أعلن صناع السياسات الاقتصادية في الصين عن بداية قوية لهذا العام، معربين عن ثقتهم في تحقيق هدف النمو السنوي المحدد بنحو 5%.

وسلط كبير المخططين الاقتصاديين، تشنغ شانغي، الضوء على المؤشرات الرئيسية، مشيرا إلى أن صادرات الصين ارتفعت بنحو 10% في الشهرين الأولين من العام، وارتفعت القروض المصرفية المتوسطة والطويلة الأجل بنسبة تزيد على 30%.

وذلك خلال الجلسة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب، وهو الهيئة التشريعية للبلاد التي يحكمها الحزب الشيوعي بزعامة الرئيس شي جين بينغ ويستمر أسبوعا تم تقديم الخطوط العريضة لسياسات الصين الاجتماعية والاقتصادية لعام 2024.

وأكد تشنغ على التركيز على الابتكار العلمي والتكنولوجي، والتكامل بين المناطق الحضرية والريفية، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، وأقر بالتحديات المقبلة ولكنه أكد على الإمكانات الهائلة في الطلب على البناء في هذه المجالات الحيوية.

ولدعم الأهداف الطموحة، يستكشف قادة الاقتصاد الصيني العديد من الأدوات السياسية. وأوضح رئيس البنك المركزي الصيني بان قونغ شنغ، الاستخدام المحتمل لإجراءات مثل خفض متطلبات نسبة الاحتياطي لضخ السيولة في السوق. بالإضافة إلى ذلك، سلط المسؤولون الضوء على خطة لنشر تريليون يوان (140 مليار دولار) في سندات خاصة طويلة الأجل لتعزيز الصناعات والتكنولوجيات، وخاصة في مجال الطاقة النظيفة.

وأشار تشنغ إلى السوق الكبيرة لتحديث معدات المصانع، وقدرها بنحو 5 تريليونات يوان (694 مليار دولار)، مما يشير إلى التزام الصين بتحديث قدراتها التصنيعية.

وعلى الرغم من النمو القوي للصادرات، أقر وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو بالتحديات العالمية الناجمة عن التدابير الحمائية. وأعلنت منظمة التجارة العالمية عن زيادة بنسبة 0.2% فقط في التجارة العالمية في السلع والخدمات في عام 2023، مع توقعات بالتعافي التدريجي في عام 2024.

ومن أجل تعزيز الصادرات، تهدف الصين إلى الترويج للمنتجات ذات القيمة الأعلى ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في العالم، والاستفادة من الأسواق العالمية أكثر. ولتحفيز الإنفاق الاستهلاكي، سيتم التخطيط لسياسات وحوافز ضريبية لتشجيع الأسر على استبدال المركبات القديمة، وتحديث الأجهزة، وإعادة تصميم منازلهم، ما سيعكس التحول نحو نموذج النمو القائم على الاستهلاك.

الصين تسعى لتحديث معدات المصانع في خطة يتجاوز قدرها بنحو 5 تريليونات يوان (رويترز) تحديات وفرص تحتاج للثقة

وتحدث وزير التجارة وانغ وينتاو عن التحديات، مشيرا إلى استمرار "الضغط الهبوطي" على النمو العالمي والشكوك في البيئة التجارية.

ويعكس هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بمعدل 5% للعام الجاري نهجا مدروسا للتنمية الاقتصادية، مع الاعتراف بالحاجة إلى النمو المستدام. وأشار المحللون إلى أن تحقيق هذا الهدف قد يتطلب تدابير تحفيزية إضافية.

وأكد رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ ضرورة تحويل نموذج التنمية القائم ليعالج قضايا مثل أزمة العقارات، وديون الحكومات المحلية، وضعف الطلب الاستهلاكي، وهو ما سيضيف المزيد من التعقيد إلى إستراتيجية النمو وفقا لمحللين.

وفي حين أن الهدف يتماشى مع الخطة الخمسية الـ14، يرى المنتقدون أن الانحدار الهيكلي في قطاع العقارات يمكن أن يشكل عقبات ليست بسيطة، مما يؤثر على متوسط معدل النمو الاقتصادي في الصين على مدى العقد المقبل.

وفي المؤتمر، حدد المسؤولون الاقتصاديون الرئيسيون، بما في ذلك وزير المالية ووزير التجارة ورئيس البنك المركزي ورئيس هيئة تنظيم الأوراق المالية، خططًا لتعديلات السياسة الاقتصادية لتعزيز التعافي.

وعلى الرغم من التحديات، رشح تفاؤل بشأن الربع الأول من العام، حيث أشار تشنغ إلى مؤشرات إيجابية في قطاعي التصنيع والخدمات لشهر فبراير/شباط الماضي. كما تناول المسؤولون استقرار العملة وإجراءات مثل التخفيضات المحتملة في متطلبات نسبة الاحتياطي لتحفيز النشاط الاقتصادي.

