في يومها العالمي…المرأة اليمنية تواجه ويلات الحرب بالصمود والإنجازات
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
يمن مونيتور/ إفتخار عبده
صادف يوم أمس الجمعة/ الثامن من مارس، اليوم العالمي للمرأة، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 ليكون يوما عالميا؛ تقديرا لكفاح المرأة السنوي وتعزيزا لحقوق النساء في مواجهة التمييز.
وتأتي هذه المناسبة على المرأة اليمنية في الوقت الذي تتحدى فيه ظروف الحرب وتتوالى عليها الأزمات من جوانب عديدة، كما تعاني من صنوف القهر والتعسف والحرمان المرير.
انتهاكات جسيمة فرضتها الحرب على المرأة اليمنية لا سيما من قبل جماعة الحوثي التي تمارس في حق الكثير من نساء اليمن عمليات الاختطاف والاختفاء القسري ومنعهن من التواصل بأهلهن، كما يمارس فيهن داخل السجون السرية أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، ناهيك عن الاتهامات المخلة الكاذبة التي تنسب لهن.
وعلى الرغم من كثرة الصعوبات والتحديات إلا أن المرأة اليمنية أثبتت جدارتها وذلك بنجاحها في مجالات عديدة، كما أنها خاضت غمار منافسات ما كانت تتوقع أن تنجح فيها وكان نجاحها كبيرا وملفتا.
بهذا الشأن تقول الصحافية بشرى الحميدي: إنه “في ظل الحرب الدائرة في البلاد منذ تسع سنوات، لا تزال المرأة اليمنية شامخة ورمزا للقوة والصمود رغم كل ما تواجهه من تحديات بدء بتبعات الحرب القاسية والواقع المعاش الذي فرضته عليها جماعة الحوثي وانتهاء بالعادات والتقاليد المجتمعية التي تعيق النساء عن مشاركتها الكاملة وحقها في العمل السياسي وغير السياسي وفي المجالات المختلفة التي ترغب بتمثيلها”.
وأضافت الحميدي ل “يمن مونيتور” على الرغم من كل هذه التحديات إلا أن المرأة اليمنية استطاعت وبكل جدارة أن تثبت قدراتها في تجاوز الصعاب وتحقيق الإنجازات حتى أنها تمكنت من تمثيل نفسها في مناصب قيادية وسياسية، فأصبحت تشارك في كل المجالات التي كان من الصعب أن تشاركها مسبقا “.
وتابعت” لم يقتصر دور المرأة اليمنية على النجاح في مجال معين؛ بل عمدت إلى مشاركة ومساندة الرجل بشكل فعال في مختلف جوانب الحياة وبناء المجتمع وتحقيق إنجازات في كافة الأصعدة وكل هذا رغم أنف العوائق وشحت الإمكانات “.
انتهاكات جسيمة
وأشار الحميدي في حديثها ل” يمن مونيتور “إلى أنه” على مدى السنوات التي مرت لم تنج المرأة اليمنية من ويلات الحرب، فقد تعرضت للكثير من الانتهاكات الجسيمة كالقتل والاعتقال والتعسف بل إن الكثير منهن من اضطرت للخروج من الوطن هربا من بطش الحوثي الذي أخفى العديد منهن خلف قضبان السجن ولم يكتف بذلك؛ بل عمل على مصادرة منازلهن وممتلكاتهن وأصدر أحكام إعدام في حقهن “.
وأكدت” على الرغم من كل ذلك فقد مثلت المرأة مصدر إلهام وقوة في مقارعة الظلم ودحض الأباطيل وإحقاق الحق؛ بل وناضلت كثيرا من أجل مستقبل أفضل لها ولأبنائها “.
في السياق ذاته تقول سارة قاسم (عضو الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح- تعز)” يأتي اليوم العالمي للمرأة على النساء اليمنيات ولا زالت قوى الانقلاب تمارس انتهاكاتها الجسيمة ضد اليمنيين بشكل عام والمرأة بشكل خاص فقد عانت المرأة اليمنية خلال هذه السنوات من ويلات الحرب وتداعياتها على كل المستويات وخاصة المستوى الاجتماعي والاقتصادي…
تتحمل العبء الأكبر
وأضافت قاسم ل “يمن مونيتور” تحملت المرأة العبء الأكبر من تداعيات الحرب الظالمة عليها وعلى اليمنيين فهي التي فقدت إما زوجها أو أباها أو أخاها وبالتالي تتحمل المرأة الأعباء الاجتماعية والاقتصادية بشكل مضاعف؛ إذ تحولت الكثير من النساء إلى معيلات لأسرهن التي تعتمد عليهن بشكل كلي، في الوقت الذي ينهار فيه الاقتصاد اليمني بشكل مخيف ”
صمود منقطع النظير
وأردفت” على الرغم من كل تلك المعاناة فقد أثبتت المرأة اليمنية قدرتها وأبدت صمودا منقطع النظير في مواجهة الحرب وتداعياتها؛ بل إنها لعبت بوعيها وتفاعلها وفاعليتها دورا جميلا في الحضور على الساحة الوطنية والسياسية والاجتماعية “.
وأشارت إلى أن” المرأة اليمنية استحقت بدورها البارز في ثورة 11 فبراير تتويجا لأدوارها المختلفة استحقاقات نوعية من خلال وثيقة الحوار الوطني التي شاركت فيها بكل جدارة وشاركت في كل قضايا مؤتمر الحوار الوطني ولا زالت تخوض أدوار نوعية ومتعددة في مواجهة التحديات الماثلة أمام اليمنيين وأشدها الانقلاب الحوثي وتداعيات الحرب الغاشمة على اليمنيين “.
واختتمت” لكل امرأة- في هذا اليوم العالمي- تحية تقدير واحترام، ونأمل منهن مزيدا من الكفاح والمثابرة في سبيل تحقيق الغايات النبيلة وفي سبيل بناء المجتمعات بناء ناجحا ومشرفا “.
بدورها تقول شيماء رمزي (صحفية وناشطة مجتمعية)” المرأة هي العمود الفقري للمجتمع وفي ظل الحرب أصبحت المرأة اليمنية مدافعة عن الأرض والإنسان من الحرب وتداعياتها فقد أصبحت هي العائل الأول في ظل غياب رب الأسرة أو في ظل انقطاع مرتبات أرباب الأسر “.
وأضافت رمزي ل” يمن مونيتور “اليوم المرأة اليمنية تعمل في الكثير من المجالات لتمكين نفسها اقتصاديا عبر تدريبات مكثفة ومن خلال خوضها الكثير من التجارب”.
وأردفت “الحرب وضعت المرأة اليمنية في واجهة الكثير من الاختلالات التي نتجت عن العمليات العسكرية المباشرة وغير المباشرة، ونحن نعلم أن اليمنيين فقدوا مرتباتهم وهذا ما دفع المرأة لتصبح هي العائل الأول للأسرة فأصبحت- في ظل غياب رب الأسرة الذي قتل في الحرب أو غاب عنه مرتبه- أصبحت هي السند للأسرة بعده”.
وتابعت “مثلما كانت الحرب محبطة للكثير من اليمنيين واليمنيات فهي في الوقت ذاته دافع وملهم للكثير من النساء في خوض غمار تجارب فريدة من نوعها ولقد نجحت بذلك وبجدارة فقد حققت بكفاحها وسعيها الكثير من المنجزات التي نفعت به أسرتها والمجتمع من حولها”.
وأشارت إلى أنه “اليوم أصبح لدينا رائدات أعمال في المجتمع، وأصبح لدينا الكثير من اللائي يعملن في الحرف اليدوية، أصبح لدينا الكثير من خريجات المدارس والجامعات، والكثير من الفاعلات في الخدمات الاجتماعية وهذا كانت الحرب هي الدافع له، لا نقول إن للحرب جوانب إيجابية؛ بل نقول إن المرأة اليمنية استطاعت أن تجعل من الأمور السلبية أمورا إيجابية بهمتها وتفانيها”.
وأكدت “المرأة اليمنية اليوم تقف موقف الرجال وتتعلم في كافة المجالات التي كانت قبل الحرب لا تخوض غمارها وهي اليوم تدير الكثير من مشاريع التمكين التي تعمل على تنمية الأسرة والمجتمع، فكل عام ونساء اليمن بألف خير وأمن وأمان”…
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحرب المرأة المرأة الیمنیة على الرغم من یمن مونیتور الکثیر من
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
بينما يزعم الاحتلال أنه شرع بتنفيذ عملية "عربات عدعون" ضد الفلسطينيين في غزة، فإنه يفتقر لإجماع داخلي، والدعم الخارجي، بل إن الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء الحرب تشكل، قبل كل شيء، أخباراً سيئة للغاية بالنسبة للأسرى وعائلاتهم.
وزعمت دانا فايس محللة الشؤون السياسية في القناة 12، أنه "في كل مرة ينشأ لدى حماس انطباع بأن العالم سيوقف القتال في غزة، أو أن الأميركيين سيوقفون نتنياهو، تُظهِر مزيدا من التشدد في مواقفها في المفاوضات، وتصر على التمسك بها، وترسيخها، ولذلك فإن التقارير عن الخلافات بين الاحتلال والولايات المتحدة والدول الأوروبية تلعب على حساب الرهائن، لأن حماس تعتقد حقاً أن جهة أخرى ستقوم بالعمل نيابة عنها، وتضغط على الاحتلال لإنهاء الحرب".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الوقائع الميدانية تؤكد ان الاحتلال لم تقم بعد بتحدي حماس بشكل حقيقي، وفي الوقت ذاته، لا يزال يرفض الدخول لغرفة إجراء مفاوضات حقيقية حول صفقة واحدة شاملة، تتضمن معايير إنهاء الحرب، رغم التوافق مع الولايات المتحدة على أن حماس لا يمكن أن تظل السلطة الحاكمة في غزة، لكن اتباع أسلوب الضرب وحده هو نتاج عدم رغبة رئيس الوزراء نتنياهو بإنهاء القتال بهذه المرحلة".
وأشارت إلى أن "الوزراء ونتنياهو نفسه يتحدثون فقط عن "الإخضاع" و"التدمير"، وهي تعبيرات غامضة للغاية وغير واضحة بشأن ما تشير إليه، لأن اليوم تحتاج الدولة لأن تسأل نفسها: ماذا تبقى من حماس، بعد أن تم القضاء بالفعل على معظم القيادات التي كانت في السابع من أكتوبر".
وتابعت، "لو أراد أحد أن يسوق ذلك على أنه "صورة النصر"، فإن بإمكانه الزعم أننا قضينا على آخر القادة الذين قاتلوا في الأنفاق، وهو محمد السنوار، وقضينا على معظم كتائب حماس، ومقاتلوها لم يعودوا يقاتلون الجيش، بل ينفذون فقط عمليات حرب عصابات".
وأكدت أن "أي إسرائيلي إن أراد الترويج "لإنجازات" استثنائية فبإمكانه أن يفعل ذلك في هذه المرحلة من الزمن، لكن هذا لن يحدث، لأن نتنياهو يعزز موقفه، ويريد مواصلة الحرب، مع الإشارة أن بيان الدول الأوروبية وكندا ضد الدولة يذكر "حكومة نتنياهو"، ولا يتحدث عن الدولة بذاتها، وكأنهم يفرقون بينهما".
وأوضحت أن "مناقشات مجلس الوزراء، شهدت تأكيد وزير الخارجية غدعون ساعر أن هناك ضغوطا دولية بشأن قضية المساعدات الإنسانية، وهو ما اعترف به نتنياهو نفسه من خلال ما وصله من مراسلات واتصالات من أصدقائه الكبار في الكونغرس الذين أكدوا له أن مشاهد المجاعة في غزة لا يمكن التسامح معها".
كما أكدت أن "الأميركيين ضغطوا على الاحتلال في موضوع المساعدات الإنسانية لأنه ثمن تحرير الجندي عيدان ألكساندر، رغم أن ذلك يطرح سؤالا أخلاقيا هاما حول عدم مشروعية أسلوب الحصار الذي تطبقه الدولة على الفلسطينيين في غزة، لأن التجويع ليس أداة مشروعة للحرب، ولا ينبغي أن يظل خياراً قائماً، ليس هذا فحسب، بل إنه طريقة غير حكيمة من الناحية التكتيكية أيضاً".
وختمت بالقول أن "حكومة الاحتلال تقود الدولة حاليا إلى حالة من القتال ببطارية فارغة من الشرعية الدولية، مع أنها لم تدخل حروباً وعمليات قط دون إجماع داخلي، ودون شرعية دولية، لكنها الآن تجد نفسها من دونهما على الإطلاق".