على الرغم من أنه خدع نفسه مرة أخرى على الساحة الدولية، ونأى حلفاؤه وحتى الناتو بأنفسهم عن تصريحاته، إلا أن الرئيس ماكرون لا يزال يدافع عن تعليقاته المتطرفة ويصر على نيته إرسال قوات من الناتو إلى أوكرانيا لمحاربة الجيش الروسي.. ومع ذلك، كان الرئيس الأوكراني زيلينسكي هو من حاول طمأنة الجميع والفرنسيين، من خلال التأكيد للأخيرين أن الجيش الفرنسي ليس لديه سبب للقتال طالما أن كييف صامدة ضد روسيا وقال: "إن أطفالكم لن يموتوا في أوكرانيا" لأن بلاده ليست عضوًا في حلف شمال الأطلسي.

يذكر فولودمير زيلينسكي، الضيف الاستثنائي لقناة BFMTV يوم الإثنين ١١ مارس، أنه "طالما صمدت أوكرانيا، يمكن للجيش الفرنسي أن يبقى على الأراضي الفرنسية".

وحول هذا السؤال أكد الرئيس الفرنسي أنه لا شيء مستبعد. وأثارت تصريحاته موجة من ردود الفعل والسخط بين القادة الغربيين وفي البلاد.

بعد ندائنا الصادر في الأول من مارس (نُشِر فى العدد الأسبوعى من "البوابة" فى ٥ مارس)، بمبادرة بدأها جوليان أوبير، وشارك في التوقيع عليه أكثر من عشرين شخصية وخبيرًا في هذه القضية، جاء دور الجنرالات الفرنسيين، المجتمعين في "دائرة التفكير المشتركة بين الجيش"، وأطلقوا، في ٤ مارس، دعوة مفتوحة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، والتي ننشر صورة لها هنا.

رولان لومباردى: رئيس تحرير موقع «لو ديالوج»، حاصل على درجة الدكتوراه فى التاريخ، وتتركز اهتماماته فى قضايا الجغرافيا السياسية والشرق الأوسط والعلاقات الدولية وأحدث مؤلفاته «بوتين العرب» و«هل نحن فى نهاية العالم» وكتاب «عبدالفتاح السيسى.. بونابرت مصر».. يخصص افتتاحية العدد لبيان صادر عن نخبة من الجنرالات الفرنسيين، يعارضون فيه ما أعلنه الرئيس الفرنسى عن الاستعداد للتدخل فى أوكرانيا عسكريًا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رولان لومباردي ماكرون الرئيس الفرنسي

إقرأ أيضاً:

لوقف الحرب في السودان .. ما خيارات واشنطن والقوى الدولية

 

في تطور لافت أعاد الملف السوداني إلى مقدمة الاهتمام الدولي، برز سؤال محوري: ما الخيارات المتاحة أمام واشنطن وشركائها لوقف الصراع الدائر في السودان؟.

التغيير _ وكالات

هذا السؤال عاد بقوة بعدما أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحات غير مسبوقة بشأن الحرب، معلنا بدء تحرك مباشر لوقفها، في تحول وصفه محللون بأنه أول انخراط حقيقي من واشنطن منذ اندلاع الأزمة.

الكاتب والباحث السياسي السوداني فايز السليك، أكد في حديثه بحسب “سكاي نيوز عربية” أن تصريحات ترامب الأخيرة تمثل تغيرا نوعيا في موقف واشنطن، قائلا: “هذه المرة كانت الصورة واضحة جدا جدا، وهو تغيير كبير في السياسة الأميركية، خاصة تجاه السودان.

وأوضح السليك أن ترامب، بعد اجتماعه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، “تحدث بشكل مباشر وواضح” عن ضرورة أن “تتوقف هذه الحرب حالا وبالفور”، مضيفا أن الرئيس الأميركي أعلن العمل مع الرباعية الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، ومصر لبذل “كل ما في وسعه” لوقف النزاع.

ضغوط أكبر في الطريق

على الجانب الأميركي، كشف كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس، في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية”، عن دخول ترامب شخصيا على خط الأزمة، قائلا: “إعلان الرئيس ترامب له وقع دولي كبير جدا… اليوم أصبح مهتما شخصيا ويتابع معنا بشكل يومي.”

وكشف بولس أن الإدارة الأميركية تقدمت للطرفين بمقترح هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، مشددا: “نطلب منهم القبول فورا ودون أي شروط مسبقة”.

وأكد أن الرئيس ترامب كلّفه بالتوجه فورا إلى المنطقة لعقد اجتماعات مع شركاء الرباعية وفاعلين إقليميين آخرين، من بينهم قطر وتركيا، بهدف الوصول إلى حل عاجل.

 التحرك الأميركي

بولس أوضح أن واشنطن تعمل على مقترح جديد يقوم على ثلاثة محاور: الوضع الإنساني، وقف إطلاق النار، إيصال المساعدات، معالجة أوضاع النازحين واللاجئين.
الانتقال السياسي: عملية تفاوض سودانية-سودانية تؤدي إلى حكم مدني بعيد عن الأطراف المتنازعة.
إعادة الإعمار: خطة شاملة للمرحلة التي تلي انتهاء الحرب.

وحول مستقبل القوى المتحاربة، شدد بولس على وجود “خطوط حمراء” واضحة لدى الولايات المتحدة وشركائها، بما يشمل تأثير “النظام السابق” و”الإخوان المسلمين” و”الدور الإيراني”.

وفي رده على سؤال حول أدوات الضغط الأميركية، قال بولس: “لدينا وسائل ضغط عديدة… بعضها استُخدم، والبعض الآخر قيد الدراسة النهائية، وسيُعلن عنها في الوقت المناسب.”

وأوضح أن ما تغيّر اليوم هو حجم الزخم الدولي، قائلا: “الأضواء كلها صارت على السودان… وهذا شيء مهم جدا”.

عقبات معقدة

من جهته، أشار السليك إلى أن الطريق ليس سهلاً رغم التحرك الأميركي، موضحا: “هناك عقبات كبيرة جدا… أولها تعدد مراكز اتخاذ القرار داخل الجيش، وثانيا اختطاف الحركة الإسلامية للمؤسسة العسكرية.”

وحذر من أن إنهاء الحرب اليوم يعني بالنسبة لهذه القوى “عودة قوة مدنية أخرى” إلى المشهد، وهو ما لا ترغب فيه أطراف نافذة داخل الجيش، على حد قوله.

وعن الدعم السريع، قال السليك إن داخله أيضا “مراكز قرار متعددة” و”عناصر غير منضبطة” تستفيد من استمرار الحرب، محذرا من أن ذلك يشكل عقبة أمام أي هدنة.

كيف يمكن تمكين المدنيين؟

يرى السليك أن المدنيين هم الأكثر تضرراً من الحرب والأقل قدرة على التأثير، قائلا: “السودانيون هم الذين يدفعون الثمن… أكثر من 12 مليون بين نازح ولاجئ، وآلاف يموتون ويغرقون.”

وأشار إلى أن الخوف الأكبر لدى قادة الجيش—ومن خلفهم الإسلاميون—هو من الانتقال المدني، مضيفا: “الخوف من القوى المدنية أكبر من الخوف من الدعم السريع.”
هل تمتلك واشنطن “الخلطة السحرية”؟

بالنسبة للسليك، فإن خطة واشنطن النظرية “مفتاح للحل”، لكن تنفيذها يتطلب معالجة جذور المشكلة: “ما لم تتم مخاطبة تعدد مراكز القرار في الجيش والدعم السريع… وما لم تكن هناك ضغوط واضحة… لن تكون المسألة سهلة.”

في المقابل، يرى بولس أن الإرادة الدولية اليوم أقوى من أي وقت مضى، وأن دخول ترامب شخصيا على الخط قد يغير قواعد اللعبة.

الوسومالرئيس الأمريكي السودان خيارات واشنطن شركاء الرباعية وقف الحرب ولي العهد السعودي

مقالات مشابهة

  • هل هذه بداية النهاية في أوكرانيا؟
  • ترامب يتراجع عن تصريحاته النارية بشأن خطة سلام أوكرانيا
  • "استعدوا لحرب أوروبا".. تصريحات رئيس الأركان الفرنسي تثير الجدل
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة السلام في السودان و مفاجأة الإسلاميين
  • لوقف الحرب في السودان .. ما خيارات واشنطن والقوى الدولية
  • مساعد وزير الداخلية الأسبق: رفض الرئيس السيسي تجاوزات انتخابات النواب يعكس قربه من نبض الشارع
  • بالتفصيل.. أبرز بنود الخطة الأميركية للسلام في أوكرانيا
  • رأي.. عبدالخالق عبدالله يكتب: موقف الإمارات من النزاع العسكري في السودان
  • الرئيس السيسي: موقف مصر ثابت في القضية الفلسطينية وقائم على حل الدولتين
  • الرئيس السيسي يؤكد موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية