بلينكن: قريبون من التوصل لاتفاق تهدئة في قطاع غزة .. وجولتي في الشرق الأوسط تناقش مابعد الحرب
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
سرايا - أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء، من جدة، قرب التوصل لاتفاق تهدئة في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه سيناقش خلال جولته الحالية إلى الشرق الأوسط الحكم في غزة بعد الحرب.
وعن عملية رفح، أوضح في تصريحات للعربية/الحدث طرح واشنطن بدائل لعملية إسرائيل في رفح، لافتاً إلى أنه سيناقشها مع الإسرائيليين في واشنطن، الأسبوع المقبل.
إلى ذلك قال وزير الخارجية الأميركي إن لدى واشنطن تصوراً عن سلام دائم بالمنطقة سيبحثه مع اللجنة السداسية.
الجسر البحري بعد أسبوعين وفي موضوع المساعدات إلى غزة، أفاد بأن العمل بالجسر البحري إلى القطاع سيبدأ بعد أسبوعين، مشيراً إلى أن بلاده لا تزال تضغط على إسرائيل لفتح المعابر البرية.
وأضاف أن حماس لا تكترث للأوضاع الإنسانية في غزة وإلا قدمت تنازلات بالمفاوضات.
ما يحدث في البحر الأحمر مشكلة دولية في موازاة ذلك، قال بلينكن إن الحوثيين استهدفوا شحنات كانت متجهة إلى "شعبهم" في اليمن، لافتاً إلى أن ما يحدث في البحر الأحمر مشكلة دولية ليست أميركية فقط.
وشدد على أن واشنطن تواصل الضغط على إيران لاستخدام نفوذها على الحوثيين لوقف هجمات البحر الأحمر.
وقف فوري لإطلاق النار من جانبها، أفادت وزارة الخارجية السعودية اليوم الأربعاء بأنّ الوزير الأمير فيصل بن فرحان ناقش مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن الأوضاع في قطاع غزّة ومدينة رفح الفلسطينية وأهميّة التوصّل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وجاء في بيان للوزارة أنّ الوزير السعودي بحث مع بلينكن بذل كافة الجهود لضمان إدخال المساعدات الإنسانية الملحّة إلى غزة.
كما ذكرت الخارجية الأميركية في بيان أنّ بلينكن أكّد على "أهمية التنسيق عن كثب مع الشركاء الإقليميين والدوليين بشأن إيجاد حل للصراع في غزة والتجهيز لمرحلة ما بعد الصراع".
وأكد بلينكن على "التزام الولايات المتحدة بتحقيق السلام المستدام من خلال تأسيس دولة فلسطينية مستقلة مع توفير ضمانات أمنية لإسرائيل"، مضيفة أن الجانبين ناقشا أيضا أهمية إنهاء الصراع في كل من السودان واليمن.
جولة شرق أوسطية يذكر أن بلينكن وصل إلى المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، في مستهل جولة بالشرق الأوسط لبحث الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة في حرب غزة وسط توتر متزايد في علاقة واشنطن بحليفتها إسرائيل.
ومن المقرر أن يزور بلينكن القاهرة غدا بعد اختتام زيارته للمملكة. وسيزور بلينكن إسرائيل يوم الجمعة.
ولم تعلن وزارة الخارجية الأميركية عن الزيارة المقررة لإسرائيل إلا عقب وصول بلينكن إلى السعودية. ولم توضح الوزارة على الفور أسباب حذف التوقف في إسرائيل من برنامج الجولة.
إقرأ أيضاً : قوات الاحتلال تهدد النازحين داخل مجمع الشفاء وتطالب بإخلاء المجمع فوراً إقرأ أيضاً : ارتفاع هائل في الحوادث البحرية منذ بدء هجمات الحوثيإقرأ أيضاً : الجيش الأميركي: طائرة تابعة للتحالف دمرت مسيّرة وزورق حوثيين
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الخارجیة الأمیرکی إلى أن
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط على صفيح ساخن
أنيسة الهوتية
الشرق الأوسط ليس مُجرد جغرافيا؛ بل هو مسرح ملتهب لتاريخ طويل من الحروب، والصراعات، والتنافس على السلطة والثروات. منذ فجر الحضارة، وهذه الأرض لا تهدأ، وكأنها قد كُتبت عليها الفوضى بمداد النفط والدم.
هنا، اندلعت أولى الحروب في التاريخ بين الممالك السومرية والأكادية، ومرّت جيوش الفرس والرومان، ثم الفتوحات الإسلامية، فالحملات الصليبية، فالحروب العثمانية الصفوية، فالاستعمار الأوروبي، حتى وصلنا إلى الحروب الحديثة.
في القرن العشرين وحده، شهدت المنطقة أكثر من 30 حربًا كبرى، منها:
النكبة الفلسطينية (1948)، ثم النكسة (1967)، وحرب أكتوبر (1973)، وسلسلة من الحروب الإسرائيلية على غزة، خلفت مجتمعة أكثر من 400,000 قتيل وملايين اللاجئين. الحرب العراقية الإيرانية (1980–1988)، استمرت 8 سنوات، وأودت بحياة نحو مليون شخص. غزو العراق للكويت (1990)، وما تبعه من حرب الخليج، ثم الغزو الأمريكي للعراق (2003)، الذي خلّف أكثر من 650,000 قتيل حتى عام 2011.4 - الحرب الأهلية اللبنانية (1975–1990)، أسفرت عن 150,000 قتيل.
الحرب الأهلية السورية (منذ 2011)، قتلت ما لا يقل عن 500,000 إنسان، وهجّرت أكثر من نصف الشعب. الحرب في اليمن، دخلت عامها العاشر، وأنتجت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، مع أكثر من 370,000 قتيل.إضافة إلى نزاعات في السودان، ليبيا، أفغانستان، والاحتلال المستمر في فلسطين.
هذا الصفيح الساخن تغذّيه عوامل متشابكة: جغرافيًا، تتحكم المنطقة بمضائق بحرية حيوية وتربض على أكبر احتياطي نفطي في العالم. تاريخيًا، هي مهد الديانات السماوية، ومركز تقاطع حضارات قديمة. سياسيًا، أصبحت ملعبًا لصراعات إقليمية ودولية، حيث تتحارب القوى الكبرى بالوكالة على أراضٍ لا تخصها.
والنفط، بدلًا من أن يكون نعمة، أصبح لعنة، وكلما اشتد الصراع على الموارد، ازداد نزيف الدم.
أما الدين، فقد استُخدم كثيرًا كذريعة للحروب الطائفية والسياسية. ما يفترض أن يكون وسيلة للوحدة والسلام، تحوّل إلى أداة للتمزيق، من خلال تأجيج الصراع السني الشيعي، واستغلال الخطاب الديني لتبرير العنف.
لكن خلف كل هذه المعادلات، يظل الضحايا هم الشعوب.. هم الأطفال الذين ماتوا جوعًا أو تحت الأنقاض، والنساء اللاتي شُرّدن، والملايين الذين وُلدوا لاجئين، وكأن الحرب قدرهم الأبدي.
الشرق الأوسط سيبقى على صفيح ساخن ما دامت العدالة غائبة، والثروات محل صراع، والقرارات مرهونة بقوى لا ترى في الإنسان سوى رقم في معادلة سياسية، ولعل السلام الحقيقي يبدأ حين يُعاد للإنسان حقه في الحياة، لا الموت.
على حكماء العالم أن يهبوا لنجدة الإنسانية، ونزع فتيل الحرب التي توشك أن تأكل الأخضر واليابس، وعندئذٍ لن تستطيع قوة- كائنة من تكون- مواجهة التداعيات الخطيرة، ولن تنعم دولة في العالم بالأمن والأمان، الذي ربما كان البعض يتندر به، لكنه أصبح اليوم نقطة ارتكاز أساسية، وحجر الزاوية في حياة ملايين البشر، إن لم يكن المليارات. والحديث عن السلام لن يكون من خلال التهديد بالقوة العسكرية الغاشمة، ولكن من خلال أولًا: وقف أي عمل عسكري عدواني، وثانيًا: إتاحة المجال أمام الدبلوماسية لطرح الحلول، وثالثًا: إبرام اتفاقيات مُلزمة للجميع، دون استثناء، لإحلال السلام، ورابعًا: عودة الحقوق لأصحابها وإقامة العدل في الأرض. وغير ذلك فلا أفق مطلقًا أمام سلام حقيقي تنعم به شعوب المنطقة التي تكتوي بنيران الحروب منذ عقود طويلة، وتحلم باليوم التي تجد فيه نفسها ودولها تعيش في أمن وسلام واستقرار.
رابط مختصر