أظهرت نتائج الاســتشــارة المواطنة التي أطلقها المجلس الاقتصادي والاجتماعي،  خلال الفترة ما بين 7 و 28 يوليوز 2023، من على منصة أشارك التابعة له، أن 99 في المائة من المشاركات والمشاركين، يعتبرون التسول ظاهرة اجتماعية خطيرة بالمغبب، ويربطون أسباب هذه الخطورة أساسا بكون التسول بات يؤشر على اتساع رقعة الفقر، ويمس كرامة الشخص، ويهدد النظام العام، علاوة على أنه ينطوي على مخاطر الاستغلال من طرف الشبكات الإجرامية.

إلى ذلك، كشف المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أيضا في تحليل له لظاهرة التســـول بالمغرب، أن المتســــولين باتوا يشــــكلون مجموعة غير متجانســــة من حيث “بروفايلاتهم” ومســـاراتهم الحياتية: منهم أشـــخاص معوزون، محتالون، ومتســـولون محترفون، و متســـولون عرضـيون، رجال ونسـاء، أطفال، أشـخاص يعانون من اضـطرابات عقلية /أو من الإدمان، وأشـخاص في وضعية إعاقة، عاطلون عن العمل، مواطنون مغاربة وأجانب، وغيرهم.

ولاحظ المجلس في تقرير له أصدره حول التسول، أن ممارسة هذا الأخير  تتم وفق أشــكال مختلفة، إما جلوســا أو وقوفا، او من خلال استعمال بعض الكلمات أو دون ذلك؛ ويتم التسول أيضا بشـكل فردي أو جماعي؛ بشـكل مؤقت أو دائم أو غير ذلك، وفي أماكن مختلفة، كملتقيات الطرق، أو المساجد، والمقابر، والأسواق، وغير ذلك.

وفضـلا عن ذلك،  يرى مجلس الشامي  أن التسـول يمكن أن يتخذ أشـكالا مُقنَّعة، من قبيل ممارسـة أنشـطة تجارية غير منظمة ببيع ســـلع أو منتجات بســـيطة، أو تقديم خدمات بســـيطة أو أداء عروض ترفيهية مرتجلة في الشـــارع مقابل الحصول على مبالغ زهيدة.

وحسب رأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ينجم التســــول عن التعرض لعدة عوامل اختطار فردية واجتماعية واقتصــــادية وثقافية، والتي تســــاهم انعكاســـاتها في تعريض الأشـــخاص للهشـــاشـــة بدرجات متفاوتة، وهو ما يفســـر عدم تجانس “بروفايل” المتســولات والمتســولين.

 

كلمات دلالية التسول المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي رأي رضا الشامي

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: التسول المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي رأي المجلس الاقتصادی والاجتماعی

إقرأ أيضاً:

أيّ كرامة في الحرب العبثية

خالد فضل

خالص التعازي لأسر وذوي ضحايا المجزرة الدموية التي حدثت وقائعها في قرية ود النورة من ريف منطقة المناقل، ونترحم على تلك الأرواح السودانية الغالية من أجيال الشباب في الغالب التي يستمر إهدارها عبثا دون توقف منذ فجر الاستقلال إلى شيخوخته الراهنة، ويدين كل صاحب حس إنساني سليم مناهض للعنف والحرب وناشد للسلام والحرية والعدالة، وكل صاحب موقف أخلاقي وفكري وسياسي رشيد ينطلق من قاعدة لا للحرب؛ يدين بأشد العبارات قوات الدعم السريع التي هاجمت القرية بمفرزة كبيرة من جنودها وآلياتها وأسلحتها.

وأيا كانت دواعي الحشود القبلية أو الحزبية التي استهدفها الهجوم، فإنّ معظم سكان قرى الجزيرة هم من المدنيين الأبرياء، وفيهم من العفوية ما يقارب السذاجة في التعامل مع وقائع مثل كنه الحرب وطبيعتها، كما أنهم ظلوا لمدة 6 أشهر يتعرضون لممارسات وانتهاكات فظيعة وفرت بيئة مواتية لاستغلال ردة فعلهم الفطرية والمشروعة ضد العدوان الواقع عليهم لتحقيق أهداف الفئات الوالغة في الحرب من أجل إحكام سيطرتها وسطوتها على البلاد والانتقام من الثوار الذين أزاحوا جبروتهم في ثورة ديسمبر المجيدة.

وقد ظل صاحب هذا القلم مذ أن خطّ حروفه الأولى للنشر قبل 30 سنة تقريبا، ينشد السلام والحرية والحياة الديمقراطية لوطنه وشعبه، وهو موقف يتشاركه مع كثير من السودانيين/آت، بل مع جميع البشر المحبين للسلام المبغضين للعنف والكراهية والحرب، وهو عالم إنساني فسيح، يمتد من مشارق الشمس يوميا على الأرض إلى مغربها السرمدي، حتى تأفل أفولها الأبدي في يوم الحشر.

ثم بعد الإدانة للحرب عموما وللانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها البشر المتعاركون ضد بعضهم بعضا وضد الأبرياء والعزل وضد سبل الحياة ومرافقها وأنشطتها، لا بد من مواجهة الحقائق، لا كما يرويها الطرفان المتحاربان، بل من موقف الرفض للحرب أساسا، فمن في وسعه أن يترقى إلى مصاف السلم يمكنه ببساطة أن ينظر إلى هذه الانتهاكات بأنها نتيجة حتمية للأصل وهي الحرب ذاتها، فمتى ما توقفت الحرب أمكن تلافي نتائجها الوخيمة، ومتى زاد أوار النار اشتعالا تعاظمت آثار الحريق دمارا، هذه الفرضية البسيطة، توصل إليها من عجب قائد الجيش الفريق البرهان في تصريحاته لقناتي الحدث/العربية في يوم السبت 22 أبريل 2023، وهو يقول عبر الهاتف: يجب على طرفي الصراع في السودان الجلوس معا لإيجاد مخرج للأزمة، ويجب أن نجلس جميعا كسودانيين، ونجد المخرج الملائم حتى نعيد الأمل ونعيد الحياة، لأن هذه الحرب العبثية الجميع فيها خاسر، وأنّه يشاطر قادة الدول القلق الذي أبدوه حيال هذه الحرب.

وبذات جوهر ما أدلى به البرهان جاءت تصريحات قائد الدعم السريع حميدتي لذات المصدر. وكان البرهان قد أكد وجوده في مركز قيادته؛ لأن ذلك مكان عمله، ولن (أتركه إلا على نعش) على حد تعبيره.

الحرب العبثية الخاسرة هذه استمرت لأربعة عشر شهرا حتى الآن، وما تزال الانتهاكات لحقوق الإنسان متواصلة من كل أطرافها، ولا ننسى تعدد الأقطاب فيها، فالبرهان يسنده الآن مليشيات عديدة منها مليشيات مناوي وجبريل ومالك عقار ومصطفى طمبور ومليشيات جماعات الإسلام السياسي البراء بن مالك، ومليشيات القبائل والمناطق خاصة في مناطق سيطرته في الشمالية والشرق ومنطقة المناقل بالجزيرة مثل كتائب الزبير بن العوام وغيرها من لافتات تنتشر مقاطعها عبر الإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي، وتحظى فعالياتها وتعبئتها لمواصلة الحرب العبثية بالتغطية من وسائل الإعلام الرسمية والموالية في السودان، فيما تتحالف مع الدعم السريع مليشيات قبلية في مناطق دارفور وكردفان والخرطوم وبعض أرجاء الجزيرة.

وهي النذر الأسوأ في سيناريوهات الحرب العبثية، الأمر الذي لا يجدي معه نفعا تعمية الأنظار وخداع الناس بمسميات تعود إلى حروبات عهد الإسلاميين الغاشم (الإنقاذ) مثل حرب الكرامة!! فأي كرامة في حرب عبثية الجميع فيها خاسر على حد وصف البرهان نفسه، فهل الكرامة في مقتل حوالي 100 ألف من المدنيين، وتشريد ونزوح ولجوء حوالي 10 ملايين منهم، وخروج 80% من الأنشطة الاقتصادية من الخدمة، ومكابدة الحياة وأكل أوراق الشجر والمجاعة ونقص الغذاء وضياع جيل كامل من الأطفال والشباب.

أهذه المعطيات تحقق الكرامة، ما الإهانة والذل إذا كانت تلك نتائج حرب الكرامة، هل انقلبت الموازين بحيث صار رأسها إلى أسفل وأرجلها إلى أعلى مثل قلب (الهوبا) بحيث صار دعاة السلم والناشطين من أجل ما يمكن إنقاذه هم المنبوذين والمطرودين؛ مما يراه دعاة الحرب نعيما؛ هناك بعض المرضى النفسيين يتلذذون بعذابات الآخرين، وتكون هي جنتهم ومصدر سعادتهم.

الحق أنّ دعاة السلام ولا للحرب هم الأكثر تأهيلا من كل جانب لقيادة بلادهم وإنقاذه من الجحيم، ولنا في تاريخ عمر البشير القريب عظة، وما تزال أصداء خطبه الجوفاء ترن في الفضاء كلما وقف البرهان في محفل من محافل اليتم والمأساة، وهو يترحم ويعزي ويحمل الأطفال في صنيع مصطنع، أو يأكل (الزلابية!! لا للحرب نعم للسلام، والتحية للقابضين بالوعي على جمر القضية الوطنية الكبرى قضية وقف الحرب لتبدأ مرحلة طي الأحزان وفق المعادلة الصحيحة التي تمشي على ساقين مستقيمين، إنها الكرامة الإنسانية التي تنتهكها الحروب يا سادة ولا سبيل لردها إلا بوقف الحرب.

الوسومخالد فضل

مقالات مشابهة

  • الانتقالي يرفض فتح الطرقات بين الشمال والجنوب ويهدد بالانسحاب من المجلس الرئاسي وحكومته
  • «الشارقة الخيرية» يناقش ملفات العمل العام داخلياً وخارجياً
  • بالأسماء.. انتخاب مجلس تنفيذي جديد لـ"جمعية البيئة"
  • أسعار الفائدة في النظام الاقتصادي
  • اتساع رقعة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات اليابانية ضد الحرب على غزة
  • تقرير: عدد متزايد من المقالع لا يخضع للمراقبة رغم تحولها إلى بؤر خطرة ومصادر للتلوث
  • أيّ كرامة في الحرب العبثية
  • حوكمة التمويل الإسلامي
  • المقالع بالمغرب تتعرض للاستغلال المفرط و تعاني من ممارسات الغش وعدم التصريح الكامل بالمداخيل ( المجلس الاقتصادي والاجتماعي)
  • الموارد الطبيعية الاستراتيجية بالمغرب مثل المياه والمقالع مازالت تشهد تدهورا متزايدا (تقرير )