جنرال إسرائيلي سابق: الحرب على غزة فقدت بوصلتها ونحن في وضع خطير
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
قال جنرال إسرائيلي سابق إن الحرب التي تدور رحاها في قطاع غزة فقدت بوصلتها وتبدو وكأنها لا أهداف لها، مشددا على ضرورة أن تتخذ القيادة قرارا بشأنها.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن اللواء الاحتياطي ومدير إدارة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي، إسرائيل زيف قوله لإذاعة "إف إم 103" إن ما أقدمت عليه القوات الإسرائيلية في مستشفى الشفاء في غزة من أفعال "تعني أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تزال -من الناحية العملية- تسيطر على المنطقة، وأن هذا هو الوضع هناك، مثلما هو الحال، ربما، في مستشفيات أخرى".
وزعم أن الجيش الإسرائيلي ألحق بالفعل أضرارا بقدرات حماس العسكرية، لكنه استدرك قائلا إن الحركة لديها الآلاف من المقاتلين حتى الآن، وإن السيطرة المدنية على الأراضي تبقى في أيدي الحركة التي لا تزال "حية ونشطة".
الانسحاب من غزة
وردا على سؤال المحطة الإذاعية حول ما إذا كان من الصواب سحب معظم القوات الإسرائيلية من غزة، أجاب زيف متسائلا "ما الذي يفترض أن يفعله الجيش في ظل عدم وجود أي سياسة؟"، مضيفا أن أكثر من 5 أشهر مرت على هذه الحرب دون أي هدف سياسي يمكن توقعه.
وتابع "هب أننا بقينا هناك حتى الآن، فماذا بعد ذلك؟ وحتى لو بقينا وأعلنا أننا محتلون، فسوف نصبح الحكومة الجديدة في غزة؛ وعلى إسرائيل، من ثم، تأسيس أنظمة مدنية وشرطية وأمنية والقيام بأعباء مختلف الخدمات".
ووصف عجز القيادة عن اتخاذ القرارات بأنه أخطر ما يواجه إسرائيل، وليس فقط مواجهة "حماس". وتعليقا على قرار كندا وقف شحنات الأسلحة إلى بلاده، قال إن "إسرائيل تعيش في خضم أزمة دولية بالغة الخطورة".
وأضاف أنه لا يتذكر أزمة بهذا القدر من قبل، وعزا ذلك إلى الافتقار ليس فقط إلى المناصرة، بل بسبب غرق إسرائيل في أزمة عميقة نتيجة لعدم وجود سياسات.
وضع خطير
وأردف زيف قائلا "كل شيء يدل على أن الحكومة لا تتخذ قرارات تتعلق بالسياسات، وليس نحن وحدنا من لا يعرف ما هو القرار الأفضل، بل العالم أيضا".
وأوضح أن إسرائيل بدون دعم من حلفائها لن تكون قادرة على الاستمرار وهزيمة حزب الله في الشمال، مؤكدا أن إسرائيل نفسها ستتضرر عسكريا.
وأعرب عن اعتقاده بأنها في وضع خطير للغاية، لافتا إلى أن استمرار هذه الوضعية ينم عن انعدام روح المسؤولية الوطنية من وجهة نظر أمنية وبشكل عام.
وأضاف "إذا لم نحل المشكلة في الجنوب (غزة)، فلن يكون من الممكن حل الوضع في الشمال ولا حتى سياسيا، ولن تمارس الولايات المتحدة ضغوطا في هذا الاتجاه، فأميركا لا تعمل لحساب إسرائيل، لكنها تعاملت معها حتى الآن، إلا أنها لا توافق على سياسة إسرائيل"، يشرح الجنرال الإسرائيلي.
وفي معرض إجابته عن سؤال بشأن ما إذا كانت إسرائيل تنوي إقناع أميركا بضرورة القيام بعمل في رفح، قال "لا، نحن أنفسنا غير مقتنعين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تستعد لجولة تفاوضية جديدة مع حماس وقرب وقف إطلاق النار
أعلنت إسرائيل، السبت، أنها تستعد لإيفاد وفد تفاوضي للمشاركة في جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع حركة حماس، وذلك في أعقاب تسلمها الرد الرسمي من الحركة بشأن مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي وصفته تل أبيب بأنه "يحمل روحًا إيجابية".
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الحكومة قررت المضي قدمًا في إجراء مفاوضات غير مباشرة يُتوقع ألا تتجاوز مدتها يومًا ونصف، وفق تقديرات أحد المسؤولين الحكوميين الذي أكد أن هذه الجولة ستتركز على الدخول في "تفاصيل دقيقة" تتعلق ببنود الاتفاق المقترح.
ووفق المسؤول الإسرائيلي، فإن المفاوضات المرتقبة ستناقش تحديد آلية انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وتوقيت وجدولة هذا الانسحاب، بالإضافة إلى تحديد قوائم الرهائن الإسرائيليين الذين سيُفرج عنهم مقابل الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى الاحتلال، والذين تطالب حماس بالإفراج عنهم ضمن الصفقة.
وأشار المصدر إلى أن "الدخول في التفاصيل الدقيقة" يعني أن الجانب الإسرائيلي سيطرح تساؤلات متعلقة بتوزيع مراحل التنفيذ، وضمانات التنفيذ المتبادل، وهو ما قد يحسم شكل الاتفاق النهائي إن توافرت التوافقات حول تلك المسائل.
تفاعل إيجابي بعد أشهر من الجمودويأتي التحرك الإسرائيلي الجديد بعد إعلان حماس، مساء الجمعة، أنها أنهت مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل الفلسطينية، وسلمت ردها على المقترح الذي تقدّمت به الوساطة المصرية والقطرية، مشيرة إلى أن ردّها اتسم بـ"الإيجابية" وأنها مستعدة للدخول في مفاوضات فورية لبحث آلية التنفيذ.
وتشير الأوساط السياسية في إسرائيل إلى أن الحكومة تنظر باهتمام إلى مؤشرات المرونة الجديدة من قبل حركة حماس، إلا أن مصادر في تل أبيب تحذر من الإفراط في التفاؤل قبل اختبار مدى التزام الحركة بتفاصيل الاتفاق، لا سيما ما يتعلق بالكشف عن أسماء الرهائن ومصيرهم، وترتيب مراحل تنفيذ الصفقة.
وجاءت هذه التطورات في ظل تزايد الضغوط الدولية، خاصة من واشنطن، للدفع نحو اتفاق يفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار في القطاع، الذي يشهد عدوانًا مستمرًا منذ أكثر من ثمانية أشهر أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية في معظم أحياء غزة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرّح، في وقت سابق هذا الأسبوع، بأنه "يريد الأمان لأهالي غزة"، مؤكدًا أن وقف الحرب بات ضرورة إنسانية ملحّة، ومشيرًا إلى رغبته في التوصل إلى صيغة توافقية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يُتوقّع أن يزور واشنطن قريبًا.