توصلت دراسة حديثة إلى أن إعادة استخدام زيت الطهي قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي، مثل ألزهايمر والخرف والشلل الرعاش.

وأجرى الدراسة باحثون بقيادة كاثيريسان شانموجام، الأستاذ المشارك من جامعة تاميل نادو المركزية في ثيروفارور، الهند، بمشاركة باحثين من  جامعة إلينوي في شيكاغو، وتم تقديم ملخصها في "ديسكفر بي إم بي" (2024 Discover BMB 2024)، وهو الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية، وسيتم نشره في مجلة الكيمياء البيولوجية.

وكتب عن الدراسة موقع نيوزويك وميدكال نيوز تودي.

يعد الطعام المقلي عنصرا أساسيا في العديد من الوجبات. وفي عصرنا الحالي يتناول الكثيرون طعامهم في الخارج في المطاعم.

الكثير من الأطباق في المطاعم تشمل طريقة القلي العميق، وهو طريقة شائعة لإعداد الطعام حول العالم، ويتضمن غمر الطعام بالكامل في الزيت الساخن.

نظرا لكمية الزيت المستخدمة في هذه العملية وللتوفير عادة ما تعيد المطاعم استخدام زيت القلي أكثر من مرة.

ووجد الباحثون أن إعادة استعمال زيت القلي لا يزيل فقط العديد من مضادات الأكسدة الطبيعية والفوائد الصحية الموجودة في الزيت، بل يمكن أيضا أن يزيد من محتواه من المركبات الضارة مثل الأكريلاميد والدهون المتحولة.

خطر التنكس العصبي

لا يعتقد أن هذه المركبات الضارة تزيد من خطر الإصابة بالسرطانات والاضطرابات الأيضية المختلفة فحسب، بل قد تزيد أيضا من خطر التنكس العصبي.

وقال شانموغام "على حد علمنا، نحن أول من أبلغ عن أن إعادة استعمال زيت القلي على المدى الطويل تزيد من التنكس العصبي".

وقام شانموغام وزملاؤه من جامعة إلينوي في شيكاغو بتقسيم مجموعة من إناث الفئران إلى 5 مجموعات، تلقت كل منها نظاما غذائيا مختلفا لمدة 30 يوما. تلقت إحدى المجموعات طعاما قياسيا (طعاما محددا لا يحتوي على زيت قلي أعيد استعماله) بمفرده بينما تلقت المجموعة الأخرى طعاما قياسيا يحتوي على 0.1 ملليلتر من زيت السمسم غير المسخن، أو زيت دوار الشمس غير المسخن، أو زيت السمسم المعاد تسخينه، أو زيت دوار الشمس المعاد تسخينه. تحاكي الزيوت المعاد تسخينها زيت القلي المعاد استخدامه.

بالمقارنة مع المجموعات الأخرى، أظهرت الفئران التي تلقت الزيوت المعاد تسخينها تراكما أكبر للسموم والالتهابات في الكبد، بالإضافة إلى تلف القولون.

وقال شانموغام: "نتيجة لذلك، تغير استقلاب الدهون في الكبد بشكل كبير، وانخفض نقل حمض أوميغا 3 الدهني المهم في الدماغ، وهذا بدوره أدى إلى تنكس عصبي، والذي شوهد في أدمغة الفئران التي تستهلك الزيت المعاد تسخينه وكذلك نسلها".

وبطبيعة الحال، لم تظهر هذه النتائج إلا على الحيوانات، لكن البحث يثير أسئلة مهمة حول الآثار الصحية لاستهلاك الأطعمة المقلية بما يتجاوز محتواها من السعرات الحرارية.

للمضي قدما، يأمل الفريق في استكشاف تأثيرات زيت القلي العميق على الأمراض التنكسية العصبية لدى البشر مثل مرض ألزهايمر ومرض باركنسون، وكذلك على القلق والاكتئاب.

ما هي الأمراض التنكسية العصبية؟

الأمراض التنكسية العصبية هي حالات تؤدي إلى إتلاف وتدمير أجزاء من جهازك العصبي تدريجيا، وخاصة مناطق الدماغ. عادة ما تتطور هذه الحالات ببطء، وتميل التأثيرات والأعراض إلى الظهور لاحقا في الحياة، وهذا وفقا لموقع كليفلاند كلينيك.

لا يشير هذا المصطلح إلى نوع واحد فقط من الحالات. وبدلا من ذلك، فهو مصطلح شامل ينطبق على عدة أنواع.

أنواع الأمراض التنكسية العصبية

تتضمن بعض الأنواع الرئيسية لأمراض الدماغ التنكسية (على سبيل المثال لا الحصر):

الأمراض من نوع الخرف: تسبب هذه الأمراض ضررا تدريجيا لمناطق مختلفة من الدماغ، مما يتسبب في موت الخلايا العصبية في عدة مناطق من الدماغ. يمكن أن يسبب ذلك مجموعة واسعة من الأعراض اعتمادا على مناطق الدماغ المتضررة. وتشمل هذه العديد من الحالات، مثل مرض ألزهايمر، والخرف الجبهي الصدغي، والاعتلال الدماغي المؤلم المزمن (CTE)، وخرف أجسام ليوي. أمراض إزالة الميالين (وهو الطبقة التي تحيط بالأعصاب وتحميها): تتضمن تلف المايلين أو فقدانه، مما يؤثر على إرسال ونقل الإشارات العصبية. تشمل الأمثلة التصلب المتعدد (MS) واضطراب طيف التهاب النخاع والعصب البصري (NMOSD). أمراض من نوع الشلل الرعاش: تحدث هذه الأمراض بسبب تلف خلايا عصبية معينة في دماغك تساعد في إدارة التنسيق والتحكم الدقيق في حركات العضلات. مثال على ذلك مرض باركنسون. أمراض الخلايا العصبية الحركية: تحدث عندما تموت الخلايا العصبية التي تتحكم في الحركة. تشمل الأمثلة التصلب الجانبي الضموري والشلل فوق النووي التقدمي (PSP). أمراض البريون: هذا نوع من أمراض اختلال البروتين الذي يسبب تلفا خطيرا في الدماغ في وقت قصير نسبيا (معظم الأشخاص لا يعيشون لأكثر من عام). يعد مرض كروتزفيلد جاكوب هو الأكثر شيوعا، وتحدث معظم الحالات لأسباب غير معروفة. كما يمكن أن يكون وراثيا (مدة البقاء على قيد الحياة في هذه الحالات تتراوح بين سنة و10 سنوات). ما مدى شيوع أمراض الدماغ التنكسية؟

يقدر الباحثون أن أمراض الدماغ التنكسية  تؤثر على أكثر من 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

ترتبط معظم هذه الحالات ارتباطا وثيقا بالعمر ومن المرجح أن تحدث لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما (لكن بعض الحالات مثل مرض هنتنغتون والتصلب الجانبي الضموري غالبا ما تظهر في وقت مبكر).

تتوقع منظمة الصحة العالمية أن عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما سوف يتضاعف على الأقل خلال الـ30 عاما القادمة. وهذا يعني أن عدد الأشخاص الذين يعانون من حالات التنكس العصبي سوف يرتفع أيضا بمعدل مماثل.

أعراض الأمراض التنكسية العصبية

تختلف أعراض الأمراض التنكسية العصبية بشكل كبير. قد يكون لدى البعض ارتباطات واضحة بأمراض الدماغ التنكسية. قد تبدو الأعراض الأخرى غير مرتبطة تماما دون إجراء اختبارات طبية محددة.

بشكل عام، تسبب الأنواع المختلفة من الحالات الأعراض التالية:

الأمراض من نوع الخرف: تسبب الارتباك وفقدان الذاكرة وصعوبة في التفكير أو التركيز وتغيرات في السلوك. أمراض إزالة الميالين: تشمل الأعراض الشائعة الوخز أو التنميل والألم وتشنجات العضلات والضعف والشلل ومشاكل التنسيق والتعب. الأمراض من نوع الشلل الرعاش: غالبا ما تتضمن هذه الأمراض تباطؤ الحركات والارتعاش والرعشة ومشاكل في التوازن وخلط الخطوات ووضعية الانحناء. أمراض الخلايا العصبية الحركية: تؤثر هذه الأمراض على أجزاء من الدماغ والجهاز العصبي المسؤول عن التحكم في العضلات. عندما تموت الخلايا العصبية في تلك المناطق، تفقد السيطرة على العضلات. وهذا يسبب الضعف والشلل في نهاية المطاف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الخلایا العصبیة التنکس العصبی أمراض من نوع هذه الأمراض زیت القلی

إقرأ أيضاً:

التمر.. غذاء خارق يحمي الدماغ ويقلل خطر الزهايمر

يواصل التمر تأكيد مكانته كأحد أهم الأغذية الطبيعية التي ترتبط بصحة الدماغ ووظائفه الإدراكية، إذ تشير دراسات طبية حديثة وتصريحات لخبراء في الأعصاب والصيدلة إلى أن هذه الفاكهة الغنية بالعناصر الغذائية تلعب دورا بارزا في دعم الذاكرة وتقليل مخاطر الأمراض التنكسية، وعلى رأسها الزهايمر.

التمر.. كنز غذائي يعود بالنفع مباشرة على خلايا الدماغ
بحسب أطباء وخبراء تغذية، فإن التمر يتميز باحتوائه على مجموعة واسعة من مضادات الأكسدة، أبرزها الفلافونويدات والكاروتينات وأحماض الفينول، وهي مركبات تسهم في محاربة الالتهابات والتقليل من الإجهاد التأكسدي داخل خلايا الدماغ، ما ينعكس مباشرة على تحسين الذاكرة وحماية الخلايا العصبية.

يقلل خطر ألزهايمر والخرف
وأكدت أخصائية الصيدلة، رناد مراد، تؤكد أن التمر يساعد في خفض مستويات مادة الإنترلوكين 6 (IL-6)، التي ترتبط ارتفاعاتها بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.


كما يساهم في الحد من نشاط البروتينات المسؤولة عن تشكيل لويحات الدماغ التي تؤدي إلى موت الخلايا العصبية وفقدان القدرة الإدراكية، وتشير إلى أن التمر يعزز القدرة على التعلم ويقلل من التوتر والقلق بفضل ما يحتويه من مركبات قوية مضادة للالتهاب.

تحسين الذاكرة والقدرة على التعلم
من جانبه، يشير الدكتور حسن النوبى، المتخصص في طب الأعصاب، إلى أن التمر يعد "غذاء مثاليا للمخ" لاحتوائه على نسبة مرتفعة من الجلوكوز، وهو الوقود الأساسي للدماغ.

ويوضح أن المداومة على تناول سبع تمرات يوميًا تساعد في تحسين التركيز وتنشيط الذاكرة والوقاية من التهابات الأعصاب الطرفية، بفضل وجود الكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين B6 الضرورية لنقل الإشارات العصبية.

وتعزز تقارير طبية عالمية هذه النتائج، إذ تشير بيانات منشورة في منصات صحية متخصصة إلى أن 100 غرام من التمر توفر حزمة متكاملة من العناصر الحيوية، تشمل الألياف والبوتاسيوم والمغنيسيوم والنحاس، إلى جانب نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة، ما يجعله غذاءً متكاملاً لصحة الدماغ والقلب والجهاز العصبي.


كما تؤكد دراسات متعددة أن التمر يساعد في تحسين التعلم وتقوية الذاكرة، ويعمل على تقليل تكوّن بروتينات بيتا أميلويد المتسببة بالزهايمر، بالإضافة إلى مساهمته في تعزيز الحالة المزاجية وتقليل نوبات القلق والاكتئاب.

إلى جانب فوائده الدماغية، يكشف خبراء التغذية عن قائمة طويلة من المنافع الصحية للتمر، من بينها دعم صحة الهضم، تعزيز المناعة، تقوية العظام، تحسين صحة القلب، وتنشيط الطاقة، إذ يوفر التمر كربوهيدرات طبيعية تزيد من مستوى النشاط البدني والذهني. وتعد هذه الفاكهة أيضًا بديلًا صحيًا للسكر الأبيض في المخبوزات، ومصدرًا مهمًا للألياف التي تنظم مستوى السكر في الدم وتمنع الإمساك.

خفض الالتهاب وتعزيز الإشارات العصبية
ورغم فوائده الواسعة، ينصح الأطباء بالاعتدال في تناوله خصوصًا لدى المصابين بمتلازمة القولون العصبي أو من يعانون الحساسية تجاه الفركتوز، بالإضافة إلى تجنبه عند الإصابة بالإسهال بسبب محتواه من السوربيتول الذي قد يزيد من حركة الأمعاء.

وبين خبراء الأعصاب والتغذية اتفاق واضح على أن التمر ليس مجرد غذاء تقليدي، بل “سوبر فود” طبيعي يساهم —عند تناوله بانتظام— في حماية الدماغ وتعزيز وظائفه، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى أنماط غذاء صحية تساعد على الوقاية من أمراض العصر المرتبطة بالتوتر والشيخوخة.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر عُمان الدولي للأمراض الجلدية يوصي بالتوسع المنهجي في استخدام العلاجات البيولوجية
  • كسر مفاجئ في خط المياه الرئيسي يسبب انقطاع الخدمة بعدة مناطق بحدائق أكتوبر.. صور
  • اكتشاف علامة مبكرة لتطور الذهان عند الشباب
  • مؤتمر الأمراض الجلدية يؤكد أهمية التوسع في استخدام العلاجات البيولوجية واعتماد بروتوكولات علاجية محدثة
  • التمر.. غذاء خارق يحمي الدماغ ويقلل خطر الزهايمر
  • دراسة: الجوز يدعم صحة الدماغ ويحافظ على الذاكرة
  • دراسة: نقص فيتامين ب12 يسبب تنميل الأطراف وضعف الذاكرة
  • طبيب: اتخاذ نمط حياة صحي يقي من الأمراض بنسبة 80%
  • بيقرمش وصحى .. بديل القلي لعمل القرنبيط
  • أمراض القلب أكثر فتكا بالأرواح!