أسبوع المطبخ التركي في مسقط .. احتفاء بالأصالة والثقافة عبر النكهات العريقة
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
"عمان": بهدف التعريف بثراء وتنوع المطبخ التركي الذي تشكل عبر قرون من التفاعل الحضاري، ومن الإرث الثقافي العريق الذي احتضنته تركيا على مر العصور حمل أسبوع المطبخ التركي هذا العام شعار "الأطباق الكلاسيكية للمطبخ التركي" موجها الدعوة لاكتشاف وصفات تقليدية لا تزال تحتفظ بمكانتها في المطبخ التركي، رغم أن قلة من الناس يعرفون طريقة إعدادها الأصلية.
وتعكس الأطباق الكلاسيكية للمطبخ التركي ملامح الحياة اليومية للأتراك، بدءا من موائد العائلة، ومرورا بالضيافة التقليدية، ووصولا إلى المناسبات الاجتماعية والدينية، حيث الأطباق ليست مجرد وصفات، بل جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية التركية، تتناقلها الأجيال بحب واعتزاز، وتحمل بين مكوناتها معاني الكرم والتكافل.
واحتفت الفعالية على مدى أسبوع بالتنوع الإقليمي الغني للمطبخ التركي عبر قائمة طعام خاصة تضمنت أطباقًا تركية شهيرة شملت نكهات وأطباق تقليدية خاصة من 81 ولاية تركية والتي تعكس طابعها المناخي، ومنتجاتها الزراعية، وخصوصيتها الثقافية، معتمدة على مكونات محلية موسمية، حضّرت بأساليب تقليدية كالعجن اليدوي والخبز في الأفران الحجرية، وباستخدام توابل فريدة وأعشاب عطرية تميز كل منطقة عن الأخرى، وعبرت الوجبات عن الروح الشعبية، وربطت الحاضر بالماضي من خلال نكهة أصيلة وقصة تُروى في كل طبق، متجاوزا بذلك من مجرد كونه وسيلة للطعام، إلى وسيلة تعكس الطابع القومي التركي، وتجسد عبر موائده مفهوم المشاركة والكرم والتواصل الإنساني التي شكلت منصة اجتماعية وثقافية للتلاقي، سواء في المناسبات السعيدة أو حتى في الأوقات الصعبة، مثل الجنازات، حيث يصبح الطعام وسيلة لتخفيف الألم وتقوية الروابط الاجتماعية.
ويحافظ المطبخ التركي على توازن دقيق بين الجسد والروح والحياة، فالعبارات مثل "صحة وعافية" أثناء الأكل تدل على اهتمام ثقافي عميق بالصحة والعافية من خلال الطعام، وتبرز وصفات تقليدية لها خصائص علاجية، تُورَّث من جيل إلى آخر، مما يجعل هذا المطبخ بمثابة ترياق مضاد لتأثيرات الأغذية الصناعية المعاصرة.
وتختتمت اليوم فعاليات أسبوع المطبخ التركي الذي أكد على أن الوصفات القديمة ليست مجرّد تراث يُعرض، بل تجربة حية تستحق أن تُعاش وتُحفظ. وبينما يتجه العالم نحو أنماط طعام سريعة ومؤقتة، يبرز المطبخ التركي كمثال حي على كيف يمكن للتقاليد أن تحافظ على مكانتها، وأن تجد لنفسها دورًا في عالم معاصر يبحث عن المعنى والصحة والهوية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المطبخ الترکی
إقرأ أيضاً:
عمرو أديب يشيد بالحوار العام حول الحضارة المصرية: جدل يليق بمصر
أعرب الإعلامي عمرو أديب عن سعادته بالحوار الدائر مؤخرًا في مصر حول الحضارة المصرية القديمة، ودور الإعلام في تقديمها للعالم، مشيرًا إلى أن هذا النوع من النقاش يمثل نقلة نوعية في الخطاب العام، ويعكس اهتمامًا حقيقيًا بجذور الهوية والثقافة المصرية.
وكتب أديب عبر حسابه الرسمي على منصة إكس (تويتر سابقًا):
"حاجة محترمة جدًا إن الحوار في البلد بقى عن الحضارة المصرية والأهرام وتقييم علماء المصريات، والتدقيق في أدائنا في الإعلام العالمي، والرغبة الشديدة في وضع الحقائق في حجمها الطبيعي."
وأضاف:"هذا حوار في أغلبه راقٍ ومفيد، حتى لو احتوى على بعض المدعين والجهلاء، لكنه أفضل بكثير من الضحالة التي أضعنا فيها وقتنا في الفترات الماضية. هذا جدل يليق بمصر، ويشجع على البحث في التاريخ، ويحرّض على تفريخ علماء يحملون شعلة الحضارة والثقافة المصرية."
وأشار أديب إلى أنه تألم من بعض المواقف التي رافقت الجدل، لكنه في النهاية شعر بالفخر، قائلاً:"تألمت ولكن في النهاية فرحت، وشعرت بفخر المصري القديم الذي كان يقدم الإعجاز الحقيقي، وهو السبب المباشر والمستمر في إنكار كل شيء عنك واستكثار العظمة عليك."
وختم حديثه بتوجيه الشكر، قائلاً:"شكرًا للهجوم، وشكرًا أكثر للدفاع الذي ظهر جليًا – وإن جاء متأخرًا – وأكرر اعتذاري عن حماسي المبالغ فيه."