بعد قرنين من الحياد... السويد تصبح رسميا العضو الـ32 في حلف شمال الأطلسي
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
بعد قرنين من الحياد ثم عدم الانحياز العسكري وعامين من المفاوضات، أصبحت السويد رسميا الخميس العضو الثاني والثلاثين في حلف شمال الأطلسي، ما يمثل تحولا كبيرا لدولة بقيت حتى العام 2022 حريصة على تجنب إغضاب جارتها روسيا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لدى تسلمه الوثائق الرسمية لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي “من يصبر يجد”.
من جهته، قال رئيس الحكومة السويدية أولف كريسترسون، الذي سافر إلى واشنطن للمشاركة في حفل انضمام بلاده إلى الحلف، إن هذه الخطوة تمثل “انتصارا للحرية”.
وتمت المصادقة على هذا الانضمام بعد صراع ومفاوضات طويلة مع عدد من أعضاء الحلف.
وأضاف بلينكن “إذا عدنا خطوة إلى الوراء وفكرنا في ما كنا عليه قبل ثلاث سنوات، لم يكن أي من هذا متوقعا “.
واعتبر أنه “لا يوجد مثال أوضح من اليوم على الفشل الاستراتيجي الذي تتكبده روسيا جراء غزو (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لأوكرانيا”.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ “هذا يوم تاريخي. السويد ستأخذ الآن مكانها الصحيح على طاولة حلف الناتو”. وأضاف “بعد 200 عام على عدم الانحياز، تستفيد السويد الآن من الحماية بموجب المادة الخامسة، الضمان الكامل لحرية وأمن” أعضاء الحلف.
وأورد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في بيان “عندما شن بوتين حربه العدوانية الوحشية على شعب أوكرانيا، اعتقد أنه يستطيع إضعاف أوربا وتقسيم الناتو”، مضيفا “مع انضمام السويد اليوم، أصبح الناتو أكثر اتحادا وتصميما ودينامية من أي وقت مضى”.
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن السويد “باتت محمية في شكل أفضل من الشر الروسي” بعد انضمامها إلى الأطلسي.
ومن المقرر أن يتم الإثنين، رفع علم السويد أمام مقر الحلف في بروكسل.
ووعدت روسيا الأسبوع الماضي باتخاذ “إجراءات مضادة” ردا على انضمام ستوكهولم، ستكون رهنا “بظروف ومدى اندماج السويد في الحلف الأطلسي”.
ويعني انضمام السويد بعد انضمام فنلندا العام الماضي، أن كل الدول الواقعة على بحر البلطيق باستثناء روسيا، أصبحت الآن أعضاء في الناتو.
وعلى الرغم من أن السويد وفنلندا قريبتان عسكريا من الولايات المتحدة بحكم انتمائهما إلى الاتحاد الأوربي، فقد فضلتا تاريخيا الابتعاد عن التحالف العسكري الذي تشكل خلال الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي.
وتساهم السويد في قوات حفظ السلام الدولية، إلا أنها لم تشهد حربا منذ نزاعها مع النرويج في 1814.
أعلنت هلسنكي وستوكهولم في وقت واحد ترشحهما للانضمام إلى الحلف في 2022 في أعقاب بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي حين انضمت فنلندا رسميا إلى التحالف في أبريل الماضي، واجه انضمام السويد مفاوضات شاقة مع تركيا التي اتهمت الدولة الاسكندينافية بالتساهل مع ناشطين أكراد لاجئين على أراضيها، تعتبرهم أنقرة “إرهابيين”.
وتوجب على السويد أيضا معالجة تحفظات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي وافق مبدئيا منذ فترة طويلة على انضمامها إلى الحلف، لكنه طلب من ستوكهولم قبل استكمال العملية بعض “الاحترام” بعد سنوات من “تشويه صورة” سياساته.
وكشف استطلاع للرأي أجرته إذاعة “إس آر” الجمعة أن غالبية السويديين يعتقدون أن بلادهم قدمت “تضحيات كبيرة جدا” لتصبح عضوا في التحالف العسكري، لكنهم يعترفون أيضا بأن أمن السويد قد تعزز بهذه الخطوة.
(وكالات)
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: حلف شمال الأطلسی انضمام السوید
إقرأ أيضاً:
أمين عام الناتو: الحلفاء مستعدون وقادرون على مواجهة التحديات الأمنية اليوم وفي المستقبل
أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته أن دول الحلف "جاهزة وراغبة وقادرة" على مواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة، اليوم وفي السنوات المقبلة.
جاء خلال مؤتمر صحفي عقده الأمين العالم للحلف، اليوم الثلاثاء، في مقر الحلف ببروكسل قبيل اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء المقرر غدا الاربعاء، مشيرا الى إن اجتماع الغد سيستعرض التحضيرات لقمة الناتو المقبلة المقرر عقدها في أنقرة يوليو 2026 .
وأوضح "روته" أن وزراء الخارجية سيناقشون "التهديدات المتطورة لأمن الحلف"، وسيقومون بمراجعة الإجراءات التي اتخذت لتعزيز الردع والدفاع عبر الجناح الشرقي.
كما أوضح أن جدول الأعمال يشمل اجتماعاً لمجلس الناتو–أوكرانيا بمشاركة وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، إلى جانب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاجا كالاس.
وأشاد بالتقدم الملحوظ الذي حققته الدول الأعضاء في زيادة الاستثمارات الدفاعية وتوسيع الإنتاج العسكري، تنفيذاً للالتزامات التي تم إقرارها خلال قمة لاهاي 2025،
إلا أنه حذّر في الوقت نفسه من "التراخي أو الركون للإنجازات".. مؤكداً ضرورة الحفاظ على الزخم وتحمل المسؤولية في ظل التهديدات المتغيرة.
وجدد "روته" موقف الحلف الداعم لكييف، مؤكداً أن الحلفاء "يبذلون كل الجهود لإنهاء الحرب على أوكرانيا عبر سلام عادل ودائم".. وقال "نرحب بالجهود المتواصلة التي تقودها الولايات المتحدة لجعل هذا الهدف واقعاً"، معرباً عن ثقته بأن تلك الجهود "ستعيد السلام إلى القارة الأوروبية في نهاية المطاف".
وأكد الأمين العام للناتو أن التزام الحلفاء تجاه أوكرانيا "ثابت لا يتزعزع"، مشيراً إلى أن مستقبل الأمن الأوروبي مرتبط بشكل مباشر بمصير أوكرانيا
وفي ختام تصريحاته، قال "روته" إن "الدول الأعضاء مستعدة للعمل المشترك لحماية مليار مواطن يعيشون تحت مظلة الحلف، اليوم وفي المستقبل"، مضيفاً أن وحدة الحلف وقدرته على التحرك الجماعي تظل "أساس أمن الشعوب الأوروبية والأطلسية".