قال رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية محمد اشتية، اليوم الاثنين، إن جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وحرب التجويع تتواصل ضد قطاع غزة، وهي أكثر ما تكون قتلا وتجويعا وتشريدا وقهرا، تحصد مئات الأرواح يوميا معظمهم من النساء والأطفال.

وأضاف اشتية في كلمة بمستهل اجتماع حكومته أن الجريمة الإسرائيلية تتكشف يوميا بمزيد من الصور الفظيعة لما يرتكبه جنود الاحتلال، وتشتد وطأة التجويع الذي لا يعالَج فقط بإسقاط الوجبات، بعضها يسقط في البحر، والآخر يسفر عن مقتل الجوعى بسبب أخطاء في الإنزال.

وأشار اشتية إلى أن الحل الأسهل والأكرم للجوعى هو وقف الجريمة أولا، وإيصال المساعدات عبر المعابر والموانئ بإشراف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، فإذا كان الهدف تقديم المساعدات، فإن هناك خمس معابر توصل إلى غزة، يمكن إيصال المساعدات عبرها خلال ساعات، بدل الانتظار لثلاثة أيام في البحر.

وطالب اشتية الصليب الأحمر الدولي، بزيارة المعتقلين والمعتقلات في السجون الإسرائيلية، مبينا أن ما يجري في تلك السجون من وحشية تتطلب تدخلا عاجلا لوقفها، وكبح نزعة الانتقام التي تتلبس السجّانين بعمليات تنكيل وتعذيب.

وتابع: "لقد استقبلت قبل أيام عددا من الأسرى المفرج عنهم، وسمعت منهم روايات حول التعذيب والقمع لم يحصل مثلها في التاريخ المعاصر، أدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية حول ما يجري للأسرى في سجون الاحتلال".

وقال اشتية: "يأتي شهر رمضان هذا العام، بينما يتضور أهلنا في قطاع غزة جوعا، وينزفون دما بجرائم الإبادة التي تتواصل بلا هوادة، نتطلع إلى تدخل محكمة العدل الدولية لوقف تلك الجرائم المروعة، ونسأل الله أن يجعل من أيام الشهر الفضيل أيام تتوقف فيها هذه الجرائم ويتوقف خيط الدم النازف، وأن تكون مناسبة لإنقاذ الجوعى والمرضى من الخطر الذي يفتك بهم".

وجدد اشتية مُطالبته للحكومة الإسرائيلية بالإفراج عن الأموال المحتجزة والتي بلغت أكثر من مليار دولار، وهي الخصومات التي تدفع للأسرى والشهداء.

واستطرد اشتية: "لمناسبة يوم الجريح الفلسطيني الذي يُصادف يوم الثالث عشر من هذا الشهر، نتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين والجرحى من ضحايا جرائم الإبادة، وضرورة العمل على نقلهم إلى خارج القطاع لتقديم العلاج اللازم لهم، والعمل على إدخال المستلزمات الطبية لما تبقى من مستشفيات القطاع، وإعادة تشغيل هذه المستشفيات التي خرجت عن الخدمة، أدعو إلى تكريم الجرحى والمصابين في يوم الجريح الفلسطيني". 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: محمد أشتية جريمة الإبادة الجماعية قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أطفال غزة.. عمل شاق تحت وطأة التجويع والإبادة

 

