فضل الصيام في شهر رمضان الكريم: أثر وفوائد
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
فضل الصيام في شهر رمضان الكريم: أثر وفوائد.. يعد شهر رمضان من أعظم الشهور التي يهتم بقدومها كل المسلمين كل عام في كافة بلاد العالم، وهو شهر توبة وإنابة ورجوع إلى الله تعالى، ويفتح فيه المسلم مع ربه صفحة بيضاء، ويجعله منطَلَقًا للأعمال الصالحات التي تسلك به الطريق إلى الله تعالى، وتجعله في محل رضاه.
فضل شهر رمضان الكريمشهر رمضان فضّله الله على سائر السَّنَة بنزول القرآن الكريم فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185].
وقد ميز الله هذا الشهر الكريم بأن أمر بصيام نهاره؛ فقال: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185].
والصوم من العبادات التي لها أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع؛ فهو يعود الإنسان على الصبر وتحمل المشاق ويرقق المشاعر والأحاسيس، ويربط العبد بربه وخالقه، وفي الصوم خضوعٌ وطاعةٌ وحرمانٌ من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله، وهو انتصارٌ على النفس والهوى والشيطان، ورمضان هو شهر المغفرة والعتق من النار، ويكفيه فضلًا أن الله سجّل فضله في القرآن الكريم، ليظل يُتلى على مَرِّ الأيام وكَرِّ الأعوام إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها؛ فهو الشهر الوحيد الذي ذُكر باسمه في القرآن الكريم.
فضل صيام شهر رمضانمن أعظم الفروض والطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه: صوم رمضان، وذلك بما فضله الله تعالى به؛ حيث خصَّه من بين سائر العبادات بأنَّه له سبحانه، وذلك فيما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «قالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»، فلم ينص على عظيم ثوابه، وجعله مُقَدَّرًا عند الله تعالى لعظمه، إلا أنه مع ذلك بَيَّن أنَّ من ذلك الثواب والجزاء العظيم مغفرة جميع ما مضى من الذنوب والآثام؛ فقال تعالى: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: 184].
وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: «إِنَّ رَمَضَانَ شَهْرٌ افْتَرَضَ اللهُ صِيَامَهُ، وَإِنِّي سَنَنْتُ لِلْمُسْلِمِينَ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ خَرَجَ مِنَ الذَّنْبِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» أخرجه أحمد وأبو يعلى الموصلي في "المسند"، وابن خزيمة في "الصحيح".
وقد أجمع المسلمون على أنَّ صيام شهر رمضان فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل خالٍ عن موانع الصوم؛ كالحيض والنفاس، وكذا رخصه؛ كالمرض والسفر والكبر.
وقد تواردت النصوص في بيان جزيل ثواب من أطاع الله تعالى بصيام شهر رمضان؛ مما يدل على فضل صيام هذا الشهر الكريم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رمضان رمضان2024 أهمية رمضان فضل رمضان فضل الصيام في رمضان شهر رمضان الکریم الله تعالى
إقرأ أيضاً:
حكم قول رزق الهبل على المجانين.. الإفتاء ترد
هناك كثير من الأمثال الشعبية التى اشتهرت فى المجتمع المصرى، وتوارثت من جيل إلى جيل تتردد على الألسنة دون فهم معناها الحقيقى، مثل “رزق الهبل على المجانين” التي يرددها الكثير، وهذا لتعلقهم الشديد بلطف الله تعالى وكرمه بهم.
حكم قول رزق الهبل على المجانينفعوام المصريين عندما يرددون هذه الجملة هم يؤكدون للناس مدى ثقتهم فى خالقهم الذى يرزقهم حتى وإن كان الشخص ليس لديه عقل ليكسب قوت يومه فإن جميع الحسابات تسقط أمام حكمة الله تعالى وسعة خزائنة، هكذا قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، مستشهدا بقوله تعالى: « إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ».
وأضاف «الوردانى»، أنه ليس معنى «رزق الهبل على المجانين» أن الإنسان هو الذى يرزق غيره وإنما جعله الله تعالى سببا ليكون رزقا للآخرين.
فمفاتيح الرزق كلها بيد الله سبحانه وتعالى يضع الأرزاق ويصرفها حيث يشاء وسبحانه من يسير السحب فتظلل مكانا لكنها لم يؤذون لها من الله حتى تمطر فى هذا المكان فيرسلها إلى مكان آخر لتمطر كل ذلك عن حكمة وإحاطة لا حد لها.
وعلينا أن نعلم أن مسألة الرزق لا تختزل فى المال فقط وإنما الصحة رزق والولد رزق والعلم رزق وأمور كثيرة يتكامل بها البشر فيها دليل واضح على عدل المولى سبحانه وتعالى.
وبين أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، أن المصريين عندما يقولون جملة «يا مستعجل عطلك الله» لم يقصدوا بها إنساب الضر إلى الله تعالى أو الإساءة إليه سبحانه بل يقصدون منها أن على الإنسان ألا يتسرع فى أمور حياته، لأن كل شىء مكتوب وقته عند الله والاستعجال لن يغير ما كتبه تعالى على الإنسان.
وأشار إلى أن المصريين بهذه المقولة يعيشون بسنة نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- وذلك عندما قال فى الحديث الشريف: «التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ»، منوهاً أن الناس أرادوا أن يلفتوا انتباه من حولهم بأنه إذا أخرك الله عن فعل شىء فإنه يفعل ذلك لينجيك من الشر والسوء عملاً بقوله تعالى: «وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا».
وأكد أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، أن المصريين عندما يقولون الجملة السابقة فهم يغرسون بها داخل نفوس الناس معنى: «أنه لا يكون فى كونه تعالى إلا ما أراد».