في يوم القدس العالمي.. الأعلام اليمنية والفلسطينية في مسيرات هادرة

الثورة / محمد هاشم
منذ أول يوم للعدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر الماضي على قطاع غزة والمستمر لأكثر من ستة أشهر بدعم أمريكي، مازال الشعب اليمني يتصدر المشهد بمواقف عملية مساندة وداعمة للشعب الفلسطيني وحركات المقاومة في مواجهة العدوان والصلف الصهيوني الأمريكي من منطلق إيماني، وسخر كل إمكانياته في نصرة المواطنين في غزة، الذين يتعرضون لإبادة جماعية على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية.


كان هناك تناغم وانسجام واضح بين الموقفين الشعبي والرسمي في تجسيد نصرة اليمن لمظلومية أبناء غزة، وتجلى ذلك في التفاعل الجماهيري الكبير مع دعوات السيد القائد الأسبوعية للخروج الشعبي باعتبار ذلك شكلا من أشكال الجهاد في سبيل الله والقيام بالواجب الديني والأخلاقي والإنساني مع الأشقاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أخذ موقف القيادة الثورية والسياسية مسارا تصاعديا تجاه ما يحدث في فلسطين حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم من مشاركة مباشرة في المعركة من خلال تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عمليات نوعية مستمرة بالصواريخ الباليستية المجنحة والطائرات المسيرة ضد أهداف عدة للكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة، لتشكل تهديدا وضغطا إضافيا أربك العدو الصهيوني بالتزامن ما يتلقاه من ضربات موجعة من حركات المقاومة الفلسطينية وحزب الله في الجبهة الشمالية.
عمليات القوات المسلحة اليمنية
بالرغم من التحرك اليمني في كل المجالات، التحرك العسكري اليمني هو المسار الأبرز، نظراً لتأثيراته الكبيرة وما صنعه من تحولات استراتيجية دخل اليمن على خط المواجهة المباشرة مع كيان العدو الصهيوني، بإعلانه رسمياً شنّ عدة عمليات عسكرية واستراتيجية ضمن مسار تصاعدي، على أهداف عسكرية صهيونية في “إيلات” أو أم الرشراش، وصحراء النقب، وغيرها من الأهداف الاستراتيجية التابعة لكيان العدو الصهيوني في الأراضي المحتلة.
وأعلن قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ،14 مارس 2024م، أن إجمالي السفن والبارجات التي استهدفتها القوات المسلحة اليمنية منذ بدء عملياتها في نوفمبر الفائت بلغ 73 سفينة وبارجة، منها 12 عملية استهداف لسفن وبوارج العدو بعدد 58 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيّرة في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، كاشفا أن عملياتنا هذه المرة بلغت إلى مديات غير مسبوقة، ووصلت 3 عمليات إلى المحيط الهندي بتوفيق الله.
وفي سياق ذلك الموقف وبالتزامن مع المسيرة المركزية الميلونية في العاصمة صنعاء دون كلل أَو ملل، يقودُه الشعورُ بالمسؤولية الإيمانية والدينية والأخلاقية والإنسانية، تجاه دماء وأشلاء إخوانه وأهاليه في قطاع غزة، ودموع الثكالى وصراخ اليتامى ورعب الأطفال، وخروج الأجنَّة قبل موعدها، وأنين الجرحى من تحت الركام، ومشاهد جرائم الإبادة الجماعية، لكل ما هو فلسطيني.
تواصل الخروج المليوني في أكثر من 147 ساحاة دعما للشعب الفلسطيني في مدن ومديريات 15 محافظة حرة، حتى في المناطق الريفية البعيدة على الرغم من الحر والعطش في نهار رمضان.
إحياء يوم القدس العالمي
وقبل طوفان الأقصى تخرج جماهير اليمن بمسيرات حاشدة في كل عام بيوم القدس في مظاهرات تجوب مختلف المحافظات، مؤكدين الاستمرار مع القضية الفلسطينية وشعبها ورفض الكيان الإسرائيلي واحتلاله.
تبين الأحداث أن الشعب اليمني هم السابقون في إحياء يوم القدس العالمي ممثلة بالقيادة الوطنية ودعوات السيد القائد بمسيرات مليونية هي الأضخم في العالم العربي والإسلامي، في العاصمة صنعاء وعشرات الساحات في 14 محافظة حرة إحياء ليوم القدس العالمي المسيرات التي ترفع فيها الأعلام اليمنية وأعلام فلسطين وشعارات الحرية ولافتات يوم القدس العالمي الداعية لتحريره من دنس الاحتلال الصهيوني والرافضة لجرائم العدو بحق الشعب الفلسطيني.
ويؤكد الشعب تمسكهم بالقضية الفلسطينية، متمسكين بخط الجهاد لتحرير المقدسات، داعين الحكومات والشعوب العربية إلى ترك الصمت والتحرك لتحرير الأقصى، مدينيين تطبيع بعض الأنظمة العربية مع كيان العدو.
وتردد الجماهير المحتشدة، الشعارات المؤكدة على أهمية الجهاد في سبيل الله والمشاركة إلى جانب أحرار الأمة لخوض أي معركة فاصلة وحاسمة مع العدو الصهيوني، انتصاراً للقضية الفلسطينية العادلة وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: یوم القدس العالمی العدو الصهیونی

إقرأ أيضاً:

طوفان الأقصى .. والمؤتمر القومي العربي

31 مايو - 2 يونيو 2024م.. عُقدت الدورة الثالثة والثلاثين من المؤتمر القومي العربي، في العاصمة اللبنانية بيروت، باسم «دورة طوفان الأقصى». هذه الدورة جاءت فريدة عن الدورات السابقة للمؤتمر بتخصيصها لطوفان الأقصى. كان المشاركون مفعمين حماسة بانتصار المقاومة وإخفاقات الكيان الصهيوني، وبالتحولات العالمية التي أحدثها الطوفان، أهمها تحول المشهد العالمي باتجاه التعددية القطبية على حساب الهيمنة الأمريكية. رغم أنني أشارك الحضور في رأيهم بهذه التحولات، وأن الطوفان هو نصر متحقق، وقد كتبت حول ذلك، إلا أنني كنت أتمنى أن يجري نقاش سياسي موضوعي عن مدى تحقق ذلك فعلا، أم أن ما حصل هو دورة صراع ما تلبث أن تعود الأوضاع إلى «المربع الأول»، وكذلك الموازنة بين هذا الانتصار والإبادة الجماعية الهائلة التي وقعت لأهل غزة. هذا التساؤل كان مثار حواري مع بعض الزملاء على هامش المؤتمر، ابتغاء الموضوعية خارج توهج الحماسة. وأرى أن على الأمانة العامة للمؤتمر أن تطلب من محللين مختصين القيام بدراسة ذلك.

حظيت هذه الدورة بأن ألقى قادة المواجهة مع إسرائيل كلمات لتقييم ما يجري على أرض المعركة والتحولات العالمية وبيان موقفهم الآتي من المواجهة. بداية؛ ألقى حمدين صباحي الأمين العام للمؤتمر القومي العربي كلمة اعتبرت خطوطا حددت معالم المرحلة القادمة للمؤتمر في خدمة القضية الفلسطينية، ومن أهم ما تطرق إليه «نقد الذات» في عدم مواكبة الحضور العربي؛ بمستوييه الرسمي والشعبي، لأحداث طوفان الأقصى، وهذا أمر متفق عليه، وكان ينبغي لهذه الدورة أن تشهد حشدا من الشباب العربي، مما أرى أن تُخصص الدورة القادمة من مخيّم الشباب أيضا لطوفان الأقصى.

ثم ألقى إسماعيل هنية رئيس مكتب حركة حماس في غزة كلمة بثت «عن بُعد»، ركز فيها عن «اليوم التالي للمعركة»، حيث وجه كلامه إلى الكيان الصهيوني ومن لف لفه؛ قائلا: (إنكم ستختنقون بحبل أوهامكم، ولن تجدوا من شعبنا من يقبل بديلا عن المقاومة)، وبيّن أن السبيل هو المضي نحو إنجاز مشروع التحرير والعودة.. وأنه يتطلب وحدة فلسطينية على الركائز التالية: تشكيل قيادة وطنية موحدة، من خلال المشاركة الفاعلة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية لجميع القوى. تشكيل حكومة توافق وطني في الضفة والقطاع بمرجعية وطنية متفق عليها. إجراء الانتخابات العامة؛ رئاسية وتشريعية، ومجلس وطني فلسطيني.

أعقبه نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله أمام الحضور بكلمة مؤكدا فيها بأن (المستقبل للاتجاه الفلسطيني التحريري، لكامل فلسطين من البحر إلى النهر، لا للدولتين ولا لدولة مبتورة، بل لتحرير كامل لكل تراب فلسطين من دون إنقاص)، وأكد على مساندة حزب الله للمقاومة الفلسطينية: (ستستمر مساندتنا حتى وقف إطلاق وقف النار، وبعده سنكون حاضرين وجاهزين لكل مساندة حتى التحرير).

ثم تحدث محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي مركزا على المقاومة والوحدة قائلا: (لماذا إسرائيل تستمر في هذه الجرائم رغم كل هذه الأحداث وهذه التغيرات؟ والجواب: أن هذه معركة مصير، وهذه الجولة من الصراع ستحدد؛ ليس فقط القضية الفلسطينية، بل مصير إسرائيل ومصير المنطقة، وفي معارك المصير ليس لنا إلا الصمود والثبات... والمقاومة، وفي معارك المصير ليس لنا إلا الوحدة والتماسك الداخلي).

ثم ألقى جميل مزهر نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كلمة متسائلا: (أليس غريبا أن تخرج جماهير أوروبا وأمريكا اللاتينية والعديد من البلدان الآسيوية في مظاهرات بمئات الألوف؛ خاصة في الجامعات، فيما يعم الركود الشارع العربي، ويكون نطاق الفعل هزيلا ومحدودا من قِبَل أحزابنا العربية؟)، ولذلك؛ اقترح برنامجا عمليا أهمه: الانتقال إلى الأفعال في وقف العدوان على قطاع غزة ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته. ووضع خطة عمل لتشكيل جبهة عربية لمقاومة التطبيع.

تكلم بعده عمر حمزة نيابة عن عبدالملك الحوثي قائد أنصار الله اليمنية قائلا: (وما هو مثير ولافت للاهتمام أن الشعب اليمني يطالب قواته المسلحة المزيد من العمليات، وفي مظاهراته المليونية الأسبوعية يؤكد الشعب اليمني أن غزة ليست وحدها، ولن تكون وحدها).

أعقبه أمين عام كتائب سيد الشهداء العراقية أبو آلاء الولائي بكلمة متلفزة، مبينا بأن: (هناك مرحلة ثالثة قريبا جدا ستخوض غمارها رجال المقاومة الإسلامية في العراق، مستخدمة فيها أسلحة مختلفة ومتطورة وموجهة لخاصرة من خواصر الكيان الغاصب الهش).

يُحسب للمؤتمر القومي العربي أنه دعا جميع ممثلي المواجهة لإلقاء خطاباتهم، والتي جاءت متكاملة كتكامل أفعالها على جبهات المعركة، كما ظهر فيها الإصرار على مواصلة المقاومة حتى كسر إرادة الكيان الصهيوني، وكلها عدت الطوفان نصرا للشعب الفلسطيني، مما يجعل الحديث عن «اليوم التالي للمعركة» وهما، بعدما اهتزت أركان الدولة الإسرائيلية، وأصبح الاعتراف بالدولة الفلسطينية حقيقة شقت طريقها إلى الواقع، مما يعني أن إسرائيل في أسوأ أحوالها منذ قيامها عام 1947م.

من خلال وجودي عضوا في الأمانة العامة للمؤتمر القومي؛ كانت هناك متابعة لما يحصل منذ انطلاق طوفان الأقصى، وقد نُفِّذتْ العديد من الأنشطة للوقوف مع الشعب الفلسطيني ومساندته بتحركات عملية، وقد أشادت الأمانة العامة بما يجري من تحرك لصالح الوضع الفلسطيني في (المغرب والأردن والبحرين ومصر ولبنان وتونس والجزائر وسلطنة عمان وليبيا واليمن).

حددت الأمانة العامة للمؤتمر في تحركاتها المهام الآتية: (تركيز التحرك لوقف العدوان وإيقاف قتل المدنيين، تسليط الضوء على مخطط التهجير لأهالي غزة، العمل لتعزيز الوحدة الفلسطينية، منع حدوث شرخ في محور المقاومة، العمل على تأمين المساعدات والرعاية لأهلنا في غزة، ودعم المقاومة). وقد قُدِّمتْ عدة مبادرات من المؤتمر لإنجاح هذه المهام؛ أهمها:

في الجانب الحقوقي.. مخاطبة الأحزاب والنقابات والمنظمات الشعبية والمدنية للتحرك بالضغط على الواقع الرسمي العربي والإسلامي والدولي من أجل اتخاذ المواقف الرادعة للعدوان الإسرائيلي. التواصل مع اتحاد المحامين العرب واتحاد الحقوقيين العرب والمنظمات القانونية العربية والإسلامية والدولية للتحرك القانوني لمحاكمة المسؤولين الصهاينة والمسؤولين الذين دعموا العدوان، وتكليف المحامين من أعضاء الأمانة العامة والمؤتمر بالتنسيق لوضع خطة مناسبة لرفع الدعاوى. والسعي إلى نزع الشرعية الدولية عن الكيان الصهيوني وطرده من المنظمات الدولية.

في الجانب الشعبي.. السعي إلى تشكيل جبهة شعبية عربية وإسلامية لمناهضة الهيمنة الصهيونية. والسعي إلى إطلاق حملة تبرعات مالية وغذائية ودوائية وعينية لأهل غزة. والدفع بإقامة صندوق عربي وإسلامي ودولي لإعادة إعمار ما هدمه الاحتلال من مبانٍ وبيوت وأبراج ومدارس ومساجد وكنائس ومستشفيات في غزة. وتفعيل دور لجان مقاطعة السلع الإسرائيلية والسلع الغربية الداعمة للكيان الصهيوني، وإطلاق مشروع تعبوي شعبي للمقاطعة.

في الجانب الثقافي.. تسخير وسائل التواصل الاجتماعي لإبراز ما يتعرض إليه أهل غزة، ونشر الرواية الفلسطينية للأحداث باللغات الأجنبية وتوزيعها على الشخصيات الأجنبية المتضامنة مع قضية فلسطين. تعميم ثقافة المقاومة ومناهضة التطبيع ورفض الصلح والتفاوض والاعتراف بالكيان الصهيوني. تكليف الكُتّاب من أعضاء المؤتمر للتواصل مع اتحاد الكُتّاب والأدباء العرب، وسائر المنتديات والهيئات الثقافية في الوطن العربي والمهجر للعمل على استنفار ثقافي وأدبي وفني وإبداعي واسع لنصرة أهل غزة.

في الجانب السياسي.. يُنظم أعضاء المؤتمر القومي العربي في أقطارهم زيارات إلى سفارات الدول التي سحبت سفراءها من الكيان الصهيوني، وأعلنت رفضها للمجازر بحق أهل غزة، ودعم موقفها وشكرها.

في الجانب الصحي.. يتواصل أعضاء المؤتمر الأطباء والصيادلة مع اتحاد الأطباء العرب واتحاد الصيادلة العرب والمنظمات الصحية والإنسانية العربية والإقليمية والدولية، والسعي إلى توفير الدعم الطبي والإنساني والمساعدة في إعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية.

مقالات مشابهة

  • شاهد| سرايا القدس بالاشتراك مع فصائل المقاومة الفلسطينية تقصف تحشدات العدو الصهيوني في محور “نتساريم” جنوب مدينة
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف برشقة صاروخية العدو الإسرائيلي في موقع “كيسوفيم” العسكري على أطراف قطاع غزة رداً على جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني
  • (طوفان الأقصى).. نصرُ الأمة الموعود
  • طوفان الأقصى .. والمؤتمر القومي العربي
  • مسير شعبي وعسكري لخريجي دورات طوفان الأقصى من طلاب وموظفي جامعة صنعاء
  • جامعة صنعاء تشهد مسيرًا شعبيًا وعسكريًا لخريجي دورات ” طوفان الأقصى”
  • سخط عالمي على مجزرة العدو الصهيوني بحق المدنيين في النصيرات
  • محمد علي حسن: موقف مصر الأكثر شرفا تجاه القضية الفلسطينية
  • الشعب اليمني يطور الـقدرات ويصعد العمليات
  • وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في عين الحلوة