الثورة / متابعات

في سوق شعبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة قرب مركز للإيواء يتناوب مجموعة أطفال على تشغيل آلة معدنية يدويا لفرم حبات الحمص الصلبة، في محاولة لكسب لقمة العيش وسط تجويع ممنهج تفرضه إسرائيل التي ترتكب إبادة جماعية منذ 20 شهراً.
بأياد صغيرة ووجوه أرهقها الجوع والتعب يدفع الأطفال بقوة آلة الفرم في حركة دائرية مرهقة، في مشهد يلخص حجم المسؤوليات التي باتت تثقل كاهلهم، بعدما فقدوا حقهم في التعليم والحماية والعيش الكريم.
ينخرطون في أعمال شاقة فرضتها ظروف الحياة البدائية التي أعادتهم إليها الحرب بعد قطع الكهرباء منذ 7 أكتوبر 2023م، وما تبعه من تعطل الأجهزة الإلكترونية على إثر ذلك وغياب التكنولوجيا ووسائل النقل، ما أجبرهم على أداء مهام تفوق قدراتهم وأعمارهم.
ومن تلك الأعمال -على سبيل الدلالة لا الحصر- عملية فرم الحمص يدويا بدلا من الآلات الكهربائية، وجر العربات الثقيلة، ما يضاعف من معاناة الأطفال ويفاقم من التداعيات السلبية للعمالة التي تشكل انتهاكا للقانون الدولي والقيم الإنسانية.
وتدعو منظمة العمل الدولية للقضاء على عمالة الأطفال ومكافحتها، ودشنت لهذا الغرض يوما عالميا يوافق 12 يونيو من كل عام.
وفي 16 مارس الماضي حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” من أن أطفال فلسطين يواجهون أوضاعا “مقلقة للغاية” ويعيشون في “خوف وقلق شديدين”، ويعانون تداعيات حرمانهم من المساعدة الإنسانية والحماية.
ويشكل الأطفال دون سن 18 عاما 43 بالمئة من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 ملايين نسمة مع نهاية عام 2024م، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
ويدفع الأطفال الثمن الأعلى لهذه الحرب المتواصلة والتي خلفت وفق البيانات الرسمية أكثر من 18 ألف قتيل منهم، وإصابة عشرات الآلاف بينهم حالات بتر لطرف أو أكثر من أجسادهم، وفق ما أكدته تقارير حقوقية.
وأما باقي الأطفال، فيعيشون ظروفا مأساوية جراء النزوح المتكرر وفقدان أفراد من عائلاتهم بينهم المعيل الأساسي، ما جعلهم يتحملون مسؤوليات كبيرة أبرزها توفير قوتهم.
يقول الطفل عبد الرحمن أبو جامع -أحد المناوبين على فرم الحمص، النازح من بلدة بني سهيلا إلى وسط خان يونس- إن الإبادة الجماعية المتواصلة أفقدتهم كامل حقوقهم.
وأوضح أنه اضطر مدفوعا بالجوع والفقر للعمل في تحضير “الفلافل” من أجل توفير قوت يوم عائلته وإطعامهم وسط المجاعة المتفشية في القطاع.
وأشار إلى أن الحلول الأخرى من أجل الحصول على الطعام كالتوجه لنقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية “مميتة”، قائلا: “من يخرج لتلقي المساعدات يُقتل أو يُصاب”.
أما الطفلة حبيبة (8 أعوام)، فتتجول قرب مركز الإيواء بحثا عن أشخاص يشترون منها البسكويت من أجل مساندة عائلتها ماديا.
وتقول حبيبة التي نزحت مع عائلتها من شرق خان يونس إلى إحدى مراكز الإيواء، إنها تبيع البسكويت لمساعدة عائلتها بمواصلة الحياة بحدها الأدنى.
الطفلة نور الشوا (11 عاماً)، تقصد “مستشفى ناصر” يوميا برفقة أفراد من عائلتها لتعبئة المياه.
تقول وهي تدفع كرسيا متحركا عليه عدد من عبوات المياه الممتلئة والثقيلة، إنها فقدت الدراسة والتعليم.
وتعرب نور عن خوفها بسبب استمرار الإبادة الإسرائيلية التي سرقت منهم طفولتهم وطمأنينتهم.
وتشاطرها المعاناة الطفلة تالا الشنباري التي اضطرت إلى العمل والوقوف لبيع بعض الأغذية من أجل مساعدة عائلتها في تأمين لقمة العيش.
وتستعيد تالا بمرارة ما كانت عليه حياتها قبل الحرب، قائلة: “كنا نعيش حياة جميلة، أما الآن فكل شيء تغير، المعابر مغلقة، ولا طعام ولا شراب، والوضع يزداد صعوبة مع استمرار القصف”.
وتوضح أنها برفقة عائلتها افتتحت “بسطة صغيرة لتأمين لقمة العيش”، وتابعت بمرارة: “نذهب للموت كي نجلب الطعام”.

مقالات مشابهة

  • أطفال غزة... عمل شاق تحت وطأة التجويع والإبادة الإسرائيلية (تقرير)
  • أطفال غزة.. عمل شاق تحت وطأة التجويع والإبادة
  • السويد: التجويع الإسرائيلي «جريمة حرب»
  • جريمة حرب.. السويد تدين استخدام الاحتلال التجويع سلاحًا ضد سكان غزة
  • السويد تصعد لهجتها ضد الاحتلال.. التجويع في غزة جريمة حرب
  • حماس : قطع الإتصالات بغزة خطوة عدوانية في سياق حرب الإبادة الجماعية
  • وسط كارثة صحية.. مناطق توزيع المساعدات بغزة “فخاخ” إسرائيلية للإبادة الجماعية
  • الجيش الإسرائيلي يقتل 25 فلسطينيا من منتظري المساعدات بغزة
  • خلال لقائه رئيس مجلس الشورى في دولة قطر: رئيس البرلمان العربي يشيد بالجهود التي يقوم بها أمير دولة قطر لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني
  • “حماس”: استهداف المجوّعين قرب مراكز توزيع المساعدات بغزة جريمة حرب