دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما كان محمد أورفلي طفلاً، كانت وجبته المفضلة خلال اليوم هي وجبة الفطور الصباحية. وفي منزل عائلته بمدينة حَلَب في سوريا، كان جده يحضّر طبق "تريت باللبن"، وهو عبارة عن عجة مع كرات اللحم تُقدم فوق الزبادي بالثوم. ويمكن تناول وجبة الطعام هذه مع الخبز الدافئ.

وقال أورفلي: "لدي الكثير من الذكريات عن الطعام، ولكن أعتقد أنّ هذه هي الأفضل على الإطلاق".

ولطالما شكّل الطعام والعائلة أولوية بالنسبة لأورفلي، ويتجسّد ذلك الآن أكثر من أي وقتٍ مضى، إذ يُدير مطعم "أورفلي بروز" مع شقيقيه الأصغر منه، في مدينة دبي بدولة الإمارات.

وافتُتِح المطعم في عام 2021، حيث تُعتبر قائمة الطعام الخاصة بالأشقاء الثلاثة بمثابة رسالة حب إلى جذورهم السورية، وتقاليد الطهي التي تربّوا عليها، وهي ممزوجة بالنكهات العربية والمتوسطية المعاصرة.

ويشغل محمد، وهو طاهٍ تلفزيوني سابق، منصب رئيس الطهاة، في حين يقف شقيقاه، وسيم، وعمر، وراء الحلويات المميزة بالمطعم.

وأكّد أورفلي: "نحن نتحدث عن الطعام، ونحب الطعام، والأشخاص الذين يحبون الطعام".

الأشقاء الثلاثة خارج مطعمهم في مدينة دبي الإماراتية. Credit: Orfali Bros Bistro

وليس الأشقاء هم من يحبون أطباقهم فقط، بل الهيئات المخصصة لتقديم الجوائز أيضًا.

وللعام الثاني على التوالي، حصل المطعم على لقب أفضل مطعم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقًا لقائمة "50 Best"، إضافةً لحصده موقعًا ضمن قائمة أفضل 50 مطعمًا في العالم لعام 2023، وجائزة "بيب غورماند" التابعة لدليل "ميشلان"، والتي تُمنح للمطاعم التي تقدم أطباقًا عالية الجودة بأسعارٍ معقولة.

قائمة طعام متعددة الثقافات فاز المطعم بلقب أفضل مطعم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقًا لقائمة Best 50 للعام الثاني على التوالي. Credit: Orfali Bros Bistro

غادر أورفلي سوريا في عام 2006، وانتقل إلى دبي بعد عام، وتبعه شقيقاه لاحقًا.

ورغم أنّ مطعم "أورفلي بروز" يرتكز على النكهات السورية، إلا أنّه يقدم ما يُشير إليه أورفلي بـ"مطبخ دبي"، وهو لا يعادل الطعام الإماراتي، بل تعديلات لتقاليد الطهي العالمية مع تفضيلات الأذواق العالمية.

وهذه طريقة تسمح للأشخاص من مئات الخلفيات والأذواق المختلفة بالاستمتاع بتناول وجبةٍ طعام مع بعضهم البعض.

وتنبع العديد من المأكولات التي تتضمنها قائمة الطعام، من تجارب طفولة أورفلي، باستخدام المكونات التقليدية ولكن "المُعاد ابتكارها بطريقةٍ مختلفة"، بحسب ما ذكره.

وعلى سبيل المثال، تجمع واحدة من أطباق المطعم الشهيرة، واسمها "?Guess What"، بين سلطة الفتوش اللبنانية، والسلطة اليونانية، وحساء "جازباتشو" (حساء إسباني بارد) في طبقٍ واحد.

ويقدم طبق "shish barak a la gyoza" لمسة آسيوية لزلابية اللحم الشامية التقليدية، المغطاة بزيت السجق، وهو مستوحى من النكهات الحرّاقة لمقاطعة سيتشوان الصينية.

مشهد طعام آخذ بالازدهار صورة لواحدة من أطباق المطعم الشهيرة، واسمها Umami Eclair. Credit: Orfali Bros Bistro

وحتى فترةٍ قريبة، هيمن الطهاة المشاهير ومطاعم الامتيازات العالمية على مشهد المطاعم في دبي.

ولكن المطاعم المحلية والمستقلة "آخذة بالازدهار" الآن، بحسب ما قالت مؤسسة موقع "FooDiva" لمراجعات المطاعم في دولة الإمارات، سامانثا وود، وهي مقيمة في دبي منذ 25 عامًا.

وتجسد المفاهيم التي يقودها الطهاة، مثل مطعم "أورفلي بروز" ذلك، وفقًا لها.

وأصبحت هناك حركة متنامية لتناول المنتجات المحلية في دبي، وهي حركة عزّزتها جائحة "كوفيد-19" التي اثّرت سلبًا على التجارة العالمية.

وأشارت وود إلى أن العديد من المطاعم دمجت ذلك في قوائم الطعام الخاصة بها.

وبالنسبة لها، يستحضر مفهوم "مطبخ دبي" فكرة بوتقة تنصهر فيها مختلف الثقافات لكل مطبخ في العالم.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: جوائز دبي مطاعم فی دبی

إقرأ أيضاً:

أكسيوس: الجيش الأمريكي غير قادر على الانسحاب من الشرق الأوسط

تناول موقع "أكسيوس" وجود الولايات المتحدة فيما أسماه بـ"دوامة الشرق الأوسط" رغم تركيزها المعلن على الصين وروسيا، بشكل ساخر، قائلة: إذا كنت تعمل في قطاع الدفاع، فربما صادفت العبارات التالية بشكل أو بآخر".

وذكر الموقع أن العبارات هي: "وُلدتُ متأخراً جداً للانتشار في الشرق الأوسط، أو وُلدتُ مبكراً جداً للانتشار في الشرق الأوسط، وأخيرا وُلدتُ تماماً في الوقت المناسب للانتشار في الشرق الأوسط".

وأوضح الموقع "قد تبدو هذه الدعابة سطحية، لكنها ذات وقع قوي، إذ يعكس انتشارها الكبير على وسائل التواصل حجم التورط الأمريكي العميق في هذه المنطقة المضطربة، حتى في وقت تؤكد فيه واشنطن أنها تعتزم التمحور بشكل أكبر نحو مواجهة التهديدين الصيني والروسي".


وقال "هذه المفارقة هي صورة مصغرة لحالة شدّ الحبل الجيوسياسي، يرافقها قدر من السخرية العامة والتشكيك الشعبي".

وأضاف "جاءت الضربات المفاجئة على منشآت إيران النووية – باستخدام قاذفات بي 2 سبيريت وأكثر من 100 طائرة أخرى – لتشكل أحدث تدخل أمريكي مباشر في الشرق الأوسط، حيث أنفقت الولايات المتحدة لعقود أرواح جنودها وأموال دافعي الضرائب. ويشمل ذلك دولاً مثل أفغانستان والعراق والأردن والكويت ولبنان وسوريا واليمن.

وذكر أنه "في الوقت نفسه، ينشغل البنتاغون بالقلق من طموحات بكين وموسكو العالمية. غير أن الموارد اللازمة لخوض هذا التنافس – بما في ذلك العتاد العسكري التقليدي الثقيل مثل حاملات الطائرات – باتت مطلوبة بإلحاح في جبهات أخرى".

ونقل عن برايان كارتر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط لدى معهد "أمريكان إنتربرايز"، قوله: "هناك فجوة واضحة بين ما نقوله في استراتيجيات الدفاع الوطني وهذه التصريحات الطموحة، وبين ما يحدث فعلياً على الأرض".

وتابع: "المشكلة أننا نمنح الشرق الأوسط أولوية على حساب الصين بشكل متقطع. لم ننجح يوماً في تخصيص جهد كافٍ لضمان ألا تنزلق الأوضاع هناك إلى الفوضى".

وأضاف: "عندما نضطر فجأة لحشد كل هذه الإمكانات، نجد أنفسنا دوماً في وضع رد الفعل".

كان مسؤولو البنتاغون وقادة الجيش يلمحون إلى هذا التناقض منذ أشهر.

ولطالما ضغط إلبرج كولبي، وكيل وزارة الدفاع للسياسات، لطالما ضغط باتجاه إعطاء الأولوية للصين على حساب أوروبا والشرق الأوسط، وخلال جلسة تثبيته في آذار/ مارس، أمام أعضاء مجلس الشيوخ قال إن الولايات المتحدة لا تملك "جيشاً قادراً على خوض حربين في آن واحد".


وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، صرّح قائد القيادة الهندية-الهادئة الأميرال صامويل بابارو أن الدعم الأمريكي المقدم لـ"إسرائيل" وأوكرانيا بدأ "يستنزف" بعضاً من أندر مخزونات الأسلحة الأمريكية. 

ثم كشف في نيسان/ إبريل أن نقل كتيبة صواريخ باتريوت واحدة من منطقة قريبة من الصين إلى القيادة المركزية تطلّب ما لا يقل عن 73 رحلة جوية.

أما أحدث التصريحات – قبل أيام فقط – فجاءت على لسان الأدميرال جيمس كيلبي، القائم بأعمال قائد العمليات البحرية، الذي أبلغ المشرعين أن البحرية الأمريكية تستهلك صواريخ ستاندرد-3 "بمعدل مقلق للغاية". 

وأشار إلى أن القوات البحرية أنفقت أكثر من مليار دولار على الذخائر لمحاربة الحوثيين قرب البحر الأحمر وخليج عدن، فيما فقدت حاملة الطائرات هاري إس. ترومان ثلاث مقاتلات سوبر هورنت، بينها واحدة بنيران صديقة.

مقالات مشابهة

  • سافيتش يتصدر قائمة الأفضل في كأس العالم للأندية
  • دبي عاصمة الرفاهية.. من قصور ڤيرساتشي إلى أطباق ميشلان
  • تقرير ألماني يسلط الضوء على مخاطر حروب الشرق الأوسط وتهديدها لكنوز التاريخ
  • أكسيوس: الجيش الأمريكي غير قادر على الانسحاب من الشرق الأوسط
  • اليونيسف: طفل يُقتل أو يُشوه كل 15 دقيقة في الشرق الأوسط
  • شيف يكشف أبرز العلامات التي تدل على عدم نظافة المطاعم خلال السفر
  • الخارجية الأميركية: الشرق الأوسط تغيّر جذريًا .. وترامب يضغط لوقف إطلاق النار في غزة
  • الخارجية الأمريكية: الشرق الأوسط تغير جذريا إلى الأبد قبل أسبوعين
  • هل أصبح الخطاب الغربي مقبولًا في ظل المعايير المزدوجة؟
  • وَهْم "الشرق الأوسط الجديد" بدون مقاومة