ولد الددو: خيرية الأمة تتطلب تحقيق شروطها والكِبْر يتنافى مع مقتضاها
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
قال الشيخ محمد الحسن ولد الددو، رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا، إن الخيرية التي أثبتها الله لأمة محمد (صلى الله عليه وسلم) هي خيرية لها في الجملة لا بالجملة، ولا يتصف بها الفرد إلا إذا قام بلوازمها وواجباتها وحقق شروطها.
وخصصت حلقة (2024/3/19) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" موضوعها لمفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأحكامه وحالاته وكثير من المسائل والإشكالات المتعلقة به، وارتباطه بخيرية الأمة.
وأوضح الشيخ ولد الددو أن الأمة فيها منافقون وشياطين وفجرة، ومن ثم فإن الخيرية التي اتصفت بها هي لجمهورها ولها في الجملة، لكن منتسبيها لا بد لهم من تحقيق شروطها لنيل تلك الخيرية، لافتا إلى أن الكثير من أمة الدعوة، لا من أمة الإجابة، كما أن أفراد أمة الإجابة يتفاوتون في المراتب.
ويضيف أن هذه الخيرية تحاز بالإيمان بالله وتحقيق الإسلام والإحسان واليقين، لكن الكبر على الأمم الأخرى مذموم، وقد أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من الكبر، فإذا كان الحامل للإنسان على تفاخره بتلك الخيرية الكبر، فإنه من أسباب سوء الخاتمة.
ولفت إلى أن هذه الخيرية تحمل في مقتضاها مسؤولية عظمى على الأمة، باعتبارها مسؤولة عن الناس وأنها ستشهد عليهم كافة يوم القيامة، كما أنها مسؤولة عن أمنهم ورخائهم واستقامة حالهم في الدنيا وعن هدايتهم ونجاتهم من النار في الآخرة، والسعي لإيصالهم إلى مرضاة الله جل جلاله.
الاهتمام بباقي الأمموتابع بأن من مقتضيات ذلك الاهتمام بالأمم الأخرى دراسة تاريخها وواقعها وثقافتها ولغتها ودينها من أجل التأثير فيها، وأن ذلك مرتبط بمشروعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي سياق المقارنة بين تفاعل الأمة الإسلامية والعربية مع ما يقع من ظلم للمسلمين في العالم، ومن ذلك حرب غزة، وضعفه في مقابل تفاعل أمم أخرى، يرى العلامة الددو أن الظروف المختلفة وما يتوفر للأمم الأخرى مما لا يتوفر للمسلمين في بلادهم يوفر قدرا من العذر لتلك الشعوب، مع ضرورة بذل ما هو مستطاع.
وأضاف في هذا السياق أن "الأمة معذورة في أغلبها، لكن المنافقين والقادرين على البذل والحكام الذين بأيديهم القرار والجيوش غير معذورين، فلذلك لا يدخلون في هذه الخيرية، ولا في هذه الشهادة".
وعن سر تأخر أمة الإسلام عن باقي الأمم رغم خيريتها، يوضح الشيخ ولد الددو أن أمة محمد فاضلة عند الله محبوبة لديه، وهي آخر الأمم في الدنيا وأولها يوم القيامة، وسبب ذلك ليكونوا شهودا على الناس، لأن الشهادة شرطها العلم.
لكنه عاد وأكد أنه ليس كل أفراد الأمة شهودا وعدولا تتحقق لديهم الخيرية عند الله، لافتا إلى أن السكوت عن المنكر وهو صغير، يعطيه الفرصة للنمو والازدياد، وأن سكوت الأمة في عصورها المتأخرة عن بعض المنكرات قوّى تلك المنكرات وأوصلها إلى نتائج قيدت الأمة.
الخذلان شؤم الذنبوأشار في هذا السياق إلى أن من سنن الله في الكون خذلان الأمة إذا خذلت المظلوم في أي مكان حتى لو كان غير مسلم، فإن الله يسلط عليها ظلما وحينئذ تُخذل وهي محتاجة إلى النصر، وهذا ليس من جزاء الذنب وإنما من شؤمه، لأن الجزاء كله أخروي والدنيا دار عمل.
ويرى الشيخ ولد الددو أن دوائر الاستضعاف والنهضة يتلو بعضها بعضا، وأن الأمة في وضعها الحالي في فترة استضعاف، لكن ما يحدث معها فيه دلالة على قرب نهضتها، لأن الأحوال متقلبة ولا تدوم، وقد تعهد الله لنبيه أن يبعث للأمة على رأس كل 100 عام من يجدد لها أمر دينها.
وفي سياق حديثه عن المعروف المشروع الأمر به، أوضح الشيخ ولد الددو أنه درجات فمنه الواجب والمسنون والمندوب ومنه ما هو أولى وأحسن، أما المنكر المشروع النهي عنه، فهو المجمع على تحريمه فقط، ومنه ما يستطيع كل فرد إنكاره كالمعلوم من الدين بالضرورة، ومنه ما لا يستطيع إنكاره إلا المتفقه والعالم.
وبالنسبة إلى من يأمر بالمعروف ولكن لا يفعله، وينهى عن المنكر ويرتكبه، يرى الشيخ ولد الددو أن ذلك مذموم ذما عظيما بنصوص مختلفة، لكن مع ذلك إذا كان الإنسان تاركا للأمر بالمعروف فإنه فعل منكرا آخر، فإن وقع في منكر ولم ينه عنه، ارتكب بذلك منكرين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات عن المنکر إلى أن
إقرأ أيضاً:
«خيرية الشارقة» تطلق مبادرة لتوفير المياه والغذاء لأهالي غزة
الشارقة (وام)
أخبار ذات صلةأعلنت جمعية الشارقة الخيرية عن فتح أبواب التبرع أمام أهل الخير والمحسنين لدعم مبادرة إنسانية تهدف إلى جمع 2.6 مليون درهم، تُخصص لتنفيذ مشاريع حيوية في قطاع غزة، تشمل حفر 12 بئراً لتوفير المياه النظيفة، وتشغيل 12 مطبخاً خيرياً و20 فرناً لإعداد وجبات غذائية يومية لأكثر من 45 ألف شخص، وذلك في إطار مشاركة الجمعية في الحملة الإماراتية «الفارس الشهم 3» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، لدعم أهل غزة وتخفيف معاناتهم المعيشية.
وأكد محمد راشد بن بيات، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، أن المبادرة تهدف إلى توفير 1.2 مليون درهم لحفر آبار مياه تخدم أكثر من 312.000 فرد من سكان غزة، إلى جانب 1.4 مليون درهم أخرى لتشغيل المطابخ الخيرية، التي ستعمل على توفير وجبات ساخنة يومياً للأسر المحتاجة.
وأضاف: «نؤمن بأن تأمين المياه والغذاء من أهم مقومات الحياة الكريمة، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الأشقاء في غزة، ولذلك تأتي هذه المشاريع استجابةً إنسانيةً ملحّة تقوم بها دولة الإمارات أداءً لرسالتها ومساندة للأشقاء في ظروفهم التي يعانون منها».
وأشار ابن بيات إلى أن حفر الآبار يمثل حلاً مستداماً لمشكلة شح المياه، ويسهم في تأمين مصدر نظيف وآمن للمجتمعات السكنية المتضررة، ما يعزز من استقرار الأوضاع الصحية والبيئية.
كما نوّه إلى أهمية تشغيل المطابخ الخيرية في التخفيف من معاناة العائلات المتعففة، من خلال توفير وجبات غذائية متوازنة تُوزع بانتظام، وخصوصاً على كبار السن والأطفال والمرضى.
مشيراً إلى أن الجمعية وفرت عدداً من قنوات التبرع الميسرة الممثلة في «الرابط الذكي» عبر موقعها الإلكتروني، والذي يتيح التبرع بسهولة من خلال وسائل دفع مرنة تشمل Apple Pay، Samsung Pay، البطاقات الائتمانية، والرسائل النصية، كما يمكن التبرع عبر التحويلات البنكية، أو من خلال الدفع النقدي لمحصلي التبرعات المعتمدين، والمتواجدين في مقار الجمعية وفروعها، وكذلك في المساجد والمنشآت التجارية.
وأوضح نائب رئيس مجلس الإدارة أن هذه المبادرة تأتي في سياق التزام الجمعية الإنساني بدعم المجتمعات الشقيقة، خاصة في أوقات الأزمات، مؤكداً أن الجمعية تعمل وفق منظومة متكاملة تضمن الشفافية والفاعلية في إيصال التبرعات إلى مستحقيها، مؤكداً أن مشاركة الجمعية في حملة «الفارس الشهم» تجسد عمق التزام دولة الإمارات بنهجها الإنساني الراسخ، وحرصها على تقديم العون والمساندة للأشقاء في غزة، بما يعزز من روابط الأخوّة ويمد يد الخير حيث تشتد الحاجة.