استشهد أبناؤها الأربعة دفعة واحدة.. هكذا تحيي ابتسام يوم الأم العالمي
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
جنين- واحدا تلو الآخر خرجوا من المنزل لكنهم استشهدوا جميعا وبضربة ولحظة واحدة، علاء وهزاع وأحمد ورامي عصعوص أشقاء شهداء فقدتهم والدتهم ابتسام حسين درويش عصعوص (أم علاء) مرة واحدة، وقد صرخت "ما ظل لي أحد" لتعيش بعدها حزنا شديدا وينفطر قلبها على فقدهم.
وحين وصلنا منزلها في قرية مثلث الشهداء جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، كانت أم علاء تعد نفسها للانطلاق إلى مخيم جنين لتشارك أمهات الشهداء حزنهن ومآسيهن بعد أن استشهد ثلاثة في المخيم أمس الخميس.
وقبل ذلك، قصدت ابتسام مقبرة القرية حيث يرقد أبناؤها الأربعة، واستذكرت يومها كأم فلسطينية أصبح الفقد ديدنها كأم للشهداء أو شهيدة.
وبينما تفيد إحصاءات الهلال الأحمر الفلسطيني بأن الاحتلال -وخلال حربه المستمرة على قطاع غزة– يقتل يوميا 37 أما فلسطينية، تشير بيانات نادي الأسير الفلسطيني إلى أن الاحتلال يعتقل في سجونه 28 أما من نحو 76 أسيرة فلسطينية.
تنهدت أم علاء وهي تأتي على سير أبنائها وكيف استشهدوا في لحظات، وتقول إنهم غادروا المنزل بعد منتصف ليل السابع من يناير/كانون الثاني الماضي إلى مقهى عند مدخل القرية، حيث انتشرت أخبار سيئة عن أن جيش الاحتلال قصف مركبة في مخيم جنين.
ولم يمر وقت كثير، حتى اتصل قسام (نجل أم علاء الأصغر) والذي يعمل في سوق الخضار المركزي، وأخبر والدته أن قصفا إسرائيليا استهدف مجموعة من الشبان قرب قريتهم، وطلب منها الاطمئنان على إخوته، لتعجل الاتصال بهم واحدا تلو آخر، لكن لا أحد أجاب.
ولم تلبث دقائق حتى عرفت -عبر مواقع التواصل الاجتماعي- أن أبناءها استُهدفوا بقصف إسرائيلي، وقبل وصولها إلى مكان الحادث لرؤيتهم مضرجين بدمائهم، كانت سيارات الإسعاف أسرع منها إذ نقلتهم إلى مشافي مدينة جنين.
عام 2019، جاءت ابتسام وأبناؤها التسعة من الأردن لتستقر -بعد اغتراب طويل- في قريتها مثلث الشهداء، وهناك بدأت ترسم لمستقبلهم وتخطط لتزويجهم، متحملة أعباء جمة فوق مشاق الحياة الاعتيادية، قبل أن تفجع بفقد 4 منهم سويا، لتعيش على ذكراهم.
وفي منزلها الذي زينته بصور أبنائها الشهداء، حرصت أم علاء على تجميعهم بصورة واحدة مثلما كانت تضمهم تحت جناحيها قبل استشهادهم، في محاولة للتخفيف من حزنها عليهم.
وتقول إن واحدة من الصور تجمعها مع أبنائها كلهم، الشهداء الأربعة والبقية الأحياء، وصور من مختلف المناسبات السابقة التي عاشوها سويا، تحفظ تجمعهم مع بعضهم البعض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات أم علاء
إقرأ أيضاً:
سؤال: هل اللَّغة الصينية حاجة لنا أم رفاهية؟
سؤال: هل #اللغة_الصينية حاجة لنا أم #رفاهية؟
أ.د #رشيد_عباس
قرأتُ مؤخراً خبر توقفتُ عنده شيء من الوقت, الخبر جاء على لسان احد القيادات التربوية في وزارة التربية والتعليم التي نقدّرها ونكنّ لها كل الاحترام, الخبر يقول: ندرس إدراج اللَّغة الصينية في مناهجنا الحكومية.. انتهى الخبر, وهنا لابد لي من طرح التساؤل الآتي والذي من شأنه أن ينجلي معه الأمر: كيف ستندرج (لُغة) معقدة التراكيب مع حيثياتها الثقافية والايدولوجية الواسعة في منهاجنا الحكومية؟
طاما الحديث عن لًغة صينية وليس عن مادة أو مساق صيني دراسي, فأنا كغيري أفهم عند الحديث عن إدراج (لًغة صينية) في مناهجنا الحكومية, أن اللَّغة الصينية بعد فترة زمنية محددة ستصبح لًغة محلية ثانية بعد اللَّغة العربّية, كون اللَّغة الإنجليزية وبعد عدة عقود من دخولها في مناهجنا الحكومية لم تصبح لًغة محلية ثانية يتحدث ويعمل بها المجتمع الأردني بعد اللَّغة العربيّة, بل على العكس الطالب قضي بها على الأقل 12 سنة دراسية, وعند التقدم لامتحاناتها لم تتجاوز نسب النجاح الحقيقية في أحسن الظروف وفي بعض مهاراتها إلى ما نسبته 20 %, وبالذات في امتحان شهادة الدراسة الثانوية.
اعتقد جازماً أن الدول التي لديها لًغة محلية ثانية دخلت حيثيات وأيدولوجيات هذه اللَّغة الجديدة من باب مكوناتها الايدولوجية كون اللَّغة الأصلية لًغة سامحة لذلك, مؤكداُ هنا أن اللَّغة العربيّة بمكوناتها الأيدولوجية لن تسمح لدخول لًغة محلية ثانية كاللَّغة الصينية أو أية لًغة محلية ثانية في عالمنا العربي.
طالما الحديث عن (لًغة) وليس عن مساق أو مادة دراسية في مشروع وزارة التربية والتعليم والرامي إلى إدراج اللَّغة الصينية في مناهجنا الحكومية.. فهذا بالضرورة يعني أن (اللَّغة الصينية) والتي تحمل في ثناياها الايدولوجية أنماط معيشية وفكرية وسلوكية شديدة التعقيد ستصبح فيما بعد لًغة منطوق بها في المجتمع الأردني! وهذا ضرب من الخيال, فكما فشلت اللَّغة الإنجليزية ذات العقود الطويلة في مناهجنا الدراسية كلًغة منطوق بها في المجتمع الأردني, فأن مصير اللَّغة الصينية سيكون أكثر فشلاً وتراجعا في هذا المجال.
هناك أولويات أكثر الحاحاً من إدراج اللَّغة الصينية في مناهجنا الحكومية تتمثل في مراجعة الامتحانات الوطنية للصفوف الثلاث الأولى والمتعلقة بإخفاقاتهم وتراجعهم في اللَّغة العربية / لًغة الأم وبالذات في مهاراتي القراءة والكتابة, فضلاُ عن اخفاقات طلبة الصفوف (4 – التوجيهي) في موضوع التعبير/ الإنشاء في اللَّغة العربية لًغة الأم والتي دلّلت عليها كثير من الاختبارات والامتحانات أن 85% من طلبة هذه الصفوف ليس لديهم قدرات ومهارات على كتابة 150 كلمة حول موضوع معين بشكل جيد ودون وجود اخطاء إملائية عديدة ودون وجود تراكيب لًغوية ونحوية مليئة بالأخطاء.
ويبقى السؤال, كيف ندرس إدراج (اللَّغة) الصينية في مناهجنا الحكومية وطلبتنا وربما مجتمعنا للآسف الشديد لديه مزيد من الاخفاقات في اللَّغة العربّية / لًغة الأم في مهاراتها الأربع (قراءة, كتابة, تحدث, استماع), معتقداً هنا أن على الوزارة وقبل أن تُفكر في إدراج (اللَّغة) الصينية في مناهجنا الحكومية أن ترتب بيتها من الداخل.. وأقصد هنا تمكين جميع المعنيين من مهارات اللَّغة العربّية الأربع, كيف لا والتعامل مع (اللَّغة) الصينية كلًغة وليس كمساق أو مادة دراسية يحتاج إلى فكر أيدولوجية صناعي, ويحتاج إلى مجتمع منتج وليس مستهلك, وأن نتحرر من سؤال مهم مفاده: ما هي عائلتك؟ وصولاً إلى سؤال: ما هي مهاراتك؟
مع ملاحظة أنه لا يوجد عدد ثابت للحروف الصينية, فهي بالآلاف, ولإتقان القراءة والكتابة اليومية يحتاج الطالب إلى أكثر من 2500 حرف تقريباً, وللمتعلمين لا بد من التركيز على 4000 حرف ليتمكنوا المتعلم فهم النصوص واستيعاب دلالاتها.. مع ملاحظة أن مفردات اللَّغة الصينية هي مفردات انتاجية في طابعها العام, في حين أن مفردات اللغة العربية للأسف الشديد هي مفردات انتاجية في طابعها العام, وهذا لن يستقيم مع أنماط حياتنا اليومية.
الحروف العربّية تسير على خطين, والحروف الإنجليزية تسير على أربعة خطوط في حين أن الحروف الصينية لا تسير على أية خطوط بل تتكون من أكثر من ثمانية ضربات (سكتات) أساسية مع متغيراتها وقواعد ترتيبها.. الأمر الذي يجعل لًغتنا العربّية الجميلة لًغة القرآن الكريم ترفض بشدة أن يكون لها (ضرة) صينية تنافسها على الصفحات العربّية, وذلك لأسباب أيدولوجية عميقة, لكن ربما تكون مناهجنا قابلة لاستيعاب مساق أو منهاج مدرس أو جامعي صيني بسيط جداً ليس إلا.
وبعد..
الصين حضارة عظيمة لا يمكن استحضار ثقافتها من خلال لًغة معقدة التراكيب, ثم أن التكنولوجيا والاقتصاد يأتي عن طرق (الفكر) وليس عن طريق اللَّغة يا معشر القوم, مع تقديري للذين يفكروا في هذا المجال, كون الصين دولة اقتصادية قااااادمة.., لا بد لنا من أن نبقى على لًغة الأم ذات الـ(28) حرفاً أو ربما ألـ(29), حيث الاختلاف حول الهمزة والألف على أنها حرف واحد, ولا أن نخسر لًغة الأم وجاراتها, وبعدها سينطبق علينا ما حصل لطائر (الغراب) والذي حاول ذات يوم تقليد مشية الحمامة الانيقة.. لكنه فشل في ذلك, وعندما أراد العودة إلى مشيته الاصلية.. اكتشف انه نسيها تماماً, فظل طيلة حياته يمشي بشكل غريب ومضحك بين هذا وذاك.