أعلنت إسرائيل -السبت- أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) لديها التقى نظيره الأميركي في إطار الجهود لضمان الإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، في حين أشارت تقارير إلى خلافات بين المستويات السياسية والمهنية تسببت في تعثر المفاوضات.

وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -في بيان- إن "رئيس الموساد ديفيد برنيع التقى أمس (الجمعة) رئيس "سي آي إيه" وليام بيرنز في إطار الجهود المستمرة للتوصل إلى اتفاق جديد للإفراج عن الرهائن".

وأضاف البيان أن إسرائيل لا تزال تتواصل مع الوسطاء بهدف التوصل إلى اتفاق. وأضاف "في هذه المرحلة حماس تتمترس بمواقفها"، زاعما أن الحركة على ما يبدو ليست معنية بصفقة وتسعى إلى إشعال المنطقة خلال شهر رمضان، وذلك على حساب السكان الفلسطينيين في قطاع غزة.

وفيما لم يذكر بيان مكتب نتنياهو أو هيئة البث الرسمية مكان التقاء برنيع وبيرنز، فقد أشار موقع واللا الإسرائيلي إلى أنهما التقيا في مدينة العقبة بالأردن.

ويأتي ذلك في حين قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن هناك تقارير تفيد بخلافات بين المستويات السياسية والمهنية تسببت في تعثر المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى.

حماس تتمسك بشروطها

من ناحية أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قوله إنه "من غير المرجح" أن يقوم وفد من الحركة بزيارة أخرى إلى القاهرة في مطلع هذا الأسبوع لإجراء محادثات.

وحمّلت حماس مسؤولية عدم إحراز تقدم لإسرائيل التي ترفض تقديم ضمانات بإنهاء الحرب أو سحب القوات من قطاع غزة.

وأمس الجمعة، قال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- إن حكومة الاحتلال تستخدم الخداع والمراوغة في التفاوض وتتسم بالتخبط والارتباك، مؤكدا على أن أولية المقاومة القصوى لإنجاز تبادل أسرى هي الالتزام التام بوقف العدوان بشكل كامل وما يترتب عليه من انسحاب قوات الاحتلال وعودة النازحين وإعادة الإعمار.

وخاطب أبو عبيدة عائلات أسرى الاحتلال في غزة، بأنه إن كانوا معنيين بحياة ذويهم فيجب أن يعلموا أن حكومتهم ومجلس حربهم يتلاعبون بحياة أبنائهم ويصرون على "استلامهم في توابيت"، على حد تعبيره، مضيفا: "الكرة في ملعبهم لإنقاذ من يمكن إنقاذه منهم".

وتتوسط قطر ومصر، بمساعدة الولايات المتحدة، بين حماس وإسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى قبل حلول شهر رمضان، إلا أن المفاوضات لم تثمر حتى الآن.

والجمعة أقر الرئيس الأميركي جو بايدن بصعوبة التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل رمضان.

وتقدّر إسرائيل وجود أكثر من 125 أسيرا في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.

وسبق أن سادت هدنة بين حماس وإسرائيل لأسبوع من 24 نوفمبر/تشرين الثاني حتى 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أميركية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

بايدن يستبعد التوصل إلى اتفاق لوقف النار بغزة قريبا

قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه ناقش -في قمة مجموعة السبع المنعقدة في إيطاليا- وقف إطلاق النار في غزة، واستبعد التوصل لاتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وإسرائيل قريبا.

وأضاف الرئيس الأميركي -في كلمة خلال قمة المجموعة في مدينة باري- أنه لم يفقد الأمل في الوصول لهذه الغاية. وأكد أن على حركة حماس أن تكثف جهودها، حسب قوله.

وقال بايدن في مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة إيطاليا إن "حركة حماس هي العائق الأكبر الآن أمام تنفيذ خطة وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة".

وأضاف "لقد عرضت نهجا أقره مجلس الأمن ومجموعة السبع وإسرائيل، والعائق الأكبر حتى الآن هو رفض حماس التوقيع رغم أنها اقترحت شيئا مماثلا. ويبقى أن نرى ما إذا كان ذلك سيؤتي ثماره. سنواصل الضغط".

وعندما سُئل عما إذا كان واثقا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل قريبا، أجاب الرئيس الأميركي قائلا "لا" مضيفا "لم أفقد الأمل، لكن الأمر سيكون صعبا".

بدورها، قالت الخارجية الأميركية إنّ الوزير أنتوني بلينكين ناقش -خلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع- كيف يمكن لواشنطن العمل مع الشركاء الإقليميين "لإقامة حكم فعال وآمن وإعادة إعمار في غزة".

وأكدت الخارجية أن واشنطن تدفع الإسرائيليين بنفس الطريقة التي تدفع بها قطر ومصر حماس لإجراء المفاوضات بحسن نية. وأضافت أنّ الولايات المتحدة تعمل على تحويل وقف النار إلى نهاية للصراع، وتحويل نهاية الصراع إلى سلام دائم.

وأشارت إلى وجود العديد من القضايا المعقدة التي يجب العمل عليها، وأفضل بيئة لذلك عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار.

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن مع بلينكن الذي زار الدوحة هذا الأسبوع (رويترز) امتنان لقطر

وأعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عن امتنان بلاده لقطر التي وصفها بـ"الشريك الاستثنائي" للولايات المتحدة.

وأضاف ميلر خلال مؤتمر صحفي أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني "عمل بلا كلل ولا يزال لمحاولة تأمين وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة المحتجزين إلى أوطانهم".

وتسعى قطر ومصر -بالتعاون مع الولايات المتحدة، منذ أشهر- للتوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل يفضي لوقف إطلاق للنار بغزة وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، إلا أن المحادثات غير المباشرة بين الطرفين التي تتم عبر الوسطاء لم تفلح حتى اليوم في التوصل لاتفاق.

الاحتجاجات بإسرائيل تتصاعد للضغط على حكومة نتنياهو للتوصل لصفقة تبادل مع حماس (الفرنسية-أرشيف) حراك مستمر بإسرائيل

في غضون ذلك، تتواصل في تل أبيب احتجاجات أهالي الأسرى المحتجزين في غزة، وقد أغلق عشرات المعارضين للحكومة أحد الشوارع الرئيسية شمال المدينة عبر حرق إطارات سيارات وإشعال قنابل دخانية.

ورفع المتظاهرون لافتة كتب عليها "يكفي لحكومة الخراب" مطالبين بالتوجه إلى انتخابات مبكرة، كما طالبوا أيضا بابرام صفقة تبادل فورية وهتفوا بأن مصير الأسرى بيد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

من جهته، قال زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي بيني غانتس إنه قرر الخروج من الحكومة بأسف كبير، وأكد في مقابلة تلفزيونية أنه كان يجب على نتنياهو التحلي بشجاعة أكبر وإبرام صفقة تبادل.

الوزيران بمجلس الحرب الإسرائيلي آيزنكوت وغانتس استقالا احتجاجا على إدارة نتنياهو للحرب (الفرنسية) حماس تؤكد موقفها

من جانبها، قالت حركة حماس إنها عبرت عن موقف إيجابي من خطاب بايدن بينما لم تسمع من نتنياهو سوى الاستمرار في حرب الإبادة.

وأضافت حماس -في بيان أمس الخميس- أنها وافقت على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء في 5 مايو/أيار الماضي بينما رد نتنياهو بالهجوم على رفح.

ودعت وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وإدارة بايدن للضغط على حكومة الاحتلال المصرة على استكمال ما وصفته بمهمة القتل والإبادة. وأضافت الحركة أن بلينكن يتحدث عن موافقة إسرائيل على المقترح الأخير بينما لم تسمع من أي مسؤول إسرائيلي هذه الموافقة.

وقالت حماس إن حكومة نتنياهو واصلت رفضها أي وقف دائم لإطلاق النار في تناقض مع قرار مجلس الأمن ومبادرة بايدن.

وبشأن قرار مجلس الأمن الذي رحبت به الحركة، قالت حماس إن العالم لم يسمع أي ترحيب إسرائيلي به أو موافقة عليه.

مقالات مشابهة

  • سوليفان: نتوقع جولات من المفاوضات بشأن مقترح بايدن لهدنة غزة
  • وزير الخارجية العماني ونظيره الأمريكي يبحثان مساعي وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس: نحتاج وضوحا إسرائيليا ويمكن التوصل لاتفاق إذا تصرفت واشنطن بإيجابية
  • بايدن يستبعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قريبا
  • بايدن يستبعد التوصل إلى اتفاق لوقف النار بغزة قريبا
  • لماذا ترفض إسرائيل إعلان موقفها من صفقة بايدن؟
  • بايدن: لا أتوقع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قريبا
  • حركة حماس: إسرائيل هي التي تعطل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار
  • واشنطن: لم نشهد عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في رفح
  • خطط نتنياهو وحسابات بلينكن.. لماذا ترفض إسرائيل إعلان موقفها من صفقة بايدن؟