تخوفات إسرائيلية من الجمعة الأولى في رمضان بالمسجد الأقصى
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
◄ لأول مرة منذ 1967.. وضع أسلاك شائكة حول السور المحاذي للأقصى
◄ فرض قيود مشددة على فئات المصلين المسموح لهم بدخول القدس المحتلة
◄ 45 ألف فلسطيني أدوا صلاتي العشاء والتراويح في ثاني أيام رمضان
◄ عكرمة صبري: إسرائيل تشدد الحصار لأنها طامعة بالمسجد الأقصى
الرؤية- غرفة الأخبار
مع استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة، وفشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أي أهداف عسكرية ومواصلة عمليات الإبادة الجماعية بحق المدنيين في القطاع، باتت التخوفات الإسرائيلية كبيرة تحسبًا لأي تصعيدات في القدس المحتلة.
ومع دخول شهر رمضان وتوافد عشرات الآلاف من الفلسطينيين لأداء صلاة التراويح في المسجد الأقصى، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات دخول الفلسطينيين إلى ساحات المسجد الأقصى، خاصة في الجمعة الأولى رمضان.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها ستنشر عدة آلاف من عناصرها في البلدة القديمة بالقدس وما حولها في أول جمعة من رمضان، في ظل توقعات بتوافد أعداد كبيرة من المصلين.
وذكرت ميريت بن مايور المتحدثة باسم الشرطة خلال مؤتمر صحفي: "نستعد ليوم الجمعة عبر نشر الآلاف من الشرطيين كما أن المئات من عناصر الشرطة منتشرون في البلدة القديمة منذ بداية رمضان".
وفرضت حكومة الاحتلال قيودا على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى منذ بدء حرب السابع من أكتوبر، وقررت السماح للرجال الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا والنساء فوق 50 عاماً القادمين من الضفة الغربية لدخول القدس المحتلة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" في تقرير نشرته في وقت سابق، بأن القوات الإسرائيلية مع أول أيام رمضان أحاطت السور المحاذي للمسجد الأقصى في منطقة باب الأسباط بالأسلاك الشائكة.
وقالت محافظة القدس في بيان مقتضب نقلته الوكالة: "في سابقة خطيرة ولأول مرة منذ عام 1967، قام الجيش الإسرائيلي اليوم بوضع أسلاك شائكة على السور المحاذي للمسجد الأقصى في منطقة باب الأسباط".
ونصبت قوات الاحتلال الحواجز الحديدية في محيط باب الأسباط؛ للتضييق على الأهالي ومنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، كما انتشرت على مداخل البلدة القديمة وأحياء القدس المحتلة، وأعاقت وصول المصلين ومنعت مئات الشبان من دخوله.
وعلى الرغم من هذه القيود، أشارت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، الثلاثاء، إلى أن نحو 45 ألف فلسطيني أدوا صلاتي العشاء والتراويح في ثاني أيام شهر رمضان في المسجد الأقصى.
وتفرض قوات الاحتلال حصارا مشددا على المسجد الأقصى منذ خمسة أشهر وتمنع الدخول إليه، وقد أصدرت عشرات أوامر الإبعاد بحق مقدسيين، من أجل منعهم من الصلاة خلال شهر رمضان.
ووصف خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري إجراء تحديد أعمار المصلين بأنه "ظالم وتنتهجه إسرائيل لأنها طامعة بالمسجد ويصب في إطار فرض السيطرة والسيادة على الأقصى".
وقال صبري لـ"فرانس برس": إن هذا المنع يدفع المصلين إلى الصلاة في الشوارع والأزقة وهذا يؤدي إلى التوتر والصدام، وحمّل خطيب المسجد الأقصى حكومة الاحتلال مسؤولية الإجراءات غير القانونية.
من جهته، دعا الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، أهالي فلسطين إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك؛ ليعمروه في أيام وليالي رمضان، وذلك تلبية لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك.
وقال: "رغم الظروف الصعبة وهذه الحرب المجنونة إلا أن أهلنا حريصين على الاحتفاء بالشهر الكريم؛ لأنه شهر الصوم والعبادة"، مشددا على ضرورة حرص أهالي فلسطين على شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى.
وأكد الشيخ حسين أن: "هذا هو المتوقع من أبناء شعب فلسطين الذين خصهم الله بكونهم المرابطين الحراس الأمناء والسدنة الأوفياء للمسجد الأقصى المبارك".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: إلى المسجد الأقصى الأقصى المبارک القدس المحتلة
إقرأ أيضاً:
بيت حنينا.. هوية مقسّمة بين جدارين وذاكرة فلسطينية لا تنكسر
أكبر مدينة بالقدس من حيث المساحة، قسمها جدار الفصل الإسرائيلي إلى قسمين: "بيت حنينا الجديدة" داخل القدس، و"بيت حنينا القديمة" التي أخرجها الجدار عن المدينة، ويعود تاريخ القرية إلى أكثر من 4 آلاف عام، ويعود تاريخها إلى الحقبة الكنعانية.
تقع بلدة بيت حنينا بين بلدتي شعفاط والرام شمال مدينة القدس وتبعد عنها 8 كيلومترات، وتحيط بها قرى وبلدات: الرام، بير نبالا، النبي صوئيل، بيت اكسا، شعفاط، عناتا، وحزما.
ويبلغ أجمالي عدد سكان البلدة بنحو 27 ألف نسمة، غالبيتهم الساحقة داخل القدس، ونحو 10 آلاف في الجزء المعزول خارج المدينة. فيما كانت مساحة القرية تقدر بأكثر من 16 ألف دونما لكن مساحتها اليوم لا تتجاوز 2700 دونما بفعل الاستيطان والجدار.
بيت حنينا الجديدة ومن خلفها بيت حنينا البلد.
ووفقا لروايات عدة فإن اسم القرية مستوحى من بيت لشخص يسمى حنينا، ويقول بعض العلماء أن حنينا مشتق من الآشورية "هان نينا" وهو ما يعني "الذي يستحق الحنان والشفقة". وهناك من قال إن التسمية هي من "حانينا" السريانية بمعنى "الذي يستحق الحنان"، أو من "حنا" بمعنى عسكر، فيكون معنى التسمية "بيت المعسكرين والمخيمين".
وقيل إن الاسم نسبة إلى سيدة مشهورة بالكرم كانت تدعى "حنينا" سكنت القرية، وبعد ذلك تناقلت الأجيال اسمها وسميت البلدة "بيت حنينا".
يعد مؤسس البنك العربي عبد الحميد شومان من السكان الأصليين لبيت حنينا، وأيضا الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي اغتالها الاحتلال في عام 2022 وكانت تسكن في منعطف يعرف مقدسيا بـ "دخلة جنة عدن".
اشتهرت بيت حنينا بزراعة الزيتون واللوزيات، وأهم ما يميزها زراعة المشمش، ويقول العارفون بسيرة الأرض والشجر إن القرية شهدت طفرة في زراعة اللوزيات، والمشمش المستكاوي والبرقوق في بداية الثلاثينيات من القرن العشرين.
وتوزعت زراعة المشمش على كل بساتين وأراضي القرية، حتى صارت رمزا لها ولمنازلها، وكانت ثمار مشمش بيت حنينا تباع يوميا في أسواق القدس.
ويعيش أهل القرية أيضا على الأنشطة التجارية، كما أن فيها مساحات من الأراضي الخالية، مما جعلها أرضا خصبة للمستثمرين في المشاريع الضخمة.
يعود تاريخ بلدة بيت حنينا إلى الفترة الكنعانية، وانضمت إلى أراضي الخلافة الإسلامية عام 636 ميلادية في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب، وذلك بعد انتصار المسلمين على البيزنطيين في معركة اليرموك، وفي القرون الأولى من الحكم الإسلامي لفلسطين هاجر عدد من العرب إلى بيت حنينا، وكان اقتصادها يقوم بالأساس على الزراعة وتحديدا زراعة الزيتون والتين والشعير والبرغل.
شارع عبد الحميد شومان ومحيطه.
استولت الجيوش الصليبية عام 1099 على أراضي القدس ومن ضمنها بيت حنينا، وقتلت عددا من السكان واضطر البعض إلى مغادرة البلدة، إلا أنهم عادوا فيما بعد لزراعة بساتينهم وحقولهم، وتم طرد الصليبين واستعادة البلدة على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، ولضمان الأغلبية المسلمة وكذلك لحمايتها من الغزو الصليبي المتجدد، جلب صلاح الدين قبائل بدوية قوية من صحراء النقب والحجاز الشمالية للاستقرار في البلدة.
أصبحت بيت حنينا وكل أراضي فلسطين جزءا من الإمبراطورية العثمانية عام 1517، وفي عام 1596 ظهرت قرية بيت حنينا في سجلات الضرائب العثمانية على أنها تتبع للواء القدس.
في عام 1883 وصف صندوق استكشاف فلسطين البريطاني في الضفة الغربية أن بيت حنينا قرية متوسطة الحجم مكونة من منازل حجرية قائمة على ارض صخرية جدا، تقع أعلى قمة الجبل بين الوديان، وأن القرية محاطة بشجر الزيتون، وتحتوي ينابيع على بعد مسافات قريبة من القرية إلى الغرب، كما ويوجد أيضا كروم العنب بالقرب من القرية.
وبعد نكبة عام 1948 أصبحت بيت حنينا والضفة الغربية جزءا من الأردن حتى عام 1967، وأثناء الحكم الأردني تم بناء طرق ومدارس جديدة. واستثمر العديد من سكانها في تطوير ضاحية حديثة عرفت باسم راس الطريق وتقع إلى الشرق على طول طريق القدس ـ رام الله.
صادرت سلطات الاحتلال معظم أراضيها بعد عام 1967 وأقامت عليها مستعمرة "عطروت" عام 1970من الناحية الشمالية، ومستعمرة "نفي يعقوب" عام 1973 من الناحية الشرقية، وأيضا مستعمرة "راموت" عام 1973 من الناحية الجنوبية الغربية.
بعد اتفاقيات عام 1995 التي انبثقت عن "اتفاقية أوسلو" تم تصنيف 12.2% من أراضي القرية كمنطقة (ب)، بينما تم تصنيف 87.8% المتبقية كمنطقة (ج).
قسم الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت حنينا عبر الشوارع الالتفافية والمستوطنات إلى بلدتين منفصلتين، هما بيت حنينا القديمة وتتبع الضفة الغربية، وعند مجيء السلطة الفلسطينية ألحق هذا القسم الأخير بوزارات السلطة ومؤسساتها الخدماتية، مع أنه لا يزال يصنف بموجب الاتفاقات كمنطقة (ج) حيث الصلاحيات الأمنية هي من مسؤولية الجانب الإسرائيلي حصرا. وبيت حنينا الجديدة وتتبع أراضي القدس المحتلة.
ويعتبر حي الخربة، أو ما يطلق عليه الاحتلال "سديروت موشيه ديان"، آخر الأحياء المتبقية من الأراضي التي صادرها الاحتلال لبناء مستوطنة "بسغات زئيف"، وهو يقع داخل المستوطنة، وكان يضم معالم وقبورا تاريخية وآثارا إسلامية قام الاحتلال بإزالتها.
وتسبب جدار الفصل العنصري في العديد من الأضرار على البلدة، فقد تسبب في فصل العائلات الفلسطينية ومنع أي تواصل بينها، ومنع السكان من زيارات أقاربهم و مشاركتهم أفراحهم و أتراحهم.
كما صادر ما يزيد عن 5 آلاف دونما لأغراض الجدار الفاصل بين بيت حنينا البلد و بيت حنينا الجديدة. وحرمان الأهالي من ممارسة حياتهم الطبيعية حيث الاقتحامات المتكررة للجيش الإسرائيلي. بالإضافة إلى حرمان القرية من المساعدات و تعطيل المشاريع وتراكم الديون على المجلس البلدي، وشح الإمكانيات لدى المجلس وعدم توفير الدعم اللازم والكافي له.
الجزء الشمالي من بيت حنينا.
ولا زالت البلدة ومعها القدس الشرقية تعاني من شح المصادر المائية مقارنة بالأجزاء الأخرى من القدس وفلسطين، وفي بعض الأحيان يتم تزويد المنازل بالمياه فقط كل يومين بالأسبوع، ويؤثر هذا النقص سلبا على الحياة الاقتصادية والأنشطة اليومية لكثير من السكان، ويتوقع أن تزداد المشكلة مستقبلا في ظل تزايد عدد السكان وشح مصادر المياه.
ورد ذكر بيت حنينا عام 2014 في وسائل الإعلام التي ذكرت أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري عرض في أحد خطاباته مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يجعل بلدة بيت حنينا عاصمة لدولة فلسطين المستقبلية، وطالب كيري من عباس الاعتراف الرسمي بـ"إسرائيل كدولة يهودية". وعرض عليه أيضا أن يتم اعتماد الحي الموجود في بيت حنينا كعاصمة فلسطينية بدلا من منطقة القدس الشرقية كاملة.
ويلاحظ المتجول في أزقة القرية العتيقة عراقة مبانيها، لكن حالة من السكون غير معتادة في أجواء الريف الفلسطيني تلف البلدة، مع موسم المشمش واللوزيات والزيتون.
المصادر:
ـ "بيت حنينا قرية مقدسية تعود إلى 20 قرنا قبل الميلاد"، الجزيرة نت، 6/10/2024.
ـ "بيت حنينا..تعرف عليها: قرية مقدسية هاجر معظم سكانها"، الجزيرة نت، 6/6/2024.
ـ خالد الفقيه، "بيت حنينا والجدار العنصري"، مؤسسة الدراسات الفلسطينية،2011.
ـ موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ موقع فلسطين في الذاكرة.