صاحب «فندق أكربول».. نهاية قصة عشق مع الخرطوم امتدت لعقود .. الموت فى «الوطن الغربة»
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
توفي في العاصمة اليونانية أثينا قبل ايّام جورج باجولاتوس ( George Pagoulatos) صاحب فندق اكروبول وفي احدى الصور تظهر معه زوجته ( إليونورا ) .
وحتى الى وقت قريب كانوا يعيشون بنفس الفندق في الخرطوم. تم ترحيلهم من الخرطوم عقب اندلاع الحرب الأخيرة.
الخرطوم ــ التغيير
الفندق كان من أشهر الفنادق في العاصمة الخرطوم في فتره السبعينات حتى التسعينات .
هذا اليوناني له ارتباط غريب بمدينة الخرطوم.. رفض مغادرتها في أحلك الظروف – بينه والخرطوم قصة عشق قديمة – عندما كان يغادر أهلها عند أول شدة.. ليموت في وطنه بعد سنوات طوال من الكفاح والنجاح قضاها في العاصمة السودانية.
و يُعتبر فندق أكروبول أقدم فندق موجود في الخرطوم، وقد تم تشغيله دون انقطاع. تأسس في عام 1952 بواسطة باناجيوتيس باجولاتوس من سيفالونيا، الذي هاجر من اليونان خلال الحرب العالمية الثانية برفقة زوجته “فلورا” التي كانت من المجتمع اليوناني في مصر، وتحديداً من الإسكندرية؛ نظرًا لوجود مجتمع كبير من اليونانيين في السودان في ذلك الوقت أيضًا. استقر الزوجان في السودان خلال فترة الإستعمار الإنجليزي.
وكانت هذه آخر تصريحات أدلى بها قبل رحيله “للجزيرة نت”
“جزء من كياني أخذوه مني”. .. الحرب تجبر يونانيا على إغلاق فندقه في الخرطومأجبرت الحرب الدائرة في السودان حاليا ثاناسيس باغولاتوس صاحب فندق أكروبول الشهير في العاصمة السودانية الخرطوم على المغادرة وإغلاق الفندق الذي ظل مفتوحا طيلة 71 عاما رغم جميع الانقلابات والحروب والانتفاضات التي كابدها السودان.
وفندق أكروبول من أقدم الفنادق في المدينة وافتتحه عام 1952 باناغيس والد ثاناسيس الذي وفد إلى الخرطوم قادما من اليونان عام 1944، في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.
واستضاف المبنى ذو اللون الرملي في وسط الخرطوم الصحفيين الأجانب وعمال الإغاثة والدبلوماسيين ورجال الأعمال طوال تاريخه الممتد لنحو 71 عاما.
وفي عام 1988 تعرض فندق أكروبول لتفجير تبنته جماعة أبو نضال الفلسطينية؛ ما أسفر عن وقوع 7 قتلى وجرحى.
وأدار الفندق ثاناسيس وشقيقاه الأصغر جورج وماكيس، المولودان في أكروبول، على مدار عقود، وفي يوليو 2022 توفي جورج الذي كان يعيش في الفندق برفقة زوجته إليونورا.
وقال اليوناني البالغ من العمر 79 عاما والذي يعيش الآن في منزله في أثينا، “يبدو الأمر كما لو أن جزءا من كياني أُخذ مني.. عمري نحو 80 عاما. عشت كل حياتي هناك، ولذا فالخرطوم، أو السودان، جزء من حياتي”.
وقال باغولاتوس لوسائل إعلام بعد وصوله إلى أثينا “كان الأمر مروعا. لقد مرت أكثر من 10 أيام بدون كهرباء وماء، وتقريبا 5 أيام بدون وجبات”.
وبعد أن احتدم القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم مؤخرا، تحصن ثاناسيس وامرأة من عائلته داخل الفندق مع 4 نزلاء و3 موظفين مدة 10 أيام من دون كهرباء أو مياه.
وحين أجبرهم مقاتلو قوات الدعم السريع على مغادرة الفندق، فروا سيرا على الأقدام عبر شوارع الخرطوم قال باغولاتوس إنها كانت مليئة بالجثث، ولم يأخذوا سوى جوازات سفرهم، وجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به، وملابسهم.
وقال باغولاتوس، الذي وصل إلى أثينا هذا الأسبوع ضمن موجة نزوح جماعية أوسع للرعايا الأجانب، “شهدنا انقلابات وتغييرات كثيرة لكن لم يحدث مثل هذا الشيء من قبل. كان هذا شيئا من خارج هذا العالم حقا”.
وأضاف “لم يخطر ببالي قط مغادرة السودان. حتى تحركاتي في اللحظات الأخيرة كانت تهدف للعثور على مكان آمن لأبقى فيه حتى يهدأ الوضع، ثم أواصل عملي. لكن مغادرة السودان؟ لا”.
وختم حديثه قائلا، “ما زلت أريد زيارة السودان مرة أخرى، على الأقل ربما للمرة الأخيرة.. لا بد أن يتحقق هذا. لأن كل شيء، كل شيء، عملنا، متاعنا، كل شيء، هناك. غادرنا بلا شيء، بلا شيء على الإطلاق”.
ومن الواضح جدا أن حلمه بالعودة لمعشوقته الخرطوم لن يتحقق هذه المرة فقد غادر هذه الفانية وللأبد.
الوسومأثينا الأكربول الخرطوم اليونانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أثينا الخرطوم اليونان
إقرأ أيضاً:
الإمارات: الحرب في السودان بلا منتصر والإغاثة يجب أن تتدفق دون عوائق
أكدت وزيرة دولة في الإمارات لانا نسيبة أولوية تنفيذ هدنة إنسانية في السودان بشكل فوري، وركّزت على ضرورة بناء مسار واضح يقود نحو وقف دائم لإطلاق النار ثم انتقال منظم إلى حكومة مدنية مستقلة تضع البلاد على طريق الاستقرار.
وأوضحت نسيبة خلال مؤتمر صحفي أن الإمارات تجري مشاورات منتظمة حول الصراع المروع في السودان، واعتبرت أن قرار البرلمان الأوروبي دعم جهود الوساطة يشكّل خطوة تدعم المسار الدبلوماسي، ولفتت إلى أن وزراء الخارجية الأوروبيين شددوا في ختام اجتماعهم الأخير على أن الهدنة الإنسانية الفورية تشكّل شرطًا أساسيًا للانتقال إلى تسوية دائمة، وأكدت أن الإمارات تنسق باستمرار مع الشركاء الأوروبيين حول شروط التهدئة.
وأشارت إلى أن بيان المجموعة الرباعية الصادر في سبتمبر يمثل خطوة تاريخية نحو وقف القتال وإنهاء الحرب الأهلية بين الطرفين المتنازعين، وبيّنت أن البيان رسم خريطة طريق واقعية لخفض التصعيد، واعتبر أن السودان لا يجب أن يكون مستقبلُه رهينةً لجماعات متطرفة أو دولةً هشة يجد فيها الإرهابيون ملاذًا، وركّزت على أن الحكومة المدنية المستقلة هي المسار الوحيد نحو سودان آمن ومستقر.
وفي سياق متصل، أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش أن الهدنة الإنسانية واستمرار المساعدات دون عوائق يشكّلان ضرورة ملحة، واعتبر أن الحرب الدائرة في السودان لا تحمل لأي طرف فرصة لتحقيق نصر، وكتب في منشور عبر منصة إكس أن الإمارات تتعهد بتقديم 550 مليون دولار لدعم الفئات الأكثر ضعفًا حول العالم وتركّز في السودان على ضمان وصول المساعدات واستمرارها دون عرقلة.
وأضاف قرقاش أن الحرب لا يمكن كسبها وأن الوقت حان لإنهاء الحسابات القاسية المرتبطة بخفض المساعدات الإنسانية، واعتبر ذلك رسالة مباشرة إلى الأطراف التي تواصل عرقلة وصول الإغاثة.
وحمّلت وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات ريم الهاشمي الأطراف المتحاربة في السودان وهي الجيش وقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معهما مسؤولية الهجمات المتكررة على المدنيين وتعطيل الممرات الإنسانية، واعتبرت أن تلك الانتهاكات تزيد معاناة السكان وتدفع الأوضاع نحو مزيد من التدهور.
وذكرت التقييمات الإنسانية الحديثة أن أكثر من ثلاثين مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدة عاجلة أو حماية، وأشارت إلى أن قرابة اثني عشر مليون شخص نزحوا منذ اندلاع القتال في أبريل 2023 ووجد السودان نفسه أمام أكبر أزمة نزوح في العالم.