على مدى 5 سنوات.. لماذا زيّن فنان طائرة نفاثة بـ35 مليون خرزة؟
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كان رالف زيمان في الـ13 أو 14 من عمره عندما وُجِّه إليه مسدس بقصد التهديد لأول مرة. كان ذلك في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وكان مع أصدقائه خارج مركز تجاري في الضواحي الشمالية من مسقط رأسه جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا.
رغم أنه لا يذكر السبب، إلا أنه يتذكر مشهد ذلك الغريب وهو يوجّه مسدّسًا في اتجاههم.
لحسن الحظ، مرّ ذلك اليوم بسلام. لكن زيمان يُقدّر أنّه مع بلوغه سنّ الخمسين، سُحب سلاح ناري في وجهه بين 15 و20 مرة.
حول هذا الأمر يقول: "يجب أن أعتبر نفسي محظوظًا"، مضيفا أنه "لطالما كان مناهضًا شرسًا للأسلحة النارية".
وزيمان مصوّر تجاري، ومخرج أفلام تحوّل إلى فنان، ويقيم اليوم في مدينة لوس أنجلوس. على مدار أكثر من عقد، جعل الأسلحة محور أعماله، مستخدمًا عشرات الملايين من قطع الخرز المشدودة يدويًا لتحويل آثار الحرب إلى أعمال فنية.
قال موضحًا: "أريد التحدث عن انتشار الأسلحة في جميع أنحاء العالم وعسكرة قوات الشرطة".
وقد انتهت أخيرًا سلسلة أعماله "أسلحة الإنتاج الشامل" بأكثر أعمال زيمان طموحًا حتى الآن، أي طائرة مقاتلة كاملة.
ولكل عمل فني في السلسلة، ارتباطه الخاص بالماضي الحديث لجنوب أفريقيا، وتشكل أعماله مجتمعة تأمّلًا جميلاً ومتمردًا في تاريخ العنف بالبلاد.
بداية، في العام 2013، صنع عشرات البنادق المزيفة من طراز AK-47، مضيفًا الخرز إلى إطار سلكي. وقال زيمان إن AK-47 بدا كـ"سلاح للتحرير" خلال سنوات الفصل العنصري، ثم ما بعد الفصل العنصري "بدأ يظهر في عمليات السطو على البنوك، وعمليات السطو على النقود أثناء النقل، واقتحام المنازل، وسرقة السيارات".
بعد ذلك، في العام 2016، انتقل زيمان إلى تزيين شاحنة كاسبِر، وهي مركبة مصفّحة مقاومة للألغام صُمّمت للشرطة الجنوب أفريقية ونُشرت في البلدات، التي أصبحت "رمزًا مكروهًا للفصل العنصري".
في العام 2019، تحدى زيمان نفسه بتزيين طائرة ميغ-21 كاملة بالخرز. أما عن سبب اختياره للطائرة المقاتلة من الحقبة السوفيتية، أكثر الطائرات العسكرية إنتاجًا في العالم، فيحتاج إلى بعض الشرح.
في الثمانينيات، كانت جنوب أفريقيا متورطة في كل من الحرب الأهلية الأنغولية (1975-2002)، وحرب الحدود الجنوب أفريقية (1966-1990). هذه النزاعات بالوكالة خلال الحرب الباردة استقطبت جهات عدة، ضمنًا كوبا، التي حلّقت بطائرات ميغ-21 ضد القوات الجوية الجنوب أفريقية، متسببة بخسائر أثبتت أنها مكلفة ماليًا وسياسيًا لجنوب أفريقيا.
استغرق زيمان وفريقه المكوّن من أكثر من 100 حرفي أكثر من خمس سنوات لإتمام العمل الفني، الذي عرض في متحف الطيران في سياتل هذا الصيف.
أولًا، كان على زيمان الحصول على الطائرة، التي تم توريدها من مقاول عسكري في ولاية فلوريدا.
قال: "كانت مفككة وليست في حالة ممتازة، لكنها كانت مثالية بالنسبة لنا". وقام فريق زيمان بإزالة المحرك، وحمل بقية أجزاء الطائرة على شاحنة مسطحة، ونقلها إلى الاستوديو الخاص به في لوس أنجلوس.
تم إنجاز الكثير من أعمال التصميم على الطائرة نفسها، باستخدام أوراق ملصقة على ألواح الألمنيوم الخاصة بها. وكانت هذه الأوراق تفصّل باستخدام شرائط ملونة، ثم تُزال وتُرسل إلى جنوب أفريقيا. هناك، بدأ حرفيون من مجتمعات زيمبابوي ونديبيلي في جوهانسبرغ، وكوازولو-ناتال، ومقاطعة مبومالانجا بإعادة إنشاء الألواح باستخدام الخرز.
