كواليس اعتراف الكيان بسيادة المغرب على الصحراء الغربيّة: لسقوط الخيار السعوديّ وعزلته الدوليّة ولإذكاء الصراعات العربيّة نتنياهو لجأ للرباط.. المملكة ستستضيف (منتدى النقب) بسبتمبر وترقية العلاقات للسفارات
تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: أثبتت الأحداث خلال السنتين الأخيرتين أنّ إعادة التطبيع بين كيان الاحتلال الإسرائيليّ وبين المملكة المغربية شمل جميع المجالات، ولكن بدا لافتًا جدًا أنّ التعاون بين البلديْن المُطبّعيْن يُركِّز أكثر فأكثر على الأمور الاقتصاديّة والعسكريّة، إذْ أنّ دولة الاحتلال اعترفت الأسبوع الماضي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، الأمر الذي يُفسره العديد من المراقبين والمحللين والخبراء بأنّه خطوة إسرائيليّة مُحكمة، مدعومة من أمريكا للتحرش بالجزائر، المعروفة بمواقفها المؤيدة للشعب الفلسطينيّ، ورفضها أيّ شكلٍ من أشكال التواصل مع كيان الاحتلال، وهذه الخطّة تقضي بإذكاء الصراعات العربيّة-العربيّة لما في ذلك من مصلحة للكيان والراعي الأكبر له، الولايات المتحدة الأمريكيّة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ اعتراف الاحتلال بالسيادة المغربية على الصحراء، يُثير الشكوك حول مدى واقعية هذا الطرح، خاصّةً وأنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قرّر بهذه الخطوة الابتعاد عن السياسة الإسرائيليّة التقليديّة، بعد سنواتٍ من الضغوط التي زادت خاصّةً مع تجديد العلاقات بين الرباط وتل أبيب.
وكشف المُستشرق جاكي خوجي، محلل الشؤون العربيّة في إذاعة جيش الاحتلالـ النقاب عن أنّ “الخطوة الإسرائيليّة تُخالِف المعتاد في سياستها بعدم الانحياز إلى أيّ جانبٍ في الصراعات الدوليّة، الأمر الذي يطرح السؤال حول دوافع نتنياهو الحقيقيّة من هذه الخطوة“.
ورجّح خوجي، في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة أنّ “رغبة نتنياهو الأساسيّة هي تعزيز العلاقات العربيّة، مع الجمود الحاصل في علاقاتها الغربيّة، وتجميد الخيار السعوديّ، ممّا جعله يتلقى دعوةً ملكيّةً لزيارة المغرب بعد يوميْن فقط من اعترافه الاستثنائيّ الذي يتعلّق بمنطقة مساحتها أكبر 12 مرة من أراضي الكيان”.
وأضاف حوغي أنّ “خطورة الخطوة الإسرائيليّة تنبع من كون منطقة الصحراء لديها العديد من أوجه الشبه مع القضية الفلسطينيّة، ولذلك فقد ترددت إسرائيل في اتخاذ موقفٍ منها، حتى لا ترتبط بدعم الاحتلال، الذي ينضّم لعددٍ من الدول المؤيدة للمغرب في هذه المسألة ومنها السعودية والهند والإمارات وفرنسا والولايات المتحدة، وفي الاتحاد الأوروبيّ هناك أغلبية ساحقة ضدّ موقف الرباط، ويرى فيها دولةً محتلةً“.
وتابع، اعتمادًا على مصادره الرفيعة في تل أبيب أنّ “الخطوة الإسرائيليّة دفعت المغرب لاعتبار نفسِه الدولة العربيّة التي تعتبر علاقاتها مع إسرائيل هي الأكثر دفئًا، وبعد الاعتراف الذي تلقته منها، فقد تحسّنت علاقاتهما بشكلٍ أكبر، وترتكز على ثلاث ركائز صلبة: الأمن، السياحة، والدبلوماسية، وفق هذا الترتيب الدقيق، خاصّةً وأنّ الروابط الاقتصاديّة المدنيّة ليست في ذروتها، وكذلك الثقافية“.
أمّا فيما يتعلق بالجوانب الأمنية والعسكرية، فشدّدّ المُستشرق الإسرائيليّ على أنّ الأمر تمثل في “إعلان جيش الاحتلال عن تعيين ملحقٍ عسكريٍّ إسرائيليٍّ في الرباط، باعتبارها خطوة ضرورية في ضوء العلاقات الوثيقة بين جهاز الأمن الإسرائيليّ ونظيره المغربي، وسيكون الضابط شارون إيتاخ أوّل ملحقٍ عسكريٍّ في الرباط“.
عُلاوةً على ما جاء أعلاه، أوضح حوغي أنّ “المغرب يُعتبر زبونًا مهمًا للصناعات العسكريّة الإسرائيليّة، وهو يحتاج الكثير من المعدات والتكنولوجيا العسكريّة التي تبيعها إسرائيل بهدف مساعدة قوّاته في الصحراء، ممّا يعني انحيازًا إسرائيليًا بجانبه في هذا الصراع، وإنْ لم تعلن ذلك، حتى قبل أنْ تعرب عن دعمها لكون الصحراء جزءًا من الأرض المغربيّة، حيث ساعدت المغاربة بالوسائل العسكرية على تقوية قبضتهم عليها، والآن أكملت الخطوة الأمنيّة العسكرية بأخرى دبلوماسيّةٍ أيضًا“.
ولفت إلى أنّ “كلّ مَنْ صادف مبنى السفارة المغربية بشارع (يركون) في تل أبيب سيلاحظ اللافتة الدائمة أمامه (مكتب الاتصال)، وكذلك تمّ تحديد البعثة الدبلوماسيّة الإسرائيليّة في الرباط على هذا النحو، بناءً على طلب المغاربة، وقريبًا، وكتعبيرٍ عن الشكر لإعلان الحكومة الإسرائيليّة، قد ترفع الرباط العلاقات إلى مستوى السفارات، ممّا يعني لفتة لطيفة تجاه دولة الاحتلال، وسيتصرف الوفدان كما لو كانا سفارات، وليس مجرد مكاتب اتصال، حيث يضم الوفد المغربيّ في تل أبيب ثمانية دبلوماسيين، ومنذ قدومهم هنا يسكنون ذلك المبنى في تل أبيب، المُكوّن من أربعة طوابق، وهذا ما تبدو عليه سفارة رسميّة كاملة، وليس مكتب ارتباطٍ يتسِّم بالتواضع”، على حدّ قوله. يُشار إلى أنّ وزير خارجية الكيان، إيلي كوهين، ربط قرار إسرائيل الاعتراف بسيدة المغرب على الصحراء الغربيّة باستضافة المملكة مؤتمر النقب، وقال “نعمل حاليًا على هذه القضية وخطتنا هي اتخاذ قرارنا النهائي في منتدى النقب”، مضيفًا أنّه من المتوقع أنْ تستضيف المغرب المنتدى في أيلول (سبتمبر) أوْ تشرين الثاني (أكتوبر). أمّا وزير خارجية المغرب فقال إنّ “المنتدى سيتِّم عقده في المغرب في الدخول السياسي المقبل”، مضيفًا أنّ “المملكة تعتبر منتدى النقب إطارًا للتعاون الإقليميّ المفيد، الذي يمكن أنْ يُفضي إلى إيجابياتٍ كثيرةٍ، مؤكّدًا أنّ “هناك مشاكل من حيث الأجندة والسياق السياسيّ قد لا تسمح بعقد هذا اللقاء في الصيف، وقد لا تساعد في تفعيل النتيجة المرتقبة منه”.المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: ة الإسرائیلی ة فی تل أبیب العربی ة ة المغرب الذی ی
إقرأ أيضاً:
بمشاركة وزير الإعلام السوري… انطلاق أعمال منتدى بون الدولي للإعلام
بون-سانا
انطلقت اليوم في مدينة بون الألمانية أعمال منتدى بون الدولي للإعلام، بمشاركة وزير الإعلام السوري الدكتور حمزة المصطفى، إلى جانب ممثلين عن حكومات ومؤسسات إعلامية دولية وصحفيين وخبراء من مختلف دول العالم.
ويشارك الوزير المصطفى في جلسة حوارية ضمن فعاليات المنتدى، يتحدث فيها عن تطورات الوضع الراهن في سوريا، والتحديات التي تواجه الإعلام السوري في ظل المتغيرات السياسية والمرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.
كما يعقد الوزير المصطفى عدداً من اللقاءات الجانبية على هامش المنتدى، من بينها لقاء مع مدير منتدى بون للإعلام، ولقاء آخر مع إدارة مؤسسة DW الإعلامية، بهدف مناقشة فرص التعاون وتبادل الخبرات المهنية.
ومن المقرر أن يلتقي الوزير المصطفى أيضاً مجموعة من أبناء الجالية السورية في ألمانيا، في جلسة حوارية مفتوحة يتناول خلالها دور الإعلام السوري في المرحلة المقبلة، وأهمية تفعيل مشاركة الكفاءات السورية في دعم المشهد الإعلامي الوطني.
منتدى بون الدولي للإعلام وزير الإعلام السوري 2025-07-07Afraaسابق حماة تستعد للتحول الذكي للعقد المروريةآخر الأخبار 2025-07-07بمشاركة وزير الإعلام السوري… انطلاق أعمال منتدى بون الدولي للإعلام 2025-07-07حماة تستعد للتحول الذكي للعقد المرورية 2025-07-07المنتدى الاجتماعي في دمشق… ستة عقود في خدمة الثقافة السورية 2025-07-07ثلاثة مراكز تحويل كهربائي جديدة بالسويداء بالخدمة 2025-07-07وزير الإدارة المحلية والبيئة يبحث مع السفير الأردني بدمشق مجالات التعاون 2025-07-07وزارة النقل تبدأ بإعادة المفصولين لمشاركتهم بالثورة السورية إلى العمل 2025-07-07وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: نتقدّم بجزيل الشكر للدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط على دعمهم لعودة سوريا إلى موقعها الطبيعي في هذا الإطار الإقليمي الهام، نأمل أن تكون هذه الخطوة منطلقاً لتعاون مثمر يخدم شعوب المنطقة ويعزز الاستقرار والتنمية المشتركة 2025-07-07“اعتلال الشبكية عند الخدج”… ورشة علمية لـ “سامز” بجامعة دمشق 2025-07-07مباحثات سورية قطرية في مجالات الإدارة المحلية والبيئة 2025-07-07تركيب أربع منظومات طاقة بديلة لمحطات تحلية المياه بالحسكة
صور من سورية منوعات لأول مرة منذ قرن… سكان باريس يسبحون في نهر السين 2025-07-06 دراسة تحذر: لا توجد “كمية آمنة” لتناول اللحوم المصنعة 2025-07-04
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |