أكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري ضرورة أن تكون أجواء العبادة في المسجد الأقصى خالية من التوتر والتداخلات والإزعاج، محذرا من وقوع "مفاجآت" إسرائيلية خلال شهر رمضان المبارك الذي بدأ اليوم الاثنين في معظم الدول، داعيا إلى شد الرحال إلى المسجد.

ونقلا عن مقابلة نشرتها وكالة الأناضول، أشار صبري إلى تضارب التصريحات بين المسؤولين الإسرائيليين بشأن قواعد الصلاة في المسجد الأقصى وتقييد الأعمار، مما يدل على اعتبارهم المسجد ملكا لهم، "وهو أمر مستغرب".

وقال إن الأصل أن يتمكن المسلمون من زيارة المسجد الأقصى دون عوائق، مشيرا إلى أن العالم بدأ يلاحظ أن السلطات الإسرائيلية تريد تقييد وصول المصلين للأقصى خلال الشهر الفضيل، مما يعكس سياسة تضييق الخناق على المسلمين، خاصة بعد الحرب على غزة.

وأضاف صبري أنه في السنوات السابقة، كانت هناك محاولات من قبل سلطات الاحتلال لإثارة المشاكل وزيادة التوترات خلال شهر رمضان، حيث لا يرغبون في رؤية تجمع الآلاف في المسجد الأقصى.

ووضح صبري أهمية توفير أجواء مناسبة للعبادة دون إزعاج أو تدخل، مؤكدا أن شهر رمضان يجب أن يكون فرصة للمسلمين للتعبد بسلام ويسر.

وأشار إلى أن هناك مؤشرات على أن الاحتلال ينوي فرض قيود على دخول المصلين إلى المسجد، مؤكدا أن مثل هذه التصرفات تعبر عن طموحات الاحتلال في السيطرة على الأقصى.

حكومة متطرفة

وأشار صبري إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية التي يتزعمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "حكومة متطرفة" تسعى لتطبيق أجندتها على المسجد الأقصى.

وحذر صبري من خطورة التصريحات التحريضية التي يصدرها بعض المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير. واعتبر أن هذا التحريض متوقع، حيث بدأت التصريحات بنية منع الناس من الوصول إلى المسجد الأقصى قبل أيام.

وأكد خطيب المسجد أن تصريحات بن غفير كانت متطرفة وغير مسؤولة، وأنه ليس من حقه أن يصدر مثل هذه التصريحات، لأن الأقصى ليس ملكا للمحاكم أو للسلطات، بل هو للمسلمين بقرار الله سبحانه وتعالى.

كما رفض صبري محاولات مسؤولين إسرائيليين لتشويه شهر رمضان بتصويرهم إياه كشهر عنف، مؤكدا أن شهر رمضان المبارك هو شهر العبادة والاعتكاف وقراءة القرآن الكريم.

وأشار إلى أن التوتر في الأقصى يحدث بسبب تحويله إلى ثكنة عسكرية أيام الجمعة، مما يثير الرعب والقلق في قلوب المسلمين، ويعيق وصول أكبر عدد ممكن منهم إلى المسجد.

ودعا المسلمين إلى عدم الانصياع لهذه التشويشات والإشاعات، مؤكدا ضرورة التوجه إلى المسجد الأقصى، مع دعوة لإغلاق المساجد الفرعية في القدس أيام الجمعة لتشجيع الناس على زيارة المسجد الأقصى.

اتهام بالتحريض

وتتهم السلطات الإسرائيلية صبري بالتحريض، إذ قدمت النيابة العامة لائحة اتهام ضده بداعي تقديم العزاء لعائلات الشهداء.

وبشأن هذه الملاحقة، صرح الشيخ أن الملف التحريضي الذي قدمه متطرفون إسرائيليون يخضع الآن لدراسة النائب العام الإسرائيلي، ومن المتوقع أن يُطلب من طاقم محاميه الرد على الاتهامات الموجهة ضده.

وأوضح أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء عملي حتى الآن، لكن الجماعات المتطرفة، بما في ذلك أعضاء في الكنيست، يمارسون ضغوطا على النائب العام والمستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية لتسريع معالجة شكواهم ضده.

وهنأ صبري المسلمين في جميع أنحاء العالم بمناسبة حلول شهر رمضان، داعيا الشعوب إلى ممارسة الضغط على حكوماتها لتحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية.

كما أبدى استغرابه من قلة التفاعل الرسمي للدول العربية والإسلامية في قضية فلسطين، مشيرا إلى أن الشعوب تظهر تفاعلا أكبر مقارنة بالتحركات الرسمية للحكومات، وشدد على ضرورة أن تكون الحكومات عند مستوى هذا التفاعل في التعامل مع القضية الفلسطينية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان حريات المسجد الأقصى إلى المسجد شهر رمضان إلى أن

إقرأ أيضاً:

ماذا ينتظر الأقصى خلال عيد الأنوار اليهودي الوشيك؟

يحلُّ عيد الأنوار (الحانوكاه) اليهودي عشية الأحد المقبل، ورغم أن أول أيام العيد يصادف الـ15 من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، فإنه من المتوقع أن تنطلق اقتحامات المستوطنين الجماعية للمسجد الأقصى يوم الأحد.

ويحتفل اليهود بعيد الأنوار على مدار 8 أيام، ويشعلون خلالها الشموع احتفالا بذكرى انتصار الحشمونيين في التمرد ضد الإغريق، وحلول الحكم اليهودي للقدس مكان الحكم اليوناني، وهو التغيير الذي حدث في القرن الثاني قبل الميلاد -وفق زعمهم- حيث تقول الأسطورة اليهودية إن الحشمونيين عندما دخلوا الهيكل المزعوم لم يجدوا إلا علبة زيت صغيرة لإضاءة الشمعدان، لكن معجزة حدثت ودامت الإضاءة 8 أيام.

وتصر جماعات المعبد المتطرفة على إقحام المسجد الأقصى في هذا العيد، وتعمّد المقتحمون إشعال الشموع داخله، وما زالوا يحاولون إدخال الشمعدان إلى ساحاته.

ومن بين الانتهاكات التي سجلت العام الماضي تعمُّد المقتحمين أداء الطقوس التوراتية والصلوات التي ارتدوا خلالها لفائف التيفلين (لفائف سوداء يرتديها اليهود أثناء تأدية الصلاة)، كما أشعلوا الشموع داخل المسجد، وكان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من بين المقتحمين في هذه المناسبة.

ووفقا لإحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فإن 2556 مستوطنا ومستوطنة اقتحموا الأقصى خلال هذا العيد في العام الماضي، بينما اقتحمه 1332 عام 2023، و1800 في العام الذي سبقه.

وضمن التحضيرات السنوية لهذا العيد تم وضع شمعدان ضخم يوم السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري في ساحة البراق الملاصقة للجدار الغربي للأقصى، لإتمام طقوس إضاءة شعلة كل يوم داخل الساحة مع مغيب الشمس، كما يتم نصب شمعدانات لإضاءتها كل ليلة أمام أبواب المسجد، خاصة بابي المغاربة والأسباط.

وفي سؤال طرحته الجزيرة نت على الناشط السياسي والإسلامي كمال الخطيب حول رأيه في سبب إصرار الجماعات المتطرفة على إقحام المسجد الأقصى في عيد الأنوار رغم أنه من الأعياد التي لم تفرضها التوراة، بل ابتدعه الكهنة احتفالا بحدث تاريخي، فقال: "ونضيف إلى هذا العيد عيد "سيجد" لليهود الفلاشا الذي اخترعوه وباتوا يدعون اليهود الإثيوبيين لاقتحام الأقصى خلاله".

الخطيب: المقدسيون وأهالي الداخل الفلسطيني صمام الأمان للأقصى (الجزيرة)صراع على المكان

وأكد الخطيب أن هذه النمطية في التعامل مع الأقصى تشير بشكل واضح إلى أن القضية قضية صراع على الأرض والمكان ولا تمت للدين بصلة، وأنها تتعلّق بمشروع أيديولوجي أعمى حاقد، يرى في السعي للسيطرة على المسجد جلّ هدفه.

إعلان

وعمّا يسعى المستوطنون إلى تحقيقه في الأقصى هذا العام بعدما نجحوا في الأعوام السابقة في إدخال الشموع وإشعالها بالساحات قال الخطيب: "نحن نعلم أن المستوطنين ومَن خلفهم من الجماعات الدينية، ومن فوقهم من الأحزاب التي هم امتداد لها، والحكومة التي ترعى كل مشاريع الاستيطان، اعتمدوا دائما سياسة الخطوة خطوة، بمعنى أنهم يتقدمون خطوة في مشاريعهم في المسجد الأقصى ثم يقيّمون رد الفعل الفلسطيني والعربي والإسلامي".

وبناء على رد الفعل تكون الخطوة التالية، ومع الأسف فإنهم في السنوات السابقة -وفقا للخطيب- كانوا يعرفون تماما أن خطواتهم لاقت ردود فعل باهتة وخجولة بدءا من إشعال الشموع في المسجد مرورا بقضية القرابين، أو الصلاة التي كانت ممنوعة ثم أصبحت تمتمة وبعد ذلك بصوت مرتفع، وليس انتهاء بالمطالبة بإدخال الكتب إلى الساحات، وأمام هذه الردود الباهتة كانوا يتهيؤون لأن تكون الخطوة المقبلة أكثر وضوحا وصرامة في مشاريعهم.

عيد الأنوار أو ما يعرف بـ(حانوكاة) يشعل فيه اليهود الشموع احتفالا بما يسمونه انتصار الحشمونيين (142-63 قبل الميلاد) في التمرد ضد الإغريق والاستعاضة عن الحكم اليوناني للقدس باليهودي، وفق روايتهم. تعرف إلى عيد الأنوار (حانوكاة).
للمزيد: https://t.co/3FiBmKWNa7 pic.twitter.com/FSWj5rihn0

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) December 25, 2024

مرحلة "إدارة الظهر"

ووصف الشيخ كمال الخطيب المرحلة الحالية بمرحلة "إدارة الظهر" على مستوى الأنظمة والدول والحكومات العربية والإسلامية، وتقابلها السياسات التي تواجه بها الحكومة الإسرائيلية أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني والقدس، والتي تُهيئ الظرف لمزيد من الخطوات التصعيدية، وهذا ما يمكن أن نراه في عيد الأنوار القريب، وما يمكن أن نراه أكثر وأكثر في رمضان القادم وبعده مع بداية عيد الفصح اليهودي ومواسم الأعياد التي تليه.

وفي ختام حديثه أجاب الخطيب على سؤال: ما السبيل لوقف الانتهاكات في أولى القبلتين؟ بالقول: إن "هذا السؤال صعب وبتنا نخجل من أنفسنا عندما يُطرح علينا وحينما نجيب عليه.. نُسأل دائما ما العمل وماذا نقول للعرب وللمسلمين؟".

أجاب دون تردد أنه في ظل حالة "إدارة الظهر" للقدس والأقصى من العرب والمسلمين مع استمرار سياسة تكميم الأفواه، والقبضة الحديدية التي تمارسها الأنظمة على شعوبها حتى لا تنتصر لقدسها وأقصاها، بقي الأقصى قضية شعبنا "الذي نعلم ما يعانيه في ظل مجزرة دموية مستمرة في غزة وحرب سافرة في الضفة الغربية".

وبالتالي فإن المقدسيين وأهالي الداخل الفلسطيني هم صمام الأمان، وهم الذين يجب ألا يترددوا في تأدية ضريبة الرباط والتواصل مع الأقصى، "ونفعل هذا ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وحتى يأتي ذلك اليوم الذي تدرك فيه الأمة أن عليها أن تفعل ما هو أعظم من ذلك، حتى تنهي هذا الحال وتكسر القيود عن المسجد الأقصى المبارك".

مقالات مشابهة

  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • هل عرفت الله؟.. خطيب المسجد النبوي: تتجلى عظمته في هذا الكون الفسيح
  • خطيب المسجد الحرام: صنائع الحكمة ومسالك الحنكة في 4 كلمات
  • خطيب المسجد النبوي: رحمة الله تسع العاصي والجاهل والمنكر فكيف بمن يطيعه ويحبه
  • خطيب المسجد الحرام: الرجولة صفة نبيلة متوارثة ومكتسب حميد يضع المجتمع في مقامٍ كريم
  • خطيب المسجد الحرام: ستظل فلسطين والقدس في قلوب المسلمين والعرب
  • 50 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في الأقصى
  • الاحتلال يعتقل أحد حراس الأقصى عقب الاعتداء عليه
  • خطيب المسجد الحرام يؤكد فضل صفة الرجولة في دعم المجتمع
  • ماذا ينتظر الأقصى خلال عيد الأنوار اليهودي الوشيك؟