مع تسارع وتيرة المواجهة العسكرية المحتدمة بين إيران ودولة الاحتلال بدعم أمريكي واضح، ومع التهديدات المعلنة بإنهاء المشروع النووي الإيراني مهما كلف ذلك، يطفو على السطح سؤال منطقي هو: لماذا كل هذا الإصرار على إضعاف أي قوة إقليمية خلاف (الكيان المحتل) في منطقة الشرق الأوسط؟ ومَنِ الذي سيبقى على خط المواجهة إذا اختل هذا التوازن النووي والعسكري في المنطقة الذي كان البعض يحلم به ولو بعد حين؟
إنهم لا يريدون وجود أي دولة أو جيش يستطيع أن يكسر هذا الغرور والجبروت الأمريكي في منطقتنا التي كانت وستظل مطمعًا للجميع بما تمثله من ثقل اقتصادي كواحدة من أهم مناطق إنتاج البترول والغاز والموارد الطبيعية في العالم، كما أنها من أهم المواقع الجغرافية المتحكمة في جزء كبير من حركة التجارة العالمية بين القارات.
بواقعية شديدة لن يجد أي محلل أو كاتب سياسي صعوبةً في فهم المشهد الحالي، فسقوط إيران أو إضعاف قدراتها على استكمال مشروعها النووي سوف يخلُّ بالتوازن في المنطقة، وسيرفع من سقف طموح وأوهام (دولة الاحتلال) إذ لن يتبقى أمامها فعليًّا إلا خطوة واحدة للسيطرة الكاملة على المنطقة، ولكنها خطوة شديدة الصعوبة بعيدة المنال، لأنهم سيكونون في مواجهة محتملة مع أعظم وأقوى جيوش المنطقة بأسرها وهو جيش مصر، وشعب مصر القوي المصطف خلف رايته وقيادته.
من هنا ومن هذا المنطلق يتابع أهل مصر بل أهل الشرق جميعًا ما يحدث بترقب شديد رغم اختلاف مواقف البعض سياسيًّا وأيديولوچيًّا مع النظام الإيراني عبر عقود، ولكن العاقل اليوم مَن يعي أنه لا بديل أمام الجميع عن الاصطفاف في مواجهة هذا المشروع الصهيوني الأمريكي لتركيع العالم العربي وشعوب منطقة الشرق الأوسط ليخلو المجال لدولة الاحتلال كي تحقق حلمها الزائف غير المشروع بإقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وقتل قضية فلسطين للأبد، والعربدة في بلاد العروبة بفرض التطبيع الإجباري تارة، وبالتهديد تارة أخرى، ولكن هيهات، هنا مصر التي يعرفون جيدًا مَن هي، ومَن شعبها، ومَن جيشها البطل الذي أذاقهم مرارة الهزيمة من قبل في أكتوبر المجيد.اصطفاف وتوحد خلف الراية فإنها والله أيام فارقة. حفظ الله بلادنا العربية ومنطقتنا الساخنة من العبث والمؤامرات.. .حفظ الله مصر الغالية.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: إلى أين يتجه التصعيد بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي ؟
أرى المشهد الحالي حربا من نوع جديد تندرج تحت حرب سيبرانية وتصعيدًا غير مسبوق بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وتصعيداً يعكس احتقانًا تاريخيًا وصراعًا ممتدًا في جوهره سياسي، عسكري، وأيديولوجي.
وهنا يجب أن نفكر هل بات الصراع في المنطقة يمضي على حافة مواجهة شاملة أم أن الحسابات الدولية والإقليمية ستبقيه في إطار الضربات المتبادلة والرسائل المحسوبة؟
المشهد الراهن يؤكد أن الطرفين وصلا إلى مرحلة جديدة من العداء المكشوف فإيران بعد سنوات من الحرب بالوكالة باتت أكثر جرأة في الإفصاح عن دورها الإقليمي سواء عبر دعمها العلني للمقاومة في لبنان أو تدخلاتها في سوريا والعراق واليمن.
وفي المقابل تنتهج دولة الاحتلال سياسة الضربات الاستباقية لا سيما في سوريا ولبنان وتتصرف على قاعدة أنها تخوض "معركة بين الحروب" لاحتواء التمدد الإيراني.
لذلك أرى الجديد في هذا التصعيد أنه تجاوز أدوات الوكالة إلى المواجهة المباشرة سواء عبر استهداف منشآت إيرانية حساسة أو من خلال التهديد المتبادل بالرد العسكري الواسع كما حدث في أبريل 2024 حين وقعت ضربات مباشرة ومعلنة بين الطرفين.
وأرى أن ما يجري بين إيران ودولة الاحتلال ليس صراعًا عابرًا بل هو نتيجة عقود من التراكمات وهو صراع مرشح للاستمرار طالما استمرت جذوره دون معالجة وطالما ظل المجتمع الدولي عاجزًا عن فرض قواعد عادلة تنهي من تصعيد دولة الاحتلال في المنطقة وتحقق العدالة.
ومن واقع ما شاهدنا خلال الأسبوع الحالي يبدو أن إيران قد تخفف من إطلاق الصواريخ للحفاظ على مخزونها
مع وسيلة ضغط لناقلات النفط من الخليج وهي تهديد إيران بغلق مضيق هرمز .
بينما دولة الاحتلال الإسرائيلي تحافظ على الضغط من الجو وتعتمد على "القبة الحديدية" للحماية.
وذلك يبدو أن هناك الحذر من تطوير الصراع لان تلك الدولتين تعلما مدي خطورة وخسائر توسع هذا الصراع وتأثيره سواء أقليما أو دوليًا.
وبالنسبة لموقف الولايات المتحدة الأمريكية أرى من تصريحات ترامب التي دعا فيها إيران إلى "استسلام غير مشروط" وأشار إلى خيارات مشاركة عسكرية أمريكية دعمًا لإسرائيل وإرساله قوات جوية إلى المنطقة بأنه ليس هو الحل بل جعل التوتر أعلى ، وأرى الولايات المتحدة الأمريكية لن تتدخل في الحرب الإ في نهايتها حين الاقتراب من نهايتها للضغط لقبول المفاوضات .
أما على الصعيد الدولي، فقد اختلفت المواقف حيث نجد الصين دعت إلى هدنة وإجلاء رعاياها .
ونجد روسيا حذرت من تدخل أمريكي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار أوسع .
تصريحات خارجية كوريا الشمالية هي الأقوى بوصفهم أن الوضع الخطير الحالي الذي يشهده العالم يثبت بوضوح أن إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة والغرب، كيان سرطاني يهدد السلام في الشرق الأوسط، ومسؤول رئيسي عن تدمير السلام والأمن العالميين .
وتأكيد كوريا الشمالية أن الحرب تعتبر انتهاك غير قانوني لسيادة إيران وجريمة ضد الإنسانية.
إما الدول العربية تدعو إلى التهدئة خشية من اتساع رقعة المواجهة نحو صراع إقليمي أو دولي مباشر .
و هذا السياق لا يمكن تجاهل البعد الفلسطيني كعنصر محوري في هذا الصراع إذ لا تنفصل موجات التوتر بين إيران ودولة الاحتلال لا تنفصل عن حالة الجمود في مسار التسوية ولا عن استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني الذي يوظف أحيانًا كورقة ضغط أو مبرر للتصعيد من كلا الطرفين.
لان دولة الاحتلال الإسرائيلي ترى في امتلاك إيران لسلاح نووي تهديدًا استراتيجيًا لأمنها القومي، فيما ترى إيران نفسها مدافعًا عن القضية الفلسطينية وعن أمنها القومي لذلك هناك تعقيدًا في إيقاف هذا الصراع.
لذلك يجب الآن تحرك عربي ودولي فاعل يتجاوز بيانات التهدئة لوقف هذا التصعيد الخطير، وتثبيت الأمن في منطقة الشرق الأوسط التي تعد من أكثر مناطق العالم حساسية وتأثيرًا على الاستقرار العالمي .