أدوات السياسة والآفاق المستقبلية

وناقش القادة الاقتصاديون في الصين أدوات سياسية مختلفة لتحقيق هدف النمو. وأكد رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح شنغ شان جيه، أهمية السندات الخاصة لتطوير الصناعات والتكنولوجيا.

فيما أشار محافظ بنك الشعب الصيني بان قونغ شنغ، إلى الالتزام بالحفاظ على استقرار اليوان وسلط الضوء على توافر "أدوات السياسة النقدية الغنية". وتشير احتمالية إجراء المزيد من التخفيضات على متطلبات نسبة الاحتياطي إلى اتخاذ موقف استباقي لضمان السيولة في السوق، وفقا لمراقبين.

واعترافا بالتحديات في سوق الأوراق المالية، كشف رئيس هيئة مراقبة الأوراق المالية، وو تشينغ، عن تدخلات عرضية في الأسواق المالية عند الضرورة.

وبينما تواجه أسواق الأوراق المالية في الصين انحدارا في الأشهر الأخيرة، أكد وو تشينغ الحاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة في أوقات إخفاقات السوق، أو التقلبات غير المنطقية، أو الافتقار إلى الثقة.

ويأتي التركيز على جذب الاستثمارات طويلة الأجل ومعالجة القضايا العميقة الجذور في سوق الأوراق المالية متماشيا مع الجهود المبذولة لإحياء ثقة المستثمرين وتحقيق الاستقرار في الأسواق المالية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی الصین

إقرأ أيضاً:

في مثل هذا اليوم.. انطلاقة قوية للإذاعة المصرية.. و"مجزرة أسطول الحرية" جريمة جديدة تضاف لسجل قوات الاحتلال.. ورحيل مفاجئ لزين الدين زيدان عن ريال مدريد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في مثل هذا اليوم 31 مايو عبر التاريخ، شهد العالم العديد من الأحداث التي ظلت رموزًا وانطلاقة نحو المستقبل، بدأت بانطلاق الإذاعة المصرية لأول مرة في 1934، والهجوم غير المبرر لقوات الاحتلال الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية المتوجه إلى قطاع غزة، بالإضافة للعديد من الحوادث التي راح ضحيتها العشرات ومن أبرزها التفجير الذي قع في العاصمة الأفغانية كابل في 2017، والتي نوجزها في السطور القليلة القادمة.

1934.. انطلاقة قوية للإذاعة المصرية

"هنا القاهرة" بصوت الإذاعي الكبير ابن محافظة الشرقية أحمد سالم، في 31 مايو 1934، انطلق البث الإذاعي للإذاعة المصرية، وعلى الرغم من البدايات المتأنية لإطلاق الإذاعة في عشرينيات القرن الماضي، إلا أن الانطلاقة الحقيقية في الثلاثينيات، بالاتفاق مع شركة ماركوني، وقد مُصِّرَت في عام 1947 وألغي العقد مع شركة ماركوني. 

وبدأت رحلة الإذاعة المصرية بأربع محطات فقط، إلا أنها وصلت إلى عدد كبير من المحطات في وقتنا الحالي، تنوعت بين الإذاعات الدينية والرياضية والموسيقية والمنوعات، ولعل أبرزها إذاعة البرنامج العام وإذاعة القرآن الكريم، وإذاعة الأغاني، بالإضافة إلى عشرات الإذاعات المحلية التي انطلقت خلال السنوات الماضية. 

2010.. مجزرة أسطول الحرية

وفي 31 مايو 2010، كان العالم على موعد مع انتكاسة إنسانية عندما هاجم سلاح البحرية التابع لقوات الاحتلال الإسرائيلي، سفن أسطول الحرية المتوجه إلى قطاع غزة، الأمر الذي أدى لمقتل وإصابة العشرات من أعضاء الأسطول الإنساني، بعدما هاجمت قوة "كوماندوز" أو النخبة بجيش الاحتلال باستخدام الرصاص الحي والغاز، ما أسفر عن مقتل 19 شخصًا على الأقل وإصابة 26 آخرين كانوا على متن سفن الأسطول.

وجاءت فكرة أسطول الحرية على يد نشطاء في مجال حقوق الإنسان والسلام العالمي، وكانت تهدف إلى كسر الحصار الخانق على قطاع غزة، عن طريق توصيل كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية للقطاع، وانطلق الأسطول في رحلته إلى غزة، إلا أنه في فجر يوم الاثنين الموافق 31 مايو 2010، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة أسطول الحرية، حيث اقتحمت قوات خاصة تابعة للبحرية الإسرائيلية فجر الاثنين كبرى سفن القافلة "مافي مرمرة" التي تحمل 581 متضامنًا من حركة غزة الحرة -معظمهم من الأتراك- داخل المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي أثار سخط وإدانة دولية كبيرة وصفت بأنها مجزرة، وجريمة، وإرهاب دولة، حيث نفذت هذه العملية باستخدام الرصاص الحي والغاز. 

