مجموعة موانئ أبوظبي تستحوذ على حصة الأغلبية بنسبة 60% في «ميناء تبليسي الجاف» في جورجيا
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
وقَّعت مجموعة موانئ أبوظبي اتفاقية شراء مع شركة «إنفيكو» استحوذت بموجبها على حصة ملكية تبلغ 60% في ميناء تبليسي الجاف في جورجيا، وهو مركز لوجستي جديد متعدد الوسائط، ويضمُّ منطقة مستودعات جمركية، ومتَّصل بشبكة للسكك الحديدية، ويُتوقَّع أن يبدأ تشغيله بحلول الربع الأخير من عام 2024.
يعدُّ المشروع المملوك لشركة «إنفيكو» مركزاً لوجستياً رئيسياً، يمتاز بموقعه الاستراتيجي على الممر الأوسط، وهو طريق تجارة واعد يربط مراكز التصنيع في غرب آسيا بالأسواق الاستهلاكية في شرق أوروبا، مستفيداً من مجموعة من الموانئ البحرية والجافة في كازاخستان وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا وتركيا.
سيمثِّل هذا المشروع مرفقاً لوجستياً حيوياً لجورجيا تربط من خلاله بحر قزوين بالبحر الأسود المطلّين بشكل رئيسي على الممر الأوسط. وسيضمُّ المشروع عدداً من المرافق المتكاملة، تشمل محطة لفرز الحاويات، ومستودعات ومواقف لتخزين السيارات. وسيعدُّ المشروع منفذ دخولٍ وخروجٍ ونقطة عبور إقليمية لشركات التصنيع والشحن والمستوردين للبضائع المنقولة بالحاويات، والمركبات والسلع الأخرى، لأغراض التوزيع والتخزين. وسيتيح الوصول المباشر إلى خطوط السكك الحديدية المتجهة غرباً إلى تركيا، وميناءي بوتي وباتومي في جورجيا، ما يعزِّز الربط بالموانئ الأوروبية المطلَّة على البحر الأسود في كلٍّ من بلغاريا ورومانيا، ويربط شرقاً العديد من موانئ آسيا الوسطى المطلَّة على بحر قزوين عبر ممر شبكة السكك الحديدية وصولاً إلى أذربيجان.
يتيح المشروع قدرات لوجستية كبيرة وخدمات نقل متعدد الوسائط، بفضل موقعه في قلب المنطقة الصناعية بمطار تبليسي، التي ستُدعَم بمنشآت تخزينية متطورة، إضافة إلى مركز لوجستي للبضائع والمركبات. ولتلبية التوسُّعات المستقبلية لهذا المشروع الممتد على قطعتي أرض، تتوفر مساحة إضافية تبلغ 88,000 متر مربع من الأراضي المتاحة للتطوير من أجل زيادة أحجام المناولة.
ويُتوقَّع الانتهاء من تطوير الميناء الجاف على ثلاث مراحل، حيث تصل الطاقة الاستيعابية لمناولة الحاويات مع انتهاء المرحلة الأولى إلى 96,500 حاوية نمطية، وسيضمُّ ساحة تخزين للحاويات بمساحة 32,000 متر مربع، ومستودعات عالية الكفاءة بمساحة 2,500 متر مربع، وساحة لصف السيارات بمساحة 20,000 متر مربع. وتشمل المرحلة الثانية إضافة مرافق حديثة لمستودعات مغلقة على مساحة 10,000 متر مربع. وبزيادة أحجام المناولة عبر شبكة السكك الحديدية، ستزداد سعة ساحة تخزين الحاويات إلى نحو 286,000 حاوية نمطية رهناً بالطلب في السوق. وتشهد المرحلة الثالثة تطوير قطعتي أرض بمساحة 30,000 متر مربع و88,000 متر مربع.
وسيتولى القطاع اللوجستي في مجموعة موانئ أبوظبي، الذي تقوده شركة نواتوم، مهام تشغيل هذه المرافق وإدارتها، مستفيداً من الإمكانات التي توفِّرها محفظة الأعمال المتنوعة للمجموعة، مع الاستفادة من خبرات وإمكانات «إنفيكو».
وقال معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير دولة: «تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة، تركِّز حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز التعاون الدولي مع حلفائها الاستراتيجيين والعالميين ممَّن تجمعنا بهم رؤى مشتركة لتحقيق المنفعة المتبادلة والازدهار المستدام. ومن أجل ذلك، أبرمت دولة الإمارات العربية المتحدة وجورجيا في أكتوبر عام 2023 اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، والتي تهدف إلى زيادة حجم التجارة الثنائية غير النفطية بين بلدينا إلى 5.5 مليارات درهم (1.5 مليار دولار) خلال خمسة أعوام، مع العمل على تسريع وتيرة التعافي الاقتصادي وتعزيز سلاسل التوريد الحيوية. ويأتي استثمار مجموعة موانئ أبوظبي في ميناء تبليسي الجاف في هذا الإطار، ما يسهم في توطيد العلاقات التجارية والاستثمارية، وتعزيز حضورنا عبر ممرات التجارة العالمية، وتعظيم فرص الشركات للوصول إلى الأسواق الإماراتية والجورجية على حدٍّ سواء».
وقال الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي: «تلتزم مجموعة موانئ أبوظبي بالاستثمار الدولي الاستراتيجي الذي يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وإتاحة فرص العمل وتحقيق المنفعة المتبادلة، استرشاداً برؤية القيادة الرشيدة. يصبُّ استثمارنا في البنية التحتية الاستراتيجية وتشغيلنا لمراكز لوجستية جديدة على طول ممر بحر قزوين والبحر الأسود، في إطار استراتيجيتنا الرامية إلى تعزيز سلاسل التوريد العالمية. وبفضل الموقع الاستراتيجي الذي تتمتَّع به جورجيا في قلب منطقة القوقاز وإطلالها على البحر الأسود، فإنها تعدُّ وجهة رئيسية تربطنا بأصولنا البحرية واللوجستية المتنامية في كلٍّ من آسيا الوسطى وتركيا، ما يمكِّننا من خدمة المتعاملين عبر تسهيل تدفُّق البضائع بكل سلاسة وبأقل التكاليف، وتعزيز فرصنا التجارية في المستقبل».
وتأتي اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة في إطار العلاقات الاقتصادية المتنامية بين دولة الإمارات وجورجيا، حيث واصلت التجارة البينية غير النفطية ازدهارها في النصف الأول من عام 2023 لتسجِّل ما يزيد على 225 مليون دولار بنمو 28% مقارنةً بالنصف الأول من عام 2022. وارتفعت التدفُّقات التجارية غير النفطية بنسبة 115% خلال 2022 مقارنة بعام 2021 لتصل إلى 481 مليون دولار. وتعدُّ دولة الإمارات أكبر شريك تجاري لدولة جورجيا في الوطن العربي، بحصة تزيد على 63% من إجمالي تجارتها مع الدول العربية.
يُذكَر أنَّ الممر الأوسط هو أقصر الطرق التجارية الرابطة بين آسيا وأوروبا، حيث يمتد لنحو 7,000 كيلومتر، ويمكن قطعه في رحلة من 10 إلى 15 يوماً. أمّا الممر الشمالي الحالي فيمتد نحو 10,000 كيلومتر براً، ويتطلَّب قطعه 15 إلى 20 يوماً، في حين يمتد الطريق البحري الجنوبي لنحو 20,000 كيلومتر، ويتطلَّب قطعه رحلة بحرية تتراوح ما بين 45 و60 يوماً. ويُتوقَّع أن يسهم الممر الأوسط في تحقيق معدلات نمو كبيرة في مناولة الحاويات، والتي يُتوقَّع أن تصل إلى 1.9 مليون حاوية نمطية بحلول عام 2040.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مجموعة موانئ أبوظبی دولة الإمارات الممر الأوسط 000 متر مربع
إقرأ أيضاً:
إغلاق مضيق هرمز أحد خيارات الرد الإيراني.. تعرف على الممر المائي
بات إغلاق مضيق هرمز أحد خيارات الرد الإيراني، وذلك في أعقاب الهجمات الأمريكية التي طالت ثلاثة منشآت رئيسية في إيران، تزامنا مع التصعيد العسكري الكبير بين طهران وتل أبيب.
ووافق البرلمان الإيراني اليوم الأحد، على إغلاق مضيق هرمز، والقرار النهائي بشأن الإجراء مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران.
ولم يحسم بعد قرار إغلاق المضيق، الذي يمر عبره حوالي 20 بالمئة من تدفقات النفط والغاز العالمية، لكن النائب والقائد في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل كوثري قال لنادي الصحفيين الشباب إن إغلاق المضيق مطروح "وسيتخذ القرار إذا اقتضى الأمر".
لكن الولايات المتحدة دعت الصين إلى استخدام نفوذها للضغط على طهران من أجل تجنب إغلاق مضيق هرمز، وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو: "نحض الحكومة الصينية على التواصل مع إيران بشأن هذه المسألة، لأن اعتمادها على النفط المار عبر المضيق كبير جدا".
وأشار روبيو إلى أن أي إغلاق للمضيق سيكون بمثابة "خطأ فادح" و"انتحار اقتصادي" لإيران، مؤكداً أن الولايات المتحدة تمتلك خيارات متعددة للرد، لكنه شدد على أن الضرر الاقتصادي سيطال دولاً كثيرة أخرى، ما يتطلب استجابة دولية أوسع.
ويقع مضيق هرمز بين إيران من الشمال والإمارات وسلطنة عمان من الجنوب، ويربط بين الخليج العربي شمالا وخليج عمان وبحر العرب جنوبا، ويبلغ عرضه 50 كيلومترا، و34 كيلومترا عند أضيق نقطة، وعمقه 60 مترا، فيما يصل عرض ممري الدخول والخروج نحو 10.5 كيلومترا، بينما يبلغ طوله 161 كيلومترا.
قانون البحار
وأمام احتمالية إغلاق المضيق، نستعرض أبرز المعلومات المتوفرة عن أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، ويعد في نظر القانون الدولي جزءا من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها.
⬛ في 30 أبريل 1982م تمّ اعتماد الاتفاقية الدولية لقانون البحار، وذلك من جهة الدول المطلة على البحار.
⬛ أهمّ ما في هذه الاتفاقية هي المادة 38 منها وهي كالآتي: "تتمتع جميع السفن العابرة للمضائق الدولية، بما فيها مضيق هرمز، بحق المرور دون أي عراقيل، سواء كانت هذه السفن أو الناقلات تجارية أو عسكرية".
⬛ حاولت إيران بشكل متكرر المطالبة بحقها في الإشراف على مضيق هرمز باعتباره يقع ضمن مياهها الإقليمية، إلا أن طلبها رُفض من قِبل جميع المشاركين في مؤتمر قانون البحار.
ونظرا لموقع المضيق الاستراتيجي، فإنه لم يستطع الإفلات عبر التاريخ من الأطماع وصراع الدول الكبرى للسيطرة عليه، فمنذ القرن السابع قبل الميلاد وهو يلعب دوراً دولياً وإقليمياً مهما أسهم في التجارة الدولية. وقد خضع للاحتلال البرتغالي ثم سائر الدول الأوروبية خصوصاً بريطانيا لتنتشر الشركات الغربية المتنافسة، ويتراجع الأمن مع غزوات القراصنة.
ويعد مضيق هرمز من أهم عشرة مضائق وأكثرها اهتمامًا من قِبل دول العالم التي تحتوي على 120 مضيقًا يتوزّعون عبر مياهه ومحيطاته، وهذه المضائق العشرة هي: مضيق فلوريدا، مضيق دوفر، مضيق ساجدات، مضيق موزمبيق، مضيق باب المندب، مضيق جبل طارق ومضيق ملقة، مضيق لومبورك، مضيق لوزون، ومضيق البوسفور ومضيق الدردنيل، وأخيراً مضيق هرمز، وعُرفت هذه المضائق بأهميتها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية على المستوى العالمي.
توترات سابقة
ومع كل توتر عسكري يكون مضيق هرمز في بؤرة التصعيد، وورقة تهديد يتم التلويح فيها لتشكل أداة ردع بين الخصوم، وسبق أن مر المضيق بأحداث ومواجهات، ومنها:
حرب الناقلات وحرب الخليج الأولى
بدأت في الحرب الإيرانية العراقية عندما هاجم العراق محطات وناقلات النفط في جزيرة خرج الإيرانية في أوائل عام 1984، كان هدف صدام حسين من مهاجمة السفن الإيرانية منع إيران من تصدير النفط، وكذلك استفزاز الإيرانيين للرد بإجراءات متطرفة، مثل إغلاق مضيق هرمز أمام كل حركة النقل البحري، وبالتالي جلب التدخل الأمريكي.
استهدفت الهجمات الانتقامية الإيرانية ناقلات الشحن العراقي، واستهدفت ناقلتين سوفيتيتين، تاركة المضيق مفتوحًا.
عملية فرس النبي
في 18 أبريل 1988، شنت البحرية الأمريكية معركة لمدة يوم واحد ضد القوات الإيرانية داخل المياه الإقليمية الإيرانية، أطلق عليها اسم عملية "فرس النبي" من قبل الولايات المتحدة.
جاءت العملية رداً على إصابة حاملة الطائرات الأمريكية صمويل ب.روبرتس بلغم بحري زرعته إيران بتاريخ 14 أبريل، أغرقت على الأقل ثلاث زوارق سريعة، فرقاطة وزورق هجوم سريع إيراني، أما الفرقاطة الإيرانية الأخرى فقد أصيبت في المعركة.
إسقاط الطائرة الإيرانية 655
في 3 يوليو 1988، أسقطت القوات البحرية الأمريكية طائرة مدنية إيرانية والذي تسبب بمقتل جميع الركاب (290 شخصا)، وغرقت في مياه الخليج العربي.
تم استهدافها عن طريق الصواريخ الموجهة من قبل الطراد يو اس اس فينسين (CG-49)، بعدما تم التعرف عليها عن طريق الخطأ على أنها طائرة مقاتلة.
النزاع البحري بين الولايات المتحدة وإيران عام 2008
وقعت سلسلة من المواجهات البحرية بين الزوارق السريعة الإيرانية والسفن الحربية الأمريكية في مضيق هرمز في ديسمبر 2007 ويناير 2008.
واتهم مسؤولون أميركيون إيران بمضايقة واستفزاز سفنهم البحرية، لكن المسؤولين الإيرانيين نفوا هذه المزاعم. وفي 12 يناير 2008، تبين أنه خلافاً للتقارير السابقة، لم تشكل الصناديق التي ألقتها القوارب الإيرانية في المياه تهديداً لسفن الولايات المتحدة. وقد لاحظت السفينة الرائدة بأنها أجسام عائمة غير ضارة ولذلك لم تبلغ باقي السفن على أي خطر.
تصادم يو إس إس هارتفورد ويو إس إس نيو أورليانز
في 20 مارس 2009، اصطدمت غواصة بحرية الولايات المتحدة يو إس إس هارتفورد وحوض سفن النقل البرمائي الأمريكي يو إس إس نيو أورليانز، أدى ذلك إلى إصابات طفيفة لخمسة عشر بحارا على هارتفورد وتمزق خزان وقود نيو أورليانز، ما أدى إلى انسكاب 25 ألف غالون من وقود الديزل.
توترات مضيق هرمز 2011-2012
في 27 ديسمبر 2011، هدد نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي بقطع إمدادات النفط إذا حدت العقوبات الاقتصادية من صادرات النفط الإيرانية أو قطعتها. وذلك خلال فترة تشديد العقوبات من قبل العديد من الدول على إيران بسبب برنامجها النووي.
في 3 يناير 2012، هددت إيران باتخاذ إجراءات إذا أعادت البحرية الأمريكية حاملة الطائرات إلى الخليج العربي. صرح قائد الجيش الإيراني عطاء الله صالحي أن الولايات المتحدة نقلت حاملة طائرات من الخليج العربي بسبب التدريبات البحرية الإيرانية، وأن إيران ستتخذ إجراءات إذا أعادت السفينة.
أزمة الخليج العربي 2019
في صباح يوم 13 يونيو 2019، تعرضت ناقلات النفط إم تي فرونت ألتير وكوكوكا كاريدجس لانفجارات، وأفاد طاقم الناقلة برؤية جسم طائر يضرب السفينة؛ وتم إنقاذ الطاقم من قبل المدمرة USS Bainbridge بينما تم إنقاذ طاقم فرونت ألتير من قبل السفن الإيرانية.
أصدر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بيانًا اتهم فيه إيران بالهجمات، ونفت إيران الاتهامات ووصفت الحادث بأنه هجوم كاذب.
النشاط العسكري الإيراني 2020
في مايو 2020، أصيبت سفينة حربية إيرانية بنيران صديقة وذلك خلال تدريبات في الخليج، وأدى ذلك حسب تصريحات الجيش الإيراني إلى مقتل 19 شخصا وجرح 15 آخرين.