خطاب حالة الاتحاد.. 6 مستشارين ومؤرخ يساعدون بايدن للتحضير
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
يلقي الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، تحت قبة مبنى الكابيتول خطاب حالة الاتحاد السنوي.
خطاب بايدن هذا الوقت يكتسب أهمية كبيرة، خاصة أنه يأتي بعد يومين من "الثلاثاء الكبير"، والذي تشير مؤشراته إلى مواجهة مرجحة بينه وبين الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
كما سيمنحه الخطاب فرصة لعرض إنجازاته ورسم سياساته العامة ونظرته للحكم لأربع سنوات أخرى إذا ضمنت الانتخابات في نوفمبر المقبل بقاءه في البيت الأبيض.
ويشير تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز إلى أن بايدن أمضى ساعات في كامب ديفيد نهاية الأسبوع الماضي، برفقة ستة مساعدين ومؤرخ للتدرب على الخطاب الهام قبل انتخابات نوفمبر.
وضمت مجموعة المساعدين الذين رافقوا بايدن في عطلة نهاية الأسبوع الماضي في كامب ديفيد: نائب كبير موظفي البيت الأبيض، بروس ريد، وكاتب خطابات بايدن، فيناي ريدي، كبير مستشاري الرئيس، مايك دونيلون، والمشرفة على استراتيجية الاتصالات في البيت الأبيض، أنيتا دان، وكبير موظفي بايدن، جيفري زينتس، ومستشار الرئيس، ستيف ريكيتي، إضافة إلى المؤرخ، جون ميتشام.
ولفتت الصحيفة إلى أن بايدن كان معه نسخة من كتاب "ممكن: كيف ننجو ونزدهر في عصر الصراع" للكاتب خبير المفاوضات الدولية، وليام أوري.
ورد بايدن، الثلاثاء، على الصحفيين عندما سألوه عن الخطاب، قائلا: "سوف تستمعون إلي الخميس".
و"الخطاب عن حالة الاتحاد" مدرج في الدستور الأميركي الذي ينص على أن يقوم الرئيس "بإطلاع الكونغرس دوريا على حالة الاتحاد".
أول رئيس أميركي نفذ هذا البند كان جورج واشنطن بأقصر خطاب حتى اليوم بلغ عدد كلماته الألف ونيف، مقابل أكثر من تسعة آلاف كلمة لخطاب بايدن العام الماضي.
بعد واشنطن، اكتفى الرؤساء الأميركيون برسائل خطية. ولم ترسخ تقاليد مثول مهيب أمام جميع البرلمانيين، قبل أن يتولى وودرو ويلسون الرئاسة، في عام 1913.
أما عبارة "الخطاب عن حالة الاتحاد" (State of the Union Address) فقد فُرضت بعد الحرب العالمية الثانية.
وترجح الصحيفة أن بايدن سيتناول بالضرورة قضايا دولية ومحلية: الحرب في أوكرانيا، الحرب بين إسرائيل حماس، الصين، التجارة، الإجهاض والهجرة، فيما لم يعرف ما إذا كان سيذكر المنافس الأبرز له حتى الآن، ترامب.
ويعد بايدن الخطاب منذ ديسمبر الماضي، ويشير مساعدوه إلى أنه سيتم تعديله تبعا للمستجدات، إذ سيرسل رسائل طمأنة للناخبين بأنه ليس كبيرا في السن للمنصب، كما يتوقع أن يحدث مضايقات له من قبل جمهوريين خلال إلقائه الخطاب كما فعلت النائبة مارجوري تايلور غرين، العام الماضي.
وتؤكد الصحيفة أن صياغة الخطاب تتم داخل دائرة من المساعدين الذين كانوا حول الرئيس لسنوات، إذ يتم التعامل معه وكأنه سر من أسرار الدولة.
يقول تيري شوبلات لوكالة فرانس برس إن الخطاب السنوي للرئيس الأميركي عن حالة الاتحاد "كان الخطاب الذي نحلم بكتابته وبعد ذلك، نأمل ألا نضطر إلى القيام بذلك مرة أخرى"، وهو رأي يبديه العديد من كتّاب الخطابات، مؤكدين أن إعداد الكلمة التي سيلقيها بايدن، الخميس، هو مهمة مرهقة ومثيرة للإحباط.
قال هذا المساعد السابق لباراك أوباما: "إنه بالتأكيد واحد من أكثر الخطابات الرئاسية المرتقبة لهذا العام"، تبثه القنوات التلفزيونية في أوقات الذروة، لكنه "نادرا ما يحدث تغييرا في ديناميكية الولاية الرئاسية".
وقالت سارادا بيري للوكالة وهي أيضا من كتاب الخطابات السابقين في عهد أوباما إنه في "أكتوبر أو نوفمبر" يبدأ جمع الأفكار من الوزارات والإدارات وأرقام الميزانية.
وأضافت أن مسودة أولى تُكتَب قبل موسم الأعياد، لكن "الأمور الجدية تبدأ فعليا بعد العودة من عطل نهاية العام" والهدف هو "نسج رواية" متماسكة.
العام الماضي، تحدّث بايدن لأكثر من 70 دقيقة. أما صاحب الرقم القياسي فهو الرئيس السابق، بيل كلينتون، الذي تحدث لمدة ساعة و28 دقيقة في عام 2000.
ويعترف الكاتبان للخطابات السابقة، بأنه ليست الجمل التي اتقنا صياغتها، بل اللحظات العفوية والحوادث الجانبية هي التي تضفي نكهة على "خطاب حالة الاتحاد".
مثال على ذلك عندما مزقت الديمقراطية، نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب حينذاك، نسختها من الخطاب الذي كان قد ألقاه للتو الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، في عام 2020.
ويتذكر تيري شوبلات التصفيق الطويل في الكونغرس، في يناير عام 2014، عندما ألقى أوباما التحية بين الحضور على جندي أصيب بجروح خطيرة في أفغانستان.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حالة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
تحرسه التماسيح والثعابين.. ترامب يفتتح أشرس معتقل في العالم ويصرّح: بايدن كان يريدني هنا
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا على الساحة الأمريكية والدولية، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فتح سجن ألكاتراز الشهير، الواقع في قلب خليج سان فرانسيسكو، والذي لطالما ارتبط في الذاكرة الأمريكية بالسجناء الأكثر خطورة في العالم. السجن الذي أغلق في الستينات بسبب تكاليف التشغيل العالية وعزلته القاسية، عاد مجددًا للحياة ولكن هذه المرة في سياق مختلف تمامًا؛ إذ أصبح مقرًا لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين.
عودة “الكاتراز”.. من الماضي إلى الحاضريقع سجن ألكاتراز على جزيرة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 22 فدانًا، وهو محاط بمياه باردة وشديدة التيارات، مما جعله في السابق منيعًا على الهروب. وبإعادة فتحه من قبل إدارة ترامب، يعود هذا السجن إلى الواجهة ولكن في إطار حملة أمنية مشددة تستهدف الحد من الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، خاصة القادمين من المكسيك.
وقد تم افتتاح نسخة جديدة من السجن في ولاية فلوريدا، بالتعاون مع الحاكم الجمهوري رون دي سانتيس، في منطقة نائية غرب ميامي، حيث البيئة الاستوائية القاسية والتمساح والثعابين تشكل حائط ردع طبيعي، فيما أطلق عليه ترامب مازحًا اسم "الكاتراز التمساح".
ترامب في جولة تفقدية.. رسائل صارمة وأسلوب ساخرزار الرئيس ترامب المركز الجديد وحرص على توجيه رسالة قوية للمهاجرين عبر وسائل الإعلام، مؤكدًا أن هذا النموذج سيكون بداية لسلسلة مراكز احتجاز مشابهة في العديد من الولايات. وقال بسخرية عن محاولات الهروب: "إذا حاول أحدهم الفرار، فليتعلم كيف يهرب من التمساح... لا تركضوا في خط مستقيم، بل بشكل متعرج!".
هذا التصريح لم يكن مجرد دعابة، بل يحمل في طياته رسالة رادعة للمهاجرين غير الشرعيين، مفادها أن الحدود الأمريكية لم تعد فقط جغرافية، بل نفسية وجسدية أيضًا.
على خطى القضاة.. الحرس الوطني بديلًا للقضاءفي تطور مقلق، أبدى ترامب دعمه لفكرة تولي قوات الحرس الوطني مهام القضاء في قضايا الهجرة، لتسريع عملية الترحيل. هذه الخطوة، وإن بدت فعالة من حيث تقليص الوقت والإجراءات، إلا أنها أثارت مخاوف دستورية واسعة النطاق، حيث قد تمثل خرقًا واضحًا لمبدأ فصل السلطات في النظام الأمريكي.
من ألكاتراز إلى فلوريدا.. تاريخ السجن الأخطربدايات ألكاتراز:تأسس سجن ألكاتراز في خمسينات القرن التاسع عشر كموقع عسكري، وسرعان ما تحول إلى منشأة احتجاز شديدة الحراسة بحلول عام 1933 تحت إدارة مكتب السجون الفيدرالي.
عرف السجن بكونه مأوى للمجرمين الأشد خطرًا في التاريخ الأمريكي مثل آل كابوني، وألفين كاربيس، وروبرت ستراود، وقد اشتهر بعزله التام وصعوبة الهروب منه، حيث لم تُسجل أي عملية فرار ناجحة طيلة سنوات تشغيله.
التسمية والأسطورةأُطلق على الجزيرة في البداية اسم "جزيرة البجع" من قبل المستكشف الإسباني خوان مانويل عام 1775، وتطورت التسمية لاحقًا إلى "ألكاتراز" التي تعني "الطائر الغريب" أو "البجع" وفقًا للترجمة الشائعة.
الحماية الطبيعية.. التماسيح والثعابين كحراسالنسخة الجديدة من السجن، الواقعة في فلوريدا، صُممت بعناية كي تكون أكثر رعبًا وردعًا من النسخة الأصلية. فبدلاً من الاعتماد فقط على الحراسة البشرية، تعتمد المنشأة على الطبيعة القاسية لحماية أسوارها: مستنقعات تغص بالتماسيح والثعابين السامة.
ويُعد هذا النموذج الأول من نوعه عالميًا، حيث تُستخدم البيئة الطبيعية كجدار منيع ضد الهروب، في استراتيجية تمزج بين الردع النفسي والخطر الفعلي.
تصريح مثير للجدل: هل يرحّل المواطنون الأمريكيون أيضًا؟أثار ترامب الجدل مجددًا عندما تساءل صراحة عن إمكانية ترحيل من وصفهم بـ "الأشخاص الخطرين" المولودين في أمريكا، قائلاً: "كثير منهم ولدوا في بلدنا... أعتقد أنه يجب علينا إخراجهم من هنا أيضًا".
تصريحات أثارت موجة من الانتقادات الحادة، إذ اعتبرها البعض تهديدًا صريحًا لحقوق المواطنين الأمريكيين، وفتحًا لباب خطير نحو ممارسات تعسفية باسم الأمن والهجرة.
مهاجمة سياسات بايدن وتسييس ملف الهجرة
أثناء الزيارة، لم يفوّت ترامب الفرصة لمهاجمة خلفه، جو بايدن، قائلًا بسخرية: "بايدن كان يريدني هنا"، في إشارة إلى رغبة الديمقراطيين في محاسبته أو حبسه. كما استغل الموقف لتصوير إدارته السابقة على أنها الوحيدة التي "نجحت في خفض عدد المتسللين إلى البلاد"، في مقابل سياسات بايدن التي وصفها بـ"الفاشلة".
في ظل تصاعد الجدل، دافع البيت الأبيض عن خطوة إعادة تشغيل ألكاتراز، معتبرًا أنها "ضرورية لضبط الأمن وتطبيق القوانين"، مشيرًا إلى أن الموقع الجغرافي المنعزل والمنطقة غير المأهولة تشكلان بيئة مثالية لاحتجاز المهاجرين الخطيرين دون تهديد للمدنيين.
من جانبها، وصفت منظمات حقوقية ومشرعون ديمقراطيون الإجراءات بأنها "غير إنسانية" وتشكل "سابقة دستورية خطيرة"، داعين إلى مراجعة عاجلة للسياسات المعتمدة في مراكز الاحتجاز الجديدة.
عودة سجن ألكاتراز للحياة ليست مجرد إجراء إداري أو أمني، بل تعكس فلسفة كاملة تنتهجها إدارة ترامب في التعامل مع ملف الهجرة. إنها رسالة واضحة بأن الدخول غير الشرعي إلى الولايات المتحدة ستكون له عواقب لا تُطاق، ولكنها في الوقت ذاته تفتح نقاشًا جادًا حول حدود الأمن وحقوق الإنسان.
في الوقت الذي يرى فيه البعض أن "الكاتراز التمساح" هو الحل الحازم لردع المهاجرين، يراه آخرون بدايةً لمسار مظلم في تاريخ العدالة الأمريكية... وما بين الخوف من التماسيح ومخاوف الترحيل الجماعي، تبقى أمريكا على مفترق طرق أخلاقي وسياسي جديد.