وكانت حركة غزة الحرة ومؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية أسطول الحرية وحملته بالبضائع  والمستلزمات الطبية ومواد البناء مخططة لكسر حصار غزة، وكانت نقطة التقائها قبالة مدينة ليماسول في جنوب قبرص، وتقل 633 شخصًا من 37 بلدًا وبعض المصادر تقول أن عدد النشطاء هو 750 ناشطًا من 50 بلدًا. 

في 22 مارس 2013 قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذاراً رسمياً لنظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال مكالمة هاتفية على الهجوم واعترف بحدوث "بعض الأخطاء العملية"، وتعهد بدفع التعويضات لأسر الضحايا، مقابل الاتفاق على عدم ملاحقة أي جهة قد تكون مسؤولة عن الحادث قانونياً. واتفق الجانبان على تبادل السفراء وتطبيع العلاقات، وذلك خلال مكالمة هاتفية شجع عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته إلى إسرائيل في تلك الفترة.

2018.. "زيزو" يودع الملكي بشكل مفاجئ

وفي عام 2018، ودون سابق إنذار، أعلن نجم الكرة الفرنسية الجزائري الأصل زين الدين زيدان، استقالته من تدريب نادي ريال مدريد الإسباني، في حدث رياضي هو الأغرب في ذلك الوقت، حيث جاء بعد أيام من اقتناص لقبه الثالث بدوري أبطال أوروبا.

وهذه مجموعة من أبرز الأحداث التي شهدها يوم 31 مايو عبر التاريخ:

1910 - استقلال جمهورية جنوب أفريقيا.

1934 - الطائرات الإنجليزية تقصف مدينة السليمانية.

1962 - إعدام أدولف أيخمان أحد مسؤولي ألمانيا النازية بعد محاكمته مجرمَ حرب في إسرائيل.

1966 - أمير دولة الكويت الشيخ صباح السالم الصباح يصدر مرسوم أميري يقضي بتعيين الشيخ جابر الأحمد الصباح وليًا للعهد وذلك بعد مبايعته في مجلس الأمة.

1976 - مصر تطلب من جامعة الدول العربية قبول منظمة التحرير الفلسطينية عضوًا كاملًا في الجامعة.

1977 - مبايعة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وليًا للعهد في قطر.

2002 - افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم السابعة عشر والتي تستضيفها اليابان وكوريا الجنوبية.

2004 - تنفيذ حكم الإعدام بسعوديين وكويتي قاموا باختطاف طفلة بالخامسة من عمرها وهتك عرضها ثم طعنها بالسكين وإخفاء معالم وجهها عن طريق التشويه واجتثاث رأسها، وتعد الجريمة من أبشع الجرائم في الكويت.

2009 - تزكية جاسم الخرافي رئيسًا لمجلس الأمة الكويتي ليتولى رئاسة المجلس للمرة الخامسة على التوالي وذلك بعد الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الثالث عشر.

وفاة ميلفينا دين آخر الناجين من كارثة تيتانيك.

2010 - الرئيس الألماني هورست كولر يستقيل من منصبه وذلك بعد الإدانة الواسعة التي تعرض لها بسبب تصريحات أطلقها حول الدور الاقتصادي والمالي لتدخل بلاده العسكري في أفغانستان.

2017 - مقتل 90 شخصا على الأقل وإصابة 400 آخرين معظمهم مدنيون في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في العاصمة الأفغانية كابل.

مقالات مشابهة

  • «الوزراء»: 4.2% نسبة معدل النمو المستهدفة للاقتصاد المصري في 2024-2025
  • انطلاقة قوية لكأس نائب رئيس الدولة للجو جيتسو
  • خبراء لـ«الاتحاد»: زيارة رئيس الدولة «دفعة قوية» للعلاقات مع الصين
  • سفير الإمارات في الصين: العلاقات الصينية الإماراتية وطيدة ووثيقة وبنيت على أسس قوية
  • الإحصائيات الأولية لاقتصادي الصين وروسيا أفضل من توقعات النقد الدولي.. ماذا حدث؟
  • منتدى الأعمال والاستثمار الإماراتي-الصيني يستكشف آفاق الشراكة المزدهرة بين البلدين
  • عطاف يجتمع بالأمين العام لمنظمة شانغهاي ونائب وزير المالية الصيني
  • توسيع الممرالاقتصادي بين الصين والشرق الأوسط: سلطة دبي للخدمات المالية وهيئة الأوراق المالية والعقود الآجلة تستضيفان جلسة حوارية رفيعة المستوى
  • في مثل هذا اليوم.. انطلاقة قوية للإذاعة المصرية.. و"مجزرة أسطول الحرية" جريمة جديدة تضاف لسجل قوات الاحتلال.. ورحيل مفاجئ لزين الدين زيدان عن ريال مدريد
  • 15 تريليون دولار.. هذا ما سيضيفه الـ "AI" للاقتصاد العالمي