شيخ الأزهر: حفّظوا أولادكم القرآن صغارا تقويم للسانهم وإثراء لحسهم اللغوي
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن "الكبير" من أسماء الله الحسنى، مصداقا لقوله تعالى "فالحكم لله الكبير المتعال"، وقد ورد اسم "الكبير" بصيغتين، الأول بصيغة "الكبير"، كما هو في الآية الكريمة، والثاني ورد بصيغة "المتكبر"، وهو اسم آخر من أسماء الله الحسنى، مضيفا أن اسم "الكبير" له معان ثلاثة، الأول وهو الكبر في السن، والثاني وهو العالي القدر والعظيم الذات أو المقام أو المكانة، والثالث وهو الكبير بمعنى الضخم أو كبير الحجم، ومن هذه المعاني الثلاث لا يصلح للذات العلية سوى المعنى الثاني فقط، وهو العالي القدر العظيم المقام والمكانة.
وأوضح فضيلته، في الحلقة السابعة عشر من برنامج "الإمام الطيب"، أن المعنى الأول وهو الكبير في السن لا يمكن تصوره معه تعالى لأنه يلزم منه أن تقول أن الله لم يكن ثم كان، أو تقول كان صغيرا ثم صار كبيرا، وهذا تغير لا يليق بالذات الإلهية، فالله تعلى أزلي لا بداية له، ثم المعنى الثاني وهو الضخم، وهو أيضا لا يليق به تعالى، لأن به تشبيه للبشر، فهو تعالى منزه عن ذلك، إذًا فمعنى "الكبير" بالنسبة له تعالى هو المتقدم على كل موجود والبالغ في العظمة وفي الصفات والأفعال.
وأكد شيخ الأزهر أن المتأمل في اللغة العربية يجدها شديدة التنوع والثراء، ولكن للأسف الشديد ضيعها أهلها، وخاصة الجيل الجديد من النشء، والذي نتج عن تخليه عن لغته العربية ضعف شديد في فكره وثقافته، مبديا تعجبه من الاهتمام المبالغ به حاليا من الكثير من الناس بإتقان اللغة الإنجليزية، التي هي كالفقير مهلهل الثياب مقارنة باللغة العربية التي فيها الكثير من الثراء والتنوع مقارنة باللغات الأخرى، مشددا أن الضعف في اللغة فيه ضعف في الحفاظ على الهوية، مصرحا "أقول ذلك عن تجربة، فإنني قد تعلمت اللغة الفرنسية، وكنت كلما قرأتها أتعجب من التفاوت الكبير بينها وبين العربية، إلا أن الآخرين حريصون على الترويج للغاتهم والاعتزاز بها، فنجد مراكز تعليم الفرنسية والإنجليزية والألمانية في كل مكان، على عكس مراكز تعليم العربية فهي قليلة ونادرة".
واختتم فضيلة الإمام الأكبر بأن اللغة فن، فيها كل عناصر الجذب وخاصة للأجيال الصغيرة، ليس فقط للغة ولكن فيها جذب للثقافة والعادات والتقاليد، ومن يتعلم لغة ما فهو يتعلم معها ثقافة أهلها، والنبي صلى الله عليه وسلم قد شجعنا على تعلم اللغات بقوله: "من تعلم لغة قوم أمن شرهم"، لكن ليس معنى ذلك أن تطغى اللغة الأجنبية على اللغة الأم، وأن تكون هي السائدة، ولكن علينا أن نعلم أولادنا اللغة العربية أولا ثم نعلمهم اللغات الأخرى، وأن نحفظهم القرآن صغار لأن في ذلك تقويم للسان وإثراء للحس اللغوي عندهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر اسماء الله الحسنى الامام الطيب الأزهر اللغة الأجنبية شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
هل تدبر القرآن وحفظه فرض على كل مسلم؟ أمين الفتوى يرد
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد من عادل توفيق من قرية نبنهور بمحافظة البحيرة، حول قوله تعالى: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب"، وهل يُفهم من الآية أن التدبر هو الأساس، وأنه فرض على المسلم، بينما حفظ القرآن ليس فرضًا.
وقال الشيخ أحمد وسام، خلال تصريح تليفزيوني: "في البداية، أحيي هذا السائل الكريم على لغته الجميلة، وعلى محبته الصادقة للقرآن، فإن من ذاق حلاوة القرآن، تراه يتكلم من أعماق قلبه، وكأن قلبه هو الذي ينطق. وما أجمل أن يكون للعبد علاقة حقيقية مع كلام الله، علاقة تذوق وتدبر ومحبة".
وحول مضمون السؤال، أوضح الشيخ وسام أن التدبر في آيات القرآن الكريم هو أمر مقصود في ذاته ومطلوب شرعًا، وهو الغاية من إنزال القرآن، كما ورد في الآية الكريمة، لكن لا يشترط أن يكون الإنسان حافظًا للقرآن حتى يتدبره، بل يمكن لأي مسلم أن يقرأ القرآن ويتأمل في معانيه، ويفهم مراد الله عز وجل منه بقدر طاقته.
وأضاف: "حفظ القرآن ليس فرضًا على كل مسلم، لكنه من أعظم القربات وأشرف الأعمال، ومن وفقه الله لحفظه فقد نال فضلًا عظيمًا. ولكن الأصل أن المسلم يكون له ورد من القرآن يتلوه ويتدبره ويعمل به، فالتدبر هو الذي يُثمر الفهم، والفهم هو الذي يقود إلى التطبيق والعمل".
وبيّن أن حفظ القرآن يحمل أجرًا خاصًا في الآخرة، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ وارتقِ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".
وأضاف: "بين الدرجة والدرجة في الجنة كما بين السماء والأرض، والقرآن شفيعٌ لأصحابه، وأهله هم أهل الله وخاصته".
وأكد الشيخ أحمد وسام أن القرآن الكريم ليس فقط كتاب تلاوة، بل هو كتاب هداية ونور، من تدبره بصدق فتح الله له من أبواب الفهم والمعرفة ما لا يُفتح لغيره، قائلاً: "في القرآن علم الأولين وخبر الآخرين، ومن عاش مع القرآن بقلبه وعقله، وجده كافياً له في دنياه وأخراه".
وتابع: "اقرأوا القرآن وتذوقوا معانيه، اجعلوه رفيقًا لحياتكم، ليس بالضرورة أن تحفظه كله، ولكن ليكن في قلبك منه ما تحيا به وتستنير به في ظلمات الدنيا، فإن فيه الشفاء والنور والرحمة والهدى".