ابتكار مستشعر يكتشف المواد الكيميائية الضارة في مياه الشرب
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
صمم كيميائيون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا جهاز استشعار يكتشف كميات صغيرة من مواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل، وهي مواد كيميائية موجودة في عبوات المواد الغذائية وأدوات الطهي غير اللاصقة والعديد من المنتجات الاستهلاكية الأخرى.
في الدراسة التي نشرت يوم 11 مارس/آذار في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" (Proceedings of the National Academy of Sciences) رُبطت هذه المركبات التي لا تتحلل بشكل طبيعي بمجموعة متنوعة من الآثار الصحية الضارة، بما في ذلك السرطان ومشاكل الإنجاب واختلال جهاز المناعة والغدد الصماء.
في عام 2023، وضعت وكالة حماية البيئة الأميركية حدودا صحية استشارية لمادتين كيميائيتين خطيرتين من مواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل، هما حمض البيرفلورو كتانويك وسلفونات البيرفلورو كتيل. وكانت الحدود المسموح بها هي 0.004 جزء من التريليون من الحمض الأول، و0.02 جزء من التريليون من حمض السلفونيك البيرفلورو كتاني في مياه الشرب.
يقول أستاذ الكيمياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمعد الرئيسي للدراسة تيموثي سواخر: هناك حاجة حقيقية لتقنيات الاستشعار هذه حتى نتمكن من التخلص من هذه المواد الكيميائية التي تؤرق البشرية لفترة طويلة، لذا نحتاج إلى أن نكون قادرين على اكتشافها والتخلص منها.
ويوضح سواخر في حديث مع "الجزيرة نت" أن هذه المركبات تمثل مشكلة خطيرة لأنها توجد في العديد من السلع الاستهلاكية في صورة طلاءات غير لاصقة، كما هو الحال في الملابس المقاومة للماء، والمواد المقاومة للبقع، وصناديق البيتزا المقاومة للشحوم، ومستحضرات التجميل، ورغوات مكافحة الحرائق، وأدوات الطهي.
ووفقا للباحث، فإن تاريخ هذه المواد الكيميائية المفلورة المستخدمة على نطاق واسع حاليا، يعود إلى الخمسينيات من القرن العشرين، ويمكن أن تأتي من الشركات ومرافق معالجة مياه الصرف الصحي ومدافن النفايات وينتهي بها الأمر في الماء أو الهواء أو التربة.
مستشعر التدفق الجانبييقول معدو الدراسة، إن الحل يمكن أن يتمثل في جهاز استشعار يعتمد على تقنية التدفق الجانبي، وهي نفس الطريقة المستخدمة في اختبارات الكشف عن فيروس كورونا المستجد واختبارات الحمل، لتوفير طريقة اختبار أسرع وأقل كلفة. ودُمج المستشعر الجديد مع بوليمر بولي أنيلين الذي يمكنه الانتقال بين حالات شبه الموصلة والموصلة عندما تتوفر البروتونات للمادة عوضا عن شريط اختبار مطلي بالأجسام المضادة.
وضع الباحثون هذه البوليمرات على شريط من ورق النيتروسليلوز، ثم غطوها بمادة خافضة للتوتر السطحي لاستخراج مركبات الفلورو كربون -بما في ذلك مواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل- من قطرة ماء موضوعة على الشريط. ويقلل هذا من المقاومة الكهربائية للمادة، ومن ثم يمكن تحديد كمية المركبات الضارة الموجودة كميا باستخدام هذا التغيير في المقاومة، والتي يمكن مراقبتها بدقة باستخدام الأقطاب الكهربائية وتوصيلها إلى جهاز خارجي مثل الهاتف الذكي.
ويمكن للنظام الجديد اكتشاف ما يصل إلى 200 جزء في التريليون من مواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل. وبالنظر إلى أن المستشعر يستخدم فقط جزءا صغيرا من مليلتر من الماء، فإن هذا ليس منخفضا بما يكفي للتوافق مع أحدث معايير وكالة حماية البيئة الأميركية، وفقا للبيان الصحفي المصاحب للدراسة.
لذلك سعى الباحثون للوصول إلى الحدود المنخفضة للغاية التي توصي بها وكالة حماية البيئة من خلال تطوير جهاز يمكنه تصفية نحو لتر واحد من الماء باستخدام غشاء بوليانيلين. ويعتقد الفريق البحثي أن هذا النهج يجب أن يعزز الحساسية بأكثر من 100 ضعف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. جيمس ويب يكتشف مياها متجمدة حول نجم شاب شبيه بالشمس
توصل فريق من علماء الفلك إلى أول دليل قاطع على وجود ماء متجمد بلوري خارج حدود المجموعة الشمسية، في قرص حطام غباري يدور حول نجم شبيه بالشمس على بُعد 155 سنة ضوئية، وذلك باستخدام بيانات مفصلة تُعرف بالأطياف من مرصد جيمس ويب الفضائي.
وعثر على الماء المتجمد الصلب في قرص حطام غباري يحيط بالنجم "إتش دي 181327″، وهو نجم يافع مثل الشمس، أي في الجزء المستقر من دورة حياته، ويقع على بعد حوالي 169 سنة ضوئية قي كوكبة الرسام.
نشرت النتائج في ورقة بحثية جديدة في دورية "نيتشر"، واستخدم الباحثون مطياف الأشعة تحت الحمراء القريبة "نير سبيك" الموجود على متن مرصد جيمس ويب الفضائي، وهو أداة شديدة الحساسية لجزيئات الغبار الخافتة للغاية والتي لا يمكن اكتشافها إلا من الفضاء.
وقالت تشين شيه، المؤلفة الرئيسية للورقة البحثية الجديدة والباحثة المساعدة في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بولاية ماريلاند الأميركية، في بيان صحفي لوكالة ناسا، "اكتشف ويب بشكل لا لبس فيه ليس فقط جليد الماء، ولكن جليد الماء البلوري الذي يوجد أيضا في مواقع مثل حلقات زحل والأجسام الجليدية في حزام كايبر في نظامنا الشمسي".
إعلانوتقترن كل المياه المتجمدة التي اكتشفها جيمس ويب بجزيئات غبار دقيقة في جميع أنحاء القرص، وقالت شيه إن نجم إتش دي 181327 "يعتبر نظاما نشطا للغاية، وهناك تصادمات منتظمة ومستمرة في قرص الحطام الخاص به، وعندما تصطدم هذه الأجسام الجليدية فإنها تطلق جزيئات صغيرة من الجليد المائي الغباري يبلغ حجمها الحجم المثالي الذي يمكن لتلسكوب ويب اكتشافه".
أقراص الحطاموأقراص الحطام هي أنظمة نجمية أجسام صغيرة من كويكبات ومذنبات وما إلى ذلك، وغبار بأحجام ميكروية.
ولأن الماء المتجمد هو أكثر المواد المتطايرة المجمدة شيوعا، فإنه يلعب دورا أساسيا في تكوين الكواكب والأجسام الصغيرة، وعلى الرغم من وجود الجليد المائي بشكل شائع في أجسام حزام كايبر والمذنبات في النظام الشمسي، فإنه لم يتم الحصول على دليل قاطع على وجود الجليد المائي في أقراص الحطام قبل هذه الدراسة.
ومن المرجح أن حزام كايبر الخاص بنظامنا الشمسي كان يوما ما مشابهًا لقرص الحطام الخاص بالنجم إتش دي181327.