فقر الدم يحول بين الأمهات وإرضاع أطفالهن بصورة طبيعية
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
تعاني الأمهات في غزة مشاكل صحية نتيجة سوء التغذية تحول دون تمكنهم من إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي، بسبب الظروف الصعبة التي خلفها العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من 150 يوما على الحصار الخانق والضربات الوحشية.
وإثر ذلك، خرجت معظم المشافي عن الخدمة، فيما يواصل بعضها تقديم خدماته الصحية في ظروف صعبة ومعقدة للغاية.
وبقي مستشفى الحلو الدولي شمال غزة، أحد المستشفيات التي تنازع في سبيل استمرار تقديم الخدمة الصحية للأهالي.
نهيل أبو سمعان، وهي أم فلسطينية متواجدة داخل أروقة المستشفى، حيث تسكت جوع طفلها الرضيع بجرعات شحيحة من الحليب، وسط الافتقار الكبير للحليب الاصطناعي، بحسب "الأناضول".
وشكت أبو سمعان الأمر قائلة: "وضعت طفلي في مستشفى الحلو الدولي في ظروف صعبة جدًا، فلا يوجد لدي ملابس للطفل ولا حليب ولا يوجد طعام ولا شراب".
وتعاني أبو سمعان من عدم القدرة على إرضاع طفلها بشكل طبيعي، بسبب سوء التغذية، وتلجأ إلى تعويض ذلك بحليب الأطفال الصناعي (مكمل غذائي)، كما ورد بالتقرير.
وتتوحد مطالب الأم الفلسطينية مع بقية أبناء الشعب، بضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وإغاثة السكان وتقديم الدعم والمساعدات الطبية والإنسانية للمستشفيات.
من جانبها، تقول الطبيبة المناوبة في المستشفى رجاء جهاد، إن هناك نقصا شديدا في المستلزمات الطبية.
وتابعت: "تأتي الأم الحامل وهي تعاني من سوء التغذية ودون أي تحضيرات للولادة ودون احتياجات الرضيع ولا يوجد معها أي وجبة غذائية لما بعد الولادة الطبيعية".
حول آثار ذلك، توضح: "تفتقد بعض الحوامل مثل أبو سمعان للمواد الغذائية التي تلزمها إضافة للماء ونحن بدورنا نحاول قدر الإمكان توفيرها وحماية السيدة الحامل من أي خطر يهدد حياتها وحياة جنينها".
وأشارت الطبيبة إلى أن الطواقم الطبية في مستشفى حلو الدولي تعاني من انقطاع التيار الكهربائي والعمل في الظلام الدامس ونقص مواد التعقيم والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية، وفق تقرير "الأناضول".
أظهرت الطبيبة رجاء جهاد أن نقص المواد الغذائية يتسبب في تأثير سلبي على صحة الأم المرضعة، الّتي تحتاج إلى تغذية سليمة وملائمة لتسهيل عملية الرضاعة الطبيعية للطفل.
وأكد ثروت الحلو، رئيس مجلس إدارة مستشفى الحلو الدولي، أن المنظومة الصحية في غزة والشمال انهارت تمامًا بعد خروج معظم المشافي عن الخدمة، ووصف الأوضاع الراهنة بأنها كارثية.
وفي توضيح لجهود المستشفى، أشار الحلو إلى أنهم قد قدموا الخدمة الصحية، خاصةً خدمات الولادة، مجانًا خلال فترة الحرب بالتعاون مع وزارة الصحة.
كما استقبل المستشفى العديد من الحالات التي تعاني من التهابات شديدة ونقص في التغذية، وأجرى عمليات ولادة طبيعية وقيصرية وجراحية ما بعد الولادة.
وأكد أن المستشفى يقوم يوميا بتحاليل وفحوصات طبية لنحو 70 حالة، حيث تشير النتائج إلى أن جميع الأمهات يعانين من أنيميا حادة والتهابات شديدة غير مسبوقة.
وأشار إلى التحديات الكبيرة التي يواجهونها، بما في ذلك نقص الوقود والمستلزمات الطبية والإغاثية، إضافة إلى حالة المجاعة وأزمة العطش التي تعيشها غزة، مشددا على أهمية توفير غذاء كافٍ للأمهات والأطفال والكوادر الطبية.
وفي ختام كلامه، أضاف: "لم تصلنا أي مساعدات منذ بداية التوغل البري في غزة في نهاية أكتوبر الماضي، نحن نعيش في مجاعة حقيقية"، مشيرًا إلى عجز النساء عن إرضاع أطفالهن بسبب سوء التغذية، ونقص كميات كافية من حليب الأطفال.
ولطالما حذرت منظمات أممية من خطورة سياسة التجويع والحصار في قطاع غزة، حيث دعت إلى تقديم العون والمساعدة والإغاثة لأطفال غزة وأمهاتهم، في ظل الكارثة الصحية الحقيقية التي يعيشها القطاع بفعل الحرب الإسرائيلية المدمرة والمستمرة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن حملة حرب مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، مما أسفر حتى الخميس عن "30 ألفا و800 شهيد و72 ألفا و298 إصابة، معظمهم أطفال ونساء".
وتواجه دولة الاحتلال، للمرة الأولى منذ إنشائها في عام 1948، محاكمة أمام محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الحليب غزة الاطفال الحليب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سوء التغذیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
كارين ميلين تثير عاصفة حول الرضاعة وأم تروي تجربتها حتى سن الثامنة
لندن
أشعلت مصممة الأزياء البريطانية الشهيرة كارين ميلين موجة من الجدل بعد تصريحاتها التي وصفت فيها الأمهات اللاتي يواصلن الرضاعة الطبيعية بعد سن ستة أشهر بأنهن “أنانيات”، معتبرة أن الإرضاع لفترات طويلة يتحول إلى نوع من “الإدمان” لدى الأطفال.
وجاءت هذه التصريحات خلال ظهورها في برنامج على قناة “فايف” البريطانية، حيث عبّرت عن وجهة نظر أثارت استياءً واسعًا، دفعها لاحقًا إلى نشر اعتذار مصور أكدت فيه أنها لم تكن تنوي الإساءة، وقالت: “أنا آسفة إذا تسببت بكلامي في إزعاج الأمهات”.
في المقابل، برز صوت الأم إيما هاوز تايلور، البالغة من العمر 50 عامًا، والتي تعمل خياطة وتقيم في أوكسفوردشير، لتدافع بقوة عن تجربتها في الرضاعة الممتدة، حيث أرضعت ابنتها “ليليا” حتى سن 8 سنوات، وطفلها “غابرييل” حتى سن 6 سنوات، وأكدت إيما أن قرارها لم يكن نتيجة تخطيط مسبق، بل تطور طبيعي نابع من احتياجات أمومية مشتركة.
وتحدثت إيما عن بدايات صعبة صاحبتها آلام جسدية وضغوط نفسية، لكن الدعم الذي تلقته من مجموعات الأمهات ومنظمات الرضاعة الطبيعية ساعدها على تخطي هذه العقبات. وأشارت إلى أن الرضاعة لعبت دورًا كبيرًا في شفائها من اكتئاب ما بعد الولادة، وأسهمت في تعزيز الرابط العاطفي بينها وبين أطفالها.
كما شددت على الفوائد الصحية للرضاعة الممتدة، مثل تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، وتقوية مناعة الطفل، مشيرة إلى أن ما فعلته كان استجابة لاحتياجات أطفالهما، وليس بدافع أناني كما قالت ميلين، وأضافت: “ما من أنانية في تلبية حاجات الطفل النفسية والجسدية.. المهم أن تختار كل أم ما يناسبها دون أحكام”.
لكن رغم دفاعها، واجهت إيما حملة انتقادات واسعة عبر وسائل التواصل، حيث رأى البعض أن الرضاعة الممتدة لما بعد سن المدرسة قد تضر بتطور الطفل النفسي والاجتماعي، فيما ذهب آخرون إلى اتهامها بإسقاط احتياجاتها العاطفية على أطفالها.