ضجة في برلين بسبب مؤتمر عالمي لدعم فلسطين ومخاوف من حظره
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
برلين- تسببت أخبار عن تنظيم "مؤتمر فلسطين" في أبريل/نيسان المقبل، في العاصمة الألمانية برلين، بموجة إعلامية وسياسية رافضة لتنظيم المؤتمر، وهاجم الرافضون المنظمين واعتبروهم "معادين للسامية"، ما دفع ببرلمان ولاية برلين إلى البحث عن تقييد أو حتى حظر المؤتمر بالكامل.
وأكدت وزارة الداخلية خلال اجتماع في مجلس شيوخ بالولاية أنها "ستعمل وفق كل السبل القانونية لمنع وقوع جرائم كالتحريض على الكراهية، واستخدام رموز ممنوعة، ونشر الكراهية بحق إسرائيل والشعب اليهودي".
وقالت إنها تراقب المؤتمر وعلاقته بمجموعات معادية لإسرائيل، ومن ذلك مجموعة "صامدون" الفلسطينية للتضامن مع أسرى السجون الإسرائيلية، وهي المجموعة التي حظرتها برلين، حسب الوزارة.
وجاءت الانتقادات للتنظيم كذلك من بعض الأحزاب، ومنها الاتحاد المسيحي الديمقراطي، إذ صرح رئيس مجموعته في برلمان الولاية ديرك شتيتنر، أن المؤتمر يعدّ "عارا على برلين"، قائلا من داخل البرلمان إن الحدث "لا يتوجه إلى الناس الذين يموتون في الحرب في غزة، بل الهدف هو نشر العنصرية وكراهية اليهود وكراهية إسرائيل".
الهجمات كذلك جاءت من صحف متعددة، حتى تلك التي لم تعرف بدعمها الصريح لإسرائيل، إذ عنونت صحيفة "تاغزشبيغل" تقريرا بـ"مؤتمر أولئك الذين يقلّلون من شأن الإرهاب في برلين". وأوردت في وصف الخبر "كارهو إسرائيل يريدون جمع الآلاف من الأشخاص في العاصمة".
أما صحيفة "برلين كورييه" فنشرت عنوان ‘معادو السامية من العالم يريدون الاجتماع في برلين.. ومجلس الشيوخ يدرس الحظر"، وافتتحت التقرير بعبارة "الآلاف من المتطرفين المناهضين لإسرائيل قد يجتمعون في برلين".
بينما كانت صحيفة "بيلد"، المعروفة بدعمها القوي لإسرائيل، من أوائل من كتبوا ضد المؤتمر، بتقرير عنوانه "كارهو اليهود يخططون لقمة في برلين"، قائلة إن هدفه هو "الدعوة إلى محو الدولة اليهودية".
يقول متحدث باسم الهيئة التنسيقية للمؤتمر (فضل عدم الكشف عن هويته) للجزيرة نت إن "الاتهامات بأنه مؤتمر لمرتكبي الإرهاب سخيفة جدا، لكنها في الوقت نفسه متوقعة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بوسائل الإعلام والسياسيين الذين يتغاضون عن مقتل 30 ألف شخص ويطلقون عليه اسم الدفاع عن النفس".
ويضيف أن هذا ليس مفاجئا، فمن "يجرمون التضامن مع فلسطين، هم من يعلنون معارضة هذا المؤتمر"، لافتا إلى أن "كل أولئك الذين وقفوا ضد الفصل العنصري والقمع قد تم تشويه سمعتهم على أنهم إرهابيون من قبل أولئك الذين كانوا في السلطة"، ضاربا المثل بنيلسون مانديلا.
من جانبه، يقول الإسرائيلي درور دايان، صانع أفلام ومشارك بدوره في المؤتمر، للجزيرة نت، إن "الاتهامات الكاذبة ضد المؤتمر دليل واضح على أن هذا الحدث قد ضرب على وتر حساس، فهو تجمع غير طائفي لأشخاص يساريين وتقدميين من جنسيات وأديان وتيارات سياسية مختلفة، يعارضون جميعًا الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل حاليًا وتدعمها ألمانيا".
ويتابع "يتم تأطير التضامن الفلسطيني بشكل مدلس في ألمانيا باعتباره قضية "المهاجرين المسلمين غير المندمجين" أو "معاداة السامية المستوردة"، لكن لم يعد هذا يجدي، من الواضح أن فلسطين هي قضية عالمية وغير طائفية".
ويتحدث عن أن فلسطين أضحت "الصخرة التي ستتكسر عليها صورة زائفة لألمانيا كدولة تقدمية ومناهضة للعنصرية، وكل ما سيبقى هو عضو إمبريالي قيادي في حلف شمال الأطلسي، يحرض على الإبادة الجماعية ويستفيد من مبيعات الأسلحة".
مؤتمر بشعار "سنحاكمكم"
ويرفع المؤتمر شعار "سنحاكمكم"، ويشير في إعلانه التقديمي أنه "لم يعد بإمكان الرأي العام الألماني أن يبقى صامتا على الجرائم في غزة".
ويوضح المنظمون أن جلّ الألمان، بناء على استطلاعات الرأي، "يعتقدون أن العمل العسكري الإسرائيلي في غزة غير مبرر"، وهو ما يدل بحسبهم على أن "دعاية النظام الحاكم لم تعد قادرة على الإقناع أو التأثير".
ويؤكد المنظمون أنه "رغم هذا الوضوح، ما تزال وسائل الإعلام الألمانية والسياسيون الألمان وأصحاب القرار يستهينون بالفظائع التي ترتكبها دولة إسرائيل بل ويقللون من شأنها ويعتبرونها دفاعًا عن النفس".
ويشيرون كذلك إلى ارتفاع شحنات الأسلحة الألمانية لإسرائيل إلى 10 أضعافها في عام 2023، لدرجة أصبحت "الإبادة الجماعية في غزة تجارة مربحة" حسب الإعلان.
ومن مطالب المؤتمر إنهاء التطهير العرقي، ووقف دعم الحكومة الألمانية المعنوي والمادي لجرائم إسرائيل المخالفة للقانون الدولي، وإنهاء تجريم وقمع الحراك التضامني مع فلسطين في ألمانيا.
ويشارك في المؤتمر ناشطون يهود، منهم ويلاند هوبانن رئيس جمعية الصوت اليهودي لسلام عادل في الشرق الأوسط، فضلاً عن المحامية الفلسطينية-الألمانية نادية سامور، ويانيس فاروفاكيس وزير المالية اليوناني الأسبق، والجراح الفلسطيني غسان أبو ستة، ويوفال غال عضو الحزب الهولندي "بيج"، والناشط الفلسطيني-الأميركي علي أبو نعمة، وآخرون.
من الصعب قانونيا منع المؤتمر، خصوصا إذا تم تنظيمه في قاعة خاصة، إذ لا يحتاج المنظمون في هذه الحالة لطلب ترخيص من السلطات.
لكن ديرك شتيتنر، الذي أقرّ بصعوبة المنع، يدفع مع غيره من النواب الرافضين للمؤتمر باتجاه عدم تأجير المؤسسات العامة والمنظمات غير الحكومية والخاصة، مقراتها للمنظمين، وحتى منع ضيوف المؤتمر الأجانب من الدخول إلى ألمانيا، حسب تصريحات سابقة له، نقلها موقع "فيلت".
وسبق لجمعيات في برلين أن تعرّضت لتضييق كبير بسبب احتضانها ندوات وأحداثا لمجموعات داعمة للفلسطينيين، ومن ذلك التهديد بإغلاق مقر مركز عيون الثقافي، بسبب احتضانه لنشاط لجمعية يهودية تدعم حركة مقاطعة إسرائيل "بي دي إس" (BDS).
ويؤكد منظمون للجزيرة نت أنه "لا تظهر بوادر نهاية قريبة في الأفق لهذا التعسف والقمع، خصوصا مع حظر عدة مظاهرات داعمة لغزة، ومنع نشاطات أخرى أو نفيها من القاعات العامة وحتى الخاصة".
ويرون أن إمكانية نجاح مجلس مدينة برلين في منع المؤتمر رهين بالإستراتيجية التي سيتخذونها، ومن ذلك تجريم القائمين على المؤتمر قانونيا، أو تطبيق اقتراحات ديرك شتيتنر، بالضغط على أصحاب القاعات، "ما يعدّ تهديدا صريحا لهم ولكل من تسول له نفسه مساندة المؤتمر".
نواب "ضد القانون الدولي"
"أشعر بالصدمة والفزع الشديدين إزاء الجهود التي يبذلها مجلس الشيوخ في برلين لحظر المؤتمر"، يقول النائب الأيرلندي ريتشارد بويد باريت، أحد ضيوف المؤتمر، في تصريح صحفي حصلت الجزيرة على نسخة منه.
وأضاف باريت أن هذا "القمع المتعمد من طرف السلطات يمثل تهديدا واضحا لحرية التعبير والمبادئ الديمقراطية".
ويضيف "من خلال ادعاءاته، يكون مجلس شيوخ برلين قد اصطف ضد القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان ذاتها، خصوصا أن العدل الدولية أكدت أن اتهامات الإبادة الجماعية ضد إسرائيل تحظى بمصداقية، بدعم من القاضي الألماني جورج نولتي".
من جهته، يقول درور دايان، إن "الخلط بين التضامن مع فلسطين ومعاداة السامية هو إساءة متعمدة للتاريخ الألماني".
ويضيف أن سبب هذا الخلط "المتعمد"، هو "خنق النقاش وردع الأشخاص الذين ليسوا على دراية كافية بالموضوع عن اتخاذ موقف مبدئي، وثانيًا، لمحاولة سرقة وقت حركة التضامن مع فلسطين ومواردها من خلال مكافحة الاتهامات التي لا أساس لها".
