بعد إعلان رئاسة مجلس الوزراء عن بدء المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل في محافظات المنيا، مطروح، دمياط، شمال سيناء، وكفر الشيخ، لتعميم مظلة صحية عادلة تضمن خدمات علاجية بمعايير دولية لجميع المواطنين دون أعباء مالية عليهم، وذلك باستثمارات ضخمة تجاوزت 115 مليار جنيه، ليستفيد منها أكثر من 18 مليون مواطن، مع دراسة ضمّ محافظة الإسكندرية في المرحلة المقبلة، بما يمهّد لتوسيع نطاق التغطية الصحية ويؤكد أن المشروع القومي يسير بخطى ثابتة نحو تطبيق شامل في جميع أنحاء الجمهورية.

صرحت الدكتورة ميرفت السيد، المشرف العام على مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة بالإسكندرية، إن منظومة التأمين الصحي الشامل ليست مجرد مشروع طبي، بل مشروع إصلاح مجتمعي متكامل، يهدف إلى تقديم رعاية صحية متميزة داخل مستشفيات مجهّزة بأحدث التقنيات الطبية، دون تحميل المواطنين أي أعباء مالية إضافية.

وأضافت أن الدولة تسعى من خلال المنظومة إلى صون كرامة المريض، عبر تقديم خدمة تُضاهي المعايير الدولية بتكلفة بسيطة، وهو النهج المطبق في معظم دول العالم المتقدمة التي تعتمد نظم التأمين الشامل.

أوضحت المشرف العام على مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة بالإسكندرية أن المنظومة تعتمد على تكامل ست هيئات كبرى تعمل وفق القانون رقم 2 لسنة 2018 وهي الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل التي تكون مسؤولة عن التمويل، من خلال جمع الاشتراكات، وسداد تكلفة الخدمات الطبية، والهيئة العامة للرعاية الصحية التي تتولى تشغيل وإدارة المستشفيات ووحدات الرعاية ومقدمي الخدمة، والهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR) التي تعتمد المنشآت الصحية رقابيًا وفنيًا وتضمن جودة الخدمة، فضلا عن هيئة الرقابة والحوكمة التي تكون مسؤولة عن المتابعة والتدقيق وضمان الالتزام بالقانون، وهيئة تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي التي تشرف على الربط الإلكتروني والملف الصحي الموحد وإدارة قواعد البيانات، واخيرا هيئة إدارة الاستثمارات والتمويل الطبي التي تختص بإدارة استثمارات البنية التحتية وتجهيز المستشفيات والشراكات مع القطاع الخاص.

وأكدت  الدكتورة ميرفت المشرف العام على مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة بالإسكندرية أن الهيئات تشكل منظومة مترابطة تُبنى على الحوكمة، والجودة، والتحول الرقمي، وتضمن تقديم خدمة صحية متوازنة في جميع المحافظات.

 

واضافت المشرف العام على مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة بالإسكندرية أن الهدف الأساسي للمنظومة هو ضمان حق كل مواطن في العلاج بأي منشأة تابعة للتأمين الشامل، دون تمييز بين مستشفى حكومي أو خاص، مع الالتزام بمعايير جودة مصرية معتمدة دوليًا، توفر للمريض خدمة آمنة وتجربة علاجية أفضل.

وأكدت أن المنظومة تضمن فصلًا كاملًا بين الجهة الممولة والجهة المقدمة للخدمة، ما يتيح رقابة فعّالة ويضمن نزاهة التعامل مع المرضى.

اوضحت   الدكتورة ميرفت السيد نظام الاشتراكات المعتمد داخل المنظومة، والذي يشمل جميع فئات المجتمع وفق نسب محددة يراعى فيها الدخل والقدرة المالية، ومنها العاملون المؤمن عليهم وفق قانون التأمين الاجتماعي 1% من الأجر الشهري، وأعضاء المهن الحرة والعاملون بالخارج: 5% من الأجر التأميني، والأرامل وأصحاب المعاشات 2% من المعاش الشهري، والمعالون 3% للزوجة غير العاملة، و1% لكل ابن حتى اثنين ثم 1.5% لكل ابن إضافي، بينما غير العاملين يكون الاشتراك رمزي وسنوي ويحدد حسب الفئة، وبالنسبة لغير القادرين تتحمل الدولة الاشتراك بالكامل.