كانت أكبر الألواح تزيد عن 6 أمتار وتزن بين 13 و18 كيلوغراما عند الانتهاء منها. ويقدر الفريق أن الطائرة، التي يبلغ طولها 15 مترا وعرضها 7 أمتار، مغطاة بحوالي 35 مليون حبة خرز.
قال زيمان: "لا توجد طريقة آلية لفعل ذلك، كل شيء في تلك الطائرة مصنوع يدويًا 100%".
وأضاف: "لا أستطيع حتى أن أبدأ بالتفكير بالساعات التي استُغرقت في العمل عليها".
وقال زيمان: "لطالما أحببتُ فنّ الخرز"، مضيفًا: "نشأتُ على رؤيته؛ كان لدي مربية من شعب نديبيلّي تجلب لنا دومًا أشياء مصنوعة من الخرز".
وتابع: "رغم أنّ العمل بالخرز يتطلب مهارة هائلة وجهدًا كبيرًا لصنع أي شيء منه، إلا أنه كان يُنظر إليه بازدراء. لطالما أردت أن أرفعه إلى مستوى الفن الراقي".
العديد من الحرفيين الذين يوظفهم زيمان هم جزء من Anointed Hand، وهو تجمع لحرفيي الخرز تُشرف عليه ثينجيوي بريتي نكوغاتسي، التي قال عنها زيمان إنها "شديدة الشغف بالحفاظ على مهارات صناعة الخرز حية داخل مجتمع نديبيلي".
وأشار زيمان إلى أن الحفاظ على سبل عيش هؤلاء الحرفيين أصبح أمرًا أساسيًا خلال جائحة كوفيد-19، عندما جفّت مصادر الدخل الأخرى. لكن مشروع "أسلحة الإنتاج الشامل" يهدف أيضًا إلى دعم الجيل التالي.
من خلال منظمة DTCare، وهي الذراع الخيرية لشركة الخدمات اللوجستية الدولية DTGruelle (التي دعمت مشروع الميغ-21)، يحصل 25 من أبناء الحرفيين وشباب آخرين على رعاية تعليمية.
وقال زيمان إن طائرة الميغ-21 ستُعرض للبيع بعد جولة في الولايات المتحدة، وسيُستخدم العائد لتمويل برنامج التعليم بالإضافة إلى العلاج بالفن للأطفال في أوكرانيا.
ورغم أن سلسلته تتناول ماضي جنوب أفريقيا، فإن زيمان يؤمن بأنها لا تزال ذات صلة بالواقع اليوم. وقال: "ربما أصبح المشروع أكثر أهمية الآن مما كان عليه عندما بدأناه".
وسلّط الضوء على مركبة الشرطة كاسبر، التي كانت من مصادر الإلهام لمركبات MRAP (المقاومة للألغام والمحمية من الكمائن) التي استخدمها الجيش الأمريكي في حرب الخليج الثانية. ومع مرور الوقت، تم توفير مئات من هذه المركبات للشرطة الأمريكية من خلال برنامج البنتاغون 1033، واستُخدم بعضها في شوارع الولايات المتحدة ضد المتظاهرين خلال حركة "Black Lives Matter" (حياة السود مهمة).
وأضاف زيمان قائلاً: "التاريخ لا يكتفي بالتكرار، بل يبدو أنه يعيد نفسه فعلاً".
جنوب أفريقيافنونمصنوعات تقليديةنشر الخميس، 06 نوفمبر / تشرين الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: فنون جنوب أفریقیا أکثر من
إقرأ أيضاً:
تحطم طائرة شحن في كنتاكي يودي بحياة 7 على الأقل
صراحة نيوز- أفاد حاكم ولاية كنتاكي الأميركية آندي بيشير، الثلاثاء، بأن سبعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب آخرون إثر تحطم طائرة شحن عريضة البدن تابعة لشركة يو.بي.إس في مدينة لويفيل، حيث شوهدت كرة نارية ضخمة بعد وقت قصير من إقلاعها.
وأشار بيشير إلى أن بعض المصابين في حالة حرجة ويخضعون للعلاج في المستشفيات المحلية. فيما أكدت شركة يو.بي.إس أن الطائرة كانت تقل طاقماً مكوناً من ثلاثة أفراد، يُعتقد أنهم جميعاً لقوا حتفهم.
وأظهرت لقطات تلفزيونية اندلاع النيران في أحد جناحي الطائرة أثناء إقلاعها، تلتها كرة ضخمة من النار عند اصطدامها بالأرض، مما أدى إلى اندلاع حريق في عدة مبانٍ بمنطقة صناعية خلف المدرج وتصاعد دخان كثيف في السماء.
وأعلنت إدارة الطيران الاتحادية أن الطائرة، من طراز إم.دي-11 وعمرها 34 عاماً، كانت في طريقها إلى هونولولو عند تحطمها. وأغلق مطار لويفيل بعد الحادث، ما سيؤثر على عمليات شركة يو.بي.إس وعملائها الرئيسيين مثل أمازون وول مارت وهيئة البريد الأميركية.