للمرة الأولى منذ عام 2005، وصلت سفينة تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة عبر الممر البحري مع قبرص والذي تقرر استحداثه لمواجهة الأزمة المستفحلة في القطاع.

تحمل السفينة "أوبن آرمز" نحو 200 طن من الأرز والدقيق والمعلبات التي سيتم توزيعها في القطاع الفلسطيني المحاصر من خلال منظمة المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشن" التي أسسها الطاهي الإسباني الأميركي الشهير خوسيه أندريس.

بنى فريق "المطبخ المركزي العالمي" رصيفا عائما في غزة ليتمكن من تفريغ الحمولة بمجرد وصول السفينة إلى القطاع، فيما تنتظر سفينة ثانية في قبرص عبور هذا الممرّ البحري وعلى متنها حمولة أكبر.

السفينة "أوبن آرمز" الإسبانية الخيرية الآتية من قبرص رُصدت فجر الجمعة قبالة سواحل غزة، وفق موقع تتبع حركة الملاحة "مارين ترافيك".

وسفينة أندريس هي المحاولة الأولى لتوصيل الغذاء عبر ممر بحري أعلنت عنه في وقت سابق من هذا الشهر الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية والإمارات العربية المتحدة وقبرص وبريطانيا.

بنى أندريس اسمه من خلال مجموعة مميزة من كتب الطبخ وسلسلة مطاعم حول العالم، لكنه عُرِفَ أيضا بولعه بالسفر لمناطق الكوارث والصراعات حاملا مواد الإغاثة الغذائية مع منظمة "المطبخ المركزي العالمي" التي شارك في تأسيسها.

ولد أندريس في إسبانيا وغادر منزل والديه في سن الخامسة عشرة، حيث بدء العمل في مجال الضيافة. 

التحق بعدها بإحدى مدارس الطهي، حيث تلقى النصائح تحت إشراف طاهٍ بارز، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة في سن 21 عاما.

عمل في البداية في مطبخ مطعم "هاليو" الشهير بالعاصمة واشنطن وذلك في العام 1993. 

ومن هناك بدأت مسيرته الناجحة بالتبلور بعد أن تمكن خلال فترة وجيزة من افتتاح أكثر من 30 مطعما، معظمها في الولايات المتحدة، والعديد منها في واشنطن العاصمة.

في عام 2003 توج أندريس نجاحاته بالحصول حصل على جائزة "جيمس بيرد" السنوية للمتميزين في أعمال الطهي.

في عام 2010 أسس منظمة "المطبخ المركزي العالمي" وقبلها كان يظهر كثيرا في تصريحات يتحدث فيها علنا عن قضايا الجوع، والسمنة لدى الأطفال، ودعم الأعمال التجارية الزراعية، والحد الأدنى للأجور، وإصلاح الهجرة.

أصبح الطاهي ذو الأصول الإسبانية مواطنا أميركيا في عام 2013، وهو متزوج من باتريشيا فرنانديز دي لا كروز ولديهما ثلاث بنات.

في عام 2018 جرى اختياره كأحد أكثر 100 شخص تأثيرا في العالم في مجلة تايم، وحينها كتب زميله الطاهي الشهير إيميريل لاغاسي قائلا إن "ساهم في تشكيل تاريخ الطهي الأميركي ومساره من خلال تقديم أسلوبه المميز في الطعام والثقافة الإسبانية".

المطبخ المركزي العالمي

أنشأ أندريس وشركاؤه "المطبخ المركزي العالمي" بعد أن ذهب للمساعدة في إطعام الناس في هاييتي على خلفية تعرضها لزلزال مدمر في عام 2010.

شيئا فشيئا نمت المنظمة الخيرية وتمكنت من الاستجابة السريعة لكوارث طبيعية طالت عدة مناطق حول العالم، بينها أعاصير مدمرة ضربت تكساس وبورتوريكو وحرائق الغابات في غرب الولايات المتحدة وفي أستراليا.

كان موظفو المنظمة يطبخون للاجئين الذين يعيشون في خيام على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ويفرون من الحرب في أوكرانيا.

وتقول المنظمة إنها تعمل على أن تكون "أول من يصل إلى الخطوط الأمامية، وتقديم وجبات طازجة استجابة للأزمات الإنسانية والمناخية والمجتمعية".

في عام 2021، منح رجل الأعمال الأميركي البارز ومؤسس أمازون جيف بيزوس، أندريس 100 مليون دولار من خلال جائزة الشجاعة والكياسة السنوية.

دخلت المنظمة في شراكة في مهمتها في غزة مع منظمة "أوبن آرمز"، وهي منظمة إسبانية غير ربحية متخصصة في عمليات الإنقاذ البحري. 

