تعاني الأمهات في غزة مشاكل صحية نتيجة سوء التغذية تحول دون تمكنهم من إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي، بسبب الظروف الصعبة التي خلفها العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من 150 يوما على الحصار الخانق والضربات الوحشية.

وإثر ذلك، خرجت معظم المشافي عن الخدمة، فيما يواصل بعضها تقديم خدماته الصحية في ظروف صعبة ومعقدة للغاية.



وبقي مستشفى الحلو الدولي شمال غزة، أحد المستشفيات التي تنازع في سبيل استمرار تقديم الخدمة الصحية للأهالي.

نهيل أبو سمعان، وهي أم فلسطينية متواجدة داخل أروقة المستشفى، حيث تسكت جوع طفلها الرضيع بجرعات شحيحة من الحليب، وسط الافتقار الكبير للحليب الاصطناعي، بحسب "الأناضول".




وشكت أبو سمعان الأمر قائلة: "وضعت طفلي في مستشفى الحلو الدولي في ظروف صعبة جدًا، فلا يوجد لدي ملابس للطفل ولا حليب ولا يوجد طعام ولا شراب".

وتعاني أبو سمعان من عدم القدرة على إرضاع طفلها بشكل طبيعي، بسبب سوء التغذية، وتلجأ إلى تعويض ذلك بحليب الأطفال الصناعي (مكمل غذائي)، كما ورد بالتقرير.

وتتوحد مطالب الأم الفلسطينية مع بقية أبناء الشعب، بضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وإغاثة السكان وتقديم الدعم والمساعدات الطبية والإنسانية للمستشفيات.

من جانبها، تقول الطبيبة المناوبة في المستشفى رجاء جهاد، إن هناك نقصا شديدا في المستلزمات الطبية.

وتابعت: "تأتي الأم الحامل وهي تعاني من سوء التغذية ودون أي تحضيرات للولادة ودون احتياجات الرضيع ولا يوجد معها أي وجبة غذائية لما بعد الولادة الطبيعية".

حول آثار ذلك، توضح: "تفتقد بعض الحوامل مثل أبو سمعان للمواد الغذائية التي تلزمها إضافة للماء ونحن بدورنا نحاول قدر الإمكان توفيرها وحماية السيدة الحامل من أي خطر يهدد حياتها وحياة جنينها".





وأشارت الطبيبة إلى أن الطواقم  الطبية في مستشفى حلو الدولي تعاني من انقطاع التيار الكهربائي والعمل في الظلام الدامس ‏ونقص مواد التعقيم والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية، وفق تقرير "الأناضول".

أظهرت الطبيبة رجاء جهاد أن نقص المواد الغذائية يتسبب في تأثير سلبي على صحة الأم المرضعة، الّتي تحتاج إلى تغذية سليمة وملائمة لتسهيل عملية الرضاعة الطبيعية للطفل.

وأكد ثروت الحلو، رئيس مجلس إدارة مستشفى الحلو الدولي، أن المنظومة الصحية في غزة والشمال انهارت تمامًا بعد خروج معظم المشافي عن الخدمة، ووصف الأوضاع الراهنة بأنها كارثية.

وفي توضيح لجهود المستشفى، أشار الحلو إلى أنهم قد قدموا الخدمة الصحية، خاصةً خدمات الولادة، مجانًا خلال فترة الحرب بالتعاون مع وزارة الصحة.

كما استقبل المستشفى العديد من الحالات التي تعاني من التهابات شديدة ونقص في التغذية، وأجرى عمليات ولادة طبيعية وقيصرية وجراحية ما بعد الولادة.

وأكد أن المستشفى يقوم يوميا بتحاليل وفحوصات طبية لنحو 70 حالة، حيث تشير النتائج إلى أن جميع الأمهات يعانين من أنيميا حادة والتهابات شديدة غير مسبوقة.




وأشار إلى التحديات الكبيرة التي يواجهونها، بما في ذلك نقص الوقود والمستلزمات الطبية والإغاثية، إضافة إلى حالة المجاعة وأزمة العطش التي تعيشها غزة، مشددا على أهمية توفير غذاء كافٍ للأمهات والأطفال والكوادر الطبية.

وفي ختام كلامه، أضاف: "لم تصلنا أي مساعدات منذ بداية التوغل البري في غزة في نهاية أكتوبر الماضي، نحن نعيش في مجاعة حقيقية"، مشيرًا إلى عجز النساء عن إرضاع أطفالهن بسبب سوء التغذية، ونقص كميات كافية من حليب الأطفال.


ولطالما حذرت منظمات أممية من خطورة سياسة التجويع والحصار في قطاع غزة، حيث دعت إلى تقديم العون والمساعدة والإغاثة لأطفال غزة وأمهاتهم، في ظل الكارثة الصحية الحقيقية التي يعيشها القطاع بفعل الحرب الإسرائيلية المدمرة والمستمرة.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن حملة حرب مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، مما أسفر حتى الخميس عن "30 ألفا و800 شهيد و72 ألفا و298 إصابة، معظمهم أطفال ونساء".

وتواجه دولة الاحتلال، للمرة الأولى منذ إنشائها في عام 1948، محاكمة أمام محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الحليب غزة الاطفال الحليب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سوء التغذیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

OpenAI تطلق تطبيق الفيديو الذكي Sora.. ذكاء اصطناعي يحول الصور إلى مشاهد حية

 أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق تطبيقها الجديد "Sora" المدعوم بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بعد يوم واحد فقط من تسريب تفاصيله عبر موقع Wired. التطبيق الجديد يعتمد على نموذج الفيديو المتطور Sora 2، الذي يُتيح إنشاء مقاطع فيديو واقعية بالكامل بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ويمكنه توليد مقاطع لأي موضوع تقريبًا، من المشاهد الطبيعية إلى الشخصيات الخيالية.

لكن أكثر ما يميز التطبيق هو ميزة "الظهور المفاجئ" التي تُمكّن المستخدمين من إضافة صورهم داخل المقاطع التي يُنشئونها، لتبدو وكأنهم شاركوا فعليًا في تصويرها. هذه الميزة المبتكرة، رغم جاذبيتها التقنية، تُثير أيضًا مخاوف تتعلق بالخصوصية وسوء الاستخدام، وهو ما حاولت OpenAI معالجته بمجموعة من الضوابط الدقيقة.

وفقًا لتفاصيل الإعلان الرسمي، يمنح التطبيق المستخدمين سيطرة شاملة على كيفية استخدام صورهم داخل Sora. عند البدء في استخدام التطبيق، يمكن للمستخدم أن يحدد من يُسمح له باستخدام صورته – سواء الأصدقاء أو حتى الغرباء.
وإذا استخدم أي شخص صورة أحدهم داخل مقطع فيديو، يُعيّن النظام ذلك المستخدم "مالكًا مشاركًا" للمقطع، ما يمنحه الحق في حذفه أو تقييد تعديله لاحقًا.

كما تُعزز هذه الخاصية ميزة أخرى تُعرف باسم "ريمكس"، والتي تتيح للمستخدمين التفاعل مع المقاطع المنتشرة من خلال إعادة تركيبها أو إضافة رؤيتهم الخاصة إليها، بما يشبه الطريقة التي يعمل بها تطبيق تيك توك. الفارق أن Sora يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوليد المشهد بالكامل من الصفر، بدلًا من الاكتفاء بتحرير الفيديوهات الأصلية.

نقلة نوعية في الذكاء الاصطناعي المرئي

نموذج Sora 2 لا يقتصر على إنشاء الفيديو فقط، بل يستطيع أيضًا توليد الصوت المتوافق مع المشهد، وهو ما يُعد خطوة غير مسبوقة في تقنيات OpenAI. بفضل هذه الميزة، يمكن للمستخدم أن يُنشئ فيديو واقعيًا بصوت وشخصيات متحركة دون الحاجة إلى أدوات خارجية، مما يُقرّب التكنولوجيا من مفهوم “المخرج الافتراضي الكامل”.

وتؤكد الشركة أن التطبيق يُراعي القواعد الأخلاقية بشكل صارم، إذ لا يُمكنه توليد فيديوهات لشخصيات عامة إلا إذا سمحوا بذلك صراحة عبر رفع صورهم إلى التطبيق ومنح الأذونات المناسبة. كما يرفض النظام إنشاء أي محتوى ذي طابع إباحي أو مسيء، وهي خطوة تهدف إلى حماية السمعة الرقمية وضمان الاستخدام الآمن للتقنية.

حاليًا على iOS فقط ودعوات محدودة

حتى الآن، يتوفر تطبيق Sora حصريًا على نظام iOS داخل الولايات المتحدة وكندا فقط، ولا توجد معلومات رسمية عن موعد طرحه على نظام أندرويد أو في الأسواق الأخرى.
وبحسب OpenAI، فإن الانضمام إلى التطبيق يتطلب دعوة خاصة من الشركة، في نموذج يشبه ما اعتمدته تطبيقات مثل Clubhouse وBluesky في بداياتها. كما يمكن لكل مستخدم منضم حديثًا دعوة أربعة أصدقاء آخرين لتجربة التطبيق، مما يخلق نوعًا من الحصرية والحماس حول المنصة الجديدة.

رغم الحماس الكبير حول إمكانيات Sora، إلا أن بعض الخبراء أبدوا مخاوف من احتمالية إساءة استخدام ميزة “الظهور المفاجئ”، خاصة في ظل التطور السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي وقدرته على إنتاج مشاهد تكاد تكون حقيقية. ومع ذلك، ترى OpenAI أن التطبيق يُمثل تجربة فريدة تجمع بين الذكاء الاصطناعي والفن الاجتماعي، وتُعيد تعريف الطريقة التي نصنع بها محتوى الفيديو ونتفاعل معه.

في النهاية، يبدو أن OpenAI لا تكتفي بتطوير النماذج اللغوية مثل ChatGPT أو DALL·E، بل تسعى الآن إلى قيادة ثورة الفيديو الذكي التفاعلي من خلال تطبيق "Sora"، الذي قد يُصبح قريبًا الوجه الجديد للتواصل الإبداعي في عصر الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • مصر.. ما الهدية التي قدمها وفد النادي الأهلي إلى حسن شحاتة في المستشفى؟
  • حسن شحاتة يغادر المستشفى بعد استقرار حالته الصحية.. اليوم
  • محافظ الدقهلية يتفقد المستشفى الدولي ويوصى بتوفير جميع أوجه الرعاية الطبية للحالات الحرجة
  • أول تعليق من صبري عبد المنعم بعد وعكته الصحية.. ويعلن موعد عودته للفن
  • OpenAI تطلق تطبيق الفيديو الذكي Sora.. ذكاء اصطناعي يحول الصور إلى مشاهد حية
  • سعره صادم.. روبوت صيني قادر على الحمل والولادة بديلًا عن الأمهات
  • وزير الرياضة يزور حسن شحاتة في المستشفى للاطمئنان على حالته الصحية
  • قطاع الحج والعمرة يعلن بدء تطبيق اشتراطات اللياقة الطبية وفق التعليمات الصحية السعودية لموسم حج 1447هـ
  • محمد الحلو يشارك في مهرجان الموسيقى العربية بدورته الـ33
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: وقف الحرب بداية جيدة.. ونوجّه الشكر لمصر التي أنقذت الدم الفلسطيني