نبهت الدكتورة ياسمين فؤاد، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر فى أول تصريحات لها بعد 100 يوم من تولى المسئولية، نبهت إلى أن ملف التمويل داخل الاتفاقية يحتاج إلى إعادة هيكلة جذرية، وحذرت من استمرار الاعتماد على علاقة المتلقي والمانح recipient relationship التي تعوق التقدم في تأمين مصادر تمويل كافية.

أكدت فؤاد أن التوجه الجديد هو جعل قضايا الأراضي ربحية لإشراك القطاع الخاص وتحويل الاتفاقية إلى الربحية، هذا التحول يعتمد على آليات تمويل مبتكرة تعمل على تقليل المخاطر لرأس مال القطاع الخاص عبر التعاون مع البنوك التنموية الدولية.

وقالت فى تصريحات لأعضاء جمعية كتاب البيئة عبر تطبيق زووم: تتركز أولويات المرحلة الجديدة في تفعيل صندوق تمويل تاريخي، تمثل هذه الآلية الاستثمار الأهم لمكافحة الجفاف والتصحر.. الصندوق وهو صندوق الرياض العالمي للصمود أمام الجفاف الذي تم إطلاقه بتمويل مبدئي يبلغ 2 مليار دولار من المجموعة العربية ومجموعة البنوك الإسلامية بهدف توفير تمويل سريع عن طريق منح لمشروعات تجريبية، يوفر أيضًا تمويلًا طويل المدى عبر التمويل المختلط Blended Finance لإعادة تأهيل أراضٍ واسعة.

وهناك 70 دولة مؤهلة للاستفادة من هذا التمويل باعتبارها الأكثر تعرضًا للجفاف ومن الدول الفقيرة أو متوسطة الدخل، ولديها خطة وطنية معتمدة للتعامل مع الجفاف والتي تختلف عن خطة مكافحة التصحر. وقالت فؤاد إن مصر استوفت هذين الشرطين، وقدمت خطتها الوطنية للاستدامة ومكافحة الجفاف، ولديها عدة مشروعات جاهزة للتمويل في مجالات إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة واستعادة المراعي ومنع الرعي الجائر والتوسع في الري الحديث.

ولفتت «فؤاد» إلى تدهور 40% من أراضي العالم وتعرضها للجفاف والتصحر وفق التقارير الدولية. هذا التدهور لا يقتصر على الجفاف وفقدان الغطاء النباتي فقط. أصبح مرتبطًا مباشرة بـ إنتاج الغذاء وسبل العيش وهجرة السكان واستقرار المجتمعات وحق المرأة في ملكية الأرض خاصة في أفريقيا. وقالت إن لا عمل على مكافحة التصحر لا يعني فقط إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة. بل يشمل أيضًا عمليات الحفظ والحماية والصون للأراضي السليمة. هذا الدور المزدوج يعزز فعالية الاتفاقية.

أكدت فؤاد أن أفريقيا تعتبر أكثر القارات تأثرًا. والأهم أن الاتفاقية تأسست بناءً على مطلب القارة الأفريقية وأن العمل على السور الأخضر العظيم مستمر بتمويل يتجاوز 8 مليارات دولار لزيادة الأراضي التي توقف تدهورها في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل.

وأشارت إلى أن التحدي الأبرز في المنطقة العربية هو العواصف الرملية والترابية Sand and Dust Storms. هذه الظاهرة ستشكل إحدى كبرى الأزمات البيئية والاقتصادية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث توقعت التقارير الدولية أن تبلغ الخسائر السنوية بسببها ما بين 1% إلى 2% من الناتج المحلي لبعض الدول وهو رقم كبير جدا.

أوضحت فؤاد أن التصدي لهذه العواصف يتطلب مشروعات إقليمية عابرة للحدود وليس حلولًا وطنية فقط. وهنا تعمل الاتفاقية كذراع تنفيذية قوية تخدم 197 دولة. هذا هو ما يميزها عن اتفاقيتي المناخ والتنوع البيولوجي، فالاتفاقية تعمل مباشرة على حشد التمويل وتنفيذ المشروعات، كما أن تقارير الدول الوطنية ممولة مباشرة من الاتفاقية، وهذا يمنحها قدرة أكبر على تقديم الدعم الفني بخلاف اتفاقية المناخ التي تعتمد على تمويل من مرفق البيئة العالمي فقط. هذا الفارق يمنح اتفاقية التصحر نقطة قوة يجب استثمارها خلال السنوات القادمة.

ونوهت فؤاد إلى أن أولويات المؤتمر القادم لمكافحة التصحر COP17 المقرر عقده في منغوليا أغسطس 2026، وستشمل الأجندة الخاصة به موضوع المراعي والحفاظ عليها وسيتم تفعيل التحرك غير الرسمي الذي أطلقته السعودية باسم «تفاؤل»، وهى مبادرة تهدف إلى إحياء الثقة للتوصل لتصديق على قرار الجفاف الذي ظل مطلبًا أفريقيًا لمدة 13 عامًا. وسيتم عرض المبادرة فى التحضير الذى يجري الآن في الدورة الـ 23 للجنة تقييم تنفيذ الاتفاقية CRIC23 في بنما ديسمبر القادم.

اقرأ أيضاً«بحوث الصحراء» يمثل مصر في الاجتماع التحضيري لمؤتمر الأطراف COP16 لمكافحة التصحر

خبراء استراتيجيون: معرض «إيديكس 2025» منصة دولية لترسيخ موقع مصر كقوة إقليمية بالصناعات الدفاعية

«إيديكس 2025».. أسلحة جوية وبحرية وبرية وحلول تقنية خلال معرض الصناعات الدفاعية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الشرق الأوسط شمال أفريقيا الدكتورة ياسمين فؤاد العواصف الرملية

إقرأ أيضاً:

أراضي الـ48: مقتل شاب في جريمة إطلاق نار في عرابة البطوف

أعلنت مصادر محلية، مقتل شاب، وإصابة آخر، الليلة الماضية، في جريمة إطلاق نار في عرابة البطوف بأراضي عام 1948، لترتفع حصيلة القتلى في المجتمع الفلسطيني بالداخل منذ مطلع العام إلى 237 قتيلا.

وكان والد الضحية قد قتل بتفجير مركبته في نيسان الماضي، لترتفع احصيلة القتلى في عرابة منذ مطلع العام إلى 10.

وتشير المعطيات إلى أن 21 جريمة قتل ارتكبت في الداخل، منذ مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وأن أكثر من 191 شخصا قتلوا بالرصاص، فيما كان نحو 120 من الضحايا دون سن الثلاثين، بينهم سبعة فتيان وأطفال لم يبلغوا سن الـ18، و21 امرأة، كما سُجلت 13 حالة قتل من قِبل الشرطة الإسرائيلية.

وتعكس هذه الأرقام الصادمة حجم تفاقم الجريمة في المجتمع الفلسطيني داخل أراضي عام الـ48، في ظل تواطؤ الشرطة الإسرائيلية وتقاعسها عن أداء دورها في مكافحة الجريمة، ومحاسبة المجرمين.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار عرب 48 المحلية - فلسطين الداخل أراضي 48: إصابة فتاة بجروح خطيرة في جريمة إطلاق نار بالناصرة مقتل فتى بجريمة إطلاق نار في كفر ياسيف أراضي 48: مقتل شابة بإطلاق نار في جت المثلث الأكثر قراءة اعلان نتائج قرعة الحج 2026 الجزائر الديوان الوطني للحج والعمرة معاريف تكشف تفاصيل جديدة بشأن مروان الهمص وهدار غولدين الاحتلال يفرض حظر التجول في عدة أحياء بالبلدة القديمة وسط الخليل إصابتان بالضرب وأخرى بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال زعترة شرق بيت لحم عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • لماذا تزداد آلام المفاصل بعد سن الأربعين؟
  • تدهور صحة شهاب جوهر وإلهام الفضالة في وقت متزامن يثير قلق الجمهور ويحرك الوسط الفني
  • ياسمين فؤاد تضع خريطة جديدة للتعامل مع التصحر والأمن الغذائي
  • مرصد عراقي: الجفاف سيكون الملف الأهم والأخطر في برنامج الحكومة المقبلة
  • مالية كوردستان تتسلم تمويل رواتب شهر أيلول من بغداد
  • أراضي الـ48: مقتل شاب في جريمة إطلاق نار في عرابة البطوف
  • عائلة فضل شاكر تكشف حقيقة تدهور صحته في السجن
  • لبنان.. أسرة فضل شاكر تنفي تدهور صحته بانتظار استئناف محاكمته
  • مجموعة قانونية: الاتفاقية البحرية بين لبنان وقبرص الرومية خرق دستوري