وشددت على أن القانون يضمن مبدأ “لا يُحرم أي مواطن من الخدمة لعدم القدرة على السداد”، ما يجعل المنظومة نموذجًا للعدالة الاجتماعية.

أكدت السيد أن تطبيق المنظومة يخضع لرقابة دقيقة على المستشفيات ووحدات الرعاية، بدءًا من الالتزام ببروتوكولات العلاج، مرورًا بالبنية التحتية والتجهيزات الطبية، وصولًا إلى تدريب الأطباء والفرق الطبية والتمريض، إضافة إلى متابعة دورية لتجديد شهادات الاعتماد.

وأوضحت أن الرقابة الصارمة هي ما جعل محافظات المرحلة الأولى تستمر في تقديم خدمات متميزة منذ 2018 وحتى اليوم.

كشفت ميرفت السيد أن محافظة الإسكندرية تضم ما يقرب من 37 هيئة طبية و 148 وحدة صحية بينها 108 وحدات طب أسرة، وقد تم اعتماد مستشفى برج العرب الجامعي، مستشفى صدر كوم الشقافة، 9 مستشفيات خاصة، 7 مراكز ووحدات رعاية أولية، أما باقي المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة فهي في مراحل متقدمة من رفع كفاءتها للحصول على الاعتماد والدخول ضمن المنظومة فور إطلاقها في المحافظة.

 

أشارت السيد إلى أن القطاع الخاص يمثل عنصرًا مهمًا في المنظومة الجديدة، إذ سيخفف من الضغط على المستشفيات الحكومية، مع تقديم الخدمة بنفس المستوى ووفق معايير موحدة، دون تحميل المواطن أي مصاريف إضافية.

أوضحت السيد أن أحد أهم مكونات التطوير هو التحول الرقمي الشامل؛ حيث سيُمنح كل مواطن رقمًا صحيًا موحدًا، يسمح للطبيب بالاطلاع على تاريخه المرضي في أي مكان داخل المنظومة، ما يسهل التشخيص ويمنع الأخطاء ويوفر الوقت والجهد.

وذكرت أن تطبيق المنظومة سيؤدي إلى توحيد دخل الأطباء في القطاعين العام والخاص، مما يمنحهم حافزًا قويًا للاستمرار في العمل داخل المنظومة، ويُسهم في سد العجز وتحسين جودة الخدمة.

وشرحت ميرفت السيد خطوات تعامل المريض مع المنظومة، والتي تبدأ في وحدة طب الأسرة التابعة لمحل سكنه، حيث يتم الكشف الأولي وتحويله عند الحاجة إلى مستشفى أو مركز متخصص لإجراء الفحوصات أو العمليات، مع تحمل الدولة الجزء الأكبر من التكلفة.

وتؤكد أن المنظومة تشمل جميع أنواع الخدمات الطبية من عمليات جراحية كبرى، وغسيل كلوي، وعلاج الأورام، والعناية المركزة، وتتحمل الدولة معظم التكلفة، بينما يدفع المريض مساهمة رمزية فقط.

وأوضحت أن منظومة التأمين الصحي الشامل تعتبر أول برنامج تأمين صحي في مصر يخضع لرقابة مستمرة، وهو ما أثبت نجاحه في المحافظات التي طُبق بها منذ 2018 حتى اليوم، بفضل صرامة المعايير وجودة الخدمة المقدمة.

وتُعد المرحلة الثانية امتدادًا للنجاحات التي تحققت في المحافظات الخمس الأولى التي انطلقت عام 2018، وقدمت نموذجًا يثبت قدرة الدولة على إحداث طفرة حقيقية في القطاع الصحي، من خلال فصل التمويل عن تقديم الخدمة، وضمان حق المواطن في العلاج اللائق بجودة عالمية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية منظومة التأمين الصحي الشامل جودة الخدمة المقدمة العامة للرعاية الصحية المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل المشروع القومي برج العرب الصحی الشامل میرفت السید

إقرأ أيضاً:

اقتصادية القومي لحقوق الإنسان تشارك في المؤتمر السنوي للهيئة العامة للرعاية الصحية

شارك المجلس القومي لحقوق الإنسان ممثلًا في اللجنة الاقتصادية برئاسة الدكتور محمد ممدوح، عضو المجلس وأمين اللجنة، في فعاليات المؤتمر السنوي السادس للهيئة العامة للرعاية الصحية، وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد من الوزراء والمسؤولين التنفيذيين، إلى جانب خبراء ووفود من الهيئات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية.

وجاءت مشاركة المجلس ضمن دوره في متابعة وضمان احترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، وعلى رأسها الحق في الصحة، استنادًا إلى ولايته القانونية والدستورية كمؤسسة وطنية مستقلة تعمل وفق مبادئ باريس ومعاييرها المتعلقة بالرصد والمتابعة والتقييم.

وأكد المجلس أن مشاركة اللجنة الاقتصادية تعكس نهجًا مؤسسيًا متكاملًا، تتعاون فيه لجان المجلس المختلفة – بما فيها اللجنة الاجتماعية ولجنة الشكاوى – في متابعة منظومة الرعاية الصحية في مصر من خلال الزيارات الميدانية للمستشفيات ووحدات طب الأسرة وهيئات الرعاية الصحية، ورصد مستوى جودة الخدمات، ومتابعة تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل وآليات الاستجابة لشكاوى المواطنين.

كما تابعت اللجنة الاقتصادية أحدث تطورات منظومة التأمين الصحي الشامل، وتقييم مدى توافق خطط التوسع والإصلاح الصحي مع المعايير الحقوقية، ولا سيما ما يتعلق بضمان الوصول العادل للخدمات الطبية، وحماية الفئات الأولى بالرعاية من التكاليف الباهظة، وتعزيز الشفافية والمساءلة داخل النظام الصحي.

وأوضح ممدوح أن حضور المجلس في هذا المحفل يعكس التزامه الثابت بمتابعة الحق في الصحة كأحد أهم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا أن نتائج المؤتمر ستُستثمر في تطوير التقارير التحليلية وتوسيع نطاق المتابعة الميدانية. واختتم ممدوح تصريحه بالتأكيد على استمرار تعاون المجلس مع الهيئة العامة للرعاية الصحية ووزارة الصحة لضمان إدماج المعايير الحقوقية في سياسات الرعاية الصحية والتأمين الصحي الشامل، بما يضمن حصول كل مواطن على خدمات صحية آمنة وعادلة وذات جودة دون أي شكل من أشكال التمييز.

مقالات مشابهة

  • مستشفى الخرطوم للأورام (الذّرة) يستأنف تقديم الخدمات الطبية بعد توقفه منذ اندلاع الحرب
  • محمد السيد الشاذلي: معركة الهوية أهم المعارك التي تخوضها الأمم
  • السبكي: حوافز واسعة لجذب الاستثمار الصحي ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل
  • الصرف الصحى تناقش أحكام الرقابة على الشركات والمنشآت الصناعية بمحطات المعالجة بالإسكندرية
  • وقفة.. دموع على منظومة التعليم
  • محافظ بني سويف يتابع جهود التأمين الصحي في دعم وتطوير الخدمات الطبية
  • السيد القائد يدعو أبناء الشعب إلى حضور مليوني مشهود عصر غد الأحد في ميدان السبعين
  • اقتصادية القومي لحقوق الإنسان تشارك في المؤتمر السنوي للهيئة العامة للرعاية الصحية
  • القومي لحقوق الإنسان يشارك في المؤتمر السنوي للهيئة العامة للرعاية الصحية