جوليان أوبير يكتب: شبح ميونيخ.. هل يتعين على الغرب أن يموت من أجل أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، أثيرت مسألة التدخل العسكري مرات عديدة بالنسبة للدول الغربية، على خلفية حالتين محددتين، كوسوفو والعراق، اللتين تشكلان اليوم قطبي المناقشة حول التدخل. يمكننا أن نقول إنه يتكون إلى حد كبير من تأليب أحدهما ضد الآخر.
فمن ناحية، يمكننا أن نستشهد بتدخل منظمة حلف شمال الأطلسي في كوسوفو (١٩٩٩)، والذي استجاب لكل الشروط "الصحيحة" مسبقًا: الإجماع على الحاجة إلى التدخل عسكريًا (على الأقل إقليميًا)، والوضوح النسبي للنوايا، والاستجابة لأزمة إنسانية وكارثة وشيكة.
ومن ناحية أخرى، يمكننا أن نستشهد بالتدخل الأمريكي في العراق (٢٠٠٣)، وهو توأم سلبي لمثال كوسوفو. وقبل ذلك، كان هناك مجتمع دولي منقسم، وكانت هناك الأسباب المشكوك فيها والخاطئة جزئيًا للتدخل، فضلًا عن الافتقار إلى الإلحاح. وقد أثارت العملية العسكرية تساؤلات مشروعة حول مدى تناسب الرد العسكري والجرائم ضد العراق.. بعد ذلك، خلفت العملية بلدًا يعاني من انعدام الأمن ومستقبل غامض.
وفي مواجهة الأزمة الأوكرانية، أصبحت المشكلة مثقلة بعامل إضافي: خطر اندلاع حريق عالمي.. بوتين ليس ميلوسيفيتش أو صدام حسين. لذلك، فإن الإغراء الطبيعي ليس النظر إلى تكوين التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بل ما قبل سقوط جدار برلين، أو حتى قبل عام ١٩٤٥.
في نهاية ثلاثينيات القرن العشرين، أطلق داعية السلام والاشتراكي مارسيل ديات عنوان "الموت من أجل دانزيج؟". ترددت أوروبا في النضال من أجل استقلال دانزيج، هذا الجيب الحر الذي تم إنشاء الممر البولندي حوله بموجب معاهدة فرساي.
وبعد مرور ما يقرب من مائة عام، هل يتعين علينا أن نموت من أجل كييف؟.. إن شبح تكرار التاريخ، وخاصةً فترة ما بين الحربين العالميتين، يخيم على أوروبا، لأن التدخل في عام ١٩٣٨ كان بمثابة إيقاظ صراع عالمي ثانٍ، تمامًا كما نخشى اليوم صراعًا ثالثًا مع موسكو.
وفي خطاب ألقاه في براغ، دعا الرئيس الفرنسي حلفاء أوكرانيا إلى "أن يكونوا على مستوى المهمة" من خلال التأكيد مجددًا على ضرورة عدم استبعاد إرسال قوات برية، إذ قال: "إننا بالتأكيد نقترب من لحظة في أوروبا حيث سيكون من المناسب إرسال قوات برية.. لقد عادت الحرب إلى أراضينا، والقوى التي أصبح من غير الممكن إيقافها تعمل على توسيع نطاق التهديد، وتهاجمنا أكثر كل يوم.. سيتعين علينا أن نرتقي إلى مستوى التحدي والتاريخ والشجاعة". فكيف لنا ألا نرى إشارة إلى توبيخات تشرشل في عام ١٩٣٨؟
قال رجل الدولة البريطاني العظيم هذه الجملة اللاذعة قبل مؤتمر ميونيخ، حيث كتب إلى لويد جورج: "لدي انطباع بأنه سيتعين علينا الاختيار خلال الأسابيع القليلة المقبلة بين الحرب والعار، وليس لدي شك كبير في النتيجة من هذا الاختيار".
كان الموقف الفرنسي الأخير، الذي يتناقض مع الأشهر الأولى من الصراع عندما وضع إيمانويل ماكرون نفسه كوسيط محايد، موضوعا لسيل من ردود الفعل المتباينة في الغرب، حيث نأت الولايات المتحدة، مثل ألمانيا، بنفسها عن التصريحات التي يشتبه في أنها تثير استفزازًا وتمثل تصعيدًا.
نعود دائمًا إلى المعضلة الأبدية. هل يجب أن ندخل في الحرب بشكل وقائي (Si vispacem، para bellum) أم نحاول عدم التصعيد لإنقاذ السلام؟ وقد يرى البعض إعادة قراءة أوتو فون بسمارك الذي قال: "الحرب الوقائية تعادل الانتحار خوفا من الموت". ولكن في الحالة الأوكرانية، الحرب قائمة بالفعل والسؤال هو ما إذا كان ذهاب الغربيين إلى أوكرانيا بمثابة سكب الماء أو الزيت على الحريق الصغير الحالي. أذكر أنني تدخلت ذات يوم في المترو، بينما كان زميلي في المقعد يضايقه اثنان من البلطجية، لأنني فهمت أنه إذا خرجت الأمور عن السيطرة سأكون متورطا في كل الأحوال. في هذه الحالة، يمكنك أيضًا التدخل مسبقًا لتهدئة الأمور.
غالبًا ما تتم إهانة الحمائم على أنهم "Munichoises"، في إشارة إلى مأساة ميونيخ (٢٩-٣٠ سبتمبر ١٩٣٨)، وهو مؤتمر السلام الذي استسلمت فيه فرنسا وبريطانيا العظمى لهتلر. أولئك الذين يعارضون إرسال قوات برية إلى أوكرانيا يواجهونهم بكلام جوزيف جوبلز الذي قال بعد ميونيخ "كان بإمكانهم قمعنا، لكنهم لم يفعلوا ذلك. لقد تركونا وشأننا وتركونا ننزلق إلى منطقة الخطر، واستطعنا أن نتفادى المزالق. وعندما كنا مستعدين، ومسلحين بشكل جيد، وأفضل منهم، أعلنوا الحرب!". ولكن في الحالة الأوكرانية نستطيع أن نقول إن قدرة روسيا على تحسين أسلحتها في الأشهر المقبلة على المحك، وأننا، على النقيض من النازيين، نستطيع أن نعتقد أنه كلما طال أمد الصراع ضعفت كييف. لن تكون الحمائم من دعاة السلام الانهزاميين، بل من الواقعيين الواضحين.
على أية حال، وعلى الرغم من أننا لسنا في الوضع الذي كان عليه عام ١٩٣٨ بالضبط، فإن شبح ميونيخ لا يزال يطارد اللاوعي الغربي.
وكان ذلك الشبح أيضًا بمثابة تأثير كبير على القرارات السياسية التي تم اتخاذها في الفترة من عام ١٩٥٠ إلى عام ١٩٧٠. والحقيقة أن جيلًا كاملًا من الزعماء الأمريكيين (وأبرزهم دين جودرهام آتشيسون، وجون فوستر دالاس) شهدوا في شبابهم مأساة ميونيخ. وكان أحد دروسها عالقًا في أذهانهم، وهو أن الفشل في التصدي للعدوان ــ أينما وكيفما حدث ــ يضمن ضرورة معارضته لاحقًا، وفي ظروف صعبة. تم توضيح التأثير النفسي لميونيخ بعد رد الفعل على إخفاقات ستالين، وعلى سياسة احتواء كوريا في فيتنام. ثم وضع تغير الأجيال وكارثة فيتنام هذا التراث في منظوره الصحيح: ليس بالضرورة أن تنتهي كل التدخلات بانتصار "الخير".
وبالعودة إلى أوكرانيا، فإن المشكلة الرئيسية هي أننا لا نملك جميع المعلومات في متناول اليد. وتكمن الصعوبة برمتها في أننا لا نعرف ما إذا كان بوتين، بمجرد استيعاب أوكرانيا، قد يهاجم دولًا أخرى، مثل هتلر. المقارنة مغرية.. بنفس الطريقة التي قام بها الفوهرر الألماني، بعد عشرين عامًا من معاهدة فرساي، بتفكيك الحدود الموروثة من الصراع العالمي السابق، من أجل استعادة القوة الألمانية، كان الزعيم الروسي يضع سكينًا على الوضع الراهن الموروث من سقوط ألمانيا. أما الاتحاد السوفيتي، أي الخطوط الفاصلة/الحدود الموروثة من الحرب الباردة، فقد "انتصرت" فيها واشنطن.
من جهتي، أعتقد أن الأسلحة النووية تغير الوضع تمامًا عندما يتعلق الأمر بتحليل متلازمة ميونيخ، لأن الردع يعمل في كلا الاتجاهين: فكما أن باريس ليس لديها مصلحة في الدخول في تصعيد مع موسكو، فإن بوتين أيضًا يعلم أنه إذا ذهب إلى أبعد من ذلك، فإنه سيخاطر بشكل كبير بالانتحار. ولهذا السبب أعتقد أنه من الحكمة تجنب التصعيد العسكري من خلال حصر الصراع في حدود أوكرانيا، مع مساعدة جيوش كييف بشكل غير مباشر.
جوليان أوبير: سياسي فرنسي اُنتخب نائبًا عن الجمهوريين، خلال الانتخابات التشريعية لعام 2012، ثم أُعيد انتخابه عام 2017، ولم يوفق فى انتخابات 2022، وهو حاليًا نائب رئيس الحزب الجمهوري ورئيس الحركة الشعبية «أوزيه لافرانس»، يكتب تحليلًا مُتكاملًا حول التدخل العسكرى الغربى فى بعض الدول، ويربطه بالوضع الراهن فى أوكرانيا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاتحاد السوفيتي العراق أوكرانيا أمريكا التدخل العسكري من أجل
إقرأ أيضاً:
د. هشام فريد يكتب: هل اتفقت أمريكا مع إيران على نتنياهو بعد أن أصبح عبئًا عليها !؟
كتبت في وقت سابق.. "طيب ايه رأيكم !؟ أن أمريكا متفقة مع إيران على السيناريو ده ولفترةمحدودة !! درس للنتن ياهو والكيان الصهيونى ! عشان يرضخ لرغبه أمريكا فى التفاوض والإبقاء على النظام الإيرانى لأسباب عسكريه واستراتيجيه ومصالح أميركيه فى الشرق الأوسط !! "
وقد يكون كلامى هذا مستغربا خاصة من قبل المتخصصين ربما لاننا تعودنا لعقود على نمط معين فى السياسه وخاصه التحالفات السياسيه والعسكريه ،. ولكننا شاهدنا بأنفسنا ان ترامب بنفسه يشارك فى عمليات خداع ورفع سقف المطالب لكى يصل لأهدافه الأقل بكثير ،.
وقبل ان اذكر الأسباب والأحداث التى دفعتنى لكتابه كلامى هذا فلنعود قليلا للوراء ليضعه اسابيع ماضيه عندما تدخلت أميركا لمحاوله تهدئه التوتر الدائر بين إيران والكيان الصهيونى ومحاوله ترامب إقناع النتن ياهو بأن ليس لأميركا رغبه فى اسقاط النظام الإيرانى فى الوقت الحالى ولعده اسباب مختلفه وترى ان الحل السلمى هو الأفضل للجميع ! ولكن النتن ياهو يعلم أنه إذا توقفت الحرب سوف يتم تقديمه للمحاكمه وممكن التضحيه به وتسليمه لمحكمه العدل الدوليه كبش فداء وعربون محبه لإعاده المصداقيه للنظام العالمى الذى تستفيد منه أميركا اكثر من اى دوله فى العالم وجزء من استراتيجيتها ،.
وهنا بدأ الخلاف بين النتن ياهو وترامب الذى اعلن ان على الكيان الصهيونى ان يعتمد على نفسه إذا اراد الهجوم على ايران ،.
وعجز الكيان الصهيونى على ضرب مفاعل فوردو بمفرده عن طريق الجو ولذلك الكيان يعد خطه بريه بديله عن طريق الكوماندوز والتفجير من اسفل !! وكما فعل ذلك من قبل فى سوريا ولكنها ستكون عمليه اكثر تعقيدا واكثر خطرا لعمق المفاعل الذى يصل ل80 متر تحت الأرض ،.
وبعد ذلك فاجأ ترامب الجميع بعقد مفاوضات مباشره مع الإيرانيين وقبلها مع حماس ايضا ولا أحد يعلم فحوى وما دار فى هذه الأجتماعات ولكن رد الفعل الأميركى لم يكن متشائما او مستاء بل ذهب ترامب فى مبالغه انه اكتشف ان حماس ناس طيبين !!
وانا لن اتطرق فى مقالى هذا إلى النواحى العسكريه وتفاصيلها لأنى اترك ذلك المتخصصين ولكن اناقش الأمور السياسيه وهى التى تحسم الخيار العسكرى من عدمه ،.
دعونا نرى الموقف الأميركى وأسباب رفض فكره الهجوم على ايران واحتمالاته وسلبياته :
هناك عده احتمالات اولها ان اميركا ترى الحل فى رحيل المرشد او اختفاءه ومعه التركيبه الحاليه بشكل سلمى او بطريقه أخرى واستبدال الحكم بأى رئيس موالى لأميركا وبجانب ذلك عمل انتفاضه شعبيه وثوره وهميه وينتهى الأمر وتظل ايران شرطى أميركا فى الشرق الأوسط الى جانب الكيان الصهيونى وهو ما لا يرضى طمع الكيان وغرور النتن ياهو وكذلك انتهاء حاله الحرب ويتم تقديمه للمحاكمه فمن مصلحته الشخصيه الإبقاء على حاله الحرب او فتح جبهات جديده لمد مده بقائه فى الحكم ،.
الأحتمال الثانى هو ان اميركا سوف تتدخل لقصف أجهزه الطرد المركزى فى مفاعل فوردو والموجوده على عمق اكثر من 80 متر تحت جبل حجرى شديد الصلابه والمحصن اسفله بتحصينات خرسانيه وترابيه مختلفه وشديده ومحكومه البناء !!
واعلنت اميركا انها الوحيده القادره على تدمير ذلك وحسب زعمهم عن طريق قنبله ثقيله بوزن ١٣.٦ طن وتحملها الطائره B2 الشبحيه فى رحله شبه انتحاريه !!
وهى القنبله الوحيده التى تستطيع ان تخترق الخرسانه المسلحه إلى عمق ٦٠ متر !! والخوف هنا من عدم نجاح القنبله فى الوصول للهدف او عدم كفايتها وربما تحتاج لتكرار القصف اكثر من مره لضمان اصابه الهدف ودى عمليه ليست باليسيره !؟ واذا لم تنجح فى ذلك سوف تسقط معها هيبه أميركا العسكريه !!
وهناك الاحتمال الثالث وهو ان أميركا تتصرف بذكاء وتنتظر لتستنزف مخزون ايران من السلاح والصواريخ ثم تنقض عليها !؟ وفى المقابل ايران ايضا تضرب بذكاء ومش بكثافه مثل الأيام الأولى من الحرب وقد تكون المسيرات الأولى التى اطلقتها فى البدايه اغلبها خاويه وكذلك استهلكت الصواريخ التقليديه فى الهجمات الأولى ايضا لإستنزاف القدره الدفاعيه للكيان الصهيونى ،. وقد تفاجىء ايران الجميع بإمتلاكها للصواريخ الفرط صوتيه وغيرها مما لا ترى ولا تقاوم وتسبب الدمار الشديد وتصلها من الصين عن طريق باكستان ( لتنفرد بتايوان ) وروسيا ( لتنفرد بأوكرانيا ) ،.
وقد رأينا كيف ان ايران أطلقت يوم الجمعه ٢٠ يونيو صاروخ باليستى الدقيق التوجيه ودخل وسقط وانفجر بدون اى محاوله اعتراضيه من دفاعات الكيان الصهيونى وسبب خسائر جسيمه فى مبانى هامه وإصابه اكثر من ٣٠ مستوطن ،.
والأحتمال الرابع هو ان اميركا تشن هجمات بقنابل نوويه تكتيكيه محدوده وهناك مخاطر كبيره ومحاذير فى ذلك
مثل عدم الوصول للهدف او تسرب إشعاعات نوويه مما يعرض اميركا إلى حرج ومسائله دوليه وفقد لمصداقيتها الإنسانيه والسياسيه الدوليه !!
ونرى ان كل هذه الاحتمالات لدخول أميركا بنفسها الحرب إلى جانب الكيان الصهيونى !! وأميركا هى التى لا تريد هذه الحرب للأحتمالات والمخاطر السابق ذكرها هنا ،.
ومع الأخذ فى الأعتبار ان كتآئب القسام ابتدت الأشتباك مع قوات الكيان الصهيونى فى خان يونس لتخفيف الضغط على ايران ،.
واعلنت إيران انه منذ بدء الحرب قوات الكيان الصهيونى هاجمت 3 مستشفيات و6 عربات إسعاف وسقط اكثر من ٣٥٠ قتيل وإصابه حوالى 3500 شخص منهم العشرات من النساء والأطفال ،.
واعلن الكيان انه منذ بدايه الحرب فان ايران أطلقت اكثر من 1000 مسيره وانها تصدت ل90% من المسيرات والصواريخ الإيرانيه وأنها إغتالت اكثر من ١٧ عالم نووى وشخصيات عسكريه إيرانيه هامه وايضا تم تدمير منشأتين نوويتين فى أصفهان واليوم دمرت منشأه نوويه أخرى بالأحواز فى الجنوب الغربى إلى جانب هجمات سربانيه على شبكات النت داخل ايران ،.
وبذلك نرى ان منذ بدء الحرب لا يوجد اى حسم للمعركه من اى جانب حتى الان واستمرار الحرب على هذه الوتيره يكلف الكيان الصهيونى نصف مليار دولار يوميا خساره عسكريه فقط والأخطر هو نفاذ وعدم استطاعه مصانع السلاح إنتاج اللازم للأستهلاك اليومى بهذه الوتيره !! ذلك الى جانب الخسائر المدنيه وتوقف الحياه اليوميه وهروب الآلف من المستوطنين خارج البلاد مما دعى الحكومه إلى منع السفر للخارج !! ومازالوا يهربون عبر الزوارق الخاصه والرحلات البحريه المنظمه إلى أوروبا ،.
كذلك إذا استمرت هذه الحرب وتدخلت أميركا بالفعل وتطورت الأمور إلى أخطر من ذلك وصعدت ايران عملياتها وقفلت الخليج والمضايق البحريه سوف تتأثر التجاره العالميه بأكبر الأضرار والخسائر وسيعود ذلك بالضرر على كل نواحى الطاقه ونقص التوريدات وارتفاع المخاطر والتأمينات وارتفاع الأسعار فى مختلف دول العالم وخاصه أوروبا ،.
واذا نظرنا الى ما حدث منذ اشهر قليله وفشل أميركا عندما اعلنت تصديها بنفسها لهجمات اليمن ( الحوثيين )
وبعد وقت قصير خرجت من هذا المستنقع بإعلان ان أميركا تنهى عملياتها العسكريه فى اليمن مقابل تعهد اليمن بعدم التعرض للسفن الأميركيه ! وكذلك اعلن اليمن ذلك مع الاحتفاظ بحقه فى إطلاق الصواريخ على الكيان الصهيونى ولم تعترض أميركا على ذلك وهو ما تم بالفعل وحتى الأن !!
واذا نظرنا الى تصريح ترامب بالأمس عندما قال "اننا سننتظر مده اسبوعين لعل أحدهما يرجع إلى رشده "
فمن يقصد إيران التى لا تمانع فى التفاوض فورا ومن اول يوم فى الحرب بشرط توقف الأعتداءات والقصف من جانب الكيان الصهيونى !! اذن التعنت ليس من جانب إيران ولكن من جانب النتن ياهو والأسباب ذكرتها سالفا هنا فى المقال ،.
كما ان هناك احتمال لتأخر أميركا فى التدخل ان يكون لديها معلومات بان ايران لا تملك خطوره نوويه كما يروج الكيان الصهيونى !؟
ومن كل ذلك نرى ان النتن ياهو بالغ فى مطالبه وتمرده على ماما اميركا وضرب عرض الحائط بمصالح أميركا ومحاذيرها نفسها !! فما كان من أميركا وللأسباب التى ذكرتها سالفا اللا انها أخبرته واعلنت على الملاء ان على الكيان الصهيونى ان يخوض حربه لوحده !! وممكن تكون قد اعطت الضوء الأخضر لإيران انها لن تتدخل فى الحرب إذا بدأ الكيان الصهيونى بالهجوم ،.
وكان الحديث عن المفاوضات والمباحثات وتحديد ميعاد قبل إندلاع الحرب صحيح ،.ولكن نتنياهو أصر على بدء المعركه قناعه منه ان أميركا لن تسمح بدمار وفناء الكيان الصهيونى وهذا صحيح أيضا !
ولكن مع شخص مثل ترامب فيمكن ان يعطيه درس قاسى وعملى انكم لا تستطيعون وحدكم ونهايه الأمر ستتدخل أميركا لإنهاء الحرب بعد ان يعى النتن ياهو الدرس وانه عليه وعلى الكيان الصهيونى وأفراده ان يلتزموا بعد ذلك بالأوامر الأميركيه ورغبتها فى الحل السلمى إذا رأت ذلك وليس العسكرى.