أحمد كريمة: ليلة القدر ليست مزادا للمطامع والآمال الدنيوية (فيديو)
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
استنكر الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الخلاف حول زكاة عيد الفطر، قائلا: “بعض الناس المتسلفين، بدلا من أن يكون الشهر الأخير شهر ائتلاف وتناصح، أصبح تناطح”، موضحا أن هناك معركة، حول :"ما المخرج في صدقة الفطر؟ هل الصاع من الحبوب؟ طبعا مش هيطلعوا زبيب لأنه غالي، أو يطلعوا نقود، لأن المفروض يكون لنا احترام للمرجعية المعتمدة وهي الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية".
وأكد أحمد كريمة خلال حواه ببرنامج "التاسعة"، عبر القناة الأولى المصرية، مع الإعلامى يوسف الحسيني، أن فتوى دار الإفتاء بشأن قيمة الزكاة صحيحة، لأن سعر كيلو القمح بالتوريد 11.30 جنيه، والصاع 3 كيلو، أي 34 جنيه، ودار الإفتاء قالت 35 جنيه، ويأتي جاهلا يقول إنهم أخطأوا.
النبي عليه الصلاة والسلام، كاد أن يحدد ليلة القدر
وتابع أحمد كريمة: "هتلاقي معركة تانية يوم العيد الأربعاء بعد القادم، يقولك تكبيرات العيد الله أكبر ولله الحمد، أم تكبيرات الإمام الشافعي"، مردفا: "النبي عليه الصلاة والسلام، كاد أن يحدد ليلة القدر فأُنسيها لما تجادل رجلان، فمن شؤم المجادلة والمناكفة أُنسي الرسول أن يحدد للأمة، ليكون درسا لها أن الاختلاف شؤم".
وأشار أحمد كريمة إلى أنه على المسلمين أن يغتنموا العشر الأخير من شهر رمضان في حث الناس على الأذكار الشرعية والأوراد والثناء على الله والدعاء بالخير وخاصة للمصلحة العامة، لأن البعض يتصور أن ليلة القدر مزاد للمطامع والآمال الدنيوية وهذا خطأ.
يحرص المسلمون في جميع أنحاء العالم على إحياء ليلة القدر هذه الليلة المباركة بالعبادة والدعاء والتضرع إلى الله تعالى.
تُعدّ ليلة القدر من أعظم ليالي السنة، حيث هي خير من ألف شهر، كما أنزل فيها القرآن الكريم، حيث تمتلىء هذه الليلة بالبركة والكثير من الفضل الذي ذكره الله تعالى؛ حيث قال “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزُّلُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”.
لم يتم تحديد موعد ليلة القدر بشكل قاطع، لكن وردت أحاديث نبوية تشير إلى أنّها تقع في العشر الأواخر من شهر رمضان، وترجّح بعض الأقوال أنها في الليلة السابعة والعشرين.
وفي هذه الأيام يتحرى المسلمون ليلة القدر خاصًة الليالي الوترية، حيث أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان؛ حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان.
الليالي الوترية
وستوافق الليالي الوترية 2024 هذا العام كما يلي:
• ليلة 21 رمضان تبدأ من مغرب يوم السبت 30-3-2024م وتنتهي بفجر يوم الأحد 31-3-2024
• ليلة 23 رمضان تبدأ من مغرب يوم الاثنين 1-4-2024م وتنتهي بفجر يوم الثلاثاء 2-4-2024
• ليلة 25 رمضان تبدأ من مغرب يوم الأربعاء 3-4-2024م وتنتهي بفجر يوم الخميس 4-4-2024
• ليلة 27 رمضان تبدأ من مغرب يوم الجمعة 5-4-2024 وتنتهي بفجر يوم السبت 6-4-2024
• ليلة 29 رمضان تبدأ من مغرب يوم الأحد 7-4-2024م وتنتهي بفجر يوم الإثنين 8-4-2024م
علامات ليلة القدر، منها:
هدوءها وسكونها: حيث تكون ليلة القدر هادئة وساكنة، لا تُسمع فيها أصوات الرياح أو الحيوانات.
طيبها ونسيمها العليل: حيث تكون ليلة القدر طيبة وباردة، ونسيمها عليل.
طولها: حيث تكون ليلة القدر أطول من الليالي الأخرى.
شروق الشمس بيضاء من غير شعاع: حيث تشرق الشمس في صبيحة ليلة القدر بيضاء من غير شعاع.
وورد عن علامات ليلة القدر لـ الإمام القرطبي في «تفسيره» لسورة القدر قوله: في علاماتها: منها أن الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها.
وقال الحسن قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة القدر: “إِنَّ مِنْ أَمَارَاتِهَا: أَنَّهَا لَيْلَةٌ سَمْحَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، تَطْلُعُ الشَّمْسُ صَبِيحَتَهَا لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ”.
يُمكن للمسلم اغتنام ليلة القدر من خلال:
الاعتكاف في المسجد: حيث يُستحبّ للمسلم أن يعتكف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، ليتفرّغ للعبادة والدعاء.
الإكثار من الدعاء: حيث يُستحبّ للمسلم أن يُكثر من الدعاء في ليلة القدر، والتضرع إلى الله تعالى بقضاء حوائجه وتحقيق أماني
قراءة القرآن الكريم: حيث يُستحبّ للمسلم أن يُكثر من قراءة القرآن الكريم في ليلة القدر، والتدبّر في آياته.
قيام الليل: حيث يُستحبّ للمسلم أن يُكثر من قيام الليل في ليلة القدر، والصلاة والدعاء.
التصدق: حيث يُستحبّ للمسلم أن يتصدق في ليلة القدر، تقرّبًا إلى الله تعالى.
وتعد ليلة القدر فرصة عظيمة للمسلم للتقرّب إلى الله تعالى ونيل رضاه، ويجب عليه اغتنامها بالعبادة والدعاء والتضرع إلى الله تعالى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أحمد كريمة ليلة القدر زكاة الفطر الإفتاء بوابة الوفد رمضان تبدأ من مغرب یوم وتنتهی بفجر یوم إلى الله تعالى فی لیلة القدر أحمد کریمة
إقرأ أيضاً:
دعاء الحر الشديد والرطوبة .. اللهم قنا عذاب نار جهنم وزمهريرها
يبحث الكثيرون عن دعاء النبي في الحر الشديد، خاصة مع موجة الطقس الحار الذي تشهده البلاد، فيستحبُّ للإنسان عند اشتداد الحر أن يُكثر من قول "لا إله إلا الله"، وأن يستعيذ بالله تعالى من النار ومن حرِّ جهنم، وأن يسأله سبحانه العافية.
دعاء النبي في الحر الشديدووفقا لدار الإفتاء المصرية أنه على الإنسان أن يقول: "اللهم أجرني من حَرِّ جهنم"، أو "اللهم أجرنا من النار، ومن عذاب النار، ومن كلِّ عملٍ يقربنا إلى النار، وأصلح لنا شأننا بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفَّار"، ويجوز أن يدعو بغير ذلك من الأدعية التي يباح الدعاء بها عندما يحصُل للإنسان ما يقلقه أو يزعجه.
وبينت أنه من المقرر أن التوجيه الشرعي للإنسان إذا أصابه شيء يصعب عليه تحمله، أو كان سببًا في حصول المشقة عليه: أن يلجأ إلى الله تعالى راجيًا كشف الضر وإزالة البأس؛ فقد قال الله تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل: 62]، وقال جلَّ شأنه: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: 67].
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وَإِنَّ الدُّعَاءَ وَالْبَلَاءَ لَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، و"المعجم الأوسط"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.
ورُوي مُرسلًا عن الحسن البصري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اسْتَقْبِلُوا أَمْوَاجَ الْبَلَاءِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ» رواه أبو داود في "مراسيله".
قال الإمام ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (3/ 47، ط. مكتبة الرشد): [السُّنَّة عند نزول الآيات: الاستغفار والذكر والفزع إلى الله تعالى بالدعاء، وإخلاص النيات بالتوبة والإقلاع، وبذلك يكشف الله تعالى ظاهر العذاب؛ قال الله تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا﴾] اهـ.
