الدكتور مجدي عاشور يكتب.. علَّامة وعلَامة فارقة في هذا الزمان
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
يُعَدُّ مولانا د. على جمعة علَّامة وعلَامة فارقة فى هذا الزمان، وقَلَّ أن يجودَ بمثله الزمان، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وما شاهدناه فى برنامج «نور الدين»، حيث يتلقى الشيخ على جمعة بعض الأسئلة الشائكة، تلك الأسئلة التى يخاف بعضُهم من خوض غمارها لئلا يقعوا فى مأزقها، لكن مولانا «أسد» فى الدعوة، لا يبالى بذلك، ولا يبقى ساكتاً عن مناقشة هذه الموضوعات التى لم يقترب منها كثيرٌ من علماء الدين على مر عقود من الزمان، خاصة أنها تشغل عقولَ الأطفال والشباب، فالشيخ على جمعة لديه القدرة على الرد بطريقة تناسب الجميع، فتأتيك الإجابة عنها صحيحة بأسلوب سهل بسيط، فيثرى معرفة الطلاب وينير عقولهم ويقدم إجابات شافية لتساؤلات الأطفال التى يراها بعضهم أنّها تعجيزية، كذلك يُقدِّم محتوى هادفاً للأسرة بأكملها، يعتمد على أسلوب الحوار التفاعلى بين الإمام العلَّامة وطلاب المدارس من الأطفال فى مراحل عمرية مختلفة.
لذلك وجبت التحية والتقدير لمولانا د. على جمعة الذى تبحر فى العلوم، فحينما يتكلم، يتحدث بالعلوم الشرعية والاجتماعية بما يتناسب مع الدين وأحوال الناس فى معيشتهم، كذلك تحية له على تصديه طوال أعوام دعوته إلى الله لأصحاب الأفكار المتشددة من جماعات التشدد والظلام، الذين يستقطبون الأطفال والشباب فى هذه الفئة العمرية، فى المدارس والكتاتيب وحتى الجامعات، لذلك أزعجهم برنامج «نور الدين» لأنه يتصدى لوجودهم، لذلك قاموا بحملات تشويه ممنهجة ضد الشيخ على جمعة، وتلك عادة الله فيه، وليست بجديدة عليهم، فكل فترة يقومون بتلك الحملة ضد الشيخ على، بل وصل الأمر لمحاولات اغتيال كان منها محاولة اغتياله أمام منزله وهو داخل للمسجد.
يدرك الدكتور على جمعة مقتضيات الواقع وكيفية التصدى لجماعات الشر جيداً، ولا يرد على تلك الجماعات بالسب والشتم كما يفعلون هم، بل يعاملهم بالحسنى والموعظة الحسنة ورد السيئة بالحسنة، والمناظرة بالعلم، فكم من المتشددين أصبحوا من تلاميذ الشيخ على جمعة واعتدلوا وأصبح فكرهم أزهرياً تماماً، وتلك أمور لا تحدث بسهولة ولا يقدر عليها إلا مولانا الدكتور على جمعة، حيث تحمّل من أساءوا الأدب معه فى البداية، وحينما ناظرهم الحجة بالحجة وجدوا العلم الواسع لدى الشيخ على، وكم هو على يقين من مواقفه وقربه من الصواب والحقيقة، ولم يجدوا إلا توجههم نحو الحق والصواب والعودة من طريق الضلال.
يمثل مولانا د. على جمعة المنهج الأزهرى التربوى الصحيح، فى مقابل طريق المتشددين، الذين يأتون ليكرِّهوك فى الدين، فالشيخ على جمعة يرى أن الرقعة واسعة بين المذاهب الأربعة، تصلح لأن يوجد علماءُ مجتهدون لقياس الأمور واستخراج المسائل، فالدين كبير وواسع، والشيخ فى برنامجه «نور الدين» أراد تبسيط الأمور للأطفال لتفهمَه عقولُ الأطفال الصغار، فيأتى كلامه مطابقاً لمقتضى الحال فلا يصلح فى مثل هذا أن يكلمهم بالمجمل والمبين ولا الخاص والعام ولا المطلق والمقيد، فهذه كلها أمور لن يفهمها الطفل الصغير.
