الشارقة للفنون تفتتح معرض «مدرسة الدار البيضاء»
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
افتتحت مؤسسة الشارقة للفنون معرض «مدرسة الدار البيضاء: منصات وأنماط الحركة الطليعية لمرحلة ما بعد الاستعمار 1962-1987» الذي تنظمه بالتعاون مع تيت سانت آيفز، وشيرن كونستال فرانكفورت، ويقام في استديوهات الحمرية والديوان الأميري القديم حتى 16 يونيو 2024.
ويسلط هذا المعرض الضوء على إرث المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء والثورة الفنية التي أحدثها موظفوها وطلابها في أعقاب استقلال المغرب عام 1956، من خلال مزجهم الفن التجريدي بالتقاليد الفنية الأفريقية والأمازيغية المستوحاة من السجاد والمجوهرات وفن الخط ورسومات الأسقف في المنطقة، ما أفضى إلى تبلور فن جديد في المغرب نابع من التراث الأفرو-أمازيغي، أسهم في إطلاق انتفاضة ثقافية تنامت وشكلت المستقبل.
وانطلاقاً من تراث متعدد الثقافات، أدخل العاملون في المدرسة وطلابها الفن إلى الحياة اليومية، عبر استخدام اللوحات والملصقات والمجلات والجداريات الخارجية ومهرجانات الشوارع، وأسهمت هذه «الموجة الجديدة» في تفعيل حراك اجتماعي وحضري ساعد في نهاية المطاف على بناء حركات تضامن فني بين أميركا اللاتينية وغرب آسيا وأفريقيا.
ويستكشف المعرض هذه الرؤية الاستثنائية، التي قادها خمسة فنانين ومعلمين بارزين هم: فريد بلكاهية، ومحمد شبعة، وبيرت فلينت، وتوني (أنتونيلا) مارايني، ومحمد المليحي، بالإضافة إلى فنانين آخرين أسهموا في التاريخ الفني للمدرسة، وقدموا لوحات تجريدية، وجداريات حضرية، وأعمال طباعة ورسوم غرافيك وتصميماً داخلياً.وينقسم المعرض إلى عدة منصات وأنماط تتّبع تاريخ المدرسة وتأثيرها في الفن الحداثي في أفريقيا والعالم، حيث أسس نهجها التجريبي في التعليم لنهضة فنية في المغرب، وذلك عبر عمل المدرسين مع طلابهم على تفكيك الأساليب والأنماط الغربية التي دُرِج على تدريسها، على غرار تأطير الرسم باللوحة، فانتقلت الحصص إلى تشجيع البحث في التراث الأفريقي والأمازيغي، والذهاب في رحلات لدراسة الآثار المحلية وصناعة الخزف والخط واللوحات الدينية «الزخرفية» وتقنيات النسيج والمشغولات الجلدية والحلي والوشوم.
كما أعاد الطلاب إحياء تقاليد الحِرف التي اعتبرها التدريس الغربي أعمالاً نفعية أو زخرفية فقط، فعمدوا إلى إضافة الخط والرموز التزيينية والأشكال الروحية الهندسية، واستخدام المواد المحلية مثل النحاس والجلد والخشب والصوف، فبدأت التقاليد في إلهام المستقبل، بدلاً من كونها جزءاً من الماضي فحسب.
وقد طوّر فنانو المدرسة العليا رؤية زخرفية في العديد من المواقع ومشاريع البنية التحتية في كل من الدار البيضاء والرباط. وبين عامي 1967 و1982، عملوا على تصميم المكتب السياحي الوطني في الدار البيضاء، والبنك الوطني للتنمية الاقتصادية، والمصانع والمستشفيات والجامعات ومراكز العطلات والفنادق المبنية حديثاً، إذ جمع الفنانون والمعماريون بين الفن والحرف والعمارة، واعتبروا الردهات والجدران والأسقف والأثاث وتجهيزات المباني بمثابة «مساحات تشكيلية» تتوق إلى تدخّل إبداعي.
وبحسب ما قاله مدرّس المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء محمد شبعة: «إن الملصق لوحة يمكن للجميع الوصول إليها». وقد استخدم فنانو المدرسة تصميم الغرافيك لعرض أعمالهم الفنية ضمن منافع الحياة العامة، وعمدوا خلال ورشهم إلى تعزيز الوسائط التقليدية مثل الرسم بالاعتماد على استراتيجيات التصميم، حيث جمع المدرّس محمد المليحي الرسم مع الكولاج وأسس استوديو طليعياً للتصوير الفوتوغرافي، في حين درّس شبعة الديكور والسينوغرافيا والخط الجديد.
كما تعاون المليحي وشبعة على تصميم مجلة «أنفاس»، التي وصفها المليحي بأنها «مزيج محفّز للفكر يجمع الشعر والأدب والنقد الثقافي»، وتطلعت إلى تخليص الفنون والثقافة المغربية من الاستعمار وإتاحتها للجميع.
ومعرض «مدرسة الدار البيضاء: منصات وأنماط الحركة الطليعية لمرحلة ما بعد الاستعمار 1962-1987» من تقييم مراد منتظمي ومادلين دي كولنيه من «زمان للنشر والتقييم»، وحور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، ومي القايدي، قيّم مساعد في مؤسسة الشارقة للفنون، والباحثتين المشاركتين فاطمة الزهراء لكريسا ومود هسيس. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مؤسسة الشارقة للفنون معرض فني الشارقة للفنون الدار البیضاء
إقرأ أيضاً:
معرض متنوع يضم أعمالا فنية بجعلان بني بوعلي
نظمت مدرسة البندر الجديد للتعليم الأساسي معرضًا فنيًا حمل عنوان "وهج"، احتوى على العديد من اللوحات والمجسمات الفنية في مختلف مجالات الفنون التشكيلية كفن الرسم بالفحم، وقلم الرصاص، والرسم بألوان الباستيل وألوان الأكريليك، والرسم على الزجاج، وتنوعت اللوحات بالعديد من الأساليب الفنية الحديثة مثل فن الديكوباج وفن الرسم بأسلوب المدارس الفنية، كالتأثيرية، والتكعيبية، والسريالية، والواقعية، فضلًا عن فن الكاريكاتير، حيث تم تقديم أعمال رسم قصة كرتونية، ورسم البورتريه، ورسم فكرة كاريكاتيرية بأسلوب حديث، ولوحات توضّح رونق وجمال الفن الإسلامي والزخارف الإسلامية، وإبراز هذه الزخارف بمادة الجيسو لتعطي قيمة فنية للوحة.
كما ضم المعرض الفني مجسمات بأنواع مختلفة، منها المجسمات الجبسية التي تميزت بأسلوب الفن التجريدي، وفن التحوير، توزعت في أرجاء المعرض، وبرزت مجسمات جبسية باستخدام قوالب السيليكون تُستخدم للتزيين، ومجسمات ورقية بأشكال هندسية، ومجسمات من الخيال، وكان للنسيج اليدوي ركن خاص في المعرض، منها نتائج من ورشة فنية في النسيج، وورش لاستغلال خامات البيئة المتاحة مثل الأصداف والقواقع في إنتاج أعمال فنية جميلة ومميزة، واستغلال خامة الكرتون في إنتاج لوحات جدارية تعبّر عن المعالم السياحية والتراثية لسلطنة عمان.
وحيث للقضية الفلسطينية وقع في نفوس الطلبة، ومن باب الإنسانية، تم عمل ركن خاص بعمل فني مميز باستغلال خامات بيئية للتعبير عن معاناة أهل غزة في الحرب.
وتزينت ممرات المدرسة بعرض إبداعات الطالبات، منها لوحات كتابية بتقنية تسييح اللون، ولوحات بفن الديكوباج مع الطباعة بالعقد والربط، ولوحة مسمارية بالخيوط تعبّر عن خريطة سلطنة عمان بألوان العلم، ورسم جدارية في مدخل المدرسة بمناسبة العيد الوطني للقائد الراحل السلطان قابوس - رحمه الله - وجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه -، مع بعض المعالم السياحية التي تتميز بها سلطنة عمان.