المرأة المصرية.. تاريخ طويل من النضال
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
يستحق شهر مارس أن يطلق عليه شهر المرأة بجدارة، إذ يضم ثلاثة احتفالات بالمرأة سواء عالمية أو مصرية، حيث يحتفل العالم فى الثامن من شهر مارس باليوم العالمى للمرأة للتأكيد على احترام وتقدير وحب المرأة ودورها، كذلك احتفال عيد الأم وهو الاحتفال الذى ظهر فى مطلع القرن العشرين، لتكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها وتأثير الأمهات على المجتمع.
كما حددت مصر بشكل خاص يومًا للمرأة المصرية فى السادس عشر من شهر مارس، والذى يحمل ذكرى ثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار ونضالها من أجل الاستقلال، ولاسيما استشهاد أول مصرية من أجل الوطن، ففى يوم السادس عشر من عام 1919 سقطت مجموعة من الشهيدات المصريات هن: نعيمة عبدالحميد، حميدة خليل، فاطمة محمود، نعمات محمد، حميدة سليمان، يمنى صبيح أثناء تظاهرهن ضد الإنجليز، وقد تظاهرت فى هذا اليوم أكثر من 300 سيدة بقيادة الشخصية الوفدية التى سُطر اسمها بحروف من ذهب فى تاريخ الوطنية المصرية، هدى شعراوى، التى قادت مظاهرة نسائية مع أم المصريين صفية زغلول رافعين أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية ومنددين بالاحتلال البريطانى والاستعمار.
وتنتمى هدى شعراوى إلى الجيل الأول من الناشطات النسويات المصريات الذى ضم أيضا شخصيات بارزة أخرى فى تلك الفترة منهن نبوية موسى، وعديلة نبراوى وغيرهن، وخلال الثورة أسست لجنة حزب الوفد للسيدات وأشرفت عليها.
وكانت هدى شعراوى أول من دافع عن حقوق المرأة فى هذا التوقيت الذى فُرضت فيه قيود صعبة على المرأة، فخلال استقبال المصريين للبطل القومى سعد زغلول عام 1921، قامت هدى شعراوى بالدعوة لرفع سن زواج الفتيات إلى 16 عاما، كما دعت لرفع سن زواج الفتيان إلى 18 عاما، وجاهدت لتلقى النساء التعليم وخروجهن للعمل المهنى والسياسى وتثقيفهن، وتوجت جهودها بإنشاء الاتحاد النسائى المصرى عام 1923، وظلت تشغل منصب رئاسته حتى عام 1947، ودافع الاتحاد الذى أسسته عن حقوق المرأة المصرية.
لذلك كان حزب الوفد على مدار تاريخه، بوابة الليبرالية فى مصر، وأكثر من قدم قيادات نسائية لعبت دورا مهما على المستوىيين السياسى مدافعين عن حق مصر فى الاستقلال عن الإمبراطورية البريطانية، واجتماعيا من خلال تحرير المرأة المصرية، من القيود المجتمعية المفروضة عليها ودعم حقوقها فى التعليم وممارسة حقوقها السياسية فى الانتخاب والترشح.
ولا يمكن لأى شخص أن ينكر حجم المكاسب التى حققتها المرأة المصرية على مدار تاريخها وخاصة خلال العشر سنوات الماضية، بسبب وجود إرادة سياسية، داعمة ومساندة لملف تمكين المرأة المصرية، ودعم مشاركتها فى قلب مسيرة العمل الوطنى، إدراكًا لأهمية دور المرأة المصرية فى تشكيل وصياغة ماضى وحاضر ومستقبل هذا الوطن، لذلك استحقت هذه الفترة أن يُطلق عليها العصر الذهبى للمرأة المصرية، بعد حصول المرأة على العديد من المكتسبات، فى مختلف المجالات، فخلال السنوات الماضية، ركزت الدولة على ملف تمكين المرأة ووضعته على رأس أولوياتها، وترجمته إلى إجراءات وتشريعات وبرامج تتبناها مؤسسات الدولة المعنية، لتصبح المرأة المصرية رقمًا فاعلاً وشريكاً رئيسياً فى صناعة القرارات.
وقد تمكنت مصر خلال ١٠ سنوات فقط، أن تخطو خطوات واسعة نحو تمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين، حيث عملت مصر وفقا للاستراتيحية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030، والتى أقرها الرئيس السيسى فى 2017 وهو العام الذى أُطلق عليه عام المرأة المصرية، واعتمدت الاستراتيجية على ٤ مرتكزات أساسية هى التمكين السياسى والاقتصادى والاجتماعى، وبذلك أصبحت مصر نموذجًا يحتذى به فى تمكين المرأة، حيث أعلنت الأمم المتحدة أن مصر هى الدولة الأولى على مستوى العالم التى تطلق استراتيجيتها الوطنية بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
ختاما.. كانت المرأة المصرية على مدار تاريخها، رقما فاعلا فى صناعة التاريخ، فكانت دائما رمزا للعطاء وشريكة فى التنمية والحفاظ على تماسك الوطن، وفى الأوقات الصعبة كانت ضمير هذا الوطن، والأكثر إدراكا بالمخاطر، فكانت فى مقدمة الصفوف تؤدى دورها تجاه وطنها.. فتحية قلبية إلى المرأة المصرية.. الشريك الأهم فى معركة التنمية والنهضة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حقوق المرأة المصرية المرأة المصریة تمکین المرأة
إقرأ أيضاً:
إطلاق تحدي STEM & AI Challenge 2025 ضمن فعاليات النسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية
أعلن منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا، بالشراكة مع مركز الابتكار وريادة الأعمال والتنافسية (IECC) بجامعة النيل، عن انطلاق تحدي STEM & AI Challenge 2025، الذي يُعد منصة وطنية رائدة لتمكين طلاب الجامعات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، ودعم أفكارهم الابتكارية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المستقبلية، ليمثل التحدي أول شراكة استراتيجية من نوعها بين الأكاديميا والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
يأتي التحدي كجزء من فعاليات النسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية، التي تُقام تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء، وبالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، ومشاركة فاعلة من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وتحمل شعار:«مستقبل المرأة في العلوم والتكنولوجيا والابتكار "STEM and Future Innovation Summit."
وقد شهد التحدي إقبالًا لافتًا، حيث تم تسجيل 160 مشروعًا تقدّم بها طلاب من أكثر من 28 جامعة مصرية، ليؤكد ذلك الدور المتنامي للجامعات المصرية في دعم الابتكار وريادة الأعمال الطلابية، وكذلك تطوير حلول مبتكرة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وشملت مراحل البرنامج مرحلة الاختيار والتأهيل وفيها تم اختيار 30 مشروعًا للانضمام، وبدء ورش تدريبية مكثفة تشمل إعداد نموذج العمل التجاري، وكيفية العرض الفعال، واختيار أفضل 15 فريقًا للمرحلة التالية مع منح جميع المشاركين شهادات رقمية للتدريب.
كما شهدت المشروعات المُتقدمة في 8 ديسمبر يوم العرض النهائي في جامعة النيل، وفيه تم عرض 15 فريقًا لمشروعاتهم داخل مقر الجامعة، لاختيار أفضل 6 مشاريع على أن يقام حفل توزيع الجوائز يوم 14 ديسمبر الجاري لتكريم أفضل 6 مشاريع ومنحهم جوائز مالية، حيث تقدم جامعة النيل للفائزين جلستين توجيهيتين شخصيتين، وفرصة الانضمام لبرامج ريادة الأعمال والمنظومة الطلابية بالجامعة، في إطار الدور المحوري للجامعة في صناعة حلول مستقبلية، وتمكين الشباب ودمج الابتكار في مسار التنمية الوطنية.
وتؤدي جامعة النيل دورًا محوريًا في تنفيذ التحدي، من خلال احتضان مراحل التدريب والعروض التقديمية، وتقديم برامج احترافية للطلاب تهدف إلى تطوير مهاراتهم التطبيقية ومهاراتهم في ريادة الأعمال، كما توفر الجامعة من خلال مركز الابتكار وريادة الأعمال والتنافسية IECC البيئة الداعمة التي تجمع بين المعرفة العلمية والعمل الابتكاري، هذا كما يُنفَّذ هذا التحدي بدعم ورعاية استراتيجية من شركة طاقة عربية وبنك قناة السويس، تأكيدًا لالتزام المؤسستين بدعم الابتكار وريادة الأعمال وتمكين الشباب والمرأة في مختلف المجالات المرتبطة بمستقبل التكنولوجيا والعلوم.
أكّدت دينا عبد الفتّاح، مؤسسة ورئيسة منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا، أن STEM & AI Challenge 2025 يمثّل خطوة محورية ضمن برنامج المنتدى الممتد لخمس سنوات رحلة صُنّاع المستقبل، والذي يهدف إلى تمكين الشباب والمرأة ليصبحوا صُنّاع معرفة وابتكار وقيادة تكنولوجية، مشيرة إلى أن مشاركة 160 مشروعًا من 28 جامعة مصرية تؤكد أن مصر تمتلك جيلًا واعدًا قادرًا على المنافسة عالميًا في مجالات STEM والذكاء الاصطناعي.
وقال الدكتور عصام رشدي، القائم بأعمال رئيس جامعة النيل، "تفخر جامعة النيل بالمشاركة في تنظيم تحدي STEM & AI Challenge 2025 الذي يعكس رؤيتنا الداعمة لتمكين الشباب وتعزيز دورهم في الابتكار وريادة الأعمال. إن الاستثمار في طلاب الجامعات وإتاحة الفرصة لهم لتطوير حلول مبتكرة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يُعد من أهم محركات مستقبل الاقتصاد المعرفي. نحن سعداء باستضافة هذا العدد الكبير من المشروعات والجامعات، وملتزمون بدعم الكفاءات الشابة وتمكينها من تحويل أفكارها إلى تأثير حقيقي".
ومن جانبها؛ قالت باكينام كفافي الرئيس التنفيذي لشركة طاقة عربية: "ترى طاقة عربية أن الابتكار هو المحرك الأساسي للتنمية المستدامة، ولذلك ندعم بكل قوة المبادرات التي تمكّن الشباب والطلاب من تقديم حلول حقيقية وقابلة للتطبيق. إن مشاركتنا في تحدي STEM & AI تعكس التزامنا المستمر بدعم التعليم والتكنولوجيا وريادة الأعمال، ونسعد بأن نساهم في اكتشاف وتوجيه مواهب جديدة سيكون لها دور بارز في مستقبل قطاعات الطاقة والتقنيات المتقدمة."
وقالت نور الزيني رئيس قطاع الشمول المالي والاتصال المؤسسي والمسؤولية المجتمعية ببنك قناة السويس: "إن دعم بنك قناة السويس لتحدي STEM & AI من خلال تقديم جائزة مالية للطلاب الفائزين في المسابقة، والمشاركة في لجنة التحكيم لاختيار الفائزين وفق معايير المسابقة يأتي من إيمان راسخ بأهمية الاستثمار في قدرات الشباب وتعزيز مشاركتهم في بناء اقتصاد المعرفة وتقديم كافة أنواع الدعم، ونفخر بأن نكون شركاء في مبادرة تجمع بين الإبداع والعلوم والابتكار، وتفتح آفاقًا جديدة أمام طلاب الجامعات لإطلاق طموحاتهم وتطوير مشاريع يمكن أن تتحول إلى نماذج أعمال حقيقية تخدم المجتمع والاقتصاد المصري.
وأشارت إلى أن البنك يسعى دائما لتبني برامج فعالة لخدمة المجتمع منها دعم ريادة الأعمال، كما يولي أهمية خاصة لبرامج تدريب وتأهيل الشباب التي تهدف إلى ربط المناهج العلمية بمتطلبات سوق العمل والتحول الرقمي، وتأهيل الشباب لوظائف المستقبل، وقد شارك بنك قناة السويس من قبل في العديد من المبادرات منها مبادرة "رواد النيل" والتي كان أطلقها البنك المركزي المصري بالتعاون مع جامعة النيل لمدة خمس سنوات، وقام البنك بدعم 51 شركة ناشئة من خلال حاضنة أعمال البنك للتطبيقات التكنولوجية "Launch SaaS."