عملت منظمة "أوبن آرمز" على إنقاذ اللاجئين والمهاجرين من الغرق في البحر الأبيض المتوسط، وتقديم المساعدات بعد الزلازل في تركيا وسوريا، وإجلاء اللاجئين الفارين من حرب أوكرانيا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة أوبن آرمز من خلال فی عام

إقرأ أيضاً:

مليون امرأة يواجهن المجاعة بغزة والأغذية العالمي يشكو قلة المساعدات

قالت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة إن "مليون امرأة وفتاة في قطاع غزة يواجهن المجاعة"، في حين أعلن برنامج الأغذية العالمي اليوم الثلاثاء أنه لا يستطيع إدخال الكميات اللازمة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأكدت المنظمات الأممية في بيان أنها لم تتمكن بعد من إيصال كميات المساعدات الإنسانية اللازمة إلى غزة، وطالبت إسرائيل بحماية المدنيين وتقديم الدعم لهم.

بدوره، أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تحذيرا من أن أسوأ سيناريو للمجاعة يلوح في الأفق حاليا هو في قطاع غزة.

ويقول التحذير الصادر عن المراجعة التي تدعمها الأمم المتحدة إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض يسهم في ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع.

ويضيف أن أحدث البيانات تشير إلى أن استهلاك الغذاء قد بلغ حد المجاعة في معظم أنحاء قطاع غزة، وسوء التغذية الحاد هو في مدينة غزة.

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، أفاد تقرير أممي بأن 100% من سكان قطاع غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وذلك في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي.

وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد شهداء التجويع والحصار الإسرائيلي حتى أمس الاثنين نحو 147 فلسطينيا -بينهم 88 طفلا- منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

حليب الأطفال

في الأثناء، أكد مدير الإغاثة الطبية في غزة الدكتور محمد أبو عفش أن حليب الطفال لم يدخل إلى قطاع غزة خلال الأشهر الماضية.

وأضاف أبو عفش أن هناك أطفالا يعانون من نقص التغذية وحياتهم مهددة، لأن ما تم إدخاله من مساعدات لا يكفي.

من جانبه، قال مسؤول في لجنة الطوارئ بقطاع غزة إنه لم يحدث أي تغيير في وضع المساعدات الإنسانية، وإن ما دخل القطاع لا يوفر سوى احتياجات نصف يوم فقط.

وأضاف المسؤول في تصريحات للجزيرة أن المطلوب من الأشقاء العرب ترك الإدانة، واتخاذ خطوات حقيقية لوقف الإبادة والتجويع، وأنهم إذا لم يستطيعوا القيام بذلك فليتركوا المجال للشعوب لتقول كلمتها.

نقص المساعدات

وفي سياق متصل، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إنه لا يستطيع إدخال الكميات اللازمة من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وذلك رغم الإجراءات الجديدة التي تقول إسرائيل إنها اتخذتها للسماح بدخول المزيد من الإمدادات إلى القطاع.

إعلان

وقال روس سميث كبير مستشاري البرامج الإقليمية في المكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق ووسط أفريقيا خلال إحاطة إعلامية في الأمم المتحدة بجنيف عبر الفيديو "لم نحصل على التصريح اللازم لنقل الكميات التي طلبناها".

وأضاف سميث أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة ارتفعت 4 مرات، مؤكد أن هناك مناطق في غزة تجاوزت مرحلتين للمجاعة من أصل 3 مراحل.

وشدد على أن الوقت ينفد لإطلاق استجابة إنسانية شاملة في قطاع غزة.

وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتغلق إسرائيل منذ الثاني من مارس/آذار 2025 جميع المعابر مع قطاع غزة وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، مما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.

وخلفت الإبادة بدعم أميركي أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.

مقالات مشابهة

  • صحيفة بريطانية: غزة مشرحة مفتوحة ورائحة الموت تزكم الأنوف في كل مكان
  • مليون امرأة يواجهن المجاعة بغزة والأغذية العالمي يشكو قلة المساعدات
  • عاجل | الأردن يرسل قافلة مساعدات جديدة إلى غزة
  • سي إن إن: الولايات المتحدة خسرت ربع صواريخها في الحرب مع إيران
  • إستشهاد 14 شخصا آخرين بسبب الجوع في غزة .. والأغذية العالمي: يجب زيادة المساعدات
  • إسرائيل تستنزف احتياطي الولايات المتحدة من صواريخ ثاد
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران
  • مؤسس منظمة المطبخ العالمي: مجاعة غزة من صنع الإنسان وحلول الإنقاذ موجودة
  • الأمم المتحدة: «الهدنة فرصة لإنقاذ الأرواح».. ووصول سفينة «حنظلة» إلى إسرائيل
  • المطبخ العالمي: لا عذر لصمت العالم على ما يحدث بغزة