عربي21:
2025-10-16@09:37:11 GMT

حان وقت محاكمة الصهيونية السياسية

تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT

آن الأوان، بل تأخّر كثيرا، لمحاكمة “الصهيونية السياسية”، التي بُنيت لخدمة مصالح الغرب، واستُخدِم اليهود فيها كجنودٍ مرتزقة رخيصو الثمن. فهذه الأيديولوجيا يجب أن تُدان كما أُدينت من قبل نازية هتلر وفاشية موسوليني، ويجب أن تُلقى في مزبلة التاريخ، باعتبار ذلك مسؤوليةً إنسانيةً لا تحتمل التأجيل. واليوم، بعد أن استيقظت شعوب العالم، بات من الملحّ محاسبة هذا النظام الفاشي العنصري، على ارتكابه المجازر والإبادات والتطهير العرقيّ في هذه المنطقة منذ أكثر من قرن.



إن الدعوة إلى محاكمة الصهيونية لا تأتي من غير اليهود فحسب، بل يطالب بها كثير من المفكرين والكتّاب والناشطين اليهود أنفسهم. فقد قالت الكاتبة والصحافية اليهودية الكندية الشهيرة نعومي كلاين في مقالٍ نُشر عام 2024 في صحيفة The Guardian تحت عنوان “نحن بحاجة إلى خروج من الصهيونية”: “لسنا بحاجة إلى الصهيونية، ولا نريد مثل هذا الإيمان. نريد أن نتخلّص من هذا المشروع الذي يرتكب إبادةً جماعية باسمنا”. كلاين تصف الصهيونية بأنها “صنم زائف”، وتضيف: “هذا الصنم يُساوي بين حرية اليهود وقنابل عنقودية تقتل أطفال فلسطين. هذا الصنم الزائف ليس نتنياهو وحده، بل العالم الذي صنعه وتغذّى عليه، إنّه الصهيونية نفسها”.

ويرتفع صوت ضمير حي مشابه من الفيلسوف والمفكر الفرنسي اليهودي إدغار موران، البالغ من العمر 104 أعوام، الذي قال عبارته الخالدة: “إن كان الظلم منّا، فأنا لستُ منّا”، مجسّدا صدى الضمير الإنسانيّ. وتحدّث موران عن غزّة بهذه الكلمات التي تلخّص قرناً من التجربة والمعاناة: “إنّ أحفاد شعبٍ تعرّض عبر القرون للاضطهاد الدينيّ والعرقيّ، يرتكبون اليوم مجزرة جماعية ضدّ سكان غزّة.

وصمت الولايات المتحدة والعالم العربيّ وأوروبا يمثل مأساة كبرى للإنسانية. وإن لم نستطع المقاومة، فلنشهد؛ لنقاوم في عقولنا، لئلّا ننخدع، ولئلّا ننسى”. وكذلك شدّد كثير من المفكرين اليهود مثل إيلان بابي وآفي شلايم ونعوم تشومسكي ونورمان فينكلشتاين، مرارا على أنّ “الصهيونية السياسية” ألحقت الضرر لا بالشعوب الأخرى فحسب، بل باليهود أنفسهم. وقد كتب ج.

نويبرغر، الرئيس السابق لمنظمة أجوداث إسرائيل العالمية للشباب، في مقالٍ بعنوان “التمييز بين اليهودية والصهيونية” ما يلي: “في الولايات المتحدة اليوم، معارضة الصهيونية تحتاج إلى شجاعة كبيرة، تماما كما كانت معارضة الفاشية في إيطاليا أو النازية في ألمانيا، خلال الحرب العالمية الثانية عملاً بطوليّاً. الصهيونية انحرافٌ مؤقّت في التاريخ الطويل للشعب اليهودي”. كانت الأمم المتحدة قد وصفت الصهيونية في القرن العشرين بأنها “شكل من أشكال العنصرية”.
الصهيونية لم تحتلّ فلسطين وحدها، بل احتلّت ضمير الإنسانية جمعاء
وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني 1975، أقرّت الجمعية العامة القرار رقم 3379 الذي نصّ صراحة على أنّ الصهيونية شكلٌ من أشكال التمييز العنصري. غير أنّ هذا القرار أُلغي في 16 ديسمبر/كانون الأول 1991 بضغطٍ شديد من إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، عبر القرار رقم 4686. لكن هذا الإلغاء لم يُلغِ الطابع العنصريّ للصهيونية، بل كشف فقط أنّ الأمم المتحدة خضعت للابتزاز السياسي وتستّرت على الحقيقة. لقد سعت إدارة بوش لإلغاء القرار الذي ساوى الصهيونية بالنازية والفاشية أكثر من سعي اللوبيات الصهيونية نفسها، في مشهدٍ يُظهِر كيف احتضنَت الإمبرياليةُ ابنَها غير الشرعيّ. إنّ انزعاج الولايات المتحدة من ذلك القرار كشف أنها لم تحمِ الكيان الصهيونيّ وحده، بل حَمَتْ أيضا أيديولوجيّته الرسمية، الصهيونية ذاتها.

خلاصة القول؛ يقف التاريخ اليوم عند مفترق طريق، فقد حوكِمَت النازية والفاشية ونظام الفصل العنصري، وحان الوقت لمحاكمة الصهيونية على المنبر نفسه. فالصهيونية لم تحتلّ فلسطين وحدها، بل احتلّت ضمير الإنسانية جمعاء. الأطفال الذين يرقدون تحت أنقاض غزّة لا يستدعون صمت العالم، بل يستدعون عدالة المستقبل. وعندما يحين ذلك اليوم، سيتردّد في قاعة التاريخ، كما في نورمبرغ، هذا الإعلان الجليل: “إنّ اسم الجرائم ضدّ الإنسانية والإبادة الجماعية هو الصهيونية”.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الصهيونية المجازر نتنياهو غزة نتنياهو الاحتلال مجازر الصهيونية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

طوفان الأقصى.. وما بعد الصهيونية

7 أكتوبر 2025م.. أتمَّ طوفان الأقصى حولين كاملين، وأُعلن عن اتفاقية بين إسرائيل وحماس؛ من أهم بنودها: وقف الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وتسليم الرهائن الإسرائيليين كلهم، ووضع خطة لإدارة غزة. تابعتُ أحداث الطوفان بنشر مقالات عنها في جريدة «عمان»، آخرها بتاريخ: 28 يناير 2025م، عندما اتفقت إسرائيل وحماس على هدنة بتاريخ: 17 يناير 2025م. ثم صدرت المقالات عن مركز الندوة الثقافي ببَهلا في كتاب بعنوان «طوفان الأقصى.. رصد الأحداث وقراءة المتغيرات». المقال.. يبني عليها، ويحبذ الرجوع إليها لإدراك أبعاد «ما بعد الصهيونية».

من بعد؛ كان الوضع يكرر نفسه بمشاهد الإبادة الجماعية، وبحصار خانق لا يسمح بدخول الماء والغذاء والدواء إلى غزة، حتى مات كثير من الفلسطينيين؛ عطشًا وجوعًا ومرضًا. بالإضافة إلى سقوط عشرات الشهداء يوميًا تحت آلة الدمار الصهيونية العمياء عن كل شيء إلا القتل، وتدمير ما بقي من بُنية أساسية في قطاع غزة. ومع تكرار المشهد؛ هناك حراك بمسارين:

- مسار شعبي عالمي.. حيث تزداد المظاهرات والاحتجاجات ضد ممارسات الكيان الصهيوني، وقد تكللت بـ«أسطول الصمود»، توجه فيه أناس من أنحاء العالم على متن عشرات السفن؛ لكسر الحصار عن غزة. وأشيد هنا بمشاركة العمانية أمامة بنت مصطفى اللواتية، التي أسرتها القوات الصهيونية مع العشرات من أحرار العالم، وكذلك سعيد المسكري وجمال الزدجالي، وقد احتفى العمانيون بهم، فاستقبلوهم في مطار مسقط الدولي استقبال الأبطال، وأشكر حكومة سلطنة عمان على اهتمامها بالأسيرة؛ وإعادتها إلى أرض الوطن.

- مسار حكومي دولي.. وهو اعتراف معظم دول العالم بـ«دولة فلسطين»؛ وتصويتهم لـ«حل الدولتين» بحدود 1967م، في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بتاريخ: 22 سبتمبر 2025م. ولولا استعمال أمريكا الفيتو لصالح إسرائيل لتم الحل، وهذا يؤكد على ضلوعها فيما يحصل بغزة، وعلى ضرورة إلغاء الفيتو من مواثيق الأمم المتحدة.

«ما بعد الصهيونية».. مصطلح ارتبط في إسرائيل بـ«المؤرخين الإسرائيليين الجُدد»، الذين ظهروا بعد قيام دولتها عام 1948م، فأعادوا قراءة السردية الإسرائيلية، فكشفوا عن الأساطير والأكاذيب التي تتبناها الصهيونية وتروّج لها. وقد اتفقت روايتهم كثيراً مع الرواية الفلسطينية والعربية حول السردية الإسرائيلية. وهم لم يتبنوا رؤيتهم هذه تضامناً مع الفلسطينيين، وإنَّما إعمالاً للمنهج التأريخي الموضوعي، ولتجاوز الأخطاء والأغاليط التي مارسها مؤرخو الصهيونية، والتي يرون أنَّها مؤذنة بخراب إسرائيل. لذا؛ يرون التحول بإسرائيل إلى دولة ديمقراطية أمراً ضرورياً لبقائها. فما تروّج له الصهيونية بأنَّ إسرائيل دولة ديمقراطية؛ لا يُسلّمون به، لأنَّها قاصرة على اليهود، ولا تشمل مواطني إسرائيل العرب، فضلاً أنْ يتعاملوا بمنطق ديمقراطي مع الفلسطينيين والعرب.. بل ولا في أروقة الأمم المتحدة. لقد سُميّ توجه هؤلاء المؤرخين بـ«ما بعد الصهيونية».

إنَّ «ما بعد الصهيونية» لدى المؤرخين الجُدد لا تعني زوال إسرائيل أو تفكك مؤسساتها، ولا هم يسعون إليه. وإنَّما تعني التخلي عن الصهيونية لإدارة الدولة الإسرائيلية بتبني ديمقراطية تشمل كل مواطني دولة إسرائيل، ويجري التعامل بها في الداخل والخارج، ورفض التعصب؛ الديني والعرقي، وعدم العمل على التمدد والهيمنة في المنطقة، بأنْ تصبح إسرائيل نظام دولة طبيعيًا.

يرى بعض منظريهم؛ أنَّ صلاحية الصهيونية قد انتهت بقيام دولة إسرائيل عام 1948م، فإنْ كانت «لازمة» قبل هذا العام لحشد اليهود وتجنيد القوى لإقامة كيان لهم؛ فإنَّ إسرائيل قد قامت، وعليها أنْ تتحول إلى دولة طبيعية ذات كيان ديمقراطي. ويذهب آخرون إلى اعتبار عام 1967م هو نهاية صلاحيتها، حيث اعتبر هذا العام فيصلاً للحدود بين إسرائيل وفلسطين باعتماد الأمم المتحدة. وهو ما ارتضاه العالم بسعيه للاعتراف بدولة فلسطين. ومع ذلك؛ ظلت إسرائيل تتبنى الصهيونية، وتصاعدت غلواؤها في ظل الحكومة اليمينية، المناهضة للمؤرخين الجُدد؛ أي لـ«ما بعد الصهيونية»، مقارنةً باليسار الذي كان يسمح لهم بأنْ يقدموا برامجهم التثقيفية، حتى للطلبة في مدارسهم.

لفهم أثر طوفان الأقصى على «ما بعد الصهيونية» ينبغي ملاحظة أمرين:

- التحولات الصهيونية.. لبثت اليهودية أحقاباً ولم تعرف الصهيونية، حتى نشأت لها حركة أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، على يد الألماني تيودور هيرتزل (ت:1904م)، وقد رفضها اليهود بدايةً، واعتبروها معادية للسامية. ثم انقلب الحال.. فاعتُبِر من يرفض الصهيونية هو المعادي للسامية. بيد أنَّ آباء الصهيونية كانوا غير متدينين.. فهم علمانيون وبعضهم ملاحدة. وقد استمر الوضع حتى قيام دولة إسرائيل؛ لتأخذ الأحداث مسارها لصالح التدين؛ بما أسميتُه بـ«اليهودية السياسية»، وقد أصبحت أكثر صهينةً وتطرفاً من الصهاينة المؤسسين، وقد ظهر هذا في الحكومة الحالية؛ التي عرّاها طوفان الأقصى.

- تناقضات الكيان الصهيوني.. يستغرب المرء من بقاء إسرائيل بهذه الكثرة من التناقض كل هذه السنين، ولكنها الإرادة الاستعمارية الغربية التي تمدها بشريان البقاء لتحقيق مصالحها. يوجد تناقض في كل شيء.. فإسرائيل التي أسسها الناشطون السياسيون العلمانيون؛ استعملوا الرموز والمصطلحات الدينية في اليهودية، إلا أنَّهم فشلوا في تحويلها إلى مفاهيم مدنية، فأصبحت معتقدات مولِّدة للعنف والكراهية. وقام هذا الكيان الاستعماري زمنَ غروب مرحلة الاستعمار، وكأنَّه جاء ليُعبِّر عن الحركة التي تسبق الموت؛ حركة مهما طالت أنفاسها تُسلِم الكيان الإسرائيلي إلى الزوال. والإسرائيليون.. لا توجد فيهم روح الانسجام، فهم لفيف من جماعات متباينة جاءت من شرق الأرض وغربها؛ لكل منها ثقافتها ومعتقداتها وآمالها وآلامها، وهي قابلة للانفجار.. بل إنَّه لا يوجد تعريف متفق عليه في الثقافة اليهودية لـ«هُوية اليهودي».

أضف إلى ذلك؛ تنامي التيار الرافض لقيام دولة إسرائيل؛ ويعتبرها كفراً بالعقيدة اليهودية، فضلاً عن الأكاذيب التي تسير عليها إسرائيل. والتناقض الأكبر إنَّها توجد في محيط كاره لها على أساس ديني؛ سواءً أكان مسلماً أم مسيحياً. والمغالطة التي ترتكبها إسرائيل -كأنَّما تخادع نفسها- هي التطبيع مع حكومات المنطقة، في حين تعتبر الشعوب المسلمة والعربية زوال إسرائيل وعداً إلهيًا، يفوز بالسعادة؛ دنيا وأخرى من يتحقق على يديه.

بمنطق الجدل الهيجلي؛ فإن هذه الأضداد ستتمخض عن مسار جديد في المنطقة؛ قد لا يكون زوال إسرائيل، ولكن لن تبقى على الصيغة التي هي عليها اليوم.

وبعد؛ فإنَّ طوفان الأقصى بصورته الجزئية مؤلم للفلسطينيين، خاصةً لأهل غزة، حيث أباد الكيان الصهيوني حوالي 70 ألف فلسطيني، وأكثر من 150 ألف مصاب، وعدد لم يُعرف من المفقودين، وتدمير هائل؛ لم يشهد القرن له مثيلاً، وتصفية قيادات المقاومة الفلسطينية؛ على رأسهم القائد العسكري يحيى السنوار والقائد السياسي إسماعيل هنية، وفصد أذرع جبهة الإسناد؛ المتمثلة في حزب الله بلبنان؛ بقتل أمينه العام حسن نصر الله، والنظام السوري برحيل بشار الأسد، وإيران باغتيال بعض علمائها وقياداتها العليا، و«حرب 12 يوماً» التي شُنّت عليها. صورة مؤسفة؛ لكنها جزء من المشهد فقط، ورغم ذلك؛ فلا تخلو من مؤشر على أنَّ بلوغ الطغيان مداه مؤذن بزواله. كما أنَّ نتنياهو وحكومته المتطرفة لم يحققوا الأهداف التي وضعوها للحرب، فالمقاومة لا زالت حية، ولم يهجّر الفلسطينيون من غزة، ولم يسترجع أسير واحد من الإسرائيليين، دون مفاوضات مع حماس.

أما الصورة الكلية؛ والتي غدت سائدة في العالم، فهي اهتزاز مشروعية بقاء إسرائيل، وخروج شعوب العالم ضدها، ومؤازرة العديد من الحكومات هذه الصرخة العالمية، واعتراف الدول بالدولة الفلسطينية، فهذا مؤشر بأنْ إسرائيل دخلت مرحلة «ما بعد الصهيونية»، ولكن هذه المرة.. ليس من نافذة السردية التاريخية للمؤرخين الجُدد، وإنَّما من بوابة طوفان الأقصى بما أحدثه من تفكك داخلي في إسرائيل، وانفضاض خارجي عنها، ووعي عالمي بالحق الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • حوارات باسم يوسف تصل إلى الغرب.. كيف كانت ردود أفعال اليهود؟
  • مسئول روسي: القرار الأمريكي بتزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك قد يتسبب في "ضرر ثلاثي"
  • المشير “حفتر” يستقبل السفير البريطاني ويؤكد دعم العملية السياسية في ليبيا
  • صحيفة إسبانية: الجهد المصري كان حاسمًا في تهيئة الظروف السياسية لاتفاق قمة شرم الشيخ
  • سفير باكستان بالقاهرة يشكر السيسي وترامب: هذا اليوم سيذكر في التاريخ للأبد
  • قمة شرم الشيخ للسلام تؤكد دعم اتفاق إنهاء الحرب في غزة وتكريس مسار التسوية السياسية
  • ترامب: أشكر الرئيس السيسي الذي يقود دولة تمتد حضارتها 6 آلاف سنة
  • طوفان الأقصى.. وما بعد الصهيونية
  • رسائل تشارلي كيرك المسربة قبل اغتياله بـ48 ساعة تُظهر إحباطه من المتبرعين اليهود