قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يُستَدَلُّ لقراءة الفاتحة في قضاء الحوائج بحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم في "صحيحه" وغيره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ؛ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي -وَقَالَ مَـرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي-، فَإِذَا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۝ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ».

وأضافت، دار الإفتاء، أن إعطاء الله تعالى للعبد سُؤْلَه عام في هذا الموضع، كما أنَّ متعلَّق الاستعانة محذوف، وهذا يقتضي الإطلاق، فيدل على مشروعية نية الاستعانة بالله في كل شيء بقراءة الفاتحة؛ قال الشيخ ابن عبد الهادي الحنبلي في رسالته "الاستعانة بالفاتحة على نجاح الأمور" في "جمهرة الأجزاء الحديثية" (ص: 372، ط. مكتبة العبيكان): [احتج بعضهم من هذا الحديث على أنه ما قَرأ أحدٌ الفاتحة لقضاء حاجة وسأل حاجته إلا قُضِيَتْ] اهـ.

وروى الإمام مسلم في "صحيحه" والنسائي في "السنن الكبرى" وغيرهما عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قَالَ: "بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: "هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ".

وقال العلامة محمد بن علان الصديقي الشافعي في "دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين" (6/ 200، ط. دار الكتاب العربي): [يجوز كونُها للاستعانة؛ أي: (لن تقرأ) مستعينًا (بحرف)؛ أي: جملة (منهما) على قضاء غرض لك (إلا أعطيتَه) كيف لا والفاتحة هي الكافية؟ وتلك الخواتيم لمن قرأها في ليلة كافية، والمراد: ثوابه الأعظم من ثواب نظيره في غير هذين. أو المراد بالحرف: معناه اللغوي وهو الطرف، وكنى به عن كل جملة مستقلة بنفسها؛ أي: أُعطِيتَ ما تضمنته إن كانت دعائية كـ ﴿اهْدِنَا﴾ و ﴿غُفْرَانَكَ﴾ الآيتين، وثوابَهما إن لم يتضمن ذلك كالمشتملة على الثناء والتمجيد] اهـ.
وعلى ذلك جرى فعل السلف الصالح من غير نكير؛ فأخرج أبو الشيخ في "الثواب" عن عطاء رحمه الله تعالى أنه قال: "إذا أردتَ حاجةً فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمها تُقْضَى إن شاء الله".

قال العلَّامة مُلّا على القاري الحنفي في "الأسرار المرفوعة" (ص: 253، ط. مؤسسة الرسالة): [وهذا أصلٌ لِمَا تعارف الناس عليه مِن قراءة الفـاتحة لقضاء الحاجات وحصول المهمات] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الفاتحة قضاء الحوائج إ ذ ا ق ال

إقرأ أيضاً:

حجّاجُ بيت الله الحرام يتوافدون إلى مشعر مِنَى لقضاء يوم التروية

العمانية: بدأ حُجاج بيت الله الحرام بالتوافد صباح اليوم الثامن من شهر ذي الحجة 1445هـ إلى مشعر مِنَى لقضاء يوم التروية تقرّبًا لله تعالى راجين منه القبول والمغفرة، مُتّبعين ومُقتدين بسنّة نبيهم محمّد -صلى الله عليه وسلم-، مُكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، في صورة روحانيّة وإيمانيّة.

وقضى ضيوف الرّحمن على صعيد مِنَى اليوم، "يوم التروية"، أولى محطات مناسك الحج التي تتواصل على مدى 6 أيام اقتداء بسنة نبيّ الإسلام محمّد -صلى الله عليه وسلم- الذي ارتوى (تزوّد) بالمياه قبل أداء مناسك الحج.

وفي يوم التروية، سيقضي الحجاج وقتهم في الدّعاء والذكر والتأمّل، وترديد تلبية الحج: "لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".

كما يُصلّون في "مِنَى" الصلوات الخمس قصرًا دون جمع، ويبيتون هناك قبل التوجّه إلى صعيد عرفة بعد طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة، والوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى)، ثم يعودون إلى مِنَى بعد "النفرة" من عرفة والمبيت بمزدلفة ورمي جمرة العقبة يوم العيد وقضاء أيام التشريق ورمي الجمرات الثلاث، الجمرة الصغرى والجمرة الوسطى والجمرة الكبرى إلا من تعجّل لقوله تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى).

ويقع مشعر "مِنَى" بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد 7 كلم شمال شرق المسجد الحرام، وهو عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا في فترة الحج.

ويشتهر مشعر "مِنَى" بمعالم مهمة في الحج، منها الشواخص الثلاث التي يرمى فيها الحجاج الجمرات، والتي تتمثل في جمرة العقبة في اليوم العاشر من ذي الحجة، وجمرات أيام التشريق الثلاثة في أيام 11 و12 و13 من ذي الحجة، كما يحتضن هذا المشعر مسجد "الخيف"، الذي ألقى فيه النبي المصطفى خطبة حجة الوداع، ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى بيعتا العقبة الأولى والثانية.

مقالات مشابهة

  • الفاتحة على أرواح الشهداء.. فلسطينيون يؤدون صلاة الأضحى وسط الركام - صور
  • لماذا لم يفهم العرب لسان القرآن العربي المبين؟!
  • دعاء يوم عرفة لقضاء الحوائج
  • ضبط المتهم بالتنقيب عن خام الذهب بطريقة غير مشروعة بأسوان
  • ضبط عاطل لقيامه بالتنقيب عن الذهب بطريقة غير مشروعة في اسوان
  • عاجل - اعرف موعد صلاة عيد الأضحى 2024 في القاهرة والمحافظات
  • هل تنال الحائض من ثواب الصائمين يوم عرفة ؟
  • مصرع طالبين غرقا في نهر النيل بقرية الديسمي في الصف بالجيزة
  • لقضاء يوم التروية.. الحجاج يواصلون التوافد إلى مشعر منى
  • حجّاجُ بيت الله الحرام يتوافدون إلى مشعر مِنَى لقضاء يوم التروية