صحيفة الاتحاد:
2025-05-16@06:07:41 GMT

«صناعة الحبال».. حرفة تتحدّى الزمن

تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT

خولة علي (دبي) 
الحرف التراثية إيقاع الماضي الذي يصدح في الكثير من الفعاليات والمهرجانات التراثية، لتشكل لوحات من عراقة وأصالة الموروث، وتعكس جهود الأولين في تطويع مفردات البيئة المحلية، وتحويلها إلى منتجات تسد حاجاتهم، وتعينهم على معيشتهم الصعبة آنذاك. وتُعتبر النخلة إحدى أهم مصادر منتجاتهم الحرفية، ومنها حرفة صناعة الحبال التي كانت واحدة من الأدوات المهمة التي يستخدمها الأجداد في شتى أعمالهم، سواء في المزارع أم رحلات الصيد، وهذه الملحمة التراثية كانت وما زالت تساهم في إحياء التراث وتحقيق استدامته، لتعزيز مبدأ التواصل بين الأجيال.

 

أخبار ذات صلة 26 ألف زائر لـ«سوق سابع» في موسمه الأول جامعة رأس الخيمة للطب تحصل على تقييم 5 نجوم الاتحاد الرمضاني تابع التغطية كاملة

التمسك بالماضي 
ومن بين الحرفيين الذين برعوا في حرفة صناعة الحبال، الوالد عبدالله محمد الشحي الذي افترش الأرض، وبكلتا يديه جلس «يفتل» ليفة النخل، موضحاً أن صناعة الحبال من الحرف القديمة التي بدأت تندثر في ظل الحياة العصرية، بعدما توافرت أشكال وأحجام مختلفة من الحبال الصناعية، إلا أن الرغبة في إحيائها، وتعريف الأجيال بها، دفع حماة التراث إلى الاستمرار في ممارستها على الرغم من مشقة احترافها. وقال: هي ملاذنا للتمسك بالماضي الذي نتلمس روعته وبساطته مع استدامة هذه الحرف، مشيراً إلى أن النخلة هي من أعانت الأقدمين على تلبية الكثير من احتياجاتهم، بدءاً من صناعة الحبال، إلى تناول ثمارها، وصولاً إلى تشييد المنازل، فالنخلة لها مكانة مهمة عند الأهالي، وهي شاهدة على إيقاع الماضي، ونافذة على الإبداع والابتكار والإنتاج في زمن كان ينقصه الكثير من الموارد. 
استخدامات
للحبال استخدامات عدة بناء على سماكتها ومتانتها، فالحبال السميكة تُستخدم في السفن الشراعية أو قوارب الصيد لتثبيت المجاديف، وربط القوارب بالسيف حتى لا تسحبها الأمواج، أما النوع الأكثر شيوعاً فهو الأقل سماكة ويُستخدم في سحب المياه من «الطوي» أي البئر، وفي تسلق شجرة النخيل لخرف الرطب.
حضارة الشعوب
قال الشحي: نحن كحرفيين نسعى إلى نقل هذا الموروث من خلال المشاركة في المحافل التراثية، فهذا الحراك الثقافي والنشاط المجتمعي يسهم في تعزيز مكانة التراث والتعريف به بين الثقافات الأخرى. وقد التقيت كثيرين أبدوا إعجابهم بما نقدمه من تراثنا. وعلى الرغم من تشابه الصناعات والحرف بين مختلف الشعوب فإن صناعة الحبال بقيت محافظة على أصالتها التي تنبض من أرضنا، لافتاً إلى أن المهن الحرفية تعكس حضارة وتقدم الشعوب.
مراحل 
ذكر الشحي، أن صناعة الحبال تبدأ بعد عملية تمزيق الليف من النخلة، ثم يتم وضعه في الماء حتى يلين ويسهل استخدامه، بعدها يترك ليجف ويتفكك تحت أشعة الشمس، ثم يبدأ الضرب والتمشيط حتى يصبح الليف جاهزاً لصناعة الحبال، حيث يتم فتل أو دمج القطع الصغيرة من الليف على راحتي اليدين حتى يتشكل منها حبل رفيع يمكن التحكم في حجمه، من خلال زيادة فتلات الليف ولفه. 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التراث الحرف التراثية الإمارات البيئة

إقرأ أيضاً:

السعدي: الصناعة التقليدية مهددة بالاندثار ورفع التعويضات إلى 7000 درهم وتوسيع التكوين ليشمل 100 ألف مستفيد

أكد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني لدى وزيرة السياحة، أن عددا من المهن التقليدية أصبحت مهددة بالاندثار، ما يفرض على الجميع تحمل المسؤولية للحفاظ على هذا الإرث الثقافي والحضاري الذي توارثته الأجيال.

وأوضح السعدي، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أمس الإثنين، أن “الحرف التقليدية كانت تنتقل سابقا من الآباء إلى الأبناء داخل الورشات، لكن بفعل تطور القوانين ومحاربة تشغيل الأطفال، أصبح التكوين المهني السبيل الوحيد لضمان استمرارية هذه الحرف”.

وفي هذا الصدد، أشار المسؤول الحكومي إلى أن المغرب راكم تجربة مهمة في مجال التكوين المهني المتخصص في الصناعة التقليدية، من خلال التوفر على 69 معهدا ومركزا للتكوين في أزيد من 60 حرفة.

وأضاف السعدي أن الحكومة عملت على الرفع من تعويضات التكوين الموجهة للصناع التقليديين، والتي كانت محددة سابقا في 65 درهما للساعة، بحد أقصى 60 ساعة شهريا، لتصل اليوم إلى 130 درهما للساعة، ما رفع التعويض الشهري من 3000 درهم إلى حوالي 7000 درهم.

كما كشف الوزير عن توجه الحكومة، في إطار خارطة الطريق للتشغيل، إلى رفع عدد المستفيدين من التكوين في هذا القطاع من 25 ألفا إلى 100 ألف مستفيد، مع تخصيص حصة هامة للصناعة التقليدية.

مقالات مشابهة

  • الأغذية العالمى: نسابق الزمن لتجنب المجاعة فى قطاع غزة
  • الوحدة.. وإعلام الزمن الغبي
  • "انبعاث الحرف".. تجربة الفنان محمد الصائغ
  • بغداد في سباق مع الزمن.. استعدادات القمة تُعيد رسم ملامح العاصمة
  • تزامنًا مع زيارة ترامب.. "وِرث" يبرز حرفة الخوص في "واحة الإعلام"
  • حسين نجار.. صوت إذاعي من الزمن الجميل
  • نائلة جبر: جهود شاملة لمكافحة الهجرة غير الشرعية تشمل القانون والتدريب والتشغيل
  • السعدي: الصناعة التقليدية مهددة بالاندثار ورفع التعويضات إلى 7000 درهم وتوسيع التكوين ليشمل 100 ألف مستفيد
  • 40 مليون جنيه لإحياء الحرف التراثية.. تدريب مكثف لـ 60 فتاة على فنون «التللي» بأسيوط
  • لإحياء الحرف التراثية.. فتيات أسيوط يبدعن في صناعة التللي..صور