أول سفينة مساعدات تُبحر من قبرص إلى غزة ضمن طريق جديد
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
عبدالله أبوضيف (رفح، القاهرة)
أخبار ذات صلةأبحرت سفينة تحمل نحو 200 طن من الأغذية من ميناء في قبرص، أمس، في تجربة أولى لتدشين طريق بحري جديد لإيصال المساعدات إلى سكان قطاع غزة الذين صاروا على شفا المجاعة.
وشوهدت سفينة الإنقاذ «أوبن آرمز»، وهي تبحر من ميناء لارنكا في قبرص، وتسحب بارجة تحمل الطحين والأرز والبروتينات، وتنظمها مؤسسة «وورلد سنترال كيتشن» التي مقرها الولايات المتحدة.
وتستغرق الرحلة إلى غزة نحو 15 ساعة، ولكن ربما تستغرق رحلة سفينة القطر الثقيل وقتاً أطول بكثير قد يصل إلى يومين. وتبعد قبرص ما يزيد قليلاً على 320 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من غزة.
وقال الجيش الأميركي، إن السفينة «جنرال فرانك إس. بيسون»، التابعة له، في طريقها أيضاً لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة عن طريق البحر.
وتحول الاهتمام نحو طرق بديلة منها البحر والإسقاط الجوي للمساعدات في ظل حديث وكالات الإغاثة عن أن تسليم الإمدادات إلى غزة يواجه عراقيل بيروقراطية وانعدام الأمن منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر. وحتى حلفاء إسرائيل يطالبون بتيسير وصول المساعدات إلى القطاع. وتدشين الطريق البحري الجديد تتويج لأشهر من التحضير.
ومع الافتقار إلى البنية التحتية للموانئ، قالت مؤسسة وورلد سنترال كيتشن، إنها تقوم ببناء رصيف ميناء في غزة بمواد من المباني المدمرة والأنقاض. وهذه مبادرة منفصلة عن خطة أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي لبناء رصيف مؤقت في غزة لتسهيل توصيل المساعدات عن طريق البحر.
وقال خوسيه أندريس مؤسس «وورلد سنترال كيتشن»، في منشور على موقع «إكس»، إن بناء الرصيف «يجري على قدم وساق».
وأضاف: «تخلص بعض حساباتنا إلى أن الميناء سيكون جاهزاً عندما نصل إلى هناك، والأهم من ذلك أن لدينا فريقاً هناك لدعم توزيع هذه المساعدات»، في إشارة إلى فريق المؤسسة الموجود على الأرض في غزة منذ شهور عدة.
ورحب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بجهود توصيل المساعدات بحراً وجواً، لكنه نبه إلى أن ذلك غير كافٍ. وتقول وكالات الإغاثة إن مثل هذه الجهود يمكنها أن توفر إغاثة محدودة فحسب، طالما ظلت معظم المعابر البرية مغلقة بالكامل من قبل إسرائيل. وقال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: «هذا ليس بديلاً عن النقل البري للغذاء وغيره من مساعدات الطوارئ إلى غزة»، مضيفاً: «هذا لا يمكنه تعويض ذلك».
وتقول إسرائيل إنها ليست مسؤولة عن المجاعة في غزة لأنها تسمح بمرور المساعدات عبر معبرين عند الحد الجنوبي للقطاع. وتقول وكالات الإغاثة إن هذا لا يكفي للحصول على إمدادات كافية، ناهيك عن توزيعها بأمان في منطقة حرب خارجة عن القانون على نحو متزايد.
وقال برنامج الأغذية العالمي اليوم إنه تمكن من إرسال قافلة مساعدات إلى مدينة غزة، وهي أول قافلة ينجح وصولها لشمال القطاع منذ 20 فبراير.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج شذى المغربي، إنه تمكن أخيراً من توصيل مساعدات غذائية تكفي 25 ألف شخص إلى مدينة غزة في الساعات الأولى من صباح أمس، مضيفة أن هذا يثبت أن نقل الغذاء عن طريق البر لا يزال ممكناً.
وعبَّرت المغربي عن أملها في توسيع نطاق هذه المساعدات، مؤكدة الحاجة إلى أن يكون توصيلها منتظماً وثابتاً. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو ربع سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة، خاصة في الشمال الذي تقول إن إسرائيل جعلته فعلياً بعيداً عن متناول جميع الإمدادات.
من جهته، كشف عمار عمار، المتحدث باسم منظمة الطفولة بالأمم المتحدة «اليونسيف»، لـ«الاتحاد» عن أن 17 ألف طفل في قطاع غزة منفصلون عن عوائلهم، أي واحد بالمئة من عدد السكان النازحين البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة، فيما يعاني نحو 335 ألف طفل بشكل واضح من خطر سوء التغذية الحاد والوفاة التي يمكن الوقاية منها. وقال في تصريح لـ«الاتحاد»، إنه مع استمرار الوضع على ما هو عليه وعدم وجود أو عدم دخول الإمدادات الإغاثية بشكل كافٍ ستزداد المعاناة على الأطفال دون سن الخامسة من زيادة أشكال سوء التغذية التي تهدد حياتهم في ظل غياب العلاج والمساعدات الإغاثية والطعام الكافي.
وحذرت منظمات دولية من رصد حالات وفاة داخل قطاع غزة نتيجة سوء التغذية والجوع الشديد الذي بدأ في التأثير على الأطفال الصغار تحديداً، في الوقت الذي تكثف فيه دول عدة، في مقدمتها الإمارات، من عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإغاثية لتوفير بعض احتياجات الأهالي للبقاء على قيد الحياة. وأوضح عمار أن اليونسيف موجودة على الأرض بالتعاون مع شركاء ميدانيين لتوفير الاحتياجات الإنسانية الطارئة المنقذة لحياة الأطفال وأهاليهم، حيث يتم توفير مياه الشرب الآمنة لأكثر من 1.1 مليون شخص، وتوفير 600 ألف جرعة من اللقاحات المنقذة للحياة للأطفال والمكملات الغذائية والفيتامينات، والتحويلات النقدية لأكثر من 600 ألف شخص.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة قبرص فلسطين إسرائيل قطاع غزة إلى غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
جدل واسع حول صور نشرها الجيش الإسرائيلي لتوزيع مساعدات برفح
أثارت صور نشرتها إذاعة الجيش الإسرائيلي، تزعم من خلالها تسلّم مواطنين من قطاع غزة للمساعدات الإنسانية وفق "الآلية الجديدة" في منطقة تل السلطان بمدينة رفح، جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وانقسمت الآراء بين مغردين وناشطين حول هوية الأشخاص الظاهرين في الصور، وحقيقة بدء تنفيذ هذه الآلية من الأساس، إذ تُظهر الصور تسليم المساعدات عبر مؤسسة أميركية، حيث يبرز أشخاص يحملون كراتين مساعدات في جنوب غزة.
ورجّح الكثيرون أن هؤلاء هم سائقو الشاحنات ومساعدوهم، مؤكدين أن الآلية الجديدة لم تُفعّل بعد، ولم يُعلن عن بدء توزيع المساعدات رسميًا حتى الآن. شكوك حول هوية الأشخاص الظاهرين في الصور.
وشكك آخرون في أن يكون الأشخاص في الصور من سكان قطاع غزة، مستندين إلى عدة ملاحظات تفصيلية، أبرزها:
نوعية الأحذية: حيث يرتدي الأشخاص الظاهرون في الصور أحذية رياضية جيدة، في حين أن معظم أهالي غزة في ظل الحصار والنزوح يضطرون إلى ارتداء الشباشب أو المشي حفاة.
المظهر العام: بدت عليهم الصحة الجيدة وعدم وجود آثار الجوع أو التعب، وهو ما لا يعكس الواقع الإنساني الصعب في القطاع.
الملابس: كانت نظيفة ومرتبة، وأحيانًا من ماركات معروفة، بينما يعتمد سكان غزة على "الترنكات" والملابس البسيطة المريحة في ظل أوضاع النزوح.
إعلانعدم وضوح الوجوه: معظم الصور أُخذت بطريقة لا تُظهر وجوه الأشخاص بوضوح، مما يفتح باب التكهنات بأنهم ربما ليسوا من سكان غزة، بل من مناطق الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 أو من العاملين في نقل المساعدات.
طبيعة المكان: لوحظ أن المنطقة الظاهرة في الصور نظيفة ومنظمة بشكل غير مألوف، ولا تحمل صفات المواصي التي تتصف بكثرة الرمال والغبار.
تشكيك في أهداف الآلية الجديدةوأشار عدد من النشطاء إلى أن المؤسسة الأميركية لم تبدأ فعليًا بتوزيع المساعدات حتى الآن، وأن من ظهروا في الصور لا يتجاوزون 10 أفراد ممن يعملون في التحضير والترتيب وليس التوزيع.
وقال أحد النشطاء "أعتقد أن هؤلاء هم بعض العمال ممن كانوا مرافقين لسيارات الشحن التي نقلت الطرود، لا أكثر".
طبعًا الواضح من الصور انهم مش من غزة لأنهم لابسين ملابس أنظف من حياتي وماركات
إذاعة الجيش تنشر صورًا تزعم من خلالها استلام مواطنين من قطاع غزة للمساعدات الإنسانية وفق الآلية الجديدة من منطقة تل السلطان في رفح. pic.twitter.com/EdJ8m98uTu
— Hussein in Gaza ???? ???????? (@hussein_rantisi) May 26, 2025
كما حذّر آخرون من أن ما يحدث قد يكون بداية لمخطط أكبر، يتضمن استبدال أو حتى إلغاء دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهو حلم قديم للاحتلال الإسرائيلي.
إذاعة جيش الاحتلال تنشر صورًا تزعم من خلالها استلام مواطنين من قطاع غزة للمساعدات الإنسانية وفق الآلية الجديدة من منطقة تل السلطان في رفح بعد إعلان مؤسسة غزة الخيرية عن بدء عملية توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة.
مصادر فلسطينية تشكك برواية الشركة الأمريكية وتقول إن هؤلاء هم pic.twitter.com/IPRjd8BXcx
— kwika bent (@psychoodemon) May 27, 2025
ويخشى ناشطون من أن يؤدي نجاح هذه الخطة إلى إطالة أمد الحرب، وتضليل الرأي العام العالمي، خصوصًا في الغرب، عبر الترويج لعدم وجود مجاعة.
إعلان مخاوف من تهجير قسريواعتبر البعض أن الهدف النهائي من الخطة هو تهجير سكان غزة قسريًا نحو الجنوب، بحجة توزيع المساعدات، وهو ما يظهر جليًا في محاولات تجميع السكان في منطقة رفح.
وتحدث بعض الناشطين عن ظهور صور جديدة من مركز توزيع المساعدات صباح اليوم في رفح، لكن دون إظهار وجوه المستفيدين، مما يعزز فرضية أن الهدف منها ترويج دعائي للآلية، وليس توثيقًا حقيقيًا لتسلّم الأهالي المساعدات.
عصابة العملاء بقيادة ياسر أبو شباب، والتي أطلقت على نفسها ما يُسمى “جهاز مكافحة الإرهاب”، وتتخذ من قصر جرغون في رفح مقرًا لها تحت حماية الجيش والطائرات الإسرائيلية، ظهرت لها صور صباح اليوم من مركز توزيع المساعدات في رفح، دون إظهار وجوه أفرادها، وذلك بهدف التقاط صور ترويجية… pic.twitter.com/3ayjHjU0qh
— Tamer | تامر (@tamerqdh) May 27, 2025
وأشاروا الى أن الغريب أن هذه الصور ظهرت رغم إعلان الجيش الإسرائيلي رسميًا عن تأجيل افتتاح المركز لأسباب لوجستية، مما جعل الجميع يتفاجأ بانتشار صور يُقال إنها تعود لسكان غزة.
فيما كتب آخر "هي بداية لتهجير قسري جماعي.. مش قصة توزيع مساعدات".
تحذيرات من الهيمنة على المواردوأبدى نشطاء خشيتهم من أن تكون المؤسسة الأميركية التي ستُشرف على توزيع المساعدات، هي واجهة لتعاون مباشر بين الإسرائيليين والأميركيين، يهدف للسيطرة على الموارد المالية واللوجستية داخل القطاع، مما يُضعف القطاع الخاص الفلسطيني ويُفقده دوره.
الاحتلال يحاول فرض "مؤسسة مشبوهة"في ذات السياق، قالت وزارة الداخلية والأمن في قطاع غزة إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول السيطرة على توزيع المساعدات بـ"مؤسسة مشبوهة تخدم سياساته وأغراضه".
وعبرت الوزارة عن قلقها من محاولة الاحتلال "الشروع في تنفيذ آلية للالتفاف والسيطرة على توزيع المساعدات"، مشيرة إلى أن الاحتلال يتجاوز مؤسسات الأمم المتحدة وجميع المؤسسات الدولية وفي مقدمتها الأونروا.
إعلانوقالت إن الاحتلال يسعى لإحلال الفوضى وتجويع المدنيين واستخدامه سلاحا في وقت الحرب، وإنه يسعى لتحقيق أهدافه الخبيثة في تنفيذ مخططات التهجير وابتزاز المواطنين.
وأكدت أن الاحتلال يضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط في استبعاد متعمد لدور المؤسسات الدولية، وأن الجميع اليوم "أمام جريمة تجويع يتّبعها الاحتلال بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة".
وترفض الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة.