لبنان ٢٤:
2025-05-11@09:46:41 GMT
ضربة عالحافر وضربة عالمسمار.. جعجع: لا اتجنّى على باسيل
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن " نية "سفراء الخماسية" جدية ولكن لا قدرة لديهم على احداث خرق"، مؤكداً ان لا مانع لدينا من مناقشة اسم مرشح ثالث اذا كان هو الحل شرط ان يتمتع بمواصفاتالوزير السابق جهاد ازعور.
وقال جعجع في حديث تلفزيوني، مساء اليوم، إن "لبنان يعيش اشكاليات عريضة لان فريق الممانعة يتهم الافرقاء المسيحية بالتعطيل وهذا غير صحيح لأننا اتفقنا على ازعور".
واضاف: "هناك فريق مسيحي شارك في السلطة بشكل جزئي وازن او كلي منذ أكثر من 15 سنة اي التيار الوطني الحر و"ما طلع منو شي"، معتبراً ان "الحل يكمن في استجماع القوى المسيحية الاخرى المتقاربة اصلا والمتوافقة على رأي موحد فيما موقف "التيار" يتجه نحو مكان آخر".
وتابع جعجع: "لا خطَّ تاريخيا لـ"التيار الوطني الحر" ولا اتجنى على رئيسه جبران باسيل"، لافتاً الى ان "التيار استطاع في مطلع التسعينيات تدمير المنطقة الحرة الوحيدة في لبنان واسقط نحو 1000 قتيل تحت شعار "توحيد البندقية".
كذلك، اعتبر أن "طاولة حوار رئيس مجلس النواب نبيه بري ليست أكثر من ملهاة"، مستغرباً "عدم اعتماد الآلية الدستورية في انجاز الاستحقاق الرئاسي فيما يتم التمسك بها عند انتخابات رئاسة المجلس النيابي وتسمية رئيس الحكومة".
وفي ما يتعلّق بحرب الجنوب، قال: "حرب الجنوب كلفت زهاء 350 قتيلا لبنانيا حتى الآن ومليار دولار خسائر مباشرة ومليارا آخر خسائر غير مباشرة فمن يتحمل المسؤولية؟"، معتبرا ان "هذا هو الوقت الأفضل للمطالبة بنزع سلاح "حزب الله" وتسليمه للجيش فد اثبتت هذه الفترة انه لا جدوى منه".
وعن مواقف باسيل بشأن هذه الحرب، قال: "باسيل ضربة عالحافر وضربة عالمسمار فيما خصّ موقفه من حرب الجنوب".
الى ذلك، عند التطرق الى العلاقة مع السعودية، اشار جعجع الى "مقاربة السعودية للملفات الخارجية تبدّلت منذ تسلّم ولي العهد محمد بن سلمان، بحيث لم تعد ترغب بالتدخل في التفاصيل الداخلية للدول".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عون وحزب الله… واقعية متبادلة تُربك جعجع
في الوقت الذي تعيش فيه الساحة اللبنانية حالة من الجمود السياسي، يبدو أن رئيس الجمهورية جوزاف عون يراكم بهدوء مكاسب متتالية قد تعيد خلط أوراق التوازنات داخل الشارع المسيحي، خصوصاً في وجه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي ينظر بوضوح إلى عون كمنافس فعلي على الحضور السياسي والتمثيل المسيحي.
خلافاً للانطباع السائد لدى كثيرين في الأوساط السياسية والدبلوماسية، بأن عون حليف موثوق للولايات المتحدة الاميركية ويمثّل أحد ركائز رؤيتها في لبنان، جاءت ممارساته السياسية داخل البلاد لتكشف عن نهج أكثر توازناً، إذ لا يُجاري خطاب بعض خصوم "حزب الله"، ولا يصطدم بالمكونات الفاعلة في البلاد، بل يسعى إلى تثبيت الاستقرار الداخلي وتفادي أي فوضى في عهده.
المفارقة أن "حزب الله" الذي أبدى تحفّظه الصريح على عون كرئيس للجمهورية قبيل انتخابه، خصوصاً في مرحلة كان فيها "الحزب" يمرّ بواحدة من أكثر فتراته ضبابية، بدأ مؤخراً إعادة تموضعه في العلاقة معه. إذ تشير معلومات متقاطعة إلى دعم واضح توفّره قيادة "الحزب" لعهد عون، ليس فقط على مستوى مقاربة الملفات الأمنية والعسكرية الحساسة المرتبطة بملفّ السّلاح، بل كذلك عبر إشارات سياسية واضحة تُسهّل على عون فرض إيقاعه كرئيس توافقي، على خلاف التعاطي الفاتر مع رئيس الحكومة نواف سلام.
هذا التمايز في أسلوب التعاطي السياسي لا يبدو عابراً، بل يندرج ضمن سياق أوسع يهدف، كما يبدو، إلى رفع رصيد الرئيس جوزاف عون داخل الشارع المسيحي، مقابل خطاب جعجع الصدامي تجاه "حزب الله". فالتصعيد المستمر الذي ينتهجه جعجع، والنداءات المتكررة من فريقه لنزع السلاح بالقوة، لا تلقى أي تجاوب فعلي من قِبل "الحزب"، ولا تفضي إلى نتائج عملية في ظل ميزان القوى القائم، بل تُعيد إنتاج مأزق سياسي طويل الأمد.
في المقابل، يختار عون نهجاً توافقياً يتيح فتح قنوات تواصل وتهيئة مناخات تفاهم، ما يمنحه هامشاً سياسياً أوسع، ويُمكّنه من تحقيق مكاسب تدريجية، قد تبدو هادئة في الشكل، لكنها ثابتة وفاعلة في التأثير.
في هذا الإطار، تصبح المفاضلة واضحة أمام الرأي العام المسيحي؛ خطاب تصعيدي لا يفضي الى نتائج ملموسة، مقابل مقاربة واقعية تُراكم مكاسب عملية. وهذا الفارق هو ما يدفع "القوات اللبنانية" إلى تكثيف استهدافها السياسي للرئيس عون، إذ تدرك أن الخطاب الهادئ والمباشر يُقنع شريحة من المسيحيين الباحثين عن حلول لا عن مواجهات.
وعليه، فإن أي استحقاق انتخابي مقبل، ولا سيما في حال قرر عون خوض غمار الانتخابات النيابية، قد يشكّل اختباراً حقيقياً لمسار التوازنات داخل الشارع المسيحي. فهل تحسم الواقعية السياسية المنافسة؟ وهل ينجح عون في ترجمة موقعه الرئاسي وتقدّمه الهادئ إلى تفوّق انتخابي على جعجع؟
الأكيد أن "حزب الله" يقرأ المشهد من هذا المنظار، ويحرص على تظهير الرئيس جوزاف عون كمحاور موثوق يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة، سيّما في الملفات الشائكة التي تتطلب تهدئة داخلية واحتواء للتوترات، بدءاً من ملف السلاح وصولاً إلى مستقبل العلاقات بين المكونات اللبنانية.
في المقابل، تتقلص تدريجياً هوامش التأثير السياسي والإعلامي لدى من يتمسّك بشعار المواجهة الدائمة، حيث لا تثمر المواقف التصعيدية نتائج ملموسة على الأرض، بل تُفاقم الانقسام وتُعيق أي مسار تفاهم. ويبدو أن "حزب الله" يتعمّد إبراز التباين بين المقاربتين، في محاولة لإعادة تشكيل صورة الشريك المسيحي المقبول في نظره وفي نظر الشارع اللبناني.
المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة عون _ حزب الله: تفاهُم هادئ يُربك الحلفاء ويُزعج الخصوم Lebanon 24 عون _ حزب الله: تفاهُم هادئ يُربك الحلفاء ويُزعج الخصوم