أسواق الأوراق المالية في الصين انحدارا في الأشهر الأخيرة، أكد وو تشينغ الحاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة في أوقات إخفاقات السوق، أو التقلبات غير المنطقية، أو الافتقار إلى الثقة.
ويأتي التركيز على جذب الاستثمارات طويلة الأجل ومعالجة القضايا العميقة الجذور في سوق الأوراق المالية متماشيا مع الجهود المبذولة لإحياء ثقة المستثمرين وتحقيق الاستقرار في الأسواق المالية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تركيا تنفي مزاعم استمرار التجارة مع إسرائيل
نفت وزارة التجارة التركية بشدة صحة التقارير التي زعمت استمرار العلاقات التجارية مع إسرائيل، مؤكدة أن هذه الادعاءات “افتراءات مغرضة” يروج لها شخص “هارب من العدالة، مطلوب بتهم إرهابية، ويعمل كعميل نفوذ لأجهزة استخبارات معادية لتركيا”.
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن التجارة مع إسرائيل توقفت تمامًا منذ 2 مايو/أيار 2024، مشددة على أن “المعاملات التجارية مع إسرائيل غير ممكنة في الجمارك التركية أو في المناطق الحرة”.
تركيا: مواقف مبدئية ضد العدوان الإسرائيليجاء في بيان وزارة التجارة أن الأخبار المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تستند إلى مزاعم شخص “هارب من البلاد ومطلوب بتهم تتعلق بالإرهاب”، تهدف إلى “خلق انطباع زائف بأن تركيا لا تزال تحتفظ بعلاقات تجارية مع إسرائيل”، رغم مواقفها الصارمة والمعلنة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا.
وأضاف البيان أن تركيا، وعلى رأسها الرئيس رجب طيب أردوغان، خاضت معركة “ضارية وطويلة لأكثر من عام ونصف” في المجالات الدبلوماسية والتجارية والقانونية والإنسانية، دعماً لفلسطين ضد “الإبادة الجماعية” الإسرائيلية.
وأشار إلى أن هذا الموقف حظي بتقدير الفلسطينيين والحكومة الفلسطينية والعالم الإسلامي، إلى جانب الشعوب والدول ذات الضمير الحي.
وقف تدريجي ثم تام للتجارة مع إسرائيلأوضحت وزارة التجارة أن تركيا بدأت بتخفيض تجارتها مع إسرائيل بنسبة 30% بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و2 مايو/أيار 2024.
وفي 9 أبريل/نيسان 2024، قررت الحكومة التركية إيقاف صادراتها إلى إسرائيل بالكامل، وتشمل هذه الصادرات 1019 منتجاً ضمن 54 فئة.
وأضاف البيان أن المعاملات التجارية مع إسرائيل، التي تمت خلال هذه الفترة، كانت تتم من قبل شركات خاصة ومستثمرين أجانب، وليس من خلال الدولة التركية.
وبعد قرار الحكومة في 2 مايو/أيار 2024، تم وقف جميع أشكال التجارة، بما في ذلك التصدير والاستيراد والترانزيت، مؤكدًا أن “التجارة مع إسرائيل صفر منذ 2 مايو/أيار 2024”.
اقرأ أيضاأرقام مقلقة من قلب أوروبا
الخميس 22 مايو 2025توضيح بشأن الأرقام المغلوطةردًا على التقارير التي ذكرت أن صادرات تركيا إلى إسرائيل بلغت 2.8 مليار دولار في عام 2024، أكدت الوزارة أن هذه الأرقام “غير صحيحة على الإطلاق”.