حملة شرسة تعرض لها الشيخ، حينما تحدث عن ضوابط تعامل البنت والولد فى المدارس، فهو تحدث وذكر رؤية بعض العلماء، فالشيخ لم يخرج فى حديثه عن الشريعة، لكنّ عقلَ المهاجم لا يحب الشيخ على جمعة ولا يسعى لفهم حديثه، لأن هذا العلم فوق مستوى تفكير المهاجمين، فالشيخ على جمعة عالم ويتحدث باجتهاد، وأهل الاجتهاد إذا أصابوا فلهم أجران وإذا أخطأوا فلهم أجر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قناة الناس د على جمعة مكانة العلماء الشیخ على جمعة
إقرأ أيضاً:
جدل حول مقاتلة “إف-55” التي تحدث عنها ترامب مؤخرا
الولايات المتحدة – غاصت أوساط الخبراء في العالم في تكهنات حول ما الذي كان يقصده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عندما قال إن بلاده تعمل في مجال تطوير المقاتلة الجديدة إف-55.
لقد طرح ترامب أفكارا متناقضة خلال حديثه، حول طبيعة هذا الطائرة: من ناحية، قال إنها منصة جوية جديدة تماما، ومن ناحية أخرى، ذكر أنها ستكون بمثابة تحديث وتطوير للمقاتلة المعروفة من طراز “إف-35”.
F-55
وخلال زيارته الأخيرة إلى قطر في 15 مايو 2025، أشار ترامب إلى برنامجين جديدين في آن واحد لتطوير وتحديث مقاتلات الجيل الخامس، وهما وفقا له: F-55 وF-22 Super.
F-22 Super
وأضاف ترامب: “سنقوم بتطوير مقاتلة جديدة سنطلق عليها اسم إف-55. الحديث يجري عن تحديث عميق وهي ستكون بمحركين، أما إف-35 فهي بمحرك واحد. إف-55 ستكون نسخة مطورة فائقة من طائرة إف-35 وبمحركين. وبعد ذلك سنعمل لتحديث مقاتلة إف-22 التي اعتقد أنها أجمل طائرة مقاتلة في العالم. لكننا سنبني إف-22 سوبر، وستكون النسخة الأكثر تطورا من إف-22. لا تعجبني بتاتا المقاتلات ذات المحرك الواحد”.
وأشار ترامب بشكل خاص إلى دور المقاتلة الواعدة من الجيل السادس إف-47 التي يتم تطويرها في إطار برنامج NGAD (الهيمنة الجوية من الجيل التالي) والتي من المفترض أن تحل محل مقاتلة F-22 Raptor في المستقبل.
وشدد ترامب على أن إف-47، تتمتع بقدرات فائقة جدا وستعمل بشكل مشترك مع المئات من المسيرات الجوية الضاربة. ووفقا له ستتمتع المقاتلة “إف-55” بالقدرات نفسها.
ويبقى غامضا ما الذي قصده ترامب بالضبط بـ إف-55، خاصة مع اختلاف وسائل الإعلام في نقل كلماته. فبينما ذكرت بعض المصادر أنها نسخة مطورة من إف-35، فيما أكد آخرون أنها طائرة جديدة تماما.
من جانبه، قال جايمس تايكلت مدير عام شركة لوكهيد مارتن المنتجة لمقاتلات إف-35، إن الشركة تبحث دمج تكنولوجيات الجيل السادس في تحديثات إف-35 وإف-22 لإنشاء طائرات شبيهة بـ F-47 بتكلفة أقل.
ويرى بعض الخبراء أن تطوير نسخة ثنائية المحرك من الـ إ-35 قد يكون مفيدا، خاصة للبحرية الأمريكية، حيث أن الطائرات ثنائية المحرك أكثر أمانا وقادرة على حمل حمولات أكبر. لكن بعض الخبراء يشككون في نجاعة هذه الفكرة، ويرون أن تحويل إف-35 إلى طائرة ثنائية المحرك سيتطلب تصميما جديدا بالكامل، مما يزيد التكاليف والوقت.
أما بالنسبة لبرنامج تحديث الـ إف-22، فتشير التقارير إلى أن شركة لوكهيد مارتن حصلت على عقد بقيمة 270 مليون دولار لتركيب أنظمة استشعار متطورة على هذه الطائرات.
الخلاصة: بينما تظل تصريحات ترامب غامضة، يتفق معظم الخبراء على أن تطوير مقاتلة إف-55 ثنائية المحرك ستكون عملية مكلفة جدا وفي غاية التعقيد، في حين أن تحديث الـ إف-22 قد يكون أكثر واقعية. لكن في النهاية، كل شيء يعتمد على التمويل والقرارات السياسية في واشنطن.
المصدر: تاس