بايدن: نتانياهو يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها وحديث عن خطوط حمراء
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، السبت، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، "يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها" بطريقة إدارته الحرب في غزة، مشيرا إلى أن القرارات التي اتخذها والتي تسببت بقتل المدنيين "تعد خطأ كبيرا".
واعتبر بايدن في مقابلة مع قناة "إم إس إن بي سي" أن "من حق نتانياهو الدفاع عن إسرائيل ومواصلة مهاجمة حماس.
وسئل بايدن خلال المقابلة عما إذا كان هناك من "خط أحمر" يجب على إسرائيل ألا تتجاوزه في هجومها. وسأله الصحفي خصوصا ما إذا كان هجوم إسرائيلي واسع النطاق في رفح بجنوب القطاع الفلسطيني سيشكل "خطا أحمر".
وقال بايدن: "لن أتخلى عن إسرائيل أبدا. الدفاع عن إسرائيل يبقى ذا أهمية قصوى. فلا خط أحمر أريد من خلاله وقف شحنات الأسلحة بالكامل"، إذ عندها لن يكون الإسرائيليون "محميين بالقبة الحديدية".
وتعد المساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة ضرورية لتشغيل هذا الجهاز الدفاعي واعتراض الصواريخ والقذائف.
واستدرك بايدن قائلا: "هناك خطوط حمر... فمن غير الممكن أن يموت 30 ألف فلسطيني آخرين".
وقال بايدن: "هناك وسائل أخرى للتعامل... مع... الصدمة التي سببتها حماس" في إشارة إلى الهجوم الذي نفذته الحركة في السابع من أكتوبر في جنوب إسرائيل والذي تقول إسرائيل إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص.
وشدد الرئيس الأميركي على أن نتانياهو "يجب أن يولي المزيد من الاهتمام للأرواح البريئة التي تزهق نتيجة الإجراءات المتخذة".
وقال بايدن: "جلستُ مع الرجل (نتانياهو) وقلتُ له: 'انظر، لا تكرر الخطأ ذاته الذي ارتكبته الولايات المتحدة'، الولايات المتحدة ارتكبت خطأ (رغم) أننا لاحقنا (أسامة) بن لادن حتى وصلنا إليه، لكن لم يكن يتوجب علينا أن ندخل.. العراق وأفغانستان لم يكن ذلك ضروريا، وتسبب بمشاكل أكثر من حلّها".
وعندما سأله الصحفي "هل ينبغي عليك" زيارة إسرائيل، اكتفى الرئيس الأميركي بقول: "أفضل ألا أتحدث عن الأمر أكثر"، دون أن يقول أي شيء آخر أو أن يحدد ما إذا وجهت إليه دعوة، ولدى سؤال مجددا فيما لو كان ذلك يعني أن فرصة الزيارة قد تمت مناقشتها، رد بالقول: "لم يعن ذلك شيئا".
ولم يعد بايدن يخفي إحباطه من رئيس الحكومة الإسرائيلية.
وحث بايدن ومساعدوه نتانياهو بعبارات قوية على عدم شن هجوم كبير في رفح قبل أن تضع إسرائيل خطة لإجلاء جماعي للمدنيين من آخر منطقة في غزة لم تجتاحها بعد القوات البرية. ويحتمي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في منطقة رفح.
وكرر دعوته لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع لإطلاق سراح الرهائن وتوصيل المساعدات، على الرغم من تعثر المفاوضات على ما يبدو.
وردا على سؤال عما إذا كان لا يزال من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل شهر رمضان المبارك الوشيك، قال بايدن: "أعتقد أن ذلك ممكن دائما. لن أتخلى عن ذلك الهدف أبدا".
وانطلق المذيع من إعلان بايدن في "حالة الاتحاد" عن إنشاء رصيف مؤقت لإدخال المساعدات عبر البحر لغزة، ليطرح سؤالا بشأن الجهود الأميركية الأخرى، ليجيب الرئيس الأميركي "(نفعل) كل ما بوسعنا، نضغط لإفساح المجال (أمام دخول المساعدات) من الشمال عبر إسرائيل، كما قمنا بإنزالات جوية، وأعلم أنه كان هناك قتلى وهناك طرق لتفادي ذلك في المستقبل، نتحدث مع أصدقائنا العرب لنتوصل إلى الكمية التي يمكننا إدخالها".
وأضاف "إنه وضع يائس، الطعام والدواء، كل شيئ يحتاجونه بشدة، يحتاجونه الآن".
وفي سؤال بشأن حملة "غير ملتزم" وأنهم يتهمونه بـ "تسليح إبادة جماعية"، قال المذيع: "ما ردك على هذا الشعور واسع النطاق؟"، ليرد بايدن: "ليس واسع النطاق، أنتم تتوصلون لنتائج لستم مؤهلين للتوصل إليها، هذا ليس ما قالوه، هم قالوا إنهم يشعرون بالحزن، وأنا لا ألومهم على ذلك، عائلاتهم هناك وهناك أناس يموتون، ويودون أن يتم التعامل مع تلك الأمور، ويقولون: 'جو افعل شيئا! افعل شيئا!'، لكن الفكرة بأنهم يعتبرونها 'إبادة جماعية' فهو وضع مختلف تماما".
واستدرك قائلا إنه يتفهم شعور الناس في الولايات المتحدة بالأخص ممن يملكون أفراد عائلات لا يزالون محاصرين في غزة، "لذا أحاول أن أقوم بما يمكنني لأوقف" ما يحصل.
والجمعة قال بايدن إنه يتعين على نتانياهو السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، بعدما سمع يقول عبر ميكروفون مفتوح إنه سيجري نقاشا صريحا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن الحرب في القطاع.
وظهر الرئيس الديمقراطي في مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام أميركية وهو يتحدث إلى أحد أعضاء مجلس الشيوخ الخميس على هامش خطابه عن حالة الاتحاد، وقال دون أن يدرك أنه أمام ميكروفون مفتوح "يجب عليه أن يفهم"، في إشارة إلى نتانياهو.
والولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي لإسرائيل، لكن إدارة بايدن وجهت مؤخرا الانتقادات الأكثر حدة لإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة، وشملت دعوة حكومة نتانياهو إلى اتخاذ خطوات لزيادة المساعدات لقطاع غزة الذي تقول الأمم المتحدة إنه معرض لخطر المجاعة.
وفي مقطع آخر من المقابلة تراجع الرئيس الأميركي عن كلمة ذكرها خلال إلقائه خطاب حالة الاتحاد يوم الخميس، عندما قاطعته السيناتورة مارجوري تايلور غرين، بشأن قضية مقتل سيدة والتي اتهم بارتكابها مهاجر غير شرعي.
وقاطعت تايلور غرين خطاب بايدن لتندد بنظام الهجرة منوهة إلى قضية مقتل ليكين رايلي، 22 عاما، وهي طالبة تمريض من جورجيا قتلت في فبراير.
واستخدم بايدن كلمة "شخص غير قانوني" لوصف المهاجر، لكنه أوضح في المقابلة إنه يتراجع عن تلك الكلمة وأن الوصف الذي أراد استخدامه هو "غير مُوثَّق".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الرئیس الأمیرکی قال بایدن فی غزة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ترامب عزز سياسية بايدن الفاشلة في اليمن وخسائر أمريكا بلغت 7 مليار دولار (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن خسائر الولايات المتحدة في حربها ضد جماعة الحوثي في اليمن بلغت 7 مليار دولار في إطار تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن واشطن أهدرت سبعة مليار دولار في قصف بلد لم نستطع تحديد موقعه على الخريطة، ولم تنل من جماعة الحوثي بل زادتها قوة"، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزز سياسة جو بايدن الفاشلة.
وحسب التقرير فإن منظمة "أولويات الدفاع"، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن، بشكل معقول أن الولايات المتحدة أهدرت أكثر من 7 مليارات دولار على قصف اليمن على مدى ما يزيد قليلاً عن عامين، بين بايدن وترامب. ويبدو أن معظم هذا المبلغ قد أُنفق في عهد بايدن.
وافقت ليندا بيلمز، الخبيرة في جامعة هارفارد في تكلفة الصراع العسكري، على أن 7 مليارات دولار تقدير معقول عند تضمين تكلفة نشر حاملات الطائرات، وأجور القتال، وعوامل أخرى.
وقالت: "إنفاق الولايات المتحدة مقابل الحوثيين غير متكافئ. ننفق مليون دولار على الصواريخ للرد على طائرات الحوثيين المسيرة الإيرانية الصنع التي تتراوح أسعارها بين 200 و500 دولار".
وتطرق التقرير إلى فضيحة سيجنال التي أثارت موجة من الغضب بسبب الطريقة التي تبادل بها مسؤولو إدارة ترامب الرسائل النصية بشكل غير آمن حول الضربات العسكرية على اليمن. وقالت "لكن بالتعمق أكثر، نجد فضيحة أكبر".
وأضاف "إنها فضيحة تتعلق بسياسة فاشلة تُمكّن عدوًا للولايات المتحدة، وتُضعف أمننا، وستُودي بحياة آلاف الأشخاص. إنها فضيحة تُشوّه سمعة الرئيس جو بايدن أيضًا، لكنها تبلغ ذروتها في عهد الرئيس ترامب.
وحسب الصحيفة فإن المشاكل في العلاقات الدولية أكثر من الحلول، وهذا مثال كلاسيكي: نظام متطرف في اليمن كان يعيق التجارة الدولية، ولم يكن هناك حل سهل. ردّ بايدن بعام من الغارات الجوية على اليمن ضد الحوثيين، والتي استنزفت مليارات الدولارات لكنها لم تُحقق أي شيء واضح.
أسقط الحوثيون في غضون ستة أسابيع سبع طائرات مسيرة من طراز MQ-9 Reaper، كلفت كل منها حوالي 30 مليون دولار، وخسرت الولايات المتحدة طائرتين مقاتلتين من طراز F/A-18 Super Hornet، كل منهما 67 مليون دولار، وفق التقرير.
وتساءلت "نيويورك تايمز" ماذا حقق هذا المبلغ؟ أدى القصف الأمريكي إلى تدهور قدرات الحوثيين إلى حد ما، كما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 206 مدنيين في أبريل وحده، وفقًا لمشروع بيانات اليمن، وهي منظمة غير ربحية. كما أدت حملة القصف إلى تدهور القدرة العسكرية الأمريكية، حيث استنفدت الذخائر النادرة. على مدار أكثر من عامين بقليل، يبدو أن الحوثيين قد أسقطوا حوالي 7% من إجمالي مخزون أمريكا من طائرات MQ-9 Reaper المسيرة.
وأعلن ترامب في مارس أن حملة القصف ستؤدي إلى "إبادة كاملة" للحوثيين. لكنه تراجع هذا الشهر، معلنًا "توقفًا مؤقتًا" في العمليات الهجومية. لقد حفظ ماء وجهه بوعدٍ من الحوثيين بعدم استهداف السفن الأمريكية، لكن هذه لم تكن المشكلة الأساسية، فالغالبية العظمى من السفن في البحر الأحمر ليست أمريكية. أما الحوثيون، الذين شعروا بالنصر، وهو أمرٌ مفهوم، فقد أعلنوا النصر عبر وسم "اليمن يهزم أمريكا".
بالنظر إلى الماضي، تقول الصحيفة نجد أن ترامب قد عزز سياسة بايدن الفاشلة، لكنه أظهر أيضًا قدرةً أكبر من بايدن على تصحيح نفسه.
ونقلت الصحيفة عن غريغوري د. جونسن، الخبير في الشؤون اليمنية بمعهد دول الخليج العربية: قوله "من المرجح أن يُفيد قطع المساعدات الإنسانية عن اليمن الحوثيين أكثر فأكثر". "مع تفاقم الوضع الإنساني المروع أصلاً بسبب هذا الخفض، لن يكون أمام العائلات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون خيار سوى الانضمام إلى الجماعة في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة".
وأضاف جونسن أن النتيجة هي أن الحوثيين "سيعززون سلطتهم بشكل أكبر، مما سيجعل اقتلاعهم من السلطة أصعب لاحقًا". لم يقدم لنا اليمن خيارات جيدة قط. لكن في خياراتنا السيئة بشكل غير معتاد، أرى قصة تحذيرية عن تكلفة السياسة الخارجية المتعثرة، فقد كانت هذه هي النتيجة: مجاعة، وموت الفتيات والفتيان، وضعف الأمن الأمريكي، وانتصار لخصومنا، كل ذلك بتكلفة 7 مليارات دولار من ضرائبنا. إنها فضيحة بكل معنى الكلمة.