وقال العلامة ابن رجب الحنبلي في "اختيار الأَوْلَى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى" (ص: 115، ط. مكتبة دار الأقصى): [فالمؤمن: مَن يستكين قلبه لربه، ويخشع له ويتواضع، ويظهر مسكنته وفاقته إليه في الشدة والرخاء، أما في حالة الرخاء: فإظهار الشكر، وأما في حال الشدة: فإظهار الذل والعبودية والفاقة والحاجة إلى كشف الضر] اهـ.
وأضافت: لا يخفى أن الحرَّ مشقة تلحق بالإنسان، وجهد ينزل ساحته؛ ولذا فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن شدة الحر من فيح جهنم؛ كما في حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» متفقٌ عليه.
قال الإمام الزرقاني في "شرحه على موطأ الإمام مالك" (1/ 111، ط. مكتبة الثقافة الدينية): [سَجْرُ جهنم سبب فيحها، وفيحها سبب وجود شدة الحر، وهو مظنة المشقة] اهـ.
دعاء النبي في الحر الشديدأما ما يقوله الإنسان عندما يشتد عليه الحرُّ فقد ورد أنه يقول: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه" وأنه يدعو الله تعالى بقوله: "اللهم أجرني من حَرِّ جهنم". وذلك لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ أَلْقَى اللَّهُ تَعَالَى سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الْأَرْضِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَنِي مِنْكِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ» رواه البيهقي في "الأسماء والصفات"، وذكره أيضًا مختصرًا في "الاعتقاد"، وابن السنّي وأبو نعيم في "عمل اليوم والليلة".
ونبهت: هذا الحديث وإن كان ضعيفًا فإنَّه ممَّا يعمل به في فضائل الأعمال على ما هو المقرر عند عامة العلماء في مثل ذلك؛ كما قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 8، ط. دار الفكر): [قال العلماءُ من المحدّثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويُستحبّ العمل في الفضائل وفضائل الأعمال بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعًا] اهـ.
وحتى لو لم يرد في الباب إلا هذا الحديث الضعيف فإنَّ النصوص الصحيحة الأخرى العامَّة التي تُرَغِّب في الدعاء وكثرة الذكر مطلقًا، وفي الاستجارة وطلب الوقاية من النار على الخصوص تكفي في إثبات المشروعيَّة؛ إذ إن القاعدة عندهم أن العامَّ يبقى على عمومه، والمطلق يجري على إطلاقه حتى يأتي مُخصِّص أو مُقيِّد. ينظر: "البحر المحيط" للعلامة الزركشي (5/ 8، ط. دار الكتبي)، و"التلويح على التوضيح" للعلامة التفتازاني (1/ 117، ط. مكتبة صبيح).
وقد رغَّب الشرع الشريف في الاستجارة من النار وطلب الوقاية منها بالعفو والمغفرة؛ حيث قال الله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201]، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 16].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " مَا اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَّا قَالَتِ النَّارُ: رَبِّ، إِنَّ عَبْدَكَ فُلَانًا قَدِ اسْتَجَارَكَ مِنِّي فَأَجِرْهُ.. الحديث" أخرجه الإمامان أبو يعلى وإسحاق بن راهويه في "المسند"، والإمام البيهقي في "الدعوات الكبير".
كما يجوز للإنسان أن يدعو بغير هذا الدعاء من الأدعية التي يباح الدعاء بها عندما يحصل للإنسان ما يقلقه أو يزعجه؛ رغبةً في أن يدفع الله تعالى عنه هذا الأمر ومشقته؛ ففي السُّنَّة النبوية المطهرة كثيرٌ من الأدعية والأذكار التي يلتجئ بها العبد إلى الله تعالى عند وقوع ما يُفْزِعُه أو يقلقه متضرعًا راجيًا من ربه تعالى أن يكتب له السلامة والنجاة؛ فمنها: ما جاء عن عبد الله بن عمر، عن أبيه رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق، قال: «اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ» رواه الترمذي في "سننه"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، والإمام أحمد في "مسنده"، والحاكم في "المستدرك".
ومنها ما يقال عند الكرب والهم: "هو الله، الله ربي لا شريك له"؛ لما جاء عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا راعَه شيء قال: «هُوَ اللهُ، اللهُ رَبِّي لا شَرِيكَ لَهُ» رواه النسائي في "السنن الكبرى"، وأخرجه أبو داود وابن ماجه في "سننهما" والطبراني في "المعجم الكبير" عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها.