الأم المثالية على مرسى مطروح.. مات زوجها واستشهد ابنها وراعت باقي الأسرة

فازت الأرملة الستينية تيسير محمود دهيم بالأم المثالية على مستوى محافظة مرسى مطروح، بحسب بيان وزارة التضامن الاجتماعي، عملت مُعلمة بإحدى المدارس الحكومية، وتزوجت عام 1985 من موظف، وأنجبت منه 3 أبناء الأول. 

بداية رحلة الأم المثالية 

أقيمت «تيسير» في بداية زواجها بإحدى المدن، ثم انتقلت إلى محافظة أخرى عام 1994، وأصيب الزوج بجلطة في القلب وبدأت رحلة العلاج بمحافظة أخرى، تبعد مسافة كبيرة بسبب عدم توافر هذه التخصصات بالمحافظة المقيمين بها، وفق ما أفادت به وزارة التضامن.

اهتمت الأم بمساندة زوجها والوقوف بجانبه خلال فترة العلاج إذ أجرى عدة عمليات متتالية، بدأت بالقسطرة الاستكشافية، ووجد الأطباء أن الزوج مُصاب بتصلب في الشرايين، ما استوجب استمرار عمل القسطرة بصفة دورية لمتابعة الحالة.

في ظل هذه الضغوط ومراعاة الأم لزوجها وأبنائها والقيام بعملها حصلت على بكالوريوس العلوم والتربية عام 2011 حيث كانت حاصلة على دبلوم معلمات، وفي عام 2009 وجد الأطباء ضرورة إجراء عملية بالقلب للزوج، نظرا إلى تدهور حالته الصحية بشكل سريع ثم إلى عملية زراعة شرايين، إذ انتشرت الجلطات في أماكن مختلفة.

ظروف صعبة 

كانت الأم في ظل هذه الأحداث تلعب دورا رئيسيا في توفير الدعم والحب والاستمرارية لأفراد ومواجهة هذه التحديات والضغوط، فكانت تقوم بدورها كأم وأب في نفس الوقت،  تسعى للمحافظة على استقرار الحياة الأسرية، على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجهها في رعاية زوجها والاهتمام به والسفر معه بشكل مستمر لاستكمال علاجه والقيام بمهام عملها، بالإضافة إلى الاهتمام بأبنائها الثلاثة حتى تخرجهم فالأول حصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، والثاني تخرج من الكلية الحربية، والثالث حصل على بكالوريس هندسة حاسب آلي ومعلومات.

في ظل هذه الأحداث استشهد ابنها الأوسط، أثناء تأدية واجبه الوطني، وهنا يظهر دور الأم في الصمود أمام هذه الأحداث القاسية وفقدان ابنهاء الشهيد، وبالرغم من الألم استمرت في دعم بقية أفراد عائلتها وإظهار القوة النفسية والمثابرة في التغلب على الألم.

في 21 يونيو 2020، تدهورت حالة زوجها إلى حد كبير بسبب جلطة في القلب وتوقف الكلى عن العمل، وأصيب في نفس الوقت بفيروس كورونا، وجرى احتجازه في مستشفى العزل حتى وفاته في 27 يونيو 2020.

المصدر: الوطن