ويؤكد أن "عدم تمكن أي حزب أو سياسي ألماني من مناقشة قضية فلسطين بناءً على أسسها الموضوعية، يثبت أنهم يخوضون مرة أخرى معركة خاسرة على الجانب الخطأ من التاريخ".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الإبادة الجماعیة مع فلسطین فی برلین فی غزة
إقرأ أيضاً:
مؤتمر صحفي وندوة لنادي وحدة صنعاء بمرور 70 عامًا على تأسيسه
الثورة نت/..
نظم نادي وحدة صنعاء بأمانة العاصمة اليوم مؤتمرًا صحفيًا وندوة فكرية بمناسبة مرور 70 عامًا على تأسيس النادي.
وفي المؤتمر أشار وكيل أمانة العاصمة علي اللاحجي، إلى أن النادي شهد حراكًا رياضيًا وشبابيًا وفنيًا وتنظيميًا حتى بات من أبرز الأندية على مستوى الإقليم.
وتطرق إلى الإنجازات التي تحققت للنادي خلال سنوات بسيطة بجهود جبارة، عكف عليها المخلصون من أبنائه وفي المقدمة رئيس النادي أمين جمعان، معتبرًا النادي أنموذجًا فريدًا للمؤسسة الرياضية المتكاملة.
بدوره أشار رئيس نادي وحدة صنعاء أمين جمعان إلى أن النادي يحتفل بذكرى تأسيسه بالتزامن مع العيد الوطني الـ ٣٥ للجمهورية اليمنية “٢٢ مايو” اليوم الذي شهد الإعلان عن أعظم منجز حققه اليمن بإعادة إعلان تحقيق الوحدة اليمنية المباركة.
ولفت إلى أن قيادة النادي رغم الظروف والتحديات جراء العدوان والحصار قدمت الكثير للوصول إلى ما وصل إليه هذا الصرح الرياضي العريق من مكانة متميزة حتى بات قبلة للشباب والنشء والرياضيين وكل الأطر الرياضية والشبابية.
وأكد في المؤتمر الذي حضره وكيل الأمانة مازن نعمان والوكيل المساعد لقطاع التخطيط بوزارة الشباب والرياضة الدكتور جابر البواب، أن إدارة النادي ستعمل جاهدة على تطوير وبناء النادي بما يخدم مسار الحركة الرياضية والشبابية.
واعد جمعان النادي إمبراطورية رياضية ينبغي الحفاظ عليها والاهتمام بها والمساهمة في الارتقاء بعملها وأدائها، مستعرضًا البرامج والأنشطة التي يقيمها النادي، ومنها البطولات الداخلية للفئات العمرية “أشبال وناشئين وواعدين وشباب”، وبطولات الأندية والفرق الشعبية والحواري، وملتقيات تنظم باستمرار على مدار العام وبطولات في ألعاب رياضية أخرى كالفروسية وكرة السلة بالإضافة إلى أنشطة ثقافية واجتماعية.
وتطرق إلى إنجازات ومشاريع النادي التي شملت المنشآت والمرافق الحديثة وتطوير البنية التحتية ومشاريع اقتصادية واستثمارية متنوعة، مشيدًا بجهود كوادر النادي الذين يعملون بكفاءة عالية وكانوا جزءا لا يتجزأ في المساهمة لما وصل إليه النادي من نجاحات.
فيما نوه رئيس النادي السابق عبدالولي القاضي، بالإنجازات التي حققها النادي بقيادة جمعان على جميع الأصعدة والتي تعد مصدر فخر واعتزاز أبناء النادي ومحبيه، مؤكدًا وقوف الجميع مع ربان سفينة النادي العريق وقائد مسيرة نهضته وتطوره.
إلى ذلك عقدت ندوة فكرية على هامش المؤتمر الصحفي حول “تاريخ تأسيس النادي”.
وقدمت في الندوة ورقتا عمل، الأولى مقدمة من أمين عام النادي محمد الصادق تناول فيها إنجازات النادي منذ عام ١٩٥٤ حتى ٢٠٢٥م، من خلال عدة محاور شملت النشأة والتأسيس والمؤسسين وأبناء النادي والبطولات التي تحققت للنادي، والمشاركات الخارجية، والرؤية المستقبلية للنادي “الحاضر والمستقبل”، ومراحل بناء وتطوير النادي.
فيما تحدث الدكتور محمد النظاري في الورقة الثانية بعنوان “نادي وحدة صنعاء .. المشروع الرياضي الوطني الجامع” عن الأهداف التي حققها النادي كمؤسسة رياضية شبابية برزت كمساهم فاعل في تنمية الحركة الرياضية الوطنية ووجهة مثالية لكل الرياضيين من كافة أبناء الوطن.