بوابة الوفد:
2025-05-28@00:04:44 GMT

لا ضوء فى نهاية النفق!

تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT

رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولى يعتبر الأول من نوعه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة منذ ستة أشهر تقريباً إلا أن الشكوك تحيط بأن يكون القرار بداية لانفراجة فى الأوضاع المأساوية فى غزة. يأتى هذا التوقع أيضاً رغم أن القرار حظى وللمرة الأولى أيضاً بموافقة ضمنية من الولايات المتحدة الراعى الرئيسى لإسرائيل سواء فى حربها على غزة أو غير غزة، الأمر الذى يعكسه امتناعها عن التصويت.


ذلك أن القرار جاء بصيغة مائعة تعكس رغبة فى نوع من التوافق الدولي- يخفى خلافا بين القوى الرئيسية الفاعلة- على رفض مجلس الأمن الذى يعكس ضمير العالم المأساة الإنسانية فى غزة، هو قرار إبراء ذمة دولى من دماء الأبرياء فى غزة، ليس أكثر وذلك رغم ترحيب حماس والسلطة الفلسطينية به وهو أمر لا يملكان سواه، ورغم رفض إسرائيل له إلا أنه لا يعكس من وجهة نظرنا أنه ضدها وهو أمر أشار إليه مسئولون أمريكيون فى معرض تبريرهم امتناع واشنطن عن التصويت ضد القرار.
يشبه القرار من نواح كثيرة ذلك الذى صدر بعد حرب يونيو 67 ويدعو إسرائيل إلى الانسحاب من أراض أو الأراضى العربية التى احتلتها، وما زال الجدل يحيط بتفسير القرار حتى الآن هل يتعلق بأراض أم الأراضى، أى كل الأراضي؟. وإن كان الجدل حول القرار الأممى الجديد لن يستمر طويلا حيث إنه يتعلق بالفترة الخاصة بشهر رمضان الكريم ويستطيع كل طرف أن يفسره وفق هواه، فلحماس أن تشترط وقفا للنار أولاً وهى تتصور أنه لن يتم، ولإسرائيل أن ترى أن ذلك الوقف يرتبط بالإفراج عن الرهائن فى ربط للخطوتين وهو الأمر الذى حرصت الولايات المتحدة على تضمينه فى قرار مجلس الأمن.
من قراءة فى مواقف الطرفين الرئيسيين وهما إسرائيل وحماس وفى ظل ضيق الوقت، فإن القرار قد يكون مصيره كما ذهب المندوب الإسرائيلى بشأن قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة وليس مجلس الأمن بشأن حرب غزة، هو مذبلة التاريخ! حيث يمسك بزمام الأمور فى تل أبيب رئيس حكومة متطرف يستخدم الحرب وسيلة لإطالة بقائه فى منصبه، خشية المساءلة وهو الأمر الذى أوصله إلى نوع من الصدام مع واشنطن التى بدونها لا يمكنه مواصلة الحرب فى غزة.
وفى الوقت ذاته فإن حماس لا تريد أن تضيع حصاد الشهور الخمسة الماضية هدرا ولن تخسر هى أو الشعب الفلسطينى فى غزة أكثر مما خسروا وتحرص على أن يكون الاتفاق شاملا، فليس من المنطقى أن تطلق سراح الرهائن لتبدأ بعدها إسرائيل حرب إبادة جديدة ضد الفلسطينيين وضد قواعد الحركة. إن ذلك فى عرف السياسة ليس سوى انتحار! وهو أمر اكدت عليه إسرائيل بتأكيد عزمها القضاء على الحركة عقب أى عمليات مؤقتة لوقف النار!
الغريب فى الأمر أن الولايات المتحدة تبذل جهودا حثيثة لإنقاذ إسرائيل من نفسها، فالأخيرة، تبدو من خلال سياسات نتنياهو كالثور الهائج الذى لا يدرك مصلحته، فيما تحاول واشنطن وضعه على مسار تحقيق تلك المصلحة ولكن بشكل يقبله المجتمع الدولى. فهى لا ترفض القضاء على حماس بل تؤيده وتسعى لوضع خطط تنفيذ تلك المهمة ولكن بشكل أكثر إتقانا وأقل خسائر لا ينتهى بادانة إسرائيل وتعاطف العالم مع الفلسطينيين وهذا هو سر جهاد بايدن وادارته للسير فى طريق التهدئة.
رغم أن رياح الأحداث قد تأتى بما هو غير متوقع، غير أن سيناريو مراوحة الأزمة مكانها يبدو هو الأرجح إلى ما بعد انتهاء شهر رمضان وقتها ربما تطرح سيناريوهات أخرى على مائدة مساعى إنهاء الحرب!
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات الحرب الإسرائيلية غزة الولايات المتحدة مجلس الأمن فى غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تدفع سكان شمال غزة لتلقي المساعدات عبر 4 نقاط

أفاد متحدث باسم حركة فتح في غزة بأن إسرائيل تحاول دفع سكان شمال القطاع لتلقي المساعدات عبر 4 نقاط بالجنوب فقط.

وبدأ نظام المساعدات الجديد في غزة عمله، الإثنين، من خلال افتتاح أولى نقاط التوزيع، وفقا لمجموعة مدعومة من الولايات المتحدة أعلنت أنها شرعت في إيصال الغذاء للفلسطينيين الذين يواجهون جوعا متفاقما بعد حصار إسرائيلي دام قرابة 3 أشهر للضغط على حركة حماس.


وتولت "مؤسسة غزة الإنسانية" مهمة تنسيق توزيع المساعدات رغم اعتراضات من الأمم المتحدة.

وبدأت تدخل الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها، في يوم شهد غارات إسرائيلية أودت بحياة ما لا يقل عن 52 شخصا في غزة.

وقالت المؤسسة إن شاحنات محملة بالغذاء، دون أن تحدد عددها، وصلت إلى نقاط التوزيع، وبدأ تسليم المساعدات للفلسطينيين.

وجاء في بيان للمؤسسة: "سيتم تسليم المزيد من الشاحنات المحملة بالمساعدات الثلاثاء، مع تزايد وتيرة تدفق المساعدات يوميا".

لكن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة أعربت عن رفضها للنظام الجديد، المدعوم من إسرائيل والولايات المتحدة، معتبرة أن إسرائيل تحاول استخدام الغذاء كسلاح، وأن النظام الجديد لن يكون فعالا.

طباعة شارك مساعدات غزة الإحتلال الجوع التجويع الأخبار

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تصادق على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة
  • ليبراسيون: غزة مقبرة ضخمة تئن تحت وطأة فوضى تنشرها إسرائيل
  • معركة هارفارد وضرب غزة بالنووي
  • إسرائيل تصادق على استدعاء 450 ألف جندي احتياط بأمر طارئ حتى نهاية أغسطس رغم التحفظات القانونية
  • إسرائيل تدفع سكان شمال غزة لتلقي المساعدات عبر 4 نقاط
  • قرار تعبئة غير مسبوق في إسرائيل.. ما قصة الأمر "8"؟
  • حماس تُعقّب على تعطيل إسرائيل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة
  • إسرائيل وأمريكا تستكملان حرب الإبادة في غزة
  • اللولكي: خروج ليبيا من النفق يحتاج إلى 3 خطوات
  • نهاية إسرائيل القريبة